نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف
لدرجة إنها حتي بيات كانت بتبات في الشركه وتفضل طول الليل تصمم وتنفذ.
ودايما بقت قاعده مع صاحبتها الانتيم مي.. وليل نهار مع بعض مابيتفارقوش مع اني سبحان الله عمري ماإرتحت للبنت دي ولا توسمت فيها الطيبه أبدا.. أصل البني آدم بيبان من كلامه وحركاته ودي
ماشاء الله كانت حركاتها كتير.. دي حتي كنت بلاحظ انها بتبصلي من تحت لتحت وإن نظراتها مش طبيعيه ابدا وساعات كتير كنت ببقي قاعد في مكتبي والاقيها داخله عليا بعصير أو بقهوة وتفضل تواسيني فغياب ود عني وإنشغالها بشغلها..
وبعدت عني بعد كده وأنا التهيت في الشغل انا كمان
لغاية مافيوم أمي كلمتني في الشركه وطلبت أني اروحلها علي شقتنا القديمه واللي كانت فضيت من المستأجرين.. أنا افتكرتها بتكلمني عشان فيه مستأجرين للشقه وعايزاني أقابلهم واتفق معاهم زي كل مره.. لكن لما رحتلها مطلعش دا السبب اللي عايزاني عشانه.. وصدمتني لما لقيتها بتمسك اديا وتقعدني جنبها وتكلمني بنبرة صوت هاديه وحنونه لكن برغم دا كانت مليانه إصرار
مش قصدي اللي إنت فهمته علي فكره ولا قصدي إنك تبعد عن ود وتتخلي عنها ود دي حته من قاسم ياحسام ومفيهاش تفريط.. أنا كل قصدي يابني إنك مش هينفع تكمل حياتك من غير خلفه ولا إبن يشيل إسمك.. ود عايشه حياتها ومشغوله عنك وإنت بقيت لوحدك ودي مش طريقة حياه لواحد لسه فعز شبابه وبداية حياته.. محتاج لزوجه وقت مايحتاجها يلاقيها وتدلعه وتاخد بالها منه والأهم من دا كله تخلفله العيل اللي يملا عليه حياته.
ياماما ولسه هتكلم قاطعتني..
إسمعني ياحسام أنا عارفه إنك. بتحب ود وعارفه إنك مش هيهون عليك تكسرها وعشان كده بقولك متقلقش من النقطه دي عشان انا عامله حسابها كويس.. ود مش هتعرف اي حاجه عن جوازك اللي هيكون رسمي وكل حاجه عشان حق الولايا.. لكن هيكون في الخفا ومحدش هيعرف بيه هتتجوز في الشقه دي وتروح وتيجي علي مراتك من غير ماحد يحس ولا يعرف وإن كان علي ود أهي مشغوله ليل نهار ومش هتلاحظ غيابك أبدا.
لأ ياأمي أنا مش موافق إنتي عارف اللي إنتي عايزاني أعمله دا.. لو ود عرفته هيجرالها ايه ود ممكن ټموت فيها ازاي عايزاني اجيب للدنيا روح هيكون تمنها روح تانيه
لأ ياأمي أنتي لو بتحبي ود فعلا ويهمك إن عمي يفضل مرتاح في تربته مش هتقولي كده أبدا.
حسام.. القرار في الموضوع دا مش قرارك لوحدك أنا أمك واعرف مصلحتك وليا عليك حق الطاعه..ومش هسامحك لو مسمعتش كلامي وهفضل غضبانه عليك لحد ماأموت.
وحننت نبرتها وهي بتهمسلي
ياحسام أنا اللي أقنعتك تتجوز ود وإنت مكنتش راضي.. ووافقت وأنا اللي بقولك دلوقتي متتخلاش عنها وأنا اللي بقولك اتجوز وعيش حياتك وخلف.
صدقني يابني مفيش حاجه هتنفعك ولا تدوملك غير طفل من صلبك ولا هتحس بفرحه زي فرحتك وهو بين إيديك وواخده فحضنك.
إسمع كلامي ياحسام أنا عمري ماهأذيك..إسمع كلامي عشان متخسرنيش.
بصيت فعنيها لقيت فيهم إصرار علي كلامها وتحدي وفهمت منهم إنها بتقولي كلامي دا مش مجرد ټهديد وإنها بتعني كل كلمه قالتها.
ورجعت قعدت تاني وانا مغلوب علي أمري وفمحاوله أخيره للإفلات من اللي عايزه تجبرني إني أعمله قولتلها
طيب ومين اللي هترضي بوضع زي دا
لقيتها ردت عليا بكل ثقه وقالتلي
اللي يرضوا بالوضع دا كتير وإطمن أنا مختارالك وحده بس خلي الكلام دا لأوانه.. ودلوقتي بس عايزه منك إنك. تحضر نفسك عشان تروح معايا مشوار ضروري بكره.
سألتها بإستغراب
مشوار أيه دا
قالتلي بنت خالتي الوسطانيه كتب كتابها بكره وخالتي وبنتها طلبوا مني وإترجوني.. إنك تروح تحضر العقد وتكون وكيل العروسه أو تمضي شاهد علي الأقل أهو يبقي راجل قريبها حط أيده فأيد جوزها بدال مايعايرها بإنها ملهاش رجاله زي جوز أختها الكبيره.
هزيتلها دماغي بموافقه وأخدتها بعد كده ورحنا علي الفيلا.. وأنا طول الطريق أفكر فكلامها وأحاول إني أوزنه من جميع الجهات وأشوفه هينفع ولا مش هينفع.. ولغاية ماوصلنا وأنا برضوا مش مقتنع.. إن حاجه زي دي ممكن تستخبي عن ود وماتعرفهاش وخصوصا إني اللي هتجوزها دي هخلف منها يعني هيكونلها عليا حقوق أكبر من حقوق ود كمان.
وصلنا الفيلا ونزلنا ودخلت اخدت شاور وقعدت شويه وود رجعت الفيلا هلكانه زي كل يوم سلمت عليا وعلي أمي وطلعت ألاوضه أخدتلها شاور ونامت زي عادتها.
ساعتها بصيتلها وهي نايمه وشوفت فعلا إن ود مقصره فحقي وإني ليا حقوق كتير جدا محروم منها حاولت إني أصحيها لكنها رفضت تصحي وطلبت مني إني أبطل إزعاج وأسيبها فحالها عشان تعبانه..
سيبتها ونزلت للجنينه وفضلت الليله دي كلها وأنا سهران في الجنينه بشرب سجاير وبحاول إني أقنع نفسي أكتر بكلام أمي.
لكن وأنا واقف حسيت بحد حضڼي مره وحده لفيت دماغي وأنا متفاجئ ولقيتها ود!
لفيت عليها لقيتها دخلت فحضني وبصت فعنيا بعيونها اللي بتلمع زي قناديل الشموع تحت ضلمة الليل وقالتلي
ياتري حبيبي سهران ليه وليه نازل فالجنينه في الوقت دا أيه اللي مطير النوم من عينك ياقلب ود
بصيتلها وقولتلها بكل صراحه
أنتي اللي مطيره النوم من عيني ياود هو فيه حد غيرك يطير من عيني النوم
ولقيتها حضنتني اكتر وهمست
انا بحبك قوي ياحسام ارجوك ماتسيبنيش لوحدي وانا نايمه تاني وتنزل هو انت مش عارف انا بيحصلي أيه مش عارف اني مش بطمن غير فوجودك حسام متبعدش عني مره تانيه.
وحضنها وكلامها دا انهى الجدل اللي جوايا واتحسم الموضوع لصالحها.
أنثي بمذاق القهوة ٢٠
أنهي حسام كلامه ثم نظر الي عبدالله الذي كان يهز رأسه بقلة حيله ويأس وقبل أن ينطق كلمته المعتاده.. سبقه إليها حسام الذي أردف ضاحكا
حمار.. أيوه عارف.
ثم
________________________________________
أكمل.. وأخدتها ورجعت بيها للفيلا وأخدتها فحضني وحسيت إن حضڼي دا بيتها.. اللي لو بعدت عنه هتضيع وتتوه وانا لايمكن هحرم بنت قلبي من بيتها ابدا.. صحيح بعدت عنه شويه بسبب مشاغل الحياه لكنها في الأخر بترجع لعشها.
تاني يوم أخدتها ووصلتها للشركه.. وانا دخلت خلصت كام حاجه كده ورايا وسبت الشركه ورحت لأمي البيت عشان آخدها ونروح بيت خالتها زي ماإتفقت معايا إمبارح..
لكن قبل مانروح قلنا المفروض إننا
ناخدلهم هديه كده للعرسان تليق بينا وبيهم..
خليني في الأول أقولكم.. إن خالة أمي دي ست كده عالبركه يعني من الناس بتوع زمان اللي كل البيوت بيتها وكل الناس حبايبها وبيتها مفتوح لكل الجيران.. بيتها دا لما تدخله تحس فيه براحه غريبه من كتر الطاقه الإيجابيه اللي فيه من حب أهله لبعض وحبهم لغيرهم وطيبة قلوبهم.
تعرفوا لما كنا نروحلهم زمان زياره أنا وود وامي وعمي وكريمه.. كانت كريمه دايما ټجرح خالتي دي وتفضل تبص للبيت والحيطان بقرف.. وحتي ود كانت بتبص لبناتها بتعالي ودايما تبص للبسهم وهدومهم بنظرة تقزز.. مع إنهم مكانوش فقرا قوي ولا متبهدلين للدرجه دي دي امهم كانت خياطه وكانت بتكسب وبتلبسهم حلوا ومعيشاهم عيشه معقوله والبنات كمان من صغرهم كمية الرضي اللي جواهم والقناعه بالعيشه اللي عايشينها كانت غير طبيعيه!
وأكيد الحاجه دي وارثينها من أمهم.. اللي مهما حاول عمي فيوم من الأيام إنه يديها فلوس لما يروح عندها.. كانت بترفض بإستماته.. ولما افتكرها محرجه من أمي او من كريمه ورافضه تاخد الفلوس منه قدامهم.. سابهالها كذا مره وهو ماشي من غير ماحد ياخد باله غيري أنا طبعا كنت بشوف دا في الخباثه كده.. في الزياره اللي بعدها كانت بتديهاله وتقوله.. إتفضل ياابو ود الفلوس دي وقعت منك المره اللي فاتت.. وتديهاله بإصرار أكبر علي الرفض.. لغاية مابطل يحاول يديها فلوس وإكتفي بإنه كان ياخد هدايا للبنات بس.. ودي حاجه مكانتش بتقدر ترفضها لإنها كانت بدافع المحبه.. مش الشفقه
وكمان البنات كانوا بيفرحوا بالهدايا دي جدا وحبوا عمي قاسم.. لدرجة إنه لما كان يغيب ميروحلهمش كانوا بيتصلوا عليه ويكلموه ويطمنوا علي صحته..
وكان لما يروحلهم يستقبلوه إستقبال أب غايب وأمهم تعمل أكل جميل وكتير كأنها بتحتفل بوجودنا برغم إنها علي قدها.. وكذا مره عمي حاول ياخد أكل جاهز معاه وهي كانت بتزعل جدا وتتدايق.. لغاية مابطل يعمل كده كمان.
والبنات من فرحتهم بعمي.. كانوا يقفوا بنفسهم في المطبخ ويطبخوا مع أمهم لعمي لما يعرفوا إنه رايحلهم.
بصراحه انا لما كنت بروح. كنت بحب العب معاهم.. لكن كنت بحس إن ود بتزعل لما اسيبها قاعده لوحدها واروح العب معاهم..
فمكنش يهون عليا زعلها وكنت أفضل قاعد جنبها.. وكتير حاولت إني أخليها تندمج معاهم وتصاحبهم.. لكن ود كانت بتشوف كل حاجه بعيون كريمه.. والحاجه اللي كريمه متحبهاش ود هي كمان متحبهاش وتبعد عنها.
نرجع لمكان ماوصلنا..
أخدنا الحاجات اللي اشتريناها أنا وأمي واللي كانت عباره عن كمية حلويات وجاتوه وكانز وأمي اشترت سلسله دهب للبنت قالت عشان تلبسهالها قدام جوزها وتعلي شأنها قدامه.
وأنا أصريت عليها تشتري سلسله تانيه زيها لأختها المتجوزه وتلبسهالها هي كمان قدام جوزها عشان ترفع من شانها قدامه هي كمان وتعمل اللي مقدرتش تعمله يوم جوازها.
وصلنا عند البيت..اللي بقالي كتير جدا مارحتهوش واللي حسيت بالدفى من مجرد ماشفته من بعيد وأفتكرت أيام زمان أيام الطفوله البريئه.
قاطعه الطبيب حمزه متسائلا
هو لسه بيت خالة أمك. دا موجود زي ماهو ياحسام فنفس المنطقه منقلوش منه.. لسه قاعدين فالمنطقه اللي إسمها أبو الغيط
رد عليه حسام مستغربا
وإنت عرفت المكان