الأحد 24 نوفمبر 2024

الفصل الحادي والاربعون من انا لها شمس بقلمي روز أمين حصري لمدونة أيام نيوز

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

يدها ليبث الطمأنينة داخل روحها الهلعةتحدثت الطبيبة بهدوء بعد انتهاء الفحص 
من انتظام النبض أقدر أقول لكم إن حالة الجنين إلى حد ما كويسة بس مطلوب منك الهدوء يا مدام إيثار 
سألتها عصمت مستفسرة 
هو إيه اللي حصل يا دكتورة!
نطقت الطبيبة بشكل مفصل 
واضح من كلامكم ومن الاعراض إن المدام اتعرضت لحالة من الرهاب الشديد نتيجة مخاوفها من حاجة معينةالرعشة الشديدة والتعرق وتسارع ضربات القلب والدوخة كل دي أعراض رهاب واضحة 
لتنطق بعقلانية 
طبعا انا مش دارسة طب نفسي لكن كلامي بقوله بناءا على الكشف اللي أثبت الحمدلله إن مفيش مشاكل خاصة بالبيبيوكمان أنا قرأت كتير في الطب النفسي علشان يفيدني في شغلي والتعامل مع نفسيات الستات الحوامل
يعني هي كويسة...قالها فؤاد بصوت مازال مرتبكا بسبب ارتعابه على حبيبته لتنطق الطبيبة بعملية
هي كويسة بس لازم تقعد معاها وتشوف إيه الأسباب اللي عرضتها للرهاب وتحاولوا تلاقوا لها حللأن للأسف الموضوع ده لو إتكرر ممكن يأثر على صحة الجنين
هز رأسه عدة مرات لتتابع بابتسامة بشوش وهي تقول بنبرة تفاؤلية
مش حابين تعرفوا نوع الجنين 
هو ممكن...قالتها عصمت بحبور هائل وتلهف ظهر بمقلتيها لتجيبها الاخرى بأريحية
ينفع جداحاليا نوع الجنين بيظهر في السونار بعد إكتمال الشهر التالت على طول
تطلعت لذاك الممسك بكفها لتبتسم له فسألها متجاهلا حديث الطبيبة
إنت كويسة
أومأت بهدوء ليتابع بطمأنة 
أما نروح هنتكلم وأي حاجة مضايقاك أو تعباكي تأكدي إني هعمل المستحيل وأحلها لك
تطلعت عليه بحزن وقد تجمعت العبرات بعينيها ليميل عليها مستغلا إنشغال الطبيبة بتجهيز جهاز التصويرالسونارللكشف على نوع الجنين 
علشان خاطري تهديوكل اللي تؤمري بيه أنا هنفذهولك 
إبتسمت لطمأنت ذاك العاشق لتضع الطبيبة المادة السائلة التي تساعد الألة المرتبطة بالجهاز فوق بطنها وبدأت تمررها بتدقيق ليستمع الجميع لصوت نبضات مرتفعة ومتداخلة تصل للضجيجإبتسمت الطبيبة لتنطق بكلمات مبهمة للجميع المتطلعون بأعينهم على شاشة الجهاز بتمعن شديد 
كنت متأكدة وأنا بكشف على النبض 
تطلع فؤاد عليها ليسألها باستفهام 
متأكدة من إيه حضرتك
نطقت بصوت سعيد 
من إن النبضات تخص أكتر من جنينمبروك يا افندممدام إيثار حامل في توأم ولد وبنوتة
نطقت كلماتها بتلقائية ولكنها لم تدري مدى وقع تلك الكلمات البسيطة على قلب ذاك المسكين الذي حرم من ذاك الشعور لسنوات عديدة بسبب زوجة انتزعت من قلبها الرحمة فاقدة للأخلاق والمبادئشعور لم يستطع تفسيرهفهو مختلف كل الإختلاف عن أية مشاعر قد تعرض لها طيلة حياتهوجد حاله ينصت متجاهلا جميع الأصوات من حوله فقط صوت نبضات جنينيه هو من يقتحم قلبه قبل أذنيهوكأنها نغمات موسيقية لمعذوفة من أندر وأعذب الألحانڼصب عينيه على صورتهما التي تتحرك بفعل تحرك الجهاز فوق بطن حبيبتهبات يشاهد كل أجزاء جسديهما التي تعرضها الطبيبةود لو أن باستطاعته التخلي عن هيبته والهرولة صوب الشاشة لتقبيل كل جزء مصوب على صغاره لفعل دون ترددوبرغم السعادة التي تجعل من الكبير صغيرا والعاقل مختلا إلا أنه استطاع الصمود والتحمل أمام هذا الحدث العظيمإستفاق على صوت شهقات عصمت التي بدأت بالإرتفاع وهي تقترب من الشاشة وتتلمس صورة الصغار وهي تردد بالأدعية شكرا لله
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانكاللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى.
قبضت على كفه لتنطق بسعادة متأثرة بحلاوة اللحظة 
مبروك يا حبيبييتربوا في عزك وعز بابا وماما
إلتفتت عصمت لتطالع ذاك الناظر لزوجته تارة ولشاشة الجهاز تارة أخرى باذبهلال وتيهة وعلامات الدهشة والفرح ظاهرة على وجهه وفجأة وبدون سابق إنذار

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات