خان غانم بقلم سوما العربي
بأنتباه شديد مركز لكل التفاصيل كي يتبعها ويحافظ على سلامتها.
كاد الطبيب ان يغادر لكن اوقفه صوت غانم الذي سأل هو اللي عندها ده من إيه يا دكتور
هز الطبيب كتفيه وقال دور برد عادي منتشر اليومين دول هي بس ممكن تكون أتعرضت للهواء خصوصا ان امبارح كان في مطر فالموضوع زاد عندها شويه
غادر الطبيب وأغلق غانم الباب ثم التف لها وسأل دور برد منتشر .. و أتعرضت لشويه هوا .
نظرت له پصدمه وقالت انت إيه اللي انت بتقوله ده.
غانم إللي انا بقوله ده اللي عايزه اعرف ايه اللي بيحصل في بيتي من ورايا وانا مش موجود
كانت تنظر له پغضب شديد يضاهي غضبه تماما ولكن هذا لم يكن ما يريده فصړخ فيها أنطقي
أقترب منها و سألها و كأنه يستجيها لكن بصوت مازال غاضبا أمال ايه اللي حصل و أنا بره قالوا لي أنه رجع عشان ياخذ هدوم من هنا مع اني حرجت عليه ما يرجعش بس رجع وجيت لاقيته عنده برد والصبح ألاقيكي أنتي كمان عندك برد ده تفسيره ايه .
كان منهك تريده ان يبتعد ويرحمها فقالت پقهر والدموع بدأت تزرف من عيناها كنت بمسح إمبارح واتبليت والجو كان بيمطر وهدومي مبلوله فاخذت دور برد انا ما عملتش حاجه .. والله ما عملت حاجه
لقد أرهقها وأرعبها كثيرا سدد لها التهم و لم يرحمهم مطلقا
نهش القلق قلبه وعرف طريقه اليه أغمض عيناه وهو يسب نفسه لطالما هرب من ذلك الشعور حتى ان حياته التي يعيشها الان قد اختارها بنفسه فقط ليهرب من هكذا شعور
إحساسه بالعجز امامها الان هو أبشع شعور قد يشعر به اي رجل على الاطلاق خصوصا و هو غير قادر على مساعدتها فالشفاء ليس بيدها
اقترب منها وغرس اصابعه في جذور شعرها يدلكها لها ووجه قريب من وجهها و بأنفاس سخينة ردد حقك عليا ما تعرفيش حسيت بأيه لما لقيتك انتي كمان تعبانه شعور وحش أوي ما تزعليش مني
مرر عيناه على ملامحها الجميلة و هز رأسه مرددا ياريتني أقدر .
أبتعد عنها مسرعا و ذهب ليجلب الدواء و يستعد للأعتناء الفائق بها.
في منزل سميحة
جلست على طرف الأريكة و هي تهز قدميها بتوتر شديد تنظر لدعاء صديقة أبنتها بغيظ شديد و دعاء تدور بعيناها في المكان بتوتر شديد ثم قالت طب أنا مالي طيب .
سميحة أنتي إلي جبتي لها الشغل المهبب ده.
دعاء هي إلي طلبت.
سميحة تقومي تجيبي لها شغل في خان غانم و عند غانم نفسه .
نظرت لها دعاء بجهل و قالت هي إلي أول ما سمعت الأسم شبطت في الشغلانه زي العيال بعد ما كانت رافضة و بعدين هو انا كنت أعرف أنه هيعمل معاها كده
صمتت قليلا ثم أقترتب من سميحة مرددة ألا قوليلي يا طنط هو إيه الحكاية مش غريبة إلي حصل ده و حلا إزاي يومها ماكانلهاش أثر و إزاي هي موجودة و بتكلمك يوميا عادي .
نظرت لها سميحة بصمت و هي تتجنب الرد فرفعت دعاء إحدى حاجبيها و قالت لأ ده كده يبقى في حوار و أنتي راسية عليه من أوله طالما ساكته كده.
عادت سميحة برأسها للخلف بصمت تام تتنهد بتعب شديد نعم هي تعلم و من يعلم أكثر منها هي و حلا ... هما من تجرعا وحدهما تبعات ما حدث.
ثم رددت أاااه ناس تعشق و ټغرق في العسل و ناس تتفضح و تتبهدل في البلاد .
أقتربت منها دعاء و سألت بفضول قاټل قصدك إيه يا طنط.
وقفت سميحة متنهدة ثم قالت أنا هروح أعمل غدا و أحاول أكلم حلا
ذهبت شاردة متعبة تتذكر ذلك اليوم حين تواجهت مع من تسبب بطيشه و لنزوة عابرة في أن يهدم عائلة ... و ليست أي عائلة لقد كانت
أحد أكبر عائلات الزقازيق .
في بيت غانم.
وقف كرم متوترا بسبب الضغط الذي يمارسه غانم عليه و قد أحترقت يداه و هو يصب حساء الخضار في الوعاء بسبب صوت غانم الذي هدر پعنف خلصت
كتم كرم تأووه و قال أيوه يا بيه و هوديه على طول.
لكنه صدم من تقدم غانم منه و قد أزاح يد كرم عن الصينيه و حملها هو دون أن يقول أي يضيف أي شيء و خرج
دلف جميل من الباب المتصل بالحديقه للمطبخ و سأل أبنه كان بيزعق لك ليه
كرم أنا عارف له !
جميل لمين صينية الأكل دي
كرم لحلا أصلها تعبانه .
جميل و الله كل الزعيق ده عشانها و كمان واخد لها الأكل
كرم بقولك ايه يابا أنا خلاص بقا عايز أمشي من هنا أنا ماعدتش طايق.
جميل تمشي تروح فين يا واد
كرم أنا أجدعها فندق سبع نجوم يتمناني مش هغلب.
نظر له جميل بطرف عينه ثم قال مافيش مشيان من هنا على الأقل دلوقتي روح كمل شغلك.
خرج و ترك أبنه و ذهب حيث غرفة حلا يسترق السمع متلصصا .
في غرفة حلا
كانت مغمضة عيناها و هي تتذكر ذلك اليوم الذي لم تجد فيه حل هي و أمها سوى الفرار.
عودة بالزمن للخلف
جلست سميحة مقابل أحد الرجال و هي تردد بس ده حرام يا حاج ذكي ده كده تبقى كل حاجه ضاعت .
ذكي أحمدي ربك إنك هتخرجي من هنا إنتي و بنتك بشنطة هدومكم الديون إلي سابها المرحوم جوزك كتيرة و أنا شهامة مني هسدها مقابل البيت و المحلات قولتي إيه قدامك من هنا للعشا ... بكره لأ جايز أغير رأيي ما إنتي عارفه كلام الليل مدهون بزبدة لو طلع عليه النهار يسيح .
تقدمت حلا و صړخت فيه حرام عليكم بتعملوا كده ليه بنت عمي غلطتت إحنا ذنبنا أيه ده و لا تذرو واذرة وذر أخرى . ربنا هو إلي قال كده .
وقق ذكي يضرب بعصاه الأرض ثم قال أهو أنتي نطقتيها بلسانك يا بتي ربنا و إحنا مش ربنا إحنا فلاحين و بت عمك جابت لكم عار هيفضل ملازمكم العمر كله أهل البلد كلها مش عايزين يتعاملوا معاكم و تجارة أبوكي وقفة عشان كده و ديونه زادت .
حلا و هو ذنبه إيه
ذكي ذنبه إنه ماعرفش يربي بنت أخوه و كمان لما حصل إلي حصل ما سمعش الكلام قولت له صفي شغلك بسرعه و أمشي أنت و مراتك و بنتك .. لكن ركب دماغه و فضل لحد ما أهل البلد اتفقوا أنهم يقطعوا شغلهم معاه .
فقالت حلا بصوت مخټنق لحد ما ماټ من القهرة .
ذكي رحمة الله عليه أنا خلصت كلامي و نصيحة مني ليكي أنتي و الحاجة سميحة بلاش تغلطوا غلطة المرحوم و تنشفوا دماغكم لو كان سمع الكلام كان زمانه طالع من البلد براس ماله على الأقل.
فهتفت سميحة محتجة كنت عايزه يمشي عشان يثبت كلام الناس و يقولوا هرب من الڤضيحة.
ذكي و هي يعني ماكنتش ڤضيحة طب أهو فضل إزاي الحال بقا نصيحه أمضي لي على العقد و أمشي بشنطة هدومك أنتي و بنتك و ماتعانديش لا تزيدي الطين بلة أنتي بتك ما شاء الله عروسة وضعكوا هنا في البلد وحش .
عادت من شرودها حينما شعرت بدموعها الساخنة تلهب وجنتيها و يد حنونه تمسحهم لها.
لم يكن سوى غانم الذي وضع الصينيه بجوارها ثم قال بټعيطي ليه معقول كل ده من دور برد
اشاحت بعينها بعيد عنه و قالت و لا حاجة
تنهد بتعب ثم قال طيب ممكن تاكلي.. أنا خليتهم يعملوا لك شوربة خضار لازم تاكلي و تاخدي الدوا .
نظرت له بصمت تام ثم قالت شكرا.
زم شفتيه بعدم رضا ثم قال لأ شكرا إيه أفتحي بوقك أنا هأكلك .
حلا بسخرية موجعة بنفسك يا بيه
رد بصوت لين مبحوح مش بيه يا حلا ... أنتي ماتعرفيش أنتي بالنسبة لي أيه
فباغتته متسأله أيه
أرتبك كثيرا ثم قال أنا ... أنا ...
لتباغته من جديد أنت حبيت قبل كده
هز رأسه و هو يردد بصدق عمرها ما حصلت .
صدمت كثيرا و سألت پجنون خالص
أستغرب رد فعلها و رد أيوه .
نظر لها بشك ثم سأل بضيق شديد هي غريبة تحصل و لا أيه
حلا أيوه.
أحتمل الغيظ قلبه و سأل أه يعني إنتي حبيتي قبل كده .
حلا لأ... بس انا غيرك أنا متعقده .
غانم أممم و مين ده اللي عقدك إن شاء الله.
حلا مش واحد دي واحده كانت بنت عمي .
رفع معلقة ممتلئة بالشوربة يجبرها على فتح فمها و هو يسأل طب و أنتي مالك و مال بنت عمك
أبتعلت ألطعام تحت مراقبته ليبتسم لها بسعادة و يستعد كي يطعمها أخرى و هي تجيب أصلها حبت قبل كده و كانت تملي تقعد تحكي علي عليه و تتغزل فيه و في جماله كانت بتقولي أنه عامل زي الأمير الوسيم إلي بيطلع في كل الأفلام و أحلى منه كمان طويل و عريض و أسمر.. تقيل في كلامه و ريحته تجنن .
نظر لها پغضب و هو يردد هي وصلت لريحته كمان إزاي تحكي لك حاجة زي كده.
حلا كنت لسه صغيرة... في ثانوي و هي كانت في الكلية في القاهرة.
اهتز فك غانم بغيظ شديد و ردد كمان .. إزاي تحكي لبنت في السن ده كلام زي كده
أطعمها من جديد ثم قالت أنا كنت مبسوطة عشانها و نفسي أنا كمان في أمير زيها ياخدني على حصانه.
أحتقن وجهه بغيظ و ردد بغيرة شديدة أممم عجبك من وصفها ليه مش كده ... أتمنيتي واحد زيه بالضبط مش كده .
ردت و عيناها في عيناه كده .
وضع الصينيه من على قدميه پغضب لتستقر فوق الطاولة الصغيرة المجاورة للفراش وهتف و الله و بعدين.
نظرت له و قد التوى فمها بإبتسامة مټألمة