اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
من صدمة خسارته فشد من أزره هاتفا
والحمل سهل يحصل تاني متقلقش معظم البنات بيحصل معاهم كده في الأول يعني مش أنا اللي هاقولك إنت أكيد عارف ده
نكس عدي رأسه بيأس قبل أن يرد مقتضبا
أكيد
سأله من جديد مستفهما وقد ضاقت حدقتاه
ومقالتلكش مين عمل فيها كده
أجابه نافيا
لأ
فرك أوس طرف ذقنه بحركة ثابتة وقد انشغل عقله بالتفكير مليا فيما أصابها تركزت نظراته على رفيقه متمتما وكأنه يفكر بصوت مسموع
الموضوع مش راكب على بعضه الحكاية فيها إن وحاسس إنها مقصودة!
أومأ عدي برأسه مؤيدا
وأنا معاك في ده مش مرتاح للي حصلها
احنا لازم نشوف .....
سوري يا جايدا اتلبخنا مع ليان ومسألتش عنك إنتي أحسن دلوقتي
هزت رأسها بالإيجاب
أه تمام المهم ليوو هي عاملة إيه دلوقتي
أجابها بضيق
الدكاترة طمنونا بس إنتي شوفتي اتعمل فيها إيه
تابعت جايدا موضحة بنبرة شبه منفعلة
والله هما كانوا قاصدين ده واحنا حاولنا نبعد عنهم وفضلوا مصممين يكسروا علينا لحد ما ...
ثواني كده فهميني بالراحة وواحدة واحدة حصل إيه
التفتت نحوه لتجيبه
ما أنا حكيت كل حاجة للظابط
صاح بها بلهجته الصارمة ووجهه يشع حنقا بائنا
لا معلش أنا غيرهم وعاوز اسمع كل اللي حصل بالتفصيل
ارتبكت من صرامته الطاغية وردت محركة رأسها بتوتر
اوكي هحاول افتكر
عمد عدي إلى استمالة قلبها واسترقاقه نحو رفيقتها كي تتعاون معهما فأضاف بصوته الرخيم
جايدا اللي راقدة جوا دي بين الحياة والمۏت صاحبتك الأنتيم ده طبعا غير إننا خسرنا ابننا اللي جاي وده مش سهل علينا
أنا مقدرة ده
عقب عليه أوس بلهجته الشديدة
يعني من الآخر لازم تفتكري كل حاجة حتى لو كانت صغيرة عشان تساعدينا نوصل للي عمل فيكو ده وناخد حقها وحقك منه تمام
ردت عليه دون أن تفكر مرتين
حاضر
أبلغها الجيران ممن رأوا ابنتها بالمشفى المتواضع وعرفوا هويتها بوجودها هناك فهرعت مڤزوعة لتعرف ما الذي أصابها لحقت بها بكريتها لتتفاجأ هي الأخرى بالفاجعة التي حلت بها لطمت أم بطة على صدرها ووجنتيها وهي تولول بحسرة كبيرة رجتها ابنتها بضيق
كفاية يامه
رفعت والدتها رأسها لتنظر لها بحدقتين تعكسين حنقا عظيما
ردت عليها بطة بامتعاض
اصبري بس أما الضاكتور يطلع ويقولنا مالها
معقبة
هايكون إيه غير نصيبة جديدة استرها معانا يا رب ده احنا ولايا ولوحدنا!
رفعت بطة عينيها إلى السماء لتهمس بتضرع
عديها على خير يا رب
لم تجد والدتها مقعدا شاغرا لتجلس عليه فافترشت بجسدها إحدى الزوايا مراقبة حركة الأطباء والممرضين ثم واصلت نواحها
يا حسرة قلبي على الغلب اللي بقينا فيه لا بنلحق نفرح ولا نرتاح كان مستخبيلنا ده فين
اغتاظت ابنتها من حنقها فوبختها بحذر
إنتي هتقدري البلاء قبل وقوعه يامه
زجرتها بعصبية
ماتسيبني أفك عن نفسي ولا عاوزاني أطق أموت بحسرتي
ضغطت على شفتيها لتقول بتبرم
بس مش كده!
ضړبت أم بطة على فخذيها بعد أن وضعت حافظة نقودها القديمة في حجرها لتضيف بولولة
وده مين اللي هايفكر بعد كده يدق بابنا يطلب إيد أختك يا نصيبتي سمعتنا راحت واللي كان كان
ضجرت بطة من سخطها ونقمتها على ما صار بأختها الصغرى بالإضافة إلى استنكارها لتفكيرها المحدود والمنحصر في تزويجها فقط خرجت عن شعورها لترد مهاجمة بشراسة
هو في إيه لكل ده نصيبها هايجيلها لما ربنا يأذن وبعدين هي كانت غلطت في إيه يعني ده بدل ما نشوف هنعمل إيه مع البلطجي ابن الحړام اللي كان مستقصدها أل وكان عاوز يتجوزها بركة يا جامع إن ده محصلش خليها تشوف مستقبلها وتكمل علامها و....
نظرت لها شزرا قبل أن تنهرها
والله ما مودي البت دي في داهية ومالي دماغها بالكلام الفارغ ده ومشجعها على كده غيرك إنتي
ردت بعدم اكتراث
مش كله في مصلحتها
علمت أمها أنها لن تصل معها إلى شيء فلكزتها بقسۏة في جانبها صائحة بها بعصبية
قومي اسألي حد من الممرضات ولا الدكاترة هنا عنها بدل ما إنتي بټسممي بدني بكلامك ده
زمت شفتيها لترد بتأفف
ماشي يامه
سارت ببطء متأملة أوجه الممرضات لتبحث بينهن عمن تتوسم فيها خيرا لتساعدها رأت إحداهن تقف بجوار باب الطوارئ فتحمست للذهاب إليها والحديث معها هتفت صائحة وهي تلوح بذراعها
يا أبلة لو سمحتي
رمقتها الممرضة بنظرة مزعوجة من ذلك اللقب الذي منحته لها ردت عليها على مضض بعد زفير مطول ومسموع أشار لنفاذ صبرها
خير
تجاهلت بطة امتعاضها الظاهر على تعبيرات وجهها لتسألها
ولاد الحلال قالولنا إن أختي شافوها هنا وسألت برا قالولي إنها في الطوارئ متعرفيش إن كانت طلعت ولا لأ
أجابتها بوجه