الفصل الحادي والثلاثون من رواية أنا لها شمس بقلمي روز أمين حصري لمدونة أيام نيوز
النور
تحمحمت وهي تقول في محاولة منها لفتح حديثا معها
يوسف في الجنينة بيلعب مع بيسان ومعاهم عزة
هزت الأخرى رأسها بإيماءة لتواصل فريال طريقها للصعود قبل أن توقفها إيثار التي تحدثت بنبرة تحمل الكثير من الشكر
متشكرة على إهتمامك ومعاملتك الراقية لإبني
إستدارت تطالعها بنظرات غامضة لتقول بصوت خال من المشاعر صنعته كي لا تخسر كبريائها أمام تلك المرأة التي مازالت تأخذ حظرها منها إلى أن تثبت عكس ظنها
قالتها واستدارت سريعا لتمضي بطريقها للأعلى تاركة خلفها إيثار التي أخذت تحرك عينيها يمينا و يسارا باستغراب لتلك غريبة الاطوار تحركت حتى وصلت للباب الخارجي ليصادف خروجها بولوج عزة التي تسمرت وهي تتطلع عليها بنظرات منبهرة بجمالها الرائع الذي يزداد يوما تلو الأخر بفضل تقربها من زوجها الحبيب الذي ولج لحياتها ليصبح لها شمسا ساطعة أنارت حياتها وحولتها لرائعة هتفت ومازال بصرها معلقا بها
إتسعت بسمتها لتنير وجهها أكثر وهي تقول بحميمية
حبيبتي يا زوزة
وقبل أن تسألها عن الصغير أخبرتها بثرثرة كالعادة
كنت لسة هطلع أشوفك صحيتي ولا لسه مع إن سيادة المستشار نبه عليا محدش يهوب ناحيتك ونسيبك تصحي براحتك
لتتابع
باتت تثرثر بحديثها المعتاد لتسألها إيثار
يوسف فين
في الجنينة مع الباشا الكبير...قطبت جبينها لتسألها من جديد باستغراب
هو جناب المستشار مارحش شغله!
لا عنده أجازة النهاردة... قالتها بنفي لتنسحب إلى المطبخ كي تقوم بتحضير طعام الفطار تحركت داخل الحديقة وباتت تتطلع بأعين باحثة عن الصغير لتستقر بنظراتها على ذاك الرائع المسمى ب علام وهو يقف أمام زهوره النادرة يراعيها بنفسه يجاوره الصغير حاملا بيده الدلو الخاص بري الزهور وتجاوره أيضا الصغيرة بملامح وجهها السعيدة تحركت صوبهم وما أن رأها الصغير حتى وضع ما بيده ليهرول إليها مهللا
حبيبي يا چو وحشتني
إنت كمان وحشتيني كتير
إستدار لينطق بصوت حماسي وهو يشير إلى ذاك الحنون الذي غمره بعطفه واهتمامه الذي ملئ حياة الصغير وزاد من ثقته بحاله
شفتي يا مامي جدو علام خلاني أسقي الزرع بنفسي
إشتدت سعادتها لمعاملة ذاك الراقي لصغيرها الحبيب تحركت صوبه لتقول بنبرة تحمل الكثير من الإحترام والتوقير
تطلع إليها يرمقها بعينين لائمتين لومة عزيز غالي
هو ده اللي إتفقنا عليه!
قطبت جبينها لعدم وصول مغزى جملته لعقلها ليتابع بإبانة بعدما رأى حيرة نظراتها
مش كنا إتفقنا إنك هتقولي لي يا بابا
واستطرد بممازحة تراها منه ولأول مرة فهو الرجل الحكيم الصارم في أحكامه وقراراته لما له من منصبا رفيعا بالدولة جعلت من الكل يهابه ويعطي له قدره
إنتعاشة هائلة إقتحمت قلبها وزلزلته من إثر حلاوة اللحظة يا الله كم هو شعورا رائعا للغاية عندما يشعرك أحدهم أنك منه وأمر ما تشعر به من أحاسيس يهمه بقدر ما يهم أقرب الاقربون إلى روحك إتسعت إبتسامتها الممتزجة بنظرات تشع سعادة لتنطق بصوت تخللته الرجفة من إثر المفاجأة
ده شرف كبير أنا ما استاهلوش يا افندم
نطقت كلماتها وقد إمتلأت عينيها بغيمات ملبدة من الدموع المتأثرة بحنو ذاك الذي يمتلك قلبا من ذهب إقترب عليها وربت على كتفها ليتحدث بإبتسامة حنون
إنت تستاهلي كل حاجة حلوة ولو بإيدي أقدم لك كل ما تتمنيه عن طيب خاطر كفاية إنك رجعتي لي إبني من جديد
صمت ليخرج تنهيدة حارة شقت صدره قبل أن ينطق بعينين متأثرتين
لأول مرة بشوف فؤاد قلبه بينبض بالحياة ومقبل عليها من جديد بعد ما كنا خلاص فقدنا الامل في إنه يرجع لحياته ويستمر
وبعد ما كنت خلاص أقلمت روحي إني مش هيكون لي حفيد يحمل نفس إسمي ويمد في جذور عيلتي رجع الامل ينتعش في قلبي أنا وأمه من جديد وكل ده بسببك يا إيثار
قالها بامتنان ليتابع لائما
وبعد كل ده بتقولي لي شرف كبير ما استاهلوش
نطقت بتلبك ظهر جليا بنبرات صوتها ونظراتها الزائغة
أنا مش عارفة أقول لحضرتك إيه لأول مرة بحس إن لساني مربوط وعاجز عن إنه يلاقي كلام أرد بيه على كلامك ونبل أخلاقك اللي غمرتني بيهم
لتسترسل بابتسامة خفيفة
تخيل حضرتك أنا اللي شغلي كله معتمد على الكلام أبقى بالتوهة دي
مش محتاجة تقولي أي حاجة لأن اللي عملتيه كافي ووافي بالنسبة لي...نطقها ليخفف من وطأة خجلها وتلبكها لتشمله بنظرات يملؤها الإمتنان فتابع بمشاكسة وهو يتحسس وجنة الصغير المتابع لحديثهما بتركيز عال
جرى إيه يا يوسف بيه إحنا هنسيب شغلنا ونتعلق في حضڼ مامي كده كتير!
الزرع عطشان وعاوز يشرب
ضحك الصغير ونطق بنبرة حماسية وهو يتزحزح من بين أحضان والدته فى محاولة منه بالفرار
حاضر يا جدو
فلت من احضان والدته ثم أسرع إلى الصغيرة الواقفة بجوار حوض الورود ليسألها بنبرة طفولية
مش هتروي وردتك اللي بتحبيها يا بيسو
إرويها لي إنت يا چو علشان مش بعرف أشيل الماية...نطقتها الصغيرة وهي تنظر لدلو الماء لينطلق الصغير بحماس نحو زهرتها وأمسك بالدلو وبدأ بريها تحت سعادة الصغيرة التي باتت تهلل وتشكره بسعادة
جلست إيثار حول الطاولة لتراقب معاملة علام للصغار وترقبت بشدة كيف يعلمهم الإعتماد على النفس ويزرع بداخلهما حب العمل والتعود على تحمل المسؤلية جهزت عزة الفطار وأتت به إليها وتحدثت بنبرة حماسية
كلي أكلك كله الباشا موصيني عليك قبل ما يمشي
قال لك إيه عليا يا عزة...نطقت سؤالها بلهفة أسعدت قلب عزة التي هتفت بحبور
قال لي اجهز لك فطار كويس وأخليك تاكليه كله الراجل خلاص بقى ماشي يهلوس بيك
مش قوي كده...قالتها بدلال وهي تضحك لتجيبها الأخرى بإعتراض
أصلك مشفتهوش وهو بيتكلم عنك ولا لما يبص لك وإنتوا تحت
واسترسلت لتخبرها بما استمعت له من داخل المطبخ
ده البنات في المطبخ مستغربين وهيتجننوا من التغيير اللي حصل له وبيقولوا إنهم أول مرة يشوفوه كده دول بيقولوا إنه كان بينزل تحت هو ومراته الاولانية وكأنه ميعرفهاش عمره ما بص لها زي ما بيبص لك ولا دخل معاها اللي اسمه إيه ده الزاكوزي
خلاص مش عاوزة أسمع حاجة وتاني مرة متكلمنيش في الموضوع ده
سبيني لوحدي
إنسحبت ولم تتفوه بكلمة واحدة كي لا تزيد من ڼار تلك التي أمسكت بهاتفها لتضغط رقمه سريعا دون تفكير كان يجلس بمكتبه يتابع عمله ويرتبا للتحقيق الذي سيبدأ بعد قليل هو والكاتب ليصدح هاتفه أمسكه ليبتسم طلقائيا حين وجد نقش إسمها المدونخليلة القلبفمنذ عقد قرانه عليها سجلها بهذا اللقب على الفور نطق للكاتب
سيبني شوية لوحدي يا حسين
حاضر يا جناب المستشار...نطقها الرجل وما أن انسحب حتى أجاب سريعا بصوت ملئ بالعشق
أهو كده يدوب يومي بدأ وشمسي طلعت
فؤاد...نطقت إسمه برجفة خلعت قلبه ليجيبها سريعا
عيون فؤاد