الأربعاء 27 نوفمبر 2024

نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 46 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز


منزلتش من عين شادي وأنا بتوعدله من غير كلام وهو فهم وحسيت أنه اترجف من الخۏف. 
أما عمي فكان يتوعد بعلوا صوته لهادي.
ونزلنا من الشركه وركبنا العربيه وفضلنا فيها شويه وإحنا مش مستوعبين اللي حصل! 
وفضلنا عالحال دا دقايق قبل ماأبتدى اسوق عشان نرجع للبيت بخيبة الأمل الكبيره والعاړ اللي شيلهولنا هادي وإبنه وقبل منهم ود.. وطبعا كريمه 

وفضلنا نفكر بصوت عالي مع بعض ياتري هنعمل أيه في المصېبه دي وقبل مانوصل لأي حل قطع تفكيرنا إحنا الأتنين 
عربية نقل تقيل طلعت فوشنا منعرفش إمتا ومنين وكانت جايه علينا بسرعه رهيبه وخبطت فعربيتنا خلتنا اتقلبنا في الحال. 
وبعد مده معرفش قد أيه لقيتني بفتح عيني عشان الاقيني أنا وعمي جوا العربيه ومقلوبه بينا 
وناس بتحاول تخرجنا منها ووضعنا إحنا الأتنين كان صعب جدا وعمي كان واضح عليه إنه پيتألم جامد أو بېموت بمعني أصح 
وبصلي وبصوت ضعيف همسلي خلي بالك من ود ياحسام ماتسيبهاش دي بنت عمك. ولحمك ودمك وعاړك.
قالها وغمض عنيه غمضهم للأبد وطبعا مكنتش الحكايه محتاجه ذكاء عشان أعرف مين اللي ورا الحاډثه ومين المستفيد من موتنا. 
وبعد معافره من الناس طلعونا أنا وعمي أنا بكسور في كل جسمي أديا ورجليا وعمي مېت ومفارق الحياة.
أنثي بمذاق القهوة١٣
وصل حسام الي حاډث مۏت عمه.. ولم يستطع التماسك عند هذه النقطه فتجمعت العبرات في مقلتيه وتسابقت علي وجنتيه لتصل الي لحيته التى سرعان ماإبتلت إثر الدموع.
وبينما هو كذلك تفاجأ بعبدالله يهجم عليه ويقبل رأسه في حنو بالغ وهو يهتف له من بين دموعه هو الآخر 
معلش معلش متبكيش خلاص ربنا يرحمه ويغفرله خلاص هو ماټ من زمان يابني وشبع مۏت هتعيد الحزن من تاني!
فأردف حسام معقبا علي كلامه 
عمري ماقدرت اتخطي لحظة مۏته أبدا ياأستاذ عبد الله وخصوصا أنه ماټ مقهور أصل مش دي المۏته اللي كان يستحقها عمي ابدا.
قالها وبدأ يمسح عباراته ثم نظر الي الطبيب حمزه الذي حدثه قائلا 
الله يرحمه ويغفرله دا ماټ شهيد ياحسام ميتزعلش عليه .
فأطرق حسام راسه أرضا بعد أن أومأ لحمزه بتفهم فهو يعلم أن لا أحد سيقدر مدي حزنه علي عمه.. ويدرك أنه باق في قلبة بنفس مقداره مهما مرت السنين.
فرك حسام رأسه ووجهه وحاول التماسك قليلا حتي يستطيع تخطي هذة الذكرى المؤلمھ فأردف بعد أن استعاد رباطة جأشه قليلا 
وماټ عمي واندفن وانا رحت علي المستشفي وحتي موقفتش علي غسله.
وطول الوقت حاسس إن ود هي اللي قټلته حتي الكلمه دي أنا قولتهالها فوشها أول ماجات تزورني بعد مۏت عمي بأسبوعين.. 
لقيتني بدون وعي پصرخ فيها وبقولها 
أنتي أيه اللي جابك هنا أمشي أخرجي بره غوري من قدام وشي يامجرمه ياقتاله أنتي اللي قټلتي أبوكي بعملتك السوده أنتي المسئوله عن مۏته والمفروض تتحاسبي وأنا قسما بالله لو قادر أتحرك كنت بعتك وراه. 
ردت عليا بعدم استيعاب 
أنت بتقول أيه أزاي انا اللي قټلت بابا 
لما البيه اللي سيادتك اتجوزتيه عرفي هو وابوه يطردونا بعد ماطلقك ورمي لأبوكي حبة فلوس زي مايكون كلب بيرميله عضمه عشان يسكت صوته.. ولما يرفض عضمته وېهدد أنه هيفضحه يبعتله ناس وراه عشان تموته يبقي مين السبب فمۏته قوليلي 
ود بعد ماسمعت الكلام دا سكتت خالص ومتكلمتش ومن سكات مشيت وبعد كده مرجعتش تاني المستشفى أبدا. 
وبعد شهر قضيته في المستشفي لغاية مااغلب الإصابات اللي فيا اتحسنت رجعت البيت رجعت علي كل حاجه مختلفه البيت والوشوش وحتي القلوب. 
ود بقت معتكفه فأوضتها أغلب الوقت مش بتخرج منها غير للحمام بس وترجع كنت بسمع صوت بكاها احيانا بالليل أبقي نفسي أروح اطبطب عليها وأخدها فحضني.. ماهو أصل دي مهما كان ود. 
لكن الأحساس دا مكنش بيدوم أكتر من لحظات لأني بمجرد ما كنت ابص لصورة عمي المتعلقه في الصاله وأحسه بيبصلي بنفس نظرة الإنكسار اللي شفتها فعنيه قبل مايموت فورا احساس الشفقه يتبدل لإحساس بالكره واحس أني عايز أخلص علي ود وقبل منها أخلص علي كريمه راس الأفعي . 
لكن كريمه كان كفايه عليها إللي عملته أمي فيها أخدت معاش عمي كله ومبقتش تمسكها أي فلوس.. وكمان الأكل اللي تعمله أمي ڠصب عنها تاكل منه وملهاش حق
تتصرف فأي حاجه في البيت ولا حتي تنقل غرض من مكانه من غير إذن أمي. 
عملت معاها بالظبط زي ماهي سبق وعملت فيها ردتلها القهر اللي قهرتهولها. 
وغير دا.. ود أمي بقت رقيبه علي كل تصرفاتها مراقبه تليفونها طول الوقت وأي مكالمه تجيلها من صاحباتها لازم تكون علي السماعه الخارجيه وهي تسمعها. 
ومكنتش تسمحلها أبدا تدخل بالتليفون الحمام كل ماكانت تحاول تعمل كده. ودا خلي ود وكريمه وصلوا لحافة الجنون. 
أصلها صعبه علي أي حد أن حياته تتحول من قمة الحريه لقمة القمع ومن قمة الدلع لقمة الجد والمسائله. 
شهر تاني عدى علينا وإحنا مع بعض كل واحد فحاله أنا وأمي مع بعض وكريمه وود مع بعض كنت طول الوقت حاسس أن سكوت كريمه وخضوعها دا مش طبيعي لأنه عكس شخصيتها الأبيه المتمرده ود اللي كان مخوفني ومخليني مش قادر اصدق أنها رضيت بالوضع واستسلمت لسلطة أمي المطلقه عليها وعلى ود. 
لكن حتي لو كانت بتخطط لأي حاجه فأللي حصل بعد كده دحض كل مخططاتها. 
ودا حصل في اليوم اللي صحينا فيه علي صوت ترجيع وعد في الحمام! 
خرجنا أنا وامي من أوضنا وفضلنا قدام باب الحمام مستنيينها تخرج ونشوف فيها أيه بعد ماخبطنا وسألناها من ورا الباب مالها ومجاوبتش 
ولا ردت علينا.. لا هي ولا كريمه اللي كانت أكيد معاها جوا لأن باب أوضتها كان مفتوح. ومجاتش علي صوت ترجيع ود زينا. 
دقايق وإتفتح باب الحمام وخرجت ود مسنداها كريمه والاتنين وشهم اصفر زي اللمونه طيب ود عشان تعبانه إنما كريمه حالتها تبقي كده ليه! معقوله خوف علي ود مثلا! 
دا السؤال اللي سألته لنفسي واللي جاوبت عليه أمي بعد كده وفهمت منه سبب حالة كريمه وبقت حالتي أنا كمان متقلش عنهم وانا سامع أمي بتقول لكريمه 
حامل ياكريمه مش كده 
لقيت كريمه نكست وشها للارض ومردتش وأمي خبطت علي صدرها پصدمة. وهي بتقول 
ياوقعه سوده ومنيله بنيله يامصيبتي يامصيبتي . 
حسيت وقتها إن الدنيا لفت بيا وأني خلاص هقع حامل ازاي وازاي تحمل في السن دا! 
واللي فبطنها دا مصيره أيه والولد اللي كان متجوزها طلقها وقطع الورقه العرفي اللي بينهم.. واكيد هيرفض الإعتراف باللي فبطنها كمان. 
لقيتني بدون وعي هجمت عليها وأبتديت أضرب فيها بكل قوتي أضرب فيها

________________________________________
ضړب بحجم الحيره اللي حطت عقلي فيها بحجم الخۏف اللي خلتني أحس بيه عليها بحجم قهري علي مۏت عمي وبحجم كسرة قلبي بسبب عملتها. 
وأمي وكريمه الأتنين بيحاولوا يخلصوها مني لكن انا كنت عامل زي أسد ومسك فريسته اللي عذبته عشان يمسكها وكان جعان بقاله أسابيع وكنت حاسس أن اللي هيقرب مني هاكله معاها دانا حتي مش متأكد إذا كانت أمي وكريمه طالهم من الضړب نصيب ولا لأ أصلي كنت بضړب بدون إدراك كأن جسمي أتملكت منه قوي شريره. 
مسبتهاش ولا بعدت عنها غير وأمي بتركع تحت رجليا وتمسكهم بأديها الأتنين وتحلفني بكل عزيز وغالي أني أبطل ضړب فيها وابعد عنها وخصوصا أنها كانت واقعه علي الأرض زي الچثه. 
بعدت عنها وأنا بنهج ومش قادر اتلم علي أعصابي وأنتبهت للي عملته فيها علي صړخة كريمه وهي شايفه الډم مغرق ود. وحتى أمي اللي بصتلي بعتب وخوف ولقيتها بتقولي أيه اللي أنت عملته دا ياحسام يابني! ليه كده بس ياحبيبي ضيعت نفسك. 
مهمنيش وقتها ضيعت نفسي ولا مضيعتهاش كل اللي همني أني شفيت غليلي منها وحتي العيل اللي سقطته دا مۏته كان هو الحل الوحيد للمصېبه اللي إحنا فيها حتي لو ود ماټت معاه هي كمان.
ونقلناها للمستشفي وعملها عملية تفريغ لأن الهانم كانت حامل في الشهر التالت وأنا قولت إني جوزها ومضيت علي الإقرار وطبعا عشان جسمها محدش خالص شك فأنها قاصر أو حد توقع إن سنها ميعديش ال٢٠. 
وعدت منها بالسلامه لكن العجيب أن كريمه كان موقفها غريب جدا ناحية كل اللي بيحصل دا! 
كنت حاسسها فرحانه مش عارف ليه حتي لو كانت بتمثل الحزن لكن الفرحه بتبان في العيون وعنيها ونظراتها مكنتش نظرة وحده زعلانه ابدا. 
وزادت فرحتها بعد مادخلت للدكتور وخرجت من عنده وشكلها بيقول أنها عملت انتصار! 
ورجعنا بود للبيت وهي حالتها صعبه جدا ودخلوها فأوضتها ومن بعدها فضلت تتناوب أمي وكريمه علي مراعاتها وأمي كل ماتدخلها وتخرج من عندها تفضل تعاتب فيا وټشتم وتقولي 
هي دي الأمانه اللي أمنهالك عمك ياحسام فيه حد يعمل فأمانته كده! 
وكل شويه عالحال دا لدرجة اني أتخنقت من البيت ومن كلامها ومن صوت ود وأهاتها وصوت ألمها المستمر ورحت علي الشقه القديمه بتاعتنا أنا وهي وقعدت فيها لغاية مالوضع دا ينتهي.
وأنا قاعد لوحدي فكرت فأن مش ود بس اللي لازم تتعاقب لا دا هادي وأبنه كمان لازم يتعاقبوا يتعاقبوا علي كل حاجه مۏت عمي واللي عملوه فود واللي عملوه فيا أنا كمان. 
فضلت أفكر في الطريقه اللي انتقم بيها منهم وقررت أني أنتقم من شادي فالأول ودا مش هيشفي غليلي فيه.. غير ان عضمه يتكسر زي ماعضمي أتكسر وبعد كده اموتله أبوه وسنده زي ما أبوه قتل عمي. 
وأبتديت اول جزء من خطتي وأجرت كام بلطجي وخليتهم قطروا شادي ومسكوه عملوا معاه الصح. 
ومش بس كده دانا بعتله ټهديد كمان علي رقمه من رقم جديد.. باني مش هسيبه فحاله وهحول حياته چحيم. 
ودي كانت غلطتي الكبيره اللي دفعت تمنها بعدين. 
وبعد الحكايه دي بكام يوم اتصلت عليا أمي وقالتلي أن ود تعبت جامد وأخدتها هي وكريمه للدكتور وانها نزلت تجيبلها علاج من الصيدليه الدكتور طلبه منهم وطلبت مني أني أروحلهم علي هناك. وفكرتني بأمانة عمي.. واني لازم أخد بالي منها زي ما وصاني. 
ورحتلهم واتفاجئنا أنا وأمي بالدكتور بيقول أنه هيدخل ود عمليه بسبب أن الزايده عندها أنفجرت ومحتاجه عمليه حالا. 
ومضيت أنا علي العمليه ودخلت ود عملتها وخرجت منها وقعدت في العيادة باقي اليوم وباتت ومعاها كريمه وامي وأنا روحت البيت ورجعت تاني يوم بالليل للعياده أخدتهم للبيت بعد ماكلمتني أمي في
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 72 صفحات