الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 35 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز


الطبيب حمزه بخطوات بطيئة وحذرة 
الي ان وقف بجانبه ثم مال بجسده ليتقابل وجهه بوجه الطبيب حمزه من نافذة السيارة ثم سأله بنبرة هادئه لكنها تنم عن ريبة 
انت مين وواقف هنا تعمل ايه بالظبط
فتح الطبيب حمزة فمه محاولا التحدث رغم انه لا يعلم ماذا يقول وما يجب ان يقال في هذا الموقف 
ولكن كريمه كانت بمثابة طوق نجاة لكلماته الغارقة في جوفه حين ردت بدلا عنه وقد اكتشف حمزه انها تقف خلف الرجل مباشرة 

دا الدكتور بتاعي ياحسام وصمم انه يوصلني فطريقه عشان كان مروح وكمان عشان شافني تعبانه..
حسام بدون النظر اليها او اعارتها ادنى اهتمام ومازال مستمرا في النظر للطبيب حمزه وسأله مرة اخري دكتور ايه دا ياكريمه
فى هذه اللحظه بديهيا قمت بالتطوع انا بالرد دكتور الصدر والجهاز التنفسي..
وهنا تفحصني هذا الحسام بنظرة اخيره
ثم اعتدل مبتعدا وقد بدا ان كذبتي قد انطلت عليه فالتف مواجها لكريمه وللوهلة الاولي ظننت ان هناك بوادر شفقه عليها بدأت تظهر على ملامح وجهه
ولكن سرعان ماتحولت الي علامات ڠضب وهدر بها بصوت غاضب ولما رايحه لدكاتره مقولتيش ليه ياكريمه
ردت عليه كريمه بتلعثم ماما ماهو انا بعد مامشيتوا تعبت فجأه ومقدرتش استحمل ياحسام يابني يعني خروجي من وراكم مكانش متخططله وكان صدفه..
حسام والتليفون ياكريمه كان ايه مشكلتك انك تتصلي بيا منه وتبلغيني
كريمه وهو انا كنت فأيه ولا ايه بس ياحسام يابني بقولك كنت تعبانه مش قادره آخد نفسي..
وهنا صمت حسام وقد تجهم وجهه وهو ينظر الي كريمه وقد سكن جسده كتمثال تجسد للڠضب لم تدب به الروح ويتحرك الا حينما سمع نداء العجوز قائله 
حسام سيبها ويلا تعالى.. 
وهنا تحرك بخطوات بطيئة في اتجاههم وترك كريمه ترتجف مجهدة كورقة شجر كانت في مواجهة عاصفة قويه ونجت منها بفضل الله وحوله..
حمل حسام الطفل الصغير حين وصل اليهم ووقف للحظات 
وفي هذه الاثناء كانت العجوز تودود له بصوت هامس وهي تنظر الي كريمه بكره واضح وحين انتهت كان رد حسام عليها بايمائة من راسه ثم تقدمهم دخولا الي الفيلا وهن اتبعنه مباشرة..
اما كريمه فكانت تلتقط انفاسها كغريق تم انقاذه للتوا وإخراجه للبر ولا يصدق كيف نجا.. 
نظرت الي نظرة رضى ثم قامت برفع يدها والتلويح لى بها مودعة وتحركت بعدها نحوا الفيلا وما ان فعلت ذلك حتي تحركت انا بالسيارة مبتعدا وانا افكر بعقل مشتت 
لم يعامل ذلك الحسام سيدة عجوز بهذه الفطاظه وعلى حسب ماقصت لي وما استشفيته من حديثها فهى من قام بتربيته والسهر على خدمته والاعتناء به بجانب اعتنائها بود لسنوات
وصل الطبيب حمزه بيته وكالعادة لم يجد لسؤاله هذا إجابة فقد كان كل مايحيط بود او له علاقة بحياتها لغز صعب بالنسبه لحمزه يتمني ان يحل قريبا..
دخل الي مطبخه بعد ان ابدل ملابسه بأخري بيتية مريحه
وقام بتحضير غداء له من المواد المتاحه عنده 
فأكل ثم جلس على اريكته المحببه امام التلفاز ولكن هذه المره لم يفتح التلفاز ولكنه فتح حاسوبه لكي يتصفح المواقع الالكترونية قليلا ويعرف مالجديد الذي حدث في السويعات القليلة الماضيه
ولكن كل ماتصفحه من المواقع هو الانستاجرام وتحديدا حساب ود
ولم يعلم كم مضي وهو يتأمل صورها المحمله عليه والتعليقات التى تحت كل صوره 
الي ان ثبت على صورة لود ووقف امامها وقتا طويلا يطالعها بإعجاب شديد فقد كانت هي الاجمل من بينهم 
حيث ابتسامتها كانت تعكس سعادة حقيقيه 
وكذلك لمعة عينيها وحتي شعرها الكيرلي المتطاير وقد التصقت بعض خصلاته بوجهها وللوهلة الاولى تظنه يتراقص هو الاخر فرحا لسعادتها.
ثبت الطبيب حمزه الصوره على شاشة حاسوبه ونهض متوجها لمكتبه 
ثم عاد بعد دقائق حاملا معه دفترا للرسم وقلما من الفحم 
وجلس امام الصوره وبدأ في ممارسة هوايته المفضله فأمضي وقتا طويلا لم يشعر به وهو منخرط في تجسيد تلك الملامح على ورقته البيضاء فيتأملها برضى بعد انهاء كل خط من خطوط وجهها وهو يراه مطابقا لصورتها 
الي ان توقف اخيرا ورفع الرسمه وابتسم ابتسامة رضي وهو يطالعها وقد اصبحت نسخة من الصوره الاصليه لا يوجد بها اي اختلاف سوى انها بلون واحد ولكن هذا لم يؤثر علي جمال الرسمه اطلاقا بل زادها جمالا.
تركها بجوار الحاسوب ونهض
ليرى مايحتاجه المنزل من اعملال وتنظيف وايضا اليوم هو ميعاد غسل ملابسه فبدأ في جمعهم من جميع انحاء المنزل وهو يتذمر داخليا لقيامه بتلك المهمه الشاقه بالنسبة له والتي كم تمني لها حلا ولكنه لم يجد حلا انسب من غسلهم بيديه وتوفير المال ووقت النزول الي المغسله والتي كانت بعيدة عنه نوعا ما.
جن الليل وظل الطبيب حمزه ينتظر مهاتفة السيدة كريمه له مثلما وعدته وللأسف انتظر طويلا وهو يطالع شاشة هاتفه بين الحين والآخر كانه يحثه علي الاعلان عن مكالمتها 
ولكن للأسف هذا لم يحدث فاضطر الي الاستسلام للنوم قليلا لكي يعطي حق بدنه عليه فغدا ينتظره يوما حافلا جديدا ويجب ان يواجه مرضاه وهو يتمتع ببعضا من القوه وبعضا من النشاط والكثير الكثير من الصبر..
مر الليل وبدأت صيحات المزعج الصغير تتعالى وتتعالي لتصل لمسامع حمزه ويؤدي مهمته في ازعاجه ثم ايقاظه وها هو يتلقي ضړبة شديده من حمزة على رأسه اخرسته وهذا دليل انه نجح فى ايقاظه واتم مهمته بنجاح..
نهض حمزه وقام بصنع معشوقته وبدأ بها يومه فعادت الاشياء الي وضعها الطبيعي امام عينيه وبدأت الافكار تترتب تلقائيا داخل رأسه وعادت اليه مظاهر الحياة رويدا رويدا مع كل رشفة. الي ان انهي قدحه كانت الدنيا قد عادت الي نصابها الصحيح..
هم ان يغادر المطبخ بعد ان انهى قدحه ولكنه توقف وقام بالالتفاف وتقدم نحو خزانة المطبخ ففتحها واخرج منها مجا حراريا مهمته هي الاحتفاظ بالمشروبات ساخنه 
فقام بصنع المزيد من القهوة

________________________________________
ووضعها به وحمله وخرج مبتسما فارتدي ملابسه واخذ حقيبته بعد ان وضع بها فنجانان فارغان والمج المملوء بالقهوهبعد ان اغلقه بإحكام والدفتر الذي به الرسمه 
وغادر منزله الي وجهته اليوميه وهو يشعر بقليل من التفائل اليوم لا يعلم مصدره ولكن لا يهم المهم انه موجود..
وصل الي مشفاه وبعد روتينه اليومي مع مديره ومروره بطقات المشفي المعتاده وجد قدماه تاخذه اليها هي اولا فدخل اليها هي ليستهل بها يومه 
فقد اصبحت لديه مثل قدح قهوته لا يكتمل يومه بدونها... متي حدث هذا وكيف وليس لها الا يومان فقط في حياته! حقيقتا لا يملك اجابة لهذا السؤال ولكن هذا ما قد حدث بالفعل. 
واصبحت هذه الجميله تستولي هي وحالتها على كل تفكيره منذ ان رأها لاول مرة.
يتبع ..
انثي بمذاق القهوة ٧
دق جرس الباب يعلن عن حضور احد ما فهرول اليه عبدالله وهو يتمني ان يكون الشخص المنتظر ولا احد سواه 
وكم رقص قلبه طربا وحمد الله الذي استجاب رجائه حين رأي حسام هو من يقف بالباب ينتظر الاذن بالدخول.
فرحب به عبدالله ترحيبا حارا ودعاه الي الداخل علي الفور وتقدمه نحو غرفة حمزه وتبعه حسام.
اما حمزه فبمجرد أن سمع صوت حسام اعتدل في جلسته
فقد دلف الي غرفته منذ قليل كي ينال قسطا من الراحه. وظن أنه سينعم بدقائق قبل مجيئ حسام يبسط فيها اطرافه وعضلاته التى اجهدها كثيرا اليوم وهو يتحامل عليها كي يثبت لاخته وزوجها انه شفى تماما دون ان يكون كذلك.
دلف عبدالله الي غرفة حمزه اولا واخبره بسعادة عارمه ان حسام قد اتي ونظر لحسام واردف 
ادخل ياحسام واقف ليه ادخل ياحبيبي دانا وحمزه مستنينك من بدري.
وما أنهي جملته حتي دلف حسام علي الفور والقى التحيه علي حمزة الذي رحب به ورد عليه التحيه بأحسن منها.
وتقدم حسام بعدها نحو الاريكه. وجلس وهو ينزع عنه حقيبته ويتنهد بإجهاد واضح.
وقام عبدالله بأغلاق باب الغرفه بعد أن اخبر سماح زوجته بلغة الإشاره ان تسرع في إنجاز ماكلفها به منذ قليل.
وهي فهمت علي الفور وأومأت له بطاعه.
واقترب عبدالله كي يجلس بجوار حسام ولكنه اعدل عن قرار جلوسه الآن 
وهو ينظر الي حسام ويري التعب باد علي ملامحه وتاكد من ذلك حين بدأ حسام بفرك مقدمة رأسه بديق.
فعاد عبدالله وفتح باب الغرفة مرة أخرب وخرج منه وعاد بعد قليل حاملا لكوب من الماء البارد وكأس من العصير
وقدمهم لحسام الذي اخذ الماء منه سريعا بعد أن شكره 
وشربه كله دفعة واحدة كأنه عائد من سباق ماراثون وقد جف حلقه من الجرى فيه.
ووضع عبدالله الصينية بالعصير علي المنضدة امام حسام وجلس اخيرا بجواره 
ونظر حسام الي الاثنين حمزة وعبدالله بعد أن انهي شربه للماء 
وتبسم وهو يرى الفضول يتناثر من اعينهم. فإعتدل في جلسته واردف متسائلا
هاه وصلنا لحد فين امبارح
فأجابه عبدالله سريعا
وصلنا لغاية مااكتشفت ان فيه ناس مؤذيه وعرفت حقيقتهم بس مكنتش قادر تتكلم عشان متتاذيش.
ها قول بقي مين هما الناس دي واكتشفت عنهم ايه 
انا من امبارح وانا بخمن ومقدرتش اوصل لحاجه!
أوشك حسام ان يفتح فمه ولكن قاطعه حمزه قائلا
ياريت ياحسام تمشى بترتيب الاحداث بحسب ترتيب السنين وتحكي كل اللي حصل معاك في كل مرحله عمريه. عشان منرجعش بالاحداث تاني للماضي من مرحلة متقدمه من الحكاية.
فأومأ له حسام بالموافقة وبدأ في إكمال مابدأه من حيث انتهي ورجعوعا بالاحداث للوراء واردف
بمجرد ماعشنا مع بعض كلنا فبيت واحد انا وعمي قاسم وامي وود وكريمه.
بدأت حاجات غريبه تحصل. او مش تحصل بدأت تظهر. والظاهر انها كانت بتحصل من زمان واحنا مكناش واخدين بالنا ليها.
امي بدأت تلاحظ انصياع عمي التام لكريمه وكلامها وارائها وتأييد لكل قراراتها. 
وأي حاجه تقولها تبقي هي الصح وتتنفذ بدون تفكير او ادني معارضه.
وخصوصا لو الحاجه دي تخص ود. 
وفى كل مره كانت أمي تحاول انها تقرب لود بانها تعملها حاجه حلوة.
او تشتريلها حاجه كانت كريمه ترفض.
وحتي الحاجه اللي كانت امي بتشتريها لود كانت كريمه تاخدها من امي قدام عمي قاسم وبعد مايمشي ترميها فى الزباله قدام عيونها وتقول أن ود محبتهاش. 
كانت بتتعامل دايما وكأن ود ملكية حصريه بتقتصر عليها هي وبس. 
حاجه خاصه بيها ومش من حق اي حد في الدنيا انه يتدخل في أي حاجه تخصها. 
اكلها شربها لبسها هي الوحيدة المسئوله عنهم.
وحتى مصروف البيت كان عمي يمسكهولها هي ولما امي تتكلم كان يقولها سيبي البيت يمشي علي نظامه القديم. كريمه بتعرف توازن اموره كويس.
وبرغم حبه لأمي اللي كان واضح جدا فمعاملته معاها ونظراته ليها الا ان حبه ليهاوأي حاجه تانيه
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 72 صفحات