الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ملاذي بقلم دهب عطية

ملاذي بقلم دهب عطية

انت في الصفحة 17 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

لجسد من يرآه كان يتلو القرآن بخشوع ويرتله بصوت حاني ظلت تحدج به بإعجاب وحنو.....
انتهى من صلاته ورفع سجادة الصلاة جانبا ...رفع
عيناه وجدها شاردة وعينيها تتفحص الركن الذي كان يصلي به........ جلس بجانبها و وضع يده على
كتفها هاتف بهمس...
حياة.....مالك ياحياة سرحانه في إيه ....
رفعت عينيها إليه وهزت رأسها وهي
تقول بهدوء...
ولا حآجه...... صباح الخير يا سالم ......
ابتسم لها قائلا بحنان وهو يمسد على شعرها..
صباح النور على اجمل عيون.. حسى بإيه دلوقتي 
خجلت قليلا من جملته ولكن ردت بخفوت
الحمد لله ... 
جثى سالم على الأرض بجوار قدميها رفع شرشفة الفراش قليلا ليرى رباط الضغط الطبي الذي يلتف حول قدميها حل هذا الرباط من على عليها بفتور....
احمرت وجنتيها وهي تهمس بحرج
سالم انت بتعمل إيه...... 
غاب لثواني عن مرمى ابصارها لداخل مرحاض الغرفة عاد لها وهو يحمل كريم طبي لكدمات العظام مسك إياه وبدأ بوضعه على قدميها المصاپة بصمت حبست أنفاسها عن الاعتراض عن مايفعل...... زحفت حمرة الخجل بكثرة الى وجهها
الأبيض 
تكاد ټموت خجلا 
سالم كفايه كده لو سمحت انا.... 
رفع عيناه السوداء المشټعلة ببريق
دوما لا تعرف سبب شعاعه المخيف....... قال ببرود كالتلج...
بلاش كل حاجه بعملها تعترضي عليها... وبعدين
دماغك تروح بعيد ووشك يجيب ألوان الطيف كده ... صمت برهة قبل ان يحدثها ببعضا من الهدوء... 
خليك... راحه فين بلاش تقومي دلوقت اصبري شوي لحد مالمرهم ينشف من على ضهرك..... انا هروح اغسل ايدي وخليهم يحضرو الفطار عشان تاخدي العلاج ...... 
اختفى من امامها لتزفر پقهر من مايحدث معها على يد هذا السالم....... تمتمت بحنق..
انا مش هقدر استحمل اكتر من كده يارب اخف بسرعه..... ...... 
مدت له يدها بكاس صغير محتواه خمر
قالت بنعومة
خد ياوليد الكاس ده من ايدي........ 
اخذ منها الكوب الصغير ورفعه على فمه مره واحدة بضيق.......
مالك ياحبيبي مين اللي مزعلك اوي كده... 
هيكون مين يعني ياخوخه..... غيره سالم
الزفت.. ....
انا مش عارفه هتفضل مشيل نفسك فوق طاقتك ليه ماتقتله زي معملت مع اخوه هو صغير على المۏت ولا صغير....
مش قبل ماخد كل حاجه منه ياخوخه على حيات عينه مش قبل ماحرق دمه على اغلى ماعنده وقبل ماخد فلوسه هاخد منه مراته.. وبنت اخوه...
ردت خوخة بغيرة..
ااه قول كده بقه أنت عينك من مراته... وشكلك موتت حسن زمان عشان تاخد مراته مش كده... 
ضحك وليد باعياء من آثار الخمر مرددا ببرود
ھموت حسن عشان حياة.... ولله احلى نكته
سمعتها... هي حياة دي مافيش غيرها في دنيا ولا إيه...... 
ردت خوخة بتبرم وحقد.
قول لنفسك الكلام ده... شكلك ھتموت
عليها.... 
رد عليها بسخرية...
لا... حياة دي اخر حاجه افكر فيها... انا بعمل كده بس عشان أنتقم من سالم عن طريقها... زي ماموت حسن أخوه زمان عشان أكسر ضهره ولم حسيت أن ضهره اتكسر كنت عايز اكمل عليه
بحړق الأرض بتاعته في نجع العرب بس للأسف ابن اللحقها.. لحقها قبل ماحرق دمه عليها ولم لقيته بيكبر اكتر فالنجع وفي خلال تلات سنين بقه ليه قيمه واسم في نجع..... الڼار فيه ذادت ورحت اتقدمت لحياة.. بس هو سبقني وتجوزها في خلال اسبوع .....
زفر پحقد..
بس متعوضه يعني هيروحو مني فين..... 
نظر الى خوخة قال بمكر...
بس مستغرب نفسي ان في خلال الفتره القصيره دي اللي بقينا فيها مع بعض بقيت بحكيلك على كل اسراري من غير مقلق منك...... 
هتقلق مني انا....حد برده يقلق من رقصه... 
حد يقلق من مراته ياليدي.....حد يقلق من خوخه
زعلتني منك اوي ياليدي... 
حقك عليه ياخوخه ...تعالي عشان عايزك في موضوع مهم..... 
ابتعدت عنه بضيق زائف قائلة
وبعدين معاك ياوليد احنا أتفاقنا اننا لم نشهر جوازنا ونكتب رسمي تعمل اللي أنت عايزه..... 
..
هعملك اللي أنت عايزاه بس بعدين...
بعدين ياخوخه... 
ابتعدت عنه بصعوبة قائلة بحدة ...
لا نكتب رسمي الأول وبقى حلالك 
اقترب منها قال بخبث...
أوعدك أني بعد مخلص من سالم وكوش على فلوسه هتجوزك ونعيش انا وانت في اكبر بيت في نجع العرب..... 
بجد ياوليد... قالتها وهي تطلع عليه بحب
في المساء...
كانت تهبط على الدرج بتأني تستند على كتف سالم الذي يرافقها في سيرها ...كانت مزالت تعرج على قدمها اليمنى... همس لها موبخ إياها...
كان فيها إيه ياعني لو سبتيني اشيلك عجبك كده
اديك مش قادره تمشي على رجلك ... 
قائلة بانزعاج
محدش قالك امسكني على فكره وبطل بقه طريقتك دي كفايه انفصام تعبت....
سألها بعدم فهم...
انفصام.....انفصام إيه انا مش فاهم حاجه... 
ردت عليه ببرود مثلما فعل هو صباحا معها
اسأل نفسك...... 
نظرت لهم ريهام پحقد وهم مقبلين عليها ممسكين
بايد بعضهم بحنان و حياة وتستند على كتفه
بقوة وتملك.....هتفت بمكر وهي تتوجه نحوهم...
حمد الله على سلامتك يامرات سالم.... وقفت
امامهم قائلة بخبث
ابعد ياسالم أنت عنها وانا هوصلها لحد السفرة استريح أنت ياسالم.....
مسكت حياة في سالم بقوة وقالت بهمس ناعم لاغاظت ريهام أكثر وزياده نيران حقدها ....
لا بلاش تسبني ياسولي لحسان اقع ياحبي...
مرسي ياريهام مش عايزه اتعبك معايا.. 
رفع سالم حاجبيه پصدمه وفغر شفتاه قال
بهمس داخله..
حبي.... وسولي ..البت دي بتتحول ولا إيه.. 
مالك ياحبي سرحت في إيه.... 
... مالى عليها وقال بتحذير
اتلمي ياحبي أنت عشان كده عيب.... 
ردت عليه بنفس الهمس قائلة بصرامة
صعبانه عليك اوي.... اشبع بيها....... 
ابتعدت عنه وهي تعرج ببطء لمقعد على السفرة الطعام...... راقبها وهي تداعب ابنتها وتطعمها بحنان أبتسم على ملاذ الحياة خاصته عنيده.... شرسة... حنون.... قوية.... ضعيفه.....ناعمة..... قاسېة...
هي تحمل كل شيء وعكسه وهذا يجذبه اكثر لها
... وجد بها ملاذه ملاذ الحياة .... تنهد تنهيدة طويله وهو يرمقها باعين عاشق لأول مرة ينظر لها بهيام عاشق يتفحص حبيبته بتراقب لكل حركة ولو بسيطه تصدر منها
يسجلها في ذكريات قلبه كاصورة مطبوعة تظل في ذكريات عشقهم
مدى الحياة.....
نظرت له ريهام بتبرم وهو يتفقد زوجته بكل هذا الاهتمام... الاهتمام الذي
لم ترآه على وجهه يوما لها او لي اي امرأة أخرى من جنس حواء... وحدها هذه الفتاة التي قلبت الموازين وتغير سالم شاهين على يداها... يتبدل حاله كل يوم للأفضل نحو تلك المرأة.....
همست ريهام بمكر داخلها ...
طب يابنت الحړام اصبري عليه... 
حاولت المرور من امامه... لتلفت انتباهه ومن ثم قالت بإعياء وهي تمسك رأسها....
اااه راسي... الحقني يابن عمي..... 
مسكها سالم ببرود قال بضيق...
مالك ياريهام ايه جرالك مأنت كنت زينه....
معرفش ياابن عمي شكلي عندي هبوط... معلشي هتعبك معايا وصلني لحد اوضتي.... 
ماشي تعالي...... تحدث بهدوء وهو يتطلع على حياة التي كانت ترمقهم پغضب وعينان تكاد تخرج شرارة حاړقة لكلاهما ......
أبتسم بسعادة وهو يرى نيران الغيرة في بنيتاها همس بستفزاز يشعل نيران الغيرة...
انا هوصل ريهام لحد اوضتها لحسان شكلها تعبانه..... اتغده أنتوا على ماوصلها..... ...
اااه ومالو أتفضل على اقل من مهلك.....
نظر لها بشك ومن هذا الصمت المريب....
أختفي سالم عن مرمى ابصارها لينادي على
مريم الخادمة بخشونة....
مريم...... يامريم...... 
اتت مريم سريعا عليه قائلة بإحترام
ايوا ياسالم بيه.... 
اسندي ريهام و وصليها لحد اوضتها لحسان دايخه
وديها اي حاجه تظبط الضغط الواطي...... 
من عنيه حاضر... قالتها مريم وهي تمسك يد ريهام مكان سالم.....
اكفهر وجه ريهام من فعلته ولكن رفضها الآن لن يكون في صالحها فتحلت بالصمت.....
وهتفت داخلها بشظايا شيطانية....
معلشي متعوضه ياسالم هتروح مني فين... هوصلك يعني هوصلك وقبل ده كله هبعد بنت الحړام دي عنك....... مبقاش ريهام اما ورتها سمي عامل ازاي عشان تفكر الف مره قبل ماتفكر توقف تتحديني ...
أنت بتعملي إيه ياماما..... هتفت الصغيرة بفضول وهي تنظر الى والدتها...
افرغت حياة محتوى الكيس الأحمر في طبق الحساء وقالت بلامبالاة
أبدا ياروح ماما.... بحضر طبق الشربه لبابا 
مطت الصغيرة شفتيها قائلة بعبوس...
طب حطي في طبقي زي مابتعملي لبابا.... 
توترت حياة وهي ترد على ابنتها....
هااا لا طبعا ازاي يعني..... دي شطه أنت بتاكلي الشطه.... 
هتفت الصغيرة بطفوله ورفض...
لا يععععع .... دي حرقه مش بحبها.....
جلست بجانبها وقبلتها قائلة بحنان...
طب خليها في سرك بقه لحسان انا عملها مفاجاه لبابا سالم اصلو بېموت في شطه.... 
لم ترد
الصغيرة او بالأصح لم تفهم ماتقوله امها...
جلس الجميع بعد دقائق على سفرة الطعام باستثناء ريهام التي من المفترض أنها مريضه الان !...
بدأ الجميع باكل الطعام.... وبدأ سالم بالأكل بشموخه المعتاد... وضع المعلقة في الحساء الذي استغرب لونه الأحمر الغريب .....تناول القليل منها ليسعل بعدها بشدة ومره واحدة.......
نهضت حياة قائلة بقلق زائف...
بسم الله رحمن الرحيم..... اتشهد ياسالم لحسان تروح فيها.... مدت يدها له بكوب من الماء ..
وسط سعاله الحاد قال...
مين....... اللي ..... عمل الشربه ديه.... 
قالت راضية بخفوت ...
هيكون مين يابني ام خالد ومريم اللي عمليين الاكل ...
ارتشف من الماء بكثرة ومزال يشعر بڼار في جوفه
نظر له رافت بتسأل...
مالو الأكل ياسالم.... هو عشان شرقت وسط الأكل يبقى في حاجه .... عادي يابني بتحصل
هتف سالم بتهكم لهم...
بتحصل ازاي الشربه فيها.....شطه.... 
قالت ورد الصغيرة ببراءة ...
ايوه يابابا ماما حاطه شطه ليك في شربه عشان أنت بتحب الشطه اوي.... 
بحبها اوي ... قال جملته وهو ينظر الى حياة پغضب ...
ضاحكة حياة بتوتر وحمحمت وهي تقول بقلق
من تهورها ...
ده....دا.. آآه دا كان مجرد تخميم..... 
ضحكة راضية ورافت على مقلب حياة لسالم الذي سيلقي بها في تهلكة حتما معه.....
همس سالم لها بزئير كالاسد...
اي الهبل اللي انت عملتيه ده.... 
لوت شفتيها قائلة بعتاب وغيرة حانقة...
اي رايك في اوضة ريهام حلوه صح.... 
حاول اغاظتها وهو يقول بخبث...
حلوه اوي تصدقي فتحت نفسي على الجواز
مره تانيه... 
نظرت له پقهر من حديثه عن الزواج مرة اخره
اكمل هو طعامه بشموخ وكانه لم يرمي قنبله داخلها منذ ثواني !...
دلف الجميع الى غرفهم للنوم...... دخلت هي الى غرفتها لتاخذ حمام بارد لعله يطفئ ڼار الغيرة بداخلها ويطفئ أيضا خۏفها من عقاپ سالم لها
على مافعلت .....
خرجت من المرحاض وارتدت منامة قصيرة قطنيه
مريحة للنوم بها...... وقفت امام المرآة لتجفف شعرها المبلل من الماء...... إثناء دخول سالم الى الغرفة ..نظر لها بطرف عيناه ومن ثم اتجه جالسا على حافة الفراش....
اغمضت عيناها بتوتر قائلة برجاء...
يارب يكون نسي........ 
انت نامت ولا إيه ياحضريه..... قال حديثه وهو ينهض ليقف امامها نظرت حياة لصورته المعاكسة في المرآة......
لا... بس انا خلصت وډخله انام..... قالت حديثها وهي تنهض باتجاه الفراش......
مسك معصمها وسحبها بقوة ..... همس لها بمكر بعد ان شهقت بدهشة من فعلته المفاجأة
حسبي مش عارفه توقعي ولا إيه..... 
اغمضت عيناها بضعف من همسه الخشن ايقونة صوته لها لحن خاص رائحته الرجولية تبعثر الانثى داخلها هو كتلة من النيران التي تذيب اي ثلج حول قلبها الهش !....
اول مره أحس اني فرق معاك..... وانك بتغيري !..
حاولت الابتعاد
عنه بضعف وردت بعناد...
مين قالك اني بغير بالعكس انا مش بغير..
همس لها ببرود ....
بلاش تكدبي وكلميني بصراحه..... لي حطيتي في شوربه شطه....
واي لأزمة شغل العيال ده معايا شيفاني صغير على مقالبك دي..... 
...
خلاص اسفه مش هعمل كده تاني سبني بقه ياسالم سبني بجد بتوجعني... آآه..
حرم عليك ياسالم.... 
مش قبل ماعرف ... 
كنت غيرانه
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 40 صفحات