الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 32 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز

 

فتنفست ود الصعداء وسمع حمزه صوت زفيرها الذي خرج بإرتياح شديد
ولكن سرعان ماتحول هذا الارتياح لقلق مرة اخري وهي تسأله
طيب طمني عليك حسام شك فيك طيب عملك حاجه اذاك 
فرد عليها حمزه بنفس الثبات 
اظن اني بكلمك اهو ياود ومفياش حاجه اطمني انا بخير.
فردت عليه ود بصوت يرتجف 
بس ليه انا مش حاسه انك بخير طيب وليه حاسه ان تعبك وتعب صوتك كان بسبب حسام وكان هو اللى وراه والأهم من دا كله... انا ليه حاسه انك متغير

فأجابها حمزه نافيا
ابدا ياود انا مش متغير ولا
حاجه
وصدقيني حسام كان عندي بس ماعمليش اي حاجه كان بيسألني عليكم وانا قولتله معرفش طريقكم وخلاص الموضوع انتهي.
فاردفت ود بنبرة اقرب الي البكاء
دكتور حمزه هو انت ليه بتكذب عليا انا عارفه حسام كويس.
حسام ميعرفش يسأل علي حاجه ويسيب المكان ويمشي من غير ما ياخد الرد اللي يرضيه
وعمره ماهيسيبك سليم وهو شاكك مجرد شك انك تعرف طريقي ولو معملش كده اظن انك مش بتتكلم علي حسام جوزيولا هو اللي كان عندك تبقي بتتكلم علي حد تاني.
تنهد حمزه وهو يستمع اليها 
فبالفعل حسام قد تعامل معه بمنتهي العڼف فور أن رآه 
ولا يعرف بما يفسر ذلك أو لأي الاسباب يسنده 
فهو بالطبع يتنافي كليا مع الشخصيه التي كانت تجلس امامه وتحادثه منذ قليل!
وإحقاقا للحق إن قارن بين الفعل والحديث والاحداث التي رواها حسام..
فلا وجه للتشابه علي الاطلاق. 
وبالفعل هذه نقطة اثارت الريبه في نفس الطبيب حمزه واصبح الشك الموجود منذ البدايه فى أن يكون مايقصه حسام لا يحمل شيئ من الصحه يكبر شيئا فشيئا.
فتنهد بحيره وسأل ود بنفس مقدار الشك الذي يحمله لحسام ولما اخبره به من وقائع لا يعلم مدي صحتها من عدمه
ود

________________________________________
صحيح انتي مقولتيليش هو باباكي ماټ ازاي 
وهنا سمع تهدج انفاسها وباتت تتصاعد رويدا رويدا وتصبح اعلي فأعلي
وساد الصمت لثوان قبل ان تخرج الكلمات متقطعة من فم ود بصوت يرجف
ههو حسام قالك ايه بالظبط قالك ايه يادكتور انطق رد عليا..
وقبل أن يحاول تهدأتها سمع منها صړخة مدويه نفذت من طبلة أذنه التي شك أن تكون خرقت كليا من شدة الصرخه
الي كيانه فأصابته بزلزال بمقدار مائة ريختر
جعل جسدة يهتز خوفا عليها وخاصة وهو يسمع صوت كريمه المستغيث بكل آية وحديث وولي من أولياء الله الصالحين
تدعوا به الله تضرعا كي لا يصيب ابنتها مكروه وهو يؤمن خلفها بهمس.
وظل باقيا علي الهاتف يتابع مايحدث علي الجانب الآخر ولايوجد بيده مايفعله
ولكنه يؤمن بعد كل هذة الدعوات التي تدعوا بها كريمه بأن الله سيستجيب.
وها هي دعواتها وتأمينه يستجيب لهم الله فقد جاءة صوت ود يأن 
وهذا دليل علي انها بدأت بالفعل تستعيد وعيها
ثم بدأت تهزي بكلمات غير مفهومة!
وسرعان ما تفسرت حروفها وهي تردف
بابا انا مقتلتكش
بابا انا مليش ذنب هو السبب
بابا والله انا كنت بحبك جدا.
وهنا اعتدل الطبيب حمزه في جلسته وهو يستمع بإنصات شديد
فهو تعلم جيدا بفضل مهنته وخبراته فى الحياة ان كل الحكمه والحقائق الغير قابلة للجدال تؤخذ من افواه المجانين او فاقد الوعي الذي يهذي بدون ادراك.
وها هو علي وشك الاستماع للحقيقة الكاملة. 
ولكن كل آماله تبخرت حين سمع صافرة انتهاء المكالمه التي تربطه بهم 
وكان يشعر كأنه يجلس معهم في منتصف الغرفه.
وهاهو عقله عاد يتأرجح من جديد بين كفتي ميزان
في احداهن تجلس ود بقصتها
وفي الاخري يجلس حسام بقصته
وبين التارة والاخرى ترتفع كفة وتنخفض الاخري
ولا يعلم حمزه اي الكفتين ستطب بالحقيقه وايهما ستطفوا للأعلى بخفة الكذب.
ولا يملك الا ان يصبر علي هذا الحال الى أن يحدث ما يضع الامور في نصابها الصحيح.
انثي بمذاق القهوة ٥
حاول حمزه مرارا ان يهاتف كريمه وود بعد الذي حدث لود علي مسامعه منذ ساعات
ولكن محاولاته بائت بالفشل وجاءت دون جدوي 
ففي كل مرة يحاول الاتصال بهم لا يسمع سوى صوت رنين الهاتف يتكرر مرارا دوه رد الي ان ينقطع الاتصال
وها هو يعاود الكرة مرة بعد مرة
وفي النهايه زفر بقلة حيله وهو يبعد الهاتف عن اذنه ويضربه علي الفراش بجواره بمنتهي العصبيه 
ثم مد يده فأمسك الأوراق مرة أخري وبدأ بتصفحهم ولكن هذه المره بتركيز وأنتباه أعلى.
ومن ضمنهم قراء شيئا رآه الاكثر غرابة من غيره 
وهو عباره عن عقد ملكية لسياره أجرة بإسم حسام وتاريخ العقد قديم جدا من عشر سنوات تقريبا!!
فأخرجه من بين الأوراق الاخري ووضعه جانبا فقد بدا لحمزه انه اكثر الاوراق التي بين يديه مصداقية
اما البقية فمن السهل جدا تزويرهم اليوم واكمل تصفح باقى الاوراق والتي كانت عبارة عن عقود وتحويلات بنكيه من حسابات مجهوله لحساب ود
ومن بينهم مبلغا ضخما بقيمة مليوني جنيه حولوا الي حسابها مرة واحده!
وهذا كان منذ سنوات ايضا 
اي في بداية مشوارها المهني ولم تكن تمتلك شركات بعد او اى مصادر لكسب ذلك المبلغ الضخم من المال!
وهذه الورقه كانت الورقه الثانيه التي وضعها جانبا ايضا 
فيبدوا ان لكل ورقة من هاتين الورقتين حكاية كبيره.
واكمل قراءة وتدقيق باقي الاوراق
وحين انتهي منهم وجد هاتفه يرن
فنظر اليه ليكتشف من المتصل
ويال فرحة قلبه حينما وجده رقم من تشغل باله وعقله وقلبه ايضا.
رد متلهفا لياتيه صوت كريمه الهادئ عبر سماعة الهاتف
ايوه ياحمزه يابني اسفه انك رنيت دا كله وانا مردتش عليك اصلي سبت التليفون فى البيت واخدت ود ونزلت بيها ووديتها علي البحر قعدتها شويه لغاية ماهديت وجبتها تاني.
حمزه لا ولا يهمك ياخالتي طيب وهي عامله ايه دلوقتي
تنهدت كريمه بثقل واردفت
والله يابني مكدبش عليك رجعت لسكوتها من تانى وحالها اتشقلب بدال ماكانت ابتدت تتحسن
انا مش عارفه بس ايه اللي جرالها هو انت قولتلها ايه عمل فيها كده
اردف حمزه
ابدا ياخالتي كل الحكايه اني سألتها باباها ماټ ازاي بس.
ردت عليه كريمه بعد ان شهقت شهقة عاليه بس! 
وهو انت مستهون بالسؤال دا يادكتور!
طب دي ود من يوم مۏت ابوها وهي مش قادره تتخطي اليوم دا ولا تنساه
اليوم اللي خسړت فيه اغلي واحن إنسان في حياتها ومش بس كده دي من بعده شافت الذل الوان
معلش يادكتور انا مش دكتوره زيك ولا افهم في شغلك لكن اللي عملته دا كان غلط حتي لو دي طريقتك في العلاج
ود من ساعة مكالمتها معاك منطقتش حرف واحد ورجعت تاني لشرودها وسرحانها. 
وهقولك كلمه وحده اخيره
اياك يادكتور تصدق كلام حسام ولاأمه فيوم من الأيام
دول تعابين وكل دقيقه ممكن يغيروا جلدهم ويبدلوا لونه عشان يخفوا حقيقتهم عن البشر
ومش هقولك استفتي عقلك فأى حاجه هتسمعها منهم عشان انا متأكده ان عقلك حسام هيقدر يوصله فأي دقيقه ويأثر عليه بكل طريقه ممكنه ويخليه يصدق اللي هو عايزه..
لكن انا هقولك استفتي قلبك.. والقلوب مبتكدبش فإحساسها ابدا.
ولو يابني فيوم صدقت حسام وشفت ان ود غلطانه من وجهة نظرك او انها مجرمه زي ماطول عمره هو وامه بيشيع عليها
وقتها ابعد عنها وانهي أي اتصال بينك وبينا 
وانسانا وكأنك ماعرفتناش يوم.
واما لو مصدقتش 
وجيت فلحظه وخفت من حسام احسن اذاه يطولك
ودا هيحصل اكيد فاعفي نفسك من اي مسئوليه تجاهنا وانا اهو باقولهالك كتر الف خيرك لغاية هنا يابني ومشكور من الأرض للسما. 
مع اني من اول ماشفتك وانا متأمله فيك خير وقولت مفيش غيرك انت اللي هتنصف المظلوم وتجيب حق البريئ.
لكن لو مش هتكون كده اوعي يابني تاخد صف الظلام وتكون واحد منهم واللي ظلموا ود كتير وصفوفهم عريضه
واللي نصفها ووقف جنبها طول عمرها مفيش غير ناس يتعدوا عالصوابع انا وابوها.. وهادي بيه. 
وكنت اتمني اسمك ينذكر معانا.
اردف حسام متسائلا مين هادي بيه دا ياخالتي 
انتي مجبتليش سيرته قبل كده ولا قولتيلي انه كان له دور فحياة ود!
مع
ان من الواضح انه كان له دور مهم جدا في حياتها علي حسب كلامك
ودوره مايقلش عن ادوار رئيسيه زي ابوها وامها يعني معني كده انه كان واخد حيز كبير في حياتها!
واكمل بنبرة شك
هو انا ليه حاسس انك خبيتي عليا حاجات كتير ومقولتليش كل حاجه وانتي بتحكيلي قصة ود!
اردفت كريمه بعد ان تنهدت
عشان مش كل حاجه ينفع تنحكي يابني
ولا عندي إذن اني اتكلم فيهاانت عارف هادي بيه دا يبقي مين ووضعه ايه في البلد 
دا اكبر رجل اعمال وصاحب مجموعة شركات الهادي للإستيراد والتصدير واسمه مينفعش يتجاب فأي حكايه من حكايات أي حد.
زمان الراجل حصلتله مشكله كبيره بسبب ود ودلوقتي مش مستعدين تحصل فحياته اي حاجه تانيه بسببها هو ميستحقهاش
وصدقني يادكتور هادي باشا لو عرف باللي حاصل مع ود دا كان خرب الدنيا وقلب عاليها واطيها بس احنا مش عايزينله الأذي من واحد زي حسام عامل زي الإعصار بياخد في وشه الصالح والطالح.
كرر حمزه السؤال علي مسامع كريمه مرة أخري وبإصرار اكبر
قوليلي مين هادي دا وكان ايه دوره فحياة ود ومټخافيش انا دكتورها مش أي حد
ولازم اعرف ادق التفاصيل عن حياتها

________________________________________
والاشخاص اللى دخلوها واثروا فيها سواء بالسلب او بالايجاب عشان اعرف اعالجها كويس واشوف علتها فين بالظبط.
كريمه صدقني مش مسموحلي
حمزه اذن هسمع الحكايه من حد غيرك ومتبقيش تلوميني وقتها لو صدقت الطرف التاني
ماانا ساعتها هكون مش بسمع غير من طرف واحد وهضطر اصدق اللي هيقوله مهما كان.
تنهدت كريمه واردفت بصوت متعب ولكن بعد ان صمتت لثوان سمع فيها حمزه صوت البخاخ
وكم اسعدته هذة الحركه فهذا يعني ان كريمه قد اخذت الاحتياط اللازم كي تتحدث وكم شعر بأنه ظفر بما سعي اليه وهي تردف
بص يابني هادي بيه دا يبقي رجل اعمال كبير زي ماقولتلك وبداية تعرفه علي ود كان في بداية شغلها في الاعلانات وهي في الجامعه
لما راح الشركه اللي بتشتغل فيها ود عشان يعمل اعلان لشركته
انهت كريمه جملتها ثم عادت بالذاكرة لسنوات مضت 
في اليوم الذى عادت فيه ود من عملها وهي في قمة اڼهيارها وارتمت فى بين ذراعيها تشكوا اليها ماحدث لها من حسام في ذلك اليوم واكملت
كنت في المطبخ بعمل الأكل لود زي كل يوم
وكان فاضل علي ميعاد رجوعها ساعتين
لكن باب الشقه اتفتح مرة. وحده پعنف وبصيت لقيتها هي وجات داخله عليا المطبخ وهي بټعيط بصوت عالي واترمت فحضني
الحيوان الحيوان الواطي فضحني فضحني.
ولسه بحاول اهدي فيها عشان افهم اللي حصل ولقيت حسام داخل من باب الشقه وأول ماشافها جه هاجم عليها زي الغول
واخدها من بين اديا وفضل يضرب فيها بكل قوته كان پيضرب ضړب خساره ضړب غل زي مايكون عايز ينهي حياتها
وفين وفين لما قدرت اخلصها من
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 72 صفحات