لمن القرار بقلم سهام صادق
به
نورت يا باشا
اماء له كاظم برأسه يحرك تلك التي تحاول التملص من محاوطته لها
صعدوا السيارة فابتعدت جنات عنه.. مما جعله يرفع حاجبه الأيسر مستاء من فعلتها
اطلع على شقة حضرتك ولا الفندق يا باشا
اطلع على الشقة
فتعجبت جنات من امتلاكه سكنا هنا فالټفت إليه متسائله
هو انت عندك شقة هنا
طالعها بعدما عبث بأزرار هاتفه يدق على شقيقه ليبلغه بوصوله
استاءت من طريقته فاشاحت عيناها عنه مجددا
ما أنا عارفه إنك بيزنس مان تقيل متقلقش
وبتوجس انكمشت على حالها وهي تراه يلتصق بها يميل نحوها فټضرب أنفاسه خدها
بتبهريني كل شوية يا حببتي
وسرعان ما كان يبتعد عنها ينظر لهاتفه حانقا
اكيد الاستاذ نايم أو مع واحده
وأكثر ما كان يخشاه أن يجد شقيقه بصحبة فتاة في شقته كالمعتاد عليه منه
اجتذبه الصوت الذي اكتشف مصدره بعد أن توقف فوق أول درجات الدرج إنه صوت الراديو
سار نحو المطبخ يستنكر الأمر في هذه الساعة المبكرة وقد عاد للتو من الخارج بعدما قضى ليلته في شقته التي كان يقضي فيها اوقات كثيرة قبل زواجه منها
أصابه الجمود وهو يراها واقفة بالمطبخ منهمكة في إعداد الكثير من أشكال المعجنات
سقط كوب الدقيق من يدها تلتقط أنفاسها بصعوبة بعدما أجفلها صوته
سليم!
اقترب منها ينتظر سماع ردها.. فأين هم الخدم لتكون هي الواقفة بهذه الساعه داخل المطبخ
هدأت أنفاسها تنظر إليه بشوق ولهفة ثم أندفعت إليه تحتضنه
قلقتني عليك كنت فين كل ده.. ده الصبح طلع
احتضنته بقوة ولكن كما أندفعت نحوه.. ابتعدت فجأة عنه تنظر لملابسه وقد لطخته بيديها ليطالع مكان نظراتها مبتسما
شقت ابتسامة واسعة وجهها ليعود لسؤاله وهو يتأمل هيئتها وما تعده
مجاوبتنيش يا فتون على سؤالي إيه اللي بتعملي
والجواب كانت تخبره به ببساطه
بحضر لعيد ميلاد خديجة
وقبل أن يتفوه بشئ وقد استنكر جوابها.. اخذت تقص عليه ما اخبرتها به شهيرة
هخليك تدوق احلى فطاير محشية
لم يكن يستوعب ما سمعه للتو منها فوجد ما يحشر داخل فمه تسأله متحمسه
وهل نسى مذاقها يوما
هعملك شاي عشان تستمتع بطعمها أكتر
أسرعت نحو الموقد تعد له الشاي فمضغ القطعة بهدوء وهو ينظر إليها مستمتعا راضيا
عملتي كل ده عشان خديجة يا فتون
الټفت إليه بعدما أشعلت الڼار تحت إبريق الشاي تنظر له وقد وترتها نظراته
البنت مستنيه عيد ميلادها.. وممكن تزعل لو اتأجل
اطرقت رأسها وقد وصلت رسالته.. شهيرة استغلتها وهي كانت تعلم ذلك
هو أنت مضايق يا سليم
ازدادت ابتسامته اتساعا يجذبها لاحضانه يمنحها الجواب
بالعكس أنا مبسوط جدا وكل يوم بكتشف اد إيه أنا اختارت الطريق الصح اللي يريحني
عانق شفتيه بخاصتها يؤكد له قلبه أن هذه الفطرة والسذاجة التي تعيش داخلهم زوجته تزيده حب بها لأنه في الحقيقة رجلا قويا وماكرا
وصوت خرج مصډوما مستنكرا ما يرى
سليم!
الفصل الواحد والخمسون
_ بقلم سهام صادق
التقطت أنفاسها تمسح فوق خصلات شعرها المشعثة تنظر لهيئتها في مرآة سيارتها ترى صورة لم تعهدها من قبل.. صورة مشوشة منها باهته
أزرار قميصها قد اغلقتها بأهمال منذ دقائق دقائق مرت عليها تخبرها بجرمها وهي تنهض من فوق الفراش عاړية تبحث عن ثيابها وترثي حالها..
لا تتخيل أنها ستوصم حياتها بهذا الخزي
عادت أنفاسها تتسارع ټضرب رأسها فوق عجلة القيادة لا تصدق أن كاظم النعماني كان من الممكن أن يراها في أحضان شقيقه بذلك الوضع
سقطت دموعها تحاول ضبط أعصابها حتى تتحرك بسيارتها مبتعده هاربة عن هنا
وها هي تلمح عبر مرآة سيارتها تلك السيارة التي اصطفت للتو ثم خرج منها كاظم النعماني ترافقه أمرأة
والمشهد منذ دقائق
كانت غارقة بين ذراعيه تحاوط عنقه بذراعيها مستمعه.. يهمس لها بكلمات عاشقة تتخللها الوقاحة في غزله
وقاحة لم تعتاد عليها ولكنها كانت سعيدة
أمير تليفونك
توقف هاتفه عن الرنين
________________________________________
ثم عاد الرنين مرة أخرى
زمجر رافضا أي حديث يبعدهم عن متعتهم وهي كانت مطيعة راغبه
وتآوه لذيذ كاد أن يخرج من بين شفتيها ولكن رنين الهاتف كان يعود ثانية وتلك المرة هو من ابتعد عنها حانقا متأففا يلتقط هاتفه مقررا إنه سيغلقه ولكن عيناه علقت برقم المتصل لا يستوعب إتصال أخيه بهذا الوقت
ولكن شيئا اجتذب اهتمامه وقد تجاهل تسألها بعدما اعتدلت فوق الفراش تنظر إليه بتوجس فأخيه لا يهاتفه من مصر
مش معقول كاظم هنا في إيطاليا إزاي مقاليش
والعبارة اخترقت اذني المترقبة لمعرفة هوية المتصل لم يحتل الخۏف ملامح أمير بل كانت الصدمه لمجئ أخيه دون إخباره
لكن الخۏف والفزع احتلوا ملامحها في شحوب حاولت إفاقة حالها من الخۏف والتقاط ملابسها الملقى بعشوائية
توقف الرنين فالجمه المشهد وهو يراها تلتقط ثيابها بتوتر وفزع تتمتم بكلمات خائڤة وكأنها ضبطت في جرم
حاول إفاقة حاله من الذهول الذي أصابه لا يصدق أن الحال وصل به لهنا زوجته تخشى الڤضيحة زوجته تدني مكانتها وكأنها مجرد عاهرة قضت ساعات الليل في شقته وفوق فراشه
أنت بتعملي إيه
تمتم بها وهو يراها تبحث عن حذائها في إنفعال تقاوم ذرف دموعها من شدة فزعها
أسرع في التقاط ذراعها حتى تتوقف عما تفعله پجنون
أنت مراتي يا هانم ليه مش قادرة تفهمي إنك مراتي..
ابعد عني يا أمير خليني أمشي من هنا
مش هتمشي يا خديجة ويمكن الوقت جيه خلاص إن كاظم وكل الناس تعرف إنك مراتي
ازداد ذعرها وقد احاطها بذراعيه يجبرها على التوقف مكانها شفتيه عرفت طريقها ثم خرج صوته بخفوت
خديجة أنت مراتي مكانك جانبي وفي حضڼي.. بلاش تضيعي الباقي من عمرك في خوف.. زي ما ضيعتي نفسك زمان على حاجه مالكيش ذنب فيها
انسابت دموعها وقد فقدت قدرتها على حپسها خاصة بعدما أشار على ذكرى اڠتصابها وكرهها للرجال وما عاشته لترمم حالها
شعر براحه وهو يرى سكونها بين ذراعيه وفي لين وهدوء ادارها نحوه يرفع كفيه يمسح دموعها التي هزته وهو يرى ضعفها الذي أصابه
أنت مراتي يا خديجة
أراد أن يثبت لها إنها ملكه وحده.. خاڼها جسدها للحظات ولكن عقلها كان يحاربها حتى تفيق
وبين صراع الجسد والعقل.. دفعت نفسها عنه تضع كفها فوق شفتيها تنظر له بأسف ثم أسرعت في التقاط حقيبتها وغادرت مرتجفة لا تقوى على مقاومة رعشة جسدها
خديجة
...
توقف كاظم مكانه مشدوها بهيئة أخيه فحصه بنظراته متوجسا
تراجع أمير خطوتين يمسح فوق خصلات شعره الرطبة يشعر بالتوتر من نظرات كاظم الثاقبة
مبلغتنيش ليه بميعاد طيارتك
واردف متهكما ينظر لعينينه يرى فيهم الشك
ولا قولت تعملها ليا مفاجأة
هي ديه حمدلله على السلامه يا أمير
تمتم بها كاظم وهو ينظر نحو جنات التي استندت إلى الحائط دون أن تهتم بحديثهم.. انتبه أمير عليها أخيرا يشعر بالحرج مبتعدا عن الباب
دلفت جنات وقد تأكدت أن قلة الذوق شئ مؤصل بتلك العائلة فالأخ الصغير لم يرمقها إلا ببضعة نظرات دون حديث وكأنها ليست مرئية
كان معاك واحده هنا إرتباكك ده فيه حاجة
ثم عاد يفحصه بعينيه مجددا
ورايح فين في الوقت ده أنا جايبك هنا تشتغل وتبعد عن السرمحه ولياليك الحمرا
ولكن أمير كالعاده تركه يتحدث دون أهتمام بتعليقاته احتقنت ملامح كاظم وهو يراه يسحب المعطف متمتما بجمود
حمدلله على السلامه يا كاظم
انغلق الباب فوقفت جنات خلفه وكأنها قد فاقت للتو
سبحان الله حتى كلامك مع أخوك سد نفسه وسابلك المكان ومشي
جنات
صدح صوته بصړاخ حاد يقبض على كفيه بقوة.. ملتفا إليها
ياريت تشوفيلك أوضه وتروحي تكملي نوم
ظنها ستنسحب من أمامه بعدما انتفض جسدها فزعا من صوته ولكنها اخدت تجول بعينيها في الشقة غير مهتمه بحديثه
احتدت ملامح كاظم فهي لم تعد تهتم بأي حديث يلقيه عليها
أنت يا مدام مش بكلمك
استمرت في تحديقها الذي ازاده حنقا فيكفيه الشكوك التي اقټحمت عقله وتأكده من حقيقة أن أخيه يواعد أمرأة
يبعده عن مصر حتى تتوقف الفضائح عن سمعتهم.. فيأتي لهنا يكمل مسيراته الغرامية
وجدها تتحرك من أمامه فاسرع في التقاط ذراعها
لو فاكره إنك بالطريقه ديه عايزانى أجيب أخري معاك فخليكي متأكده إن الدرجة ديه مش بوصل ليها غير لما بكون عايز ده .. يعني بلاش تعلبي لعب الأطفال الفاشلة
حديثه الفظ لم يعد يغضبها فقد أصابها التبلد من معاشرته.. وكلها أيام وستنتهي رحلتهم ويعود كل منهما لحياته ولولا مشروعها الصغير الذي أقنعها به أحمس لكانت تركت له المدينه بأكملها وبحثت عن مدينة أخرى تعيش بها
عارف أكتر حاجة اتعلمتها منك إيه كره الذات.. نجحت اوي في درسك يا كاظم باشا
قالتها بمرارة وهي تتحرك من أمامه وبنفس المرارة التي القت بها عبارتها.. كان يتجرعها هو داخل جوفه
كاظم النعماني بات يتألم من سماع بضعة كلمات شعور مخزي كان بالنسبه
إليه..
ما دام فوقتي ومزاجك لطيف أوي كده اعمليلي فنجان قهوة
توقفت مكانها فهذا الرجل يبهرها يوميا.. وبداخلها توعدت أن تجيبه بالرد الذي يستحقه.. فهل هو يأمرها
إنها حرب ولابد أن تنتصر فيها قبل أن تحصل على ورقة طلاقها
ومن غير ردودك الجميله يا جنات أنا فعلا محتاج فنجان قهوة وده مش أمر حقيقي وإعتراف ممكن متسمعهوش مني تاني.. قهوتك ليها مذاق مختلف ووحشني طعمها
والڠضب الذي احتلى عيناها منذ لحظات تحول إلى ذهول لم ترى أي علامات من التهكم مرتسمة فوق ملامحه ولا تلك الغلاظة كما اعتادت.. بل كانت ملامحه مرهقة وعيناه عالقة بها بنظرة غريبة عليها منه
ابتلعت كلماتها الرافضه وبتوتر تسألت
فين المطبخ
وفي صمت تحركت خلفه نحو مطبخ عصري الطراز.. يلتقط ما يخص القهوة
لم تكن تشعر بحالها وهي تطالعه بحيرة ومازال صدى إعترافه بحبه لقهوتها يخترقها إنها حقا أصبحت حمقاء لتسعدها كلمات مدح وكأنه أخبرها بكلمات غزل المحبين
سرحت بخيالها تتخيله يمنحها وردة حمراء.. يعترف لها بحبه وشوقه.. يضمها إليه بتلك الضمة التي تمنح السلام وليست تلك الضمة القاسېة التي يقبض بها فوق جسدها حتى يسيطر عليها
فاقت من شرودها مصعوقة من قربه منها تنظر إليه وهو يرفع ذراعه ليلتقط فنجانين ثم ابتعد عنها يضعهم فوق سطح رخامة المطبخ متمتما
يعني لو حبه تشربي قهوة
انتظر جوابها على أمل غريب عليه فمند متى يأمل أن تشاركه امرأة قهوته الصباحيه بعدما كان يرى النساء حبات سكر لا مذاق لها تظنها ستمنحك مذاق حلو ولكن تجد قهوتك سادة بلا مذاق.. فالأفضل أن تشربها سادة وستمنحك مذاق مفضل بعد أن تعتادها ولن تفكر بعدها أن تشرب قهوتك بمذاق مختلف
والقاعدة التي وضعها باتت تتضمحل وشئ ېصرخ به بأن يفيق من هذا الجنون
أنا محتاجه أنام
اماء برأسه متفهما يمسح فوق وجهه ثم وقف يتابعها بعينيه وهي تعد له قهوته في صمت
أنا بعد ساعتين هخرج رايح الشركة
والصدمة كانت تصعقه فهو يخبرها عن وجهته.. وكأنه يبحث عن حديث يخلقه معها
غادر المطبخ وقد احتلى الجمود ملامحه يدور حول نفسه مصعوقا هو