ملاذي بقلم دهب عطية
ملاذي بقلم دهب عطية
وبطئ شديد.... كانت الصوره
مشوشة قليلا في البداية ولكن قد بدأت الصوره توضح اكثر أمامها وجدتسالم يقف امامها يراقبها بقلق همس لها بحنان
أنت كويس ياحياة.....
بدأت تحدق حولها محاوله تذكر ما حدث معها قبل ان تفقد الوعي... كانت تجلس في سيارة غريبة عليها لم تكن سيارة سالم... اين هي.....
اتسعت عيناها بزعر حين تذكرت وليد وهجومه عليها وضربها له بزهرية وبعدها الباب فتح وفقدت القدرة على رؤية اي شيء بعدها...... هتفت پبكاء وزعر هستيري.....
هشششش اهدي ياحياة انا جمبك متقلقيش....
وقعت عينيها على عم زوجها بكر يجلس على الارض ويرمقها بحدة وكره مستديم ...اما رافت فنظر لها باعتذار وحنان كانت هذه هي نظرته
وحنانه المعروف دوما لها منذ اول يوم رأته به..... وقعت بنيتاها أيضا على الطاح بجوارهم أرضا تسيل الډماء من وجهه بكثرة لم تتعرف عليه في البداية بسبب ملامحه الغارقه بالډماء ولكدمات..لكنها علمت بهويته فورا شهقت پصدمه وهي تنظر نحو سالم پصدمه تسأله بعينيها عن ما فعله به...
للأسف كان نفسي نهايته تكون على ايدي لكن لسه فيه نفس...... بس العيب مش عليه لوحده ومش هو بس اللي غلطان ويستاهل اللي حصله... صمت قليلا ثم قال بفحيح كالافعى...
أنت كمان غلطي ولسه دورك جاي ياحضريه....
ألقى بها بقوة داخل السيارة.... ابتلعت ريقها پصدمة وخوف... صډمه من انفصامه الذي من المفترض انها اعتادت عليه منه ...
انطلق بسيارة بصمت مريب.... اختنقت انفاسها هي خوفا أكثر من القادم معه...
حمد الله على سلامتك ياحياة يابنتي... قالت راضية حديثها وهي تمسد على شعر حياة بحنو..
جلست بجوارها ريم على حافة الفراش قائلة بحزن
حقك عليه ياحياة.... كان لازم ابلغ سالم اول ماسمعت مكلمة وليد وهو بيدبر لخطڤك.....
ردت راضية بحرج...
مش وقت الكلام ده ياريم سيبي حياة ترتاح...
إتجاهت
حياة بعينيها على سالم الذي يقف في نفس الغرفة وينظر لها بعتاب وڠضب.. عيناه تلمع بقسۏة مخيفه اصبح وجهه قاتم لا يعرف النور له طريق... من شدة شعوره بالخۏف عليها والڠضب أيضا منها........
ياريت نسيب ام ورد ترتاح....... ثم نظر الى
ريم قائلا بهدوء....
نامي معها انهارده ياريم..... وانا هروح انام في اوضه تانيه...... تصبحو على خير.......
خرج وتركها تنظر الى فراغه بضيق... نعم كانت
تود لو ظل بجانبها اليوم فهي تحتاج إليه بعد كل ما مر عليها أليوم كان قاسې مثل قساوة حياتها عليها .... اغمضت بنيتاها بيأس فعلى الأغلب
حتى لا يدخل معها بشجار
ينتهي بالضړب كما
تظن..
حياة مش هتنامي..... هتفت ريم لها بصوت عذب نظرت حولها وجدت الغرفة فارغة من اي شخص باستثناء ريم الواقفه امامها وابنتها .....
كم استغرق التفكير به كل هذا الوقت وهي لا تشعر بشيء من حولها .........
نظرت الى ريم ثم همست بحزن ...
ادخلي أنت نامي جمب ورد وانا شوي وجيه..
نظرت ريم لها باستغراب وتساءلت..
راحه فين ياحياة دلوقتي....
نهضت ببطء وهي تفتح باب الغرفة قائلة بنفاذ صبر ...
مش وقت اسئله ياريم .... بعدين.....
خرجت من الغرفة وهي ترتدي منامة رقيقة
وشعرها كان منساب على ظهرها...
لا يزال وجهها شاحب وبنيتاها ټغرقان بالحزن
والخۏف اخذ مكان للسكن بهم......
كانت ملامحها تشفق عليها الاعين...... وبرغم كل شيء تشعر به مزال سالم يشغل تفكيرها تريد
ان ترآه فقط تريد ان تفهم منه لم قال لها ان وليد
لم يكن هو المذنب الوحيد وهي أيضا مذنبه معه
هل يشك بها ...توجس عقلها بريبه من هذا الحديث الذي تسمع صدئ صوته في اذنيها ....ممكن ان يكون وليد كڈب في الحديث عنها واخفى حقيقة فعلته الدنيئة معها مما جعل سالم يثور هكذا في الحديث
وهل فعلا صدق وليد.
زوبعات من الأسئلة المتركمة فوق عقلها......وهي امام ازدحام الأفكار تضعف وتخشى اكثر من ردة فعل سالم عليها بعد ان يراها امامه الان في هذا الوقت.... ولكن لن ترتاح ان لم تعرف ماذا قال له وليد.......
كان يستلقي على الفراش وهو يرتدي ثياب بيتي مريحة كان يعبث في لاب توب امامه بلا أهداف مزال عقله معها بعد كل شيء يشغل تفكيره
بها.... وكان النوم أصبح صعب ترويضه حتى يأتي إليه كي يريح عقله لعدة ساعات فقط......
أغلق الاب توب بتنهيدة محارب أرهقته حربا هو محاربها الوحيد في ساحة لا يعلم بها من عدوه
ومن رفيقه !....
سمع طرق على باب غرفته...... ابتسم ساخرا على تدقيق اذنيه في هواية الطارق.....
حياة...
مميزة في كل شيء حتى طرقات الباب من على يديها لها لحن خاص على مسامعه يميزها سريعا.....
ادخل...... همس بها وهو يستلقي
على الفراش ويضع يديه تحت راسه..... وعيناه مسلطه على الباب بانتظار دخولها بملامح خاليه من اي تعبير.......
دخلت بخطوات بطيئة ومن ثم اغلقت الباب بهدوء... ورفعت عينيها عليه بحرج.....وجدته مستلقي على الفراش بهدوء وينظر لها بعدم اهتمام.... همست بحرج.....
سالم...... انت كنت نايم......
رمقها بجفاء ورد ببرود...
حاجه زي كده.....كنت عايزه إيه......
.... فوجدت ان الهروب اسهل الآن
من امام عينيه المتفجرة بها بدون هوادة عليها....
خلاص بقه..... مش لازم الصبح نبقى نتكلم... بعد
إذنك......
خطت خطوتين في داخل الغرفة حيث خارجها...
نهض سالم من على الفراش وقطع المسافة بينهم سريعا وهو يمسك ذراعها موقفها أمامه
ببرود وهتف بتوبيخ لها....
انت هتفضلي جبانه كده لحد امته..... جاي هنا عشان توجهيني...يبقى لازم تبقي قد الموجهه مش
تهربي من قبل حتى ماتتكلمي....
احتدت بنيتاها وهي تهتف بحدة...
انا مش جبانه ياسالم.....مسمحلكش.....
..
ومن امته وأنت بتسمحيلي اقرب من حاجه تخصني..... من أمته وأنت مراعيه وجودي في حياتك من امتى ياحياة.... من امته...... صړخ بها بتشنج ملحوظ...
ترك يدها بنفور... ومد يده على المنضدة مشعل سجارته پغضب نفث منها دخان رمادي قاتم
وهو يوليها ظهره متحدث بصوت سأم من شدة الحزن....
أنت عمرك مارعيتي وجودي في حياتك...عمرك ماقدرتي انك اول ست في حياتي
اغمض عينيه بالم وهو يعود فتحهم بتعب
نفث دخانه الرمادي بقوة....
ذكريات حسن لسه محتفظه بيها.... كل ماكنت منك بشوف في عينك حبك لاخويه وندمك على جوزنا وقربي منك.....
نزلت دموعها وقالت بتبرير...
سالم بلاش تظلمني انت
لازم تقدر اني كنت في يوم من الأيام مرات حسن اخوك
وانا وانت مش هنقدر ننسى حاجه زي دي لازم تقدر ده.....
وضع سجارته فالمنفضة..... ليرد عليها بدون ان يرفع عينيه نحوها.... وكانت بينهم مسافة ليست كبيرة...
اقدر...... طب وأنت ليه مش قادره تقدري اني راجل...
اتسعت عينيها من التصريح الغريب على لسانه.. سالم انت بتقول إيه ان......
قطع المسافة التي بينهم في لحظة ممسك ذرعها بقوة بين كف يده وهدر بها بانفعال....
بقول الحقيقي اللي بشوفها في عنيك... اني مش راجل في نظرك.... اني مش من حقي اكون جوزك
مش من حقي امحي حبك لاخويا وعيش معاكي زي مأنا عايز .. اني مش من حقي اكون مصدر ثقه زي حسن زمان.... واني كمان مش من حقي اعرف بزيارة وليد ليك في شليه اسكندريه....اني مش من حقي
مش من حقي اي حاجه فيك .... دايما بشوفها
بشدة متسرعة بقوة... إنهارت حصونه أمامها وهو يقول بۏجع امام عينيها المصډومة من حديثه وما يعتريه ويخفيه عنها...
تعرفي ساعات بحس اني كمان مش من حقي ارتاح في حياتي وبذات معاك......
نزلت دموعها بلا توقف على وجنتيها الشاحبة من اڼهيار كلماته امام نظرته المستاءة منها ....شعرت بنغزة حادة إصابة قلبها المدمر من اجله....
هي سبب أوجاع قلبه...هي من وصلت به وبها الى هنا على ماذا تلوم وهي الملامة
هنا.....
اوصلت له كل شيء يألم ويجرح كرامة اي رجل واذا كان رجلا مثله وبشخصيته حتما تتضاعف المه أكثر ...
همست بعد برهة من الصمت بترجي وعجز
حقيقي...
انا آسفه.....
أبتسم بسخرية لا بل تحولت البسمة لصدى ضحكه متهكمة من جملتها...حدج بها بعد ان اختفت ضحكته
الباردة من على محياه....
اسفه.....خليك واثقه ان مش اي أسف يمحي الۏجع....يا... يا حياة ....رفع حاجباه وانزلهم سريعا
وهو ينظر له باستهجان....
... واسبلت بنيتاها أرضا بحرج.... فماذا ستفعل بعد تلك النظرات والحديث
البادي برفض اي مصطلح جديد تريد خوضه معه..
هو في نهايه على حق... وهي على حافة الباطل تترنح ...ماهي الكلمة المناسبة له وهل هناك كلمة تصلح موقفها امامه....
فاقت على صوت سالم وهو يقول بتعب..
روحي نامي ياحياة... الوقت اتأخر روحي نامي
لاني كمان محتاج انام ورتاح......
سالم...... أنا
رفع كف يده أمامها وهو يقاطعها بنبرة مبهمه ..
كل حاجه وليها وقتها..... وانا محتاج وقت اراجع فيه علاقتنا من تاني.......
نظرت له پصدمة.... ثم حاولت اخرج صوتها الذي أختفى في اعماق الذهول بعد تصريحه الواضح
عن الفراق يتحدث أملى عليها عقلها بصعوبة
ما استوعبه....
تحدث سالم بتوضيح اكثر بعد ان راء تشنج قسمات وجهها الشاحب..... تنهد وهو يقول بستياء..
احنا اتسرعنا في جوزنا.... انت مش هتقبلي وجود راجل تاني في حياتك غير أخويه وحياتك القديمه معاه ...وانا مش هقبل اكون مش راجل في نظر مراتي ولا هقدر استحمل وجود حسن وسطنا
وانا شايف ان الأحسن لينا احنا الإتنين إن
كل واحد فينا يروح لحاله وكفايه ۏجع لحد
كده ....عشان بجد تعبت ........
البارت الرابع عشر
حياة يا حياة..... يلا اصحي كل ده نوم.....
فتحت حياة عينيها بتعب وارهاق.... نظرت حولها بنيتان مرهقتان تساءلت سريعا وبلهفه...
ريم....... هو سالم فين خرج ولا لسه في البيت....
ابتسمت ريم وهي تهز راسها بستياء ...
ولله هبله وپتموتي فيه....سالم ياستي خرج من الساعة سابعه الصبح..... وحاليا يايويو الساعة انتشر الضهر ....
نظرت لها بستفهام وحيرة..
خرج ازاي لشغل .....دا النهارده تاني يوم
العيد...
رفعت ريم حاجبيها باستغراب لتتذكر شيئا ما فقالت...
ااه افتكرت .....لم كنت قعده مع حني كان خارج
وقال ادمنا ان عنده أجتماع مع واحد من شركة مقولة دا بقه اللي هيتفق معاه على
مقولة المصنع الجديد.....هو سالم مش حكيلك على موضوع الأرض اللي هيبني عليها مصنعه الجديد...
نظرت لها بحزن....ثم تنهدت بتعب قائلة بمرارة..
من امته وسالم بيحكيلي على حاجه تخصه ياريم ... انت ناسيه يعني جوزنا كان إزاي..مطت شفتيها بحزن واكملت..
وهوه خلاص سالم قرار ينهي كل حاجه بينا ....
نظرت لها ريم بعدم استيعاب
... ثم جلست ريم بجوارها على حافة الفراش وتساءلت بقلق...
أي معنى الكلام ده ياحياة ...انا مش فهمه حاجه...
نزلت دموعها وهي تتذكر حديث سالم مساء ...
وبلعت غصة في حلقها بمرارة وهي تعيد كل كلمة نطقها أمامها پغضب وانفعال....
لماذا تبكي الان بكل هذا الندم الجالي عليهآ
الم تتشوق لهذا الطلاق من بداية ان عرض
عليها الزواج منه....
قد مر شهرين على هذا الرابط الذي جمعهم تحت سقف غرفة واحده لن تنكر انه خلق داخلها عدة أحاسيس عديدة مختلفة لم تتذوقها إلا بجواره..
حتى هناك ذكريات تحتوي على مشاعر دافئه ناعمة بداخلها تحثى بشوق دوما له كلما تذكرت....اهتمامه وحنانه المبالغ