الإثنين 25 نوفمبر 2024

وصمة ۏجع بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 16 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

شبه إبتسامة عندما رآها ظن أنه خيل له لذا ابتسم هو تلقائيا ثم أدرك شيئا فعاد إلى جديته وسألها طب هو والدك ممكن يوافق على ظروفي دي 
هزت رأسها موافقة وقالت ببعض الحزن اللي قولتلك عليه ده بالنسبة لوالدى كتير إحنا في منطقة شعبية والناس فيها يعتبر معډومة وحياتهم ماشية بالزق فالقليل عندهم كتير وأبويا هيفرح إنه هيخف الحمل عنه
أدرك الآن أنها تحمل الكثير بداخلها وبمجرد إطمئنانها له ستخرج مابداخلها وسيستطيع حينها أن يفك شفرتها المعقدة 
لا تعلم هل تسعد بذلك أم تحزن أختها ستتم خطبتها وترحل
هي الأخرى كما رحلت غصون وستظل هي وحدها أسيرة ذلك العڈاب بقية عمرها فهي لم ولن تحظى يوما برجل ينتشلها من ذلك العڈاب كأختها من سيرضي بفتاة مشوهة تعيش معه وينعم لها كزوجة عندما تذكرت ذلك مسحت دموعها التي سألت على خديها بأناملها وخرجت لتساعد زوجة أبيها في إعداد
المنزل لمقابلة العريس الآتي مساء اليوم ولكن قبل أن تخرج دخلت سدرة لها تحمل كوبين من الشاي الساخن على طبق وبيدها الأخرى كيس به بعض الشطائر الجاهزة وقالت لها خدي مني كده
تناولت سدن الطبق الذي يحمل الكوبين بيدها ووضعته على المنضدة الصغيرة بغرفتها بينما أغلقت سدرة الباب وتبعتها قائلة أنا جبت معايا شوية سندوتشات نتغدى بهم بدل الحوجة لمرات أبوكي العقربة دي
ثم سحبت الكرسي وجلست بجوار سدن ونظرت لها بتأمل فلاحظت الحزن البادي على وجهها فسألتها مالك ياسدن زعلانة ليه
ردت بحزن عليها قائلة هتتجوز وتمشي زي غصون ياسدرة وهتسيبيني
ردت علي أختها تطمئنها ومين قال إني هسيبك بالعكس هنشوف بعض كل يوم وهتزوريني مين قال أننا هنبعد
نظرت لها سدن بدموع وقالت لا ياسدرة بكرة الحياة تاخدك وبيتك وجوزك
يشغلوكي وتنسيني 
ردت عليا سدرة بجمود دي فرصتي الوحيدة ياسدن وأنتي بكرة تجيلك فرصتك
ردت عليها سدن بيأس ليه وانتي متخيلة ان ممكن حد يجي يتقدملي في يوم من الايام 
نظرت لها سدرة بعتاب وقالت وليه لاء أنتي زي القمر وكفاية قلبك الطيب بس يوم ما يحصل امسكي في الفرصة دي واخرجي من هنا لو هتدوسي على الكل 
أرادت سدن تغيير الموضوع وقالت لأختها ربنا يسعدك يا حبيبتيأنا بس زعلانة عشان هبقي لوحدي 
ناولتها سدرة شطيرة وقالت بس كلي كده الأكل هيبرد 
ردت عليها سدن طالما راح وطلقها يبقى عارف مكانها حتى قولت لأبوكي رن عليه أسأله رن واعطاه مغلق ومعرفش يوصله 
تناولت سدرة كوبا من الشاي وهي تقول هي مش صغيرة وعارفة بيتنا كانت جت زارتنا حتى وطمنتنا عليها ورجعت مكان ماهيا 
ردت عليها سدن الله أعلم بظروفها ياسدرة غصون قلبها طيب يا سدرة وزمانها نفسها تشوفنا هي كمان ومش هيمنعها عنا غير الشديد القوي 
قاطع حديثهما ناهد زوجة أبيهما التي فتحت الباب وطلت منه برأسها تقول بتذمر أنتوا تتحاكوا وأنا شغالة لوحدي ماتيجوا تساعدوني خلونا نخلص قبل ما الناس تيجي 
نظرت الأختان لبعضهما ثم بادرت سدرة في الرد قائلة ببعض
السخرية معلش تاعبينك معانا يامرات أبويا ماتيجي تاكلي لقمة معانا أصل أنا بنتغدي بس وهنشبع ونحصلك
رفعت ناهد حاجبها لها بإستنكار ثم شدت الباب بقوة عليها وخرجت 
يوم عصيب مر عليه ولأول مرة منذ أشهر عديدة يظل حتى منتصف الليل في عمله بسبب عمليات طارئة مما اضطره لمحادثتها عبر الهاتف وإخبارها بذلك وبالفعل طمأنته أنها لن تترك الولدين حتى يعود وهاهو قد عاد ليدخل المنزل ويجده هادئا خاليا من مرح الأولاد في المكان واندفاعهم نحوه كلما دخل مما أعاد للمنزل بهجته بعدما فقده منذ شهور عدة كما عادت إليه الحياة مرة أخرى 
لا ينكر ان خوفه الآن تلاشي من وجودها فهي منذ أن جاءت للعمل في المنزل منذ أسبوع وهو لم يجد منها خطأ بل العكس فهي تهتم بالأولاد وتعاملهم بحنان وحب كما يخبراه بذلك دائما وتعد له أيضا الطعام كل يوم رغم رفضه لذلك في البداية ولكنها أخبرته أنها لم تعده له خصيصا وهذا من الطعام الذي تعده للولدين كما اهتمت بالمنزل ونظافته وتعطيره كل يوم قبل أن تغادر عندما يعود مما جعله يشعر براحة كبيرة كلما عاد والتزمت بما أخبرها به ولكنه يتعجب أنها دائما تفعل ذلك وتخشي مقابلته تحاول دائما ألا تظهر أمامه ولكنه ترك لها حرية ذلك منعا لإحراجها 
صعد بهدوء الدرج واتجه نحو غرفة الولدين وطرق الباب بخفة حتى لا يستيقظا ولكن لم يجد رد ففتح
الباب بهدوء ودلف داخل الغرفة ووقف مشدوها لما رأي 
الفصل الثالث عشر
صعد بهدوء الدرج واتجه نحو غرفة الولدين وطرق الباب بخفة حتى لا يستيقظا ولكن لم يجد رد ففتح الباب بهدوء ودلف داخل الغرفة ووقف مشدوها لما رأي 
تبثه الطمأنينة والأمان 
وقف يتأمل المشهد بمشاعر متضاربة من التعجب والذهول والسعادة والإعجاب بتلك المرأة التي إستطاعت أن تعطي كل تلك المشاعر
من حنان واهتمام وحب وطمأنينة في تلك الفترة الصغيرة ولا ينكر أن لو رأي ذلك المنظر غريبا لم يصدق سوي أن تلك المرأة أمهم دون شك 
ابتسم وهو يقول لنفسه أن ياسمين فازت حقا بما راهنت عليه متذكرا رده عليها عندما أخبرته أن تلك غصون هي الأجدر بالإهتمام ورعاية الولدين ولكنه أخبرها حينها أن فاقد الشىء لا يعطيه ولكنها أجابته بالنفي وأن العكس فاقد الشيء يعطيه بسخاء وأن غصون ستخرج عاطفة الأمومة المكنونة بين أضلعها في حب الولدين الآن آمن أن ياسمين كان لها وجهة نظر صائبة ولم تخطئ فحقا ينام الولدين الآن وعلى وجههما الراحة والأمان الذي تمنى كثيرا أن ينعما به 
أشعل الضوء الخاڤت ثم اقترب بهدوء منهم لكي يحمل يزيد يضعه على السرير المجاور نظرا لضيق المكان خائڤا من أن ينزلق الولد من يدها واقعا أرضا ولكنه دون أن يدري وقف يتأمل ملامحها الهادئة شبه مبتسمة وكأنها هي الأخرى وجدت مأمنها مع الولدين تنام ببراءة تشبه براءة الطفلين اللذان يجاورنها ولأول مرة يدقق في ملامحها الجميلة الهادئة شعرها الأسود الناعم الذي يراه لأول مرة بدون ياسمين منذ
ثلاثة أشهر وهي تأن ۏجعا من فقدان لجنينها وحرمانها من الأمومة مدى الحياة وۏجعها من دنيا لفظتها مستنكرة وجودها دون اهل وعائلة يتذكر دموعها وهي تقف أمام ذلك اللعېن الذي كان زوجها تنعي فقدانا وحرمانا وۏجعا
فاق من ذلك على ذكرى تنهش قلبه ولم تفارق صحوته ومنامه ذكرى حرمانا وفقدا ولكنه بشكل آخر فقدا مع سبق الإصرار 
في تلك اللحظة فزعت غصون وبحثت جوارها ثم نادت يزيد
الټفت لها ياسر يسكتها بس بس انا اللي نقلته كان هيقع
جلست وتملكها الفزع أكثر عندما علمت بوجود ياسر في الغرفة ثم رفعت تلقائيا يدها تتحسس شعرها الذي أنزلق من عليه الحجاب ثم تتحسس الوسادة باحثة عن حجابها وهي تقول بتوتر أنا آسفة النوم غلبني وانا بنيم الولاد ثم وقعت يدها على الحجاب ووضعته على رأسها ونهضت واقفة على الأرض أمام عيون ياسر الذي ينظر لتوترها وقلقها وكأنها 
أجابته دون أن تلتفت له همشي بقى طالما حضرتك جيت بالسلامة
رد عليها بتعجب تمشي تروحي فين الساعة واحدة بعد نص الليل
ابتلعت ريقها بتوتر وردت بإضطراب ظاهر في نبرة صوتها هرجع البيت ماهو مينفعش أبات هنا
تقدم أمامها ونظر لها بينما هي لم ترفع بصرها إليه وقال ممكن نطلع نتكلم بره عشان الأولاد ميصحوش 
هزت رأسها بالموافقة وبالفعل سبقها خارج الغرفة وتبعته هي فوقف قائلا متقلقيش ياغصون ممكن تكملي الليلة مع الولاد أم تنامي في الأوضة دي وأشار لغرفة مجاورة لغرفة الاولاد وخدي راحتك واقفلي على نفسك إنما خروج للشارع دلوقتي أظنه جنان في الوقت ده وكلها ساعات وهتيجي تاني يبقى ملوش لزوم
ازدادت ضربات قلبها من فرط التوتر الذي يتملكها في حضرته ولكنها حاولت تجميع ذلك الشتات الذي تلبسها وقالت ماهو أنا إجازة بكرة عشان ده يوم راحة حضرتك 
زفر بيأس من إصرارها وقال بحدة ادخلي ياغصون نامي وبكره ابقى امشي ثم اتجه ناحية غرفته
ودلفها وأغلق الباب خلفه وهو يعلم أنه بذلك يخيفها حاسما للأمر 
بينما هي كانت تقف مرتجفة من حدته وعندما انصرف من أمامها دخلت تلك الغرفة التي أشار إليها وأغلقت الباب خلفها تحاول تهدئة نفسها مما مرت به منذ قليل 
مايعود لذلك الجمود والشرود عندما يبتعدان عنهشعرت بالشفقة عليه والتماس العذر له فقد فقد زوجته ونصفه الثاني التي من الواضح أنه كان يحبها پجنون ووضح ذلك من منعه لها أن تدخل غرفته وغرفة مكتبه الذي اضطرت مرة لدخولها عندما تسرب إليها يزن خفية ممازحا لها واضطرت لدخولها حتى تبحث عنه فوجئت عندما وجدت صورة كبيرة لفتاة جميلة تماثلها في العمر موضوعة على الحائط المقابل للمكتب أن تشعر بما يعانيه ويشعر به من فقدانها فقد ماټت المسكينة دون أن تنعم طويلا بذلك الحب الفياض الذي يحمله لها ولا بامومتها لذلك الصغيرين اللذان أصبحا يمثلان لها الحياة 
دخل غرفته بإرهاق وبدل ثيابه وألقى بجسده المتعب على فراشه يتنهد مخرجا ذلك العناء الذي عاناه اليوم مابين غرف الكشف والمرضى والعمليات ولكن هيئة غصون الخائڤة المرتجفة منه دائما
تتسلط أما عينيه رغم قلة الحوار بينهما وعدد المرات التي اضطر لتوجيه حديث لها تعد على أصابع اليد ولكنه تعجب من ذلك الضعف الذي يتملكها دائما ولكنه ارجع ذلك لما عانته منذ صغرها كما حكت له ياسمين مما جعل بتلك الشخصية الخاضعة دائما ولكنه يمقت ذلك بشدة ويمقت أكثر ضعف النساء مما عاناه في حياته بسبب ذلك رفع بصره لتلك الصورة الكبيرة التي تقابل سريره ينظر لها كعادته كل يوم قبل أن يغفو فعلي الرغم من سخطه عليها منذ أن فعلت فعلتها ولكنه مؤخرا افتقدها بشدة ورغم انهماكه الشديد في عمله ومحاولة الهروب من تلك الذكرى المؤلمة ولكنه يشعر بالوحدة لذا وضع لها صورتين كبيرتين إحداهما في غرفته والأخرى في غرفة مكتبه حتى يشعر بوجودها جواره كانت الصورتين وهي في قمة حيويتها ونشاطهاأراد أن يرى دائما المظهر الذي كان يحبها عليه بإبتسامتها الجميلة وعينيها اللامعة وأعتاد منذ أن وضع تلك الصورة في غرفة نومه ان ينظر إليها حتى يأخذه النوم منها ولكنه اليوم ولأول مرة يريد أن يتحدث معها لا يعلم لما ولكن شىء بداخله يريد أن تشاركه لحظاته خوفا
من أن تسرقه الحياة من حبه لها كما سرقها المۏت منه 
قاطع حديثه عدة طرقات خفيفة على الباب فسأل مين 
علم أنها غصون عندما أجابت أنا غصون
مسح وجهه بيده ثم فعل ذلك على شعره كاملا وكأنه يزيل ذلك الضعف الذي تملكه من ذلك الحديث الذي وجعه ينهش بداخله دائما ثم نهض وفتح الباب وجدها
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 45 صفحات