غرام المتكبر بقلم شيماء سعيد
الطبول و هي ترى باب الغرفه ينفتح و يدلف منه.... خيري..
مشاعر غربيه تشعر بها الأن سنوات و هي تعيش مع اب و عائله تخليت للحظه انها منهم...
و الآن تقف أمام الرأس المدبره لكل شيء سبب وجودها في الحياه و سبب وصولها لهذه
النقطه.....
حال الآخر لم يقل عن حالها ظل يتأمل ملامحها بلهفة و عدم تصديق...
يضمها إليه باشتياق اب لم يرى ابنته سنوات شعوره بالحرام منها يحاول تعويضه...
نظر إليها بحسره ثم اردف..
عارف إنك مش متقبله وجودي في حياتك بس صدقيني كل اللي عملته عشان تكوني في أمان...
بادلته النظره بأخرى ينبع منها شرارات الڠضب...
أمان أيه اللي بتتكلم عنه... أمان أن أنا اتربي مع أب تاني و وسط أهل تانيين... أمان ايه ان كل يوم روح جديده بټموت بسببك انت و اللي زيك...
أنا عملت كل ده عشانك عشان تكوني في امان بعد ما دخلت للدايره دي ڠصب عني... كان لازم طريقه تبعدك عن الشړ كان لازم تكوني انتي في أمان يا غرام... عشان هي كمان تكون مرتاحه...
هي مين..
غرام الكبيره غرامي أنا زي ما عمل جلال انا عملت...
زاد الذهول بداخلها يبدو أنها لا تعلم الكثير من الحقيقه...
انت عملت ايه و جلال عمل أيه...
بكى خيري نعم بكى ذلك الجبل من الشړ على روحه التي فقدها من سنوات...
تحدث أخيرا معلنا النهايه...
زمان كان في واحد اسمه
خيري المحمدي كان صاحب محلات قماش... و واحد تاني أسمه حمدي حمدي ده كان شاب غلبان بيبع على نفس عربيه الكبده بتاعت جلال شاف بنت جميله و زي القمر إسمها غرام... كانت اخت خيري عشقها و بقت حلمه هي كمان حبته راح لاخوها رفضه أشد الرفض و كسر العربيه اللي بياكل منها عيش... بعد كام يوم حمدي اكتشف إن خيري تاجر سلاح بس في الخفي و انه كمان كبير التجار في مصر... عرض خيري على حمدي الشغل معاه بس حمدي رفض... كان هيسيب الدنيا كلها بس ياخد غرامه معاه لحد ما غرام قررت تتجوز حمدي في السر و فعلا اتجوزته و بعد الجواز ده بكام شهر جات غرام الصغيره... و كل حاجه انكشفت و خيري عرف و قتل غرام الكبيره و خطڤ الصغيره... و هدد حمدي بيها يا اما يشتغل معهم و يكون هو خيري المحمدي يا اما هيقتل غرام الصغيره... الحاجه الوحيده الباقيه من غرامي... وفقت و بقيت انا خيري المحمدي تاجر
هل أحدكم يفهم شيء من تلك القصه غرام أيضا مثلكم...
فمها يكاد يصل للأرض من شده الذهول و عدم الاستيعاب لا تفهم شي...
من هي و من ذلك الذي يتحدث معها من أبيها و من عدوها!...
اردفت بتثقل...
يعني ايه كل ده!.. و جلال عمل ايه زيك!...
أنا حمدي أما خيري اللي انا عايش بأسمه من سنين ده يبقى حمدي اللي انتي عايشه معاه من سنين على أنه ابوكي... و خالك اللي قتل امك غرام الكبيره...
أما جلال عمل عشان انتي تفضلي عايشه ايه هقولك...
فهي الآن بداخل أحد الأفلام الهندية الأوفر كما كانت تقول عنها دائما...
رجل تربت معه سنوات و كانت تقول له أبى ظهر على حقيقته و أنه مجرد مچرم و قاټل...
الرجل التي كانت تسعى ليصل لحبل المشنقة هو أبيها الذي فعل المستحيل من أجلها...
الرجل الذي عشقته و بسبب غبائها كان سيضع منها أكثر من مره فعل أيضا المستحيل من أجلها...
لم تشعر بشي إلا و هي تغلق عيناها مستسلمه لما حولها من ظلام و ړعب و حقائق مبهمة ...
_____شيماء سعيد____
الفصل الثامن عشر بقلم شيماء سعيد
مر أسبوع آخر و هي بقصر خيري سابقا حمدي حاليآ..
أصبحت
العلاقه بينهم أكثر قرب فهو يشعرها بحنان الأب الذي اكتشفت إنها لم تشعر به....
كانت تجلس بالحديقه تنظر إلى حمام السباحة بشرود...
تعيش بدون روحها تفتقد الأمان بدونه فهو دائما كان الدعم و السند لها...
أغلقت عيناها مقررة الهروب من ذلك العالم و لو ساعه واحده...
ثواني و ذهبت في نوم عميق لتمر الساعات و تبدأ في فتح عيناها بزعر عندما شعرت أنها مقيده بالفراش...
شهقت بصوت مكتوم بسبب ذلك الشيء الموضوع على فمها...
حمدي أو في حقيقه الأمر خيري ذلك الرجل الذي تربت على يده و في الحقيقه هو قاټل والدتها....
وجدته يجلس على المقعد المقابل لها و على وجهه ابتسامة شيطانية
تراها لأمر مره...
قام من مقعده ببرود ثم أزال ذلك الشيء من على فمها لتصرخ بآلام...
صاحبه ضحكه متشفيه منه و هو يقول ببرود...
غرام بنتي حبيب أبوها...
لأول مره تنظر إليه باشمزاز ذلك اللعېن قهقه هو بمرح...
النظره اللي في عينك كانت برضو في عين أمك قبل ما ټموت و التراب يأكلها...
مريض كلمه واحده توصف ذلك المختل الذي يقف أمامها...
اردفت بذهول غير مصدقه ما تراه أمامها...
انت مين حمدي و الا خيري ابويا و الا خالى اللي قتل أمي و الا حمايه و أمان ليا و الا شيطان...
جلس مكانه مره اخرى ثم وضع ساق على الاخر كيف كان يخفى عنها كل ذلك الجبروت و الحقد...
اردف خيري بهدوء....
أنا خيري المحمدي أكبر تاجر سلاح في مصر و الشرق الأوسط... ابقى خالك يا بنت أختي العزيزة و الحكايه زي ما ابوكي قالك بظبط.. بس الباقي عندي أنا...
ارتجف جسدها من حديثه فهي فقدت قدرتها على التحمل....
يكفي ما عاشته إلى الآن لا تريد معرفه حقائق أكثر من ذلك...
إلا أن لسانها اللعېن تحدث بدلا منها قائلا....
ايه الباقي!..
الباقي هو أصل الحكايه... رفضت ابوكي زمان عشان غرام كانت اختي الصغيره اللي ربتها على ايدي... تعبت عشان توصل للي هي
وصلت له... كنت انا محور حياتها لحد ما الكلب حمدي ده ظهر... وقعت في
حبه و لما رفضته اتجوزته من ورايا و مش بس كده فضلت تحفر و هو معها لحد ما عرفت حاجات مينفعش تعرفها... لحد ما التمن كان مۏتها...
سقطت دموعها بحسره و قهر على والدتها أخيها قټلها...
أي نوع من البشر هذا!... قتل شقيقته التي تربت على يده مثلما يقول...
اردفت بتثقل..
قټلتها قټلت أختك!...
أجاب خيري بكل قوه و جبروت...
سبب مۏتها مش أنا سبب مۏتها غبائها... هي اللي وصلت نفسها لهنا... بعد ما ماټت حسيت اني مستحيل أكمل كده خطڤتك من حمدي و هددته پموتك... و بدأ يشتغل مكاني عشان الحكومه بدور عليا هو يشتغل و الفلوس تتحط في حسابي أنا في البنك... و انتي كنتي بنتي و أغلى من حياتي لحد ما ظهر الكلب اللي إسمه جلال..
رفضته برضو و قبل ما تعملي زي أمك هددت حمدي و خليته يقابله على أساس أنه خيري و يدخله معانا في الشغل بعد ما هدده باخوه و بيكي... و فعلا جلال وافق و بعد عنك و بدل ما يعمل زي حمدي و ينفذ الأوامر و بس بدأ يلعب هو... و التلميذ بقى منافس الاستاذ لا ده بقى أقوى منه... كان الحل الوحيد عشان يتهد شويه ريهام دخلت حياته و خلت اخو مدمن... و بعدين الخطه اللي اتعلمت عليكي كنت فاكر وسط إدمان اخو و حبيبته هينسي الشغل... بس لا بقى اقوى من الاول و عالج اخوه مكنش عندي حل الا الطلقه اللي اخديها....
لهنا و يكفي فهي تجلس أمام شيطان فقد كل معاني الانسانيه...
حياتهم كانت مجرد لعبه يحركها كما يشاء أخذت تتحرك بقوه تريد فك الحصار الذي يقيدها به و خنقه...
لن تتركه يعيش بعد اليوم حتى لو كان الثمن حياتها....
ابتسم هو باتساع و هو يراها عاجزه عن الاقتراب منه...
يا الله ما أجمل الشعور بالقوه و السيطره كأنه يملك العالم...
تحدث بحنان جعلها ستفقد عقلها...
أسف يا روحي بس أنا كنت واثق أنه مش هيسيبك ټموتي... أصله بيعشقك...
ثم قهقه بمرح..
رجالتي كانوا معاكي في كل خطوه و عرفت انك بلغتي عن خيري و جلال و هو حبسك في المخزن....قلبي كان بيتقطع عليكي و انتي بټموتي بين أيده...
صړخت بأعلى صوتها...
انت مريض اللي زيك مستحيل يكون طبيعي ازاي قدرت تعمل كل ده فيا و في أمي... اختك ....
ناوي على ايه تاني!...
اقترب من أذنها همس بفحيح...
موتك عشان بغبائك المستخبي سنين هيظهر عشان كده لازم ټموتي يا غرام...
____شيماء سعيد_____
أما عند عصافير الحب غيث
و عليا كان في عيادة الطبيب و هي تنتظره بالخارج....
هذه أول جلسه بعد عودتهم لبعض تشعر كأنها تنتظر خروج طفلها من لجنه الامتحانات...
ابتسمت بحب و هي تتذكر لحظاتهم معا فهو ظهر على حقيقته...
طفل صغير لا يفارق والدته سريع الڠضب و الخصام و سريع السعاده أيضا...
خرج من غرفه الطبيب و التوتر على معالم وجهه نظرت إليه باستفهام ليأخذها للخارج...
عليا بقلق..
في أيه يا غيث حصل ايه جوا...
اجابها بجملة مقتضيه...
أنا مش رايح للدكتور المچنون ده تاني.. هو اللي عايز يتعالج مش أنا....
حاولت امتصاص غضبه و هي تحرك يدها على زرعه بحنان مردفه...
ليه يا حبيبي أيه اللي حصل!...
صعد لسيارته و هو يقول پغضب...
عليا قولت مش هروح تاني خلاص الموضوع منتهى.. ممكن كفايه كلام.....
و بالفعل طوال الطريق لم تفتح فمها بحرف واحد فقط تنظر للخارج بصمت...
كان يتابعها هو الآخر بصمت لا يريد الدخول في تفاصيل الآن...
وصلوا للبيت أخيرا لتتركه و تصعد لغرفه صغيرها دون النظر إليه...
صعد خلفها فهو لا يريد العوده مثلما كانوا في الماضي لابد من لغه حوار بينهم...
وجدها تضم صغيرها و تبكي بصمت زاد غضبه عند رأيت دموعها ليقول بصوت مرتفع...
ممكن أعرف الهانم بټعيط ليه دلوقتي!...
نظرت إليه بلوم و عتاب ثم تركت الغرفه و خرجت...
حدق هو بمكان خروجها بغيظ هل سيمر اليوم عليهم بهذا الشكل...
خرج خلفها ثم حاصرها بالحائط قائلا بجديه...
في أيه يا عليا!...دي مش طريقه حوار ..
تحدثت بصوت هامس حتى لا تفزع صغيرهم...
بقولك أيه بلا طريقه حوار بلا زفت... مش عايز تروح للدكتور تاني ليه!...
ابتعد عنها و أعطاها ظهره قائلا بتوتر...
انا حر مش عايز اروح تاني... أنا خفيت و أقدر
اسيطر على نفسي مش محتاج دكتور...
فاض بها لا يريد الذهاب مره اخرى بالطبع اشتاق لحياته القديمه كثيرا...
اردفت پغضب...
طبعا البيه الأول كان مرتاح اكتر...
قال و هو يشير
إليها بتحذير..
عليا حسبي على كلامك....
صړخ بالألم و هو