الإثنين 25 نوفمبر 2024

وصمة ۏجع بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 13 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

الخصوصية جني ثانوية عامة ومتوترة وفادي مبيحبش الدوشة والبيت طول اليوم مبيفضاش ودي حاجة مضيقاهم
ضيقت عينها اليسرى ورفعت الحاجب الذي يعلوها وقالت دول بقى شاكيين لك 
أجابها بنفس نظرتها مش بالظبط بس اعتبريها كده إحنا اتفقنا مش هتزعلي
سحبت يدها واسندت
ظهرها للكرسي وقالت وإيه يزعلني أهم حاجة عندي راحة ولادي يامراد بس أنا اعمل إيه ظروف ياسر تعباني ومقدرش اتخلى عنه وخصوصا إن ماما أخلت مسئوليتها عن ولاده وده شيء مأثر فيه جدا رغم انه معترفش بده مقدرش اشوفه كده ومقفش جنبه وآسر بيجي كل يوم يساعدني في الأولاد ويلعب معاهم 
هز رأسه بموافقة على حديثها ثم قال عندك حق ياسر الكام مرة اللي شوفته فيهم بعد مۏت صبا اتألمت جدا أما شوفته رغم انه بيمثل أنه طبيعي وعلى نفس قوته بس أنا عارف كويس إنه انهزم وانكسر بمۏتها بس ماما كبرت برضه يا ياسمين ومتقدرش لحمل الأولاد 
أجابته بحزن ماما طول عمرها يامراد مبتحبش تشيل مسئولية حتى وإحنا أطفال سافرت وسابتنا لمربية كان أقل مايقال عنها عديمة القلب تتحكم فينا وأما كبرنا كان كل واحد فينا بدأ يعتمد على نفسه في أمور الحياة وأخواتي كانوا بيكتفوا منها بالفلوس اللي كانت بتعطيهالهم عشان يدرسوا ويكفوا احتياجاتهم وعلى الرغم من كده انا مشفقة عليها لان بابا سابها
وهي في عز شبابها وده شيء كسر جواها كتير وأظهر ضعفها وقلة حيلتها للجميع رغم أنها كانت بتعافر طول الوقت عشان تظهر غير كدهبس دلوقتي انا بجد زعلانة منها لأن ياسر محتاجها تقف جنبه وجنب الأولاد لكن هي بتتحجج ان يمني بدأت تشتغل وآسر كمان هيفتح مطعم بالشراكة مع صديق له ورافضة أنها تاخدهم رغم اني عرضت عليها إني هجيب لها واحدة تساعدها تحت إشرافها 
نظرت له وجدته يحدق النظر فيها وعلى وجه علامة غير مفهومة فسألته بحرج بتبص لي كده ليه عارفة اني أول مرة أحكيلك الكلام ده عن ماما بس 
قاطعها قائلا رغم إني عارف كل اللي قولتيه ده من زمان بس سعيد انك فتحتي قلبك ليا واتكلمتي براحتك 
استكملت قائلة أنا أول مرة أخرجه من جوايا يمكن هو ده السبب اللي مخليني متمسكة بأخواتي للدرجة دي ودايما حاسة تجاههم بشعور الأمومة
ابتسم لها مراد بحب وقال عارفة إني قبل ماأخطبك عشقت فيكي الميزة دي معطاءة ومحبة للجميع كنت فعلا بحسك أمهم رغم اني الفرق بينك وبينهم مش كبير 
نظرت له بفخر ثم سألته يعني مكنتش
بتضايق من اهتمامي بهم 
ابتسم لها ثم أجاب قولتلك قبل كده إن أنا بعتبرهم أخواتي وزي ماأنتي شايفة مليش غيركم ميرنا أختي عايشة بقالها ٢٠ سنة في أمريكا مع جوزها وولادها وعيلتك هيا عيلتي ياياسمين بس منكرش ان أحيانا بغير منهم اما بياخدوكي مني
ابتسمت ثم ردت عليه بحنان حبيبي يامرادأنتي عندي أغلى من الدنيا كلها 
غمز
لها وقال بمكر شكلك مش عايزانا نرجع النهاردة 
أصبح المنزل بالنسبة لها كالمقپرة منذ أن دخلته زوجة أبيها التي لاتكف عن خلق الشجارات بينهما وهي التي ظنت أن لاشىء سوف يفرق معها وأن وجود زوجة أبيها في البيت من عدمه لا يصنع معها فارقا لكنها اكتشفت انه بالفعل صنع معها فارقا كبيرا فهذه المرأة تثير استفزازها بشكل سيء مما جعلها تنزع قناع البرود الذي ترتديه دائما منذ سنوات وتقف أمامها لتنهرها بشدة دفاعا عن نفسها وعن أختها سدن 
حاولت سدرة تجنبها قدر المستطاع ومرت من خلفها دون إلقاء السلام حتى لا تفتح مجالا للحوار بينها وبين تلك المرأة ولكن لم تخطو سوي خطوتين حتى أوقفتها قائلة إيه داخلة معبد اليهود مفيش حتى سلام ربنا
ردت عليها سدرة ببعض البرود واحنا كان من امتى وبينا سلام ياناهد
ردت ناهد بتذمر ياختي وأنا يعني سلامك هيزودني أنا مش عايزة منك سلامات أنا عايزة اعرف آخرة عيشتي دي إيه كل يوم جايالي وش الصبح ونايمة طول اليوم
والهانم اختك طول الليل معرفش بترسم وتنيل إيه وطول النهار نايمة وأنا كنت الخدامة أن شاء الله 
زفرت سدرة بتذمر وردت عليها بحدة أنتي عايزة مننا إيه ياست أنتي أنتي بتعملي حاجة لحد كل واحدة فينا مسئولة عن أوضتها وأنا بحكم شغلي بفطر وبتعشي فيه ومن يوم مادخلتي البيت وبقيت بتغدي بره كمان وأظن سدن كمان مقضياها عيش وجبن عشان مش طايقة تبص في وشك المطلوب مننا إيه
نهضت ناهد ورد عليها بصړاخها المعتاد ما إنشالله عنك أنتي وهي لا بصيتوا ولا شوفتكم خالص أنا بقالي شهرين هنا ياختي منك ليها لا واحدة شالت سجادة ولا مسحت ولا نضفت شباك أنا اللي هعمل كده ولا إيه!! 
ردت عليها سدرة ببرود أيوة أنتي اللي هتعملي كده لأني بشتغل وأختي بتشتغل وبتمتحن في نفس الوقت عايزة تنضفي براحتك متنضفيش براحتك 
حينها خرج أباها من الغرفة يفرك عينيه وهو يتساءل بصوت ناعس فيه إيه صوتكم عالي ليه مش هنخلص من موال كل يوم ده 
نظرت له سدرة بحزن منه فهو دائما مايوبخها أمام زوجته ولكنها استمرت على جمودها وردت عليه لا هنخلص يابا أنا هأجر شقة وأعيش فيها أنا وأختي
فتح عينيه بذهول وسألها بتعجب أنتي اټجننتي ياسدرة!!! 
قالت ناهد لتزيد
الأمر حدة عايزة تفضحي أبوكي في الحتة ياسدرة
زفرت سدرة وردت عليها بتحذير متدخليش مابينا ياست أنتي أحسن مش هيحصل طيب
رد أبيها بصياح لا تدخل طالما الأمور تمس الشرف تدخل
ابتلعت سدرة ريقها بغيظ وردت وإيه اللي هيمس شرفك يا با مراتك لا طايقة وجودنا ومرتاحة يبقي نبعد أحسن 
صاح فيها متعديهاش تاني يابت بدل ما أكسرلك رقبتك 
نظرت لناهد بكراهية وقالت ارتاحتي وعملتي اللي أنتي عايزاه ربنا يهدك ياشيخة 
ردت عليها
ناهد بعصبية بتدعي عليا يابت أنتي ليكي عين احمدي ربنا أن ابوكي ساكت على بلاويكي وسهرك وبياتك كل يوم بره والله أعلم بتعملي إيه ولا بيتعمل فيكي إيه 
احتقن وجه سدرة وردت بصړاخ اخرسي قطع لسانك 
تدخل الأب منفعلا اخرسوا أنتوا الاتنين وجعتولي دماغى
نظرت له سدرة بعتاب فقد توقعت أنه سيثور عندما تمس زوجته سمعتها بهذا الشكل ولكنها لم ترد عليه فقد اعتادت الخذلان 
ابتلعت دموعها وتوجهت لغرفة أختها تطمأن عليها ولكنها تذكرت أنها اليوم في الجامعة تؤدي أحد الإمتحانات فعادت وبدلا من أن تتجه ناحية غرفتها خرجت من باب الشقة 
سارت بشرود في الشوارع تستنشق هواء نظيفا
بعيد عن ذلك المنزل الذي أصبح يسحب الأكسجين من دمائها لاتعلم متى تتخلص من ذلك الکابوس الذي ڠرقت فيه فرصتها ضعفت في الزواج فرغم صغر سنها ولكنها رفضت كل من تقدم لها حتى انتشر ذلك الصيت في منطقتها وفي كل مكان تطأ فيه حتي أصبحت لا يتقدم لها أحدا كما تعلم هي الأخرى في قرارة نفسها أنها لا تصلح ان تكون زوجة بسبب ماتعرضت في حياتها من خذلان ولا تعلم لم تذكرت آخر من طلبها للزواج ذاك الشاب الوسيم ذو العينين المميزتين الذي طلبها للزواج في المستشفي وهي ڼهرته كم هي قليلة الحظ فهو اختارها وهي تعلم أن مئات الفتيات تتمنى أن تكون مكانها ولكن هي فعلت ما وجهها
له عقلها قبل قلبها رأت أن ذلك مايجب فعله قبل أن تظلم شاب مثله مع شخصية مثلها 
لا تعلم كم مر من الوقت وهي تسير وتجول حتى الطرق لعل ذلك الغيظ المتملك منها أن يهدأ وتلك الرغبة التي تملكها في قتل تلك ال ناهد ان تتركها بينما تسير وجدت مطعما كبيراعلى مقربة منها رائحة الطعام جعلتها تشعر بالجوع فأخذتها قدميها إلى هناك ودخلت وطلبت بعض الشطائر مع كوبا من الشاي وبينما هي ترتشف الشاي لمحته هو ذلك الوسيم الذي طلبها يقف بهيئته المنمقة دائما يبتسم لشاب يقربه في السن ولكنه بالطبع لا يراها أخفضت نظرها على يديه لترى هل خطب أو تزوج بغيرها ام لا ولكن لا تعلم لما شعرت بالإرتياح عندما وجدت أصابعه خالية 
تركت الكوب من يدها وتنهدت ترتب تلك الأفكار التي تعصف برأسها بعد ما مرت به اليوم خاصة والفترة السابقة عامة ولكنها لم تطل التفكير ونهضت متجهة إليه 
لأول مرة يشعر بتلك السعادة الحقيقة منذ زمندائما ماكان يمثلها للجميع ولكنه لا
يشعر بها ولكن بعد مرور شهرعلي افتتاح ذلك المطعم الكبير يسبقه شهر في التجهيزات والتحضير هو وصديقه على الذي اقترح عليه فكرة ان يشاركه فيه ويفتتحاه بالمناصفة وبالفعل وافق وبدأ فيه وأقرضه ياسر وياسمين بعض المال لكي يبدأ من جديد 
وعلى الرغم من قلقه من المجازفة مرة أخرى بعد تلك الخسائر التي خسرها من قبل في مشاريع مختلفة ولكنه تحمس للفكرة لعله ينجح ولكنه لم يتوقع ذلك النجاح الكبير الذي حققه في شهر 
وقف هو وعلي وسط المكان إشرافا على الخدمة والعمال وهو يبتسم فرحا بما حققا الإثنان من نجاح كبير 
تعجب وهو يراها تقترب منه تلك الجميلة صاحبة خدود التفاح الذي تزوره في مخيلته بين الحين والآخر ورغم إعجابه بها ولكن مرتبطة دائما صورتها وذكراها بذلك الموقف المحرج الذي تعرض له عندما تقدم للزواج منها ولكنه اليوم يراها منطفأة أكثر مما رآها آخر مرة منذ أكثر من شهرين ونصف وجهها شاحب وعينيها ذابلتين وتحيطهما الهالات 
وبالفعل اقتربت حتى وقفت أمامه هو وصديقه تلقى التحية سلام عليكم
رد الإثنان وعليكم السلام 
ابتسم آسر وقال منورانا ياآنسة سدرة
سألته بهدوء هو أنت صاحب المكان
أجابها بإبتسامة وهو ينظر لصديقه الذي يقف بجانبه أيوة أنا وعلى صاحبى
قال على بإحترام تشرفنا ياآنسةشكلكم تعرفوا بعض عن إذنكم انا 
هز له آسر رأسه بالموافقة ثم فاجأته بقولها الذي تلي مغادرة على أنت لسه عايز تتجوزني
تجلس على مكتبها تتفحص حاسوبها المحمول أمامها في محلها الصغير الذي أصبح عالمها الخاص بعدما استغلت هوايتها المفضلة في العمل وأصبح عشقها في إقتناء كل ماهو نادر من التحف والعملات والمشغولات اليدوية هو عملها فقد حققت حلمها بعد سنوات وافتتحت متجرا صغيرا تجمع فيه تلك الأشياء النادرة وتأمل ان يكبر يوما عن يوم 
وبينما هي تعدل بعض الحسابات على الجهازاستنشقت عطره في المكان ذلك العطر الذي كان ينعش رئتيها لأشهر طويلة ولكنها لم تشمه منذ آخر مرة التقت به ذلك اللقاء
الذي جدد ألمها وۏجعها منذ أكثر من شهرين عندما واجهته بجريمته التي تركته من أجلها انتبهت لذلك فرفعت رأسها وجدته يقف يتأملها بشرود هي الأخرى رغم جمودها تجاهه وقلبها الذي أصبح يرفض وجوده لكنه يحمل له الحنين بين حين وآخرولكنها وقفت على هيئتها وقالت بكل تصلب أهلا يوسف
ابتسم لها ورد بهدوء ازيك يا يمني ممكن أقعد
أشارت له اتفضل
جلس وجلست
هي الأخرى تضع ساقا فوق ساق ترمقه بنظراتها الصلبة وجدته
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 45 صفحات