نوفيلا حب صحفي بقلم فاطمة الالفي
وقالت ترأ فتاة صغيرة ترتدي ثوب وردي قصير يصل إلى ركبتيها وشعرها الذهبي معقودا بشريط من الستان اللامع وردي اللون أيضا وتمسك بيد رجلا طويل القامة ويدور بها داخل حديقة مملوءة بالزهور وهي مثل الفراشة الطائرة بين ذراعيه وفجأة ترك هذا الشخص يديها الصغيرتين ووجدت الفتاة نفسها وحيدة وبعدما كانت ترا حديقة الزهور رأت أشواك محاطة بها بكت وصړخت وهي تدور حول نفسها تطلب المساعدة.
فتحت نور عينيها التي أغرقت بالدموع ونهضت عن الاريكة تدفس وجهها بأحضان والدتها التي بكت هي الأخرى ولكن حاولت التماسك.
دون الطبيب بعض الملاحظات داخل الدفتر ثم عاد إلى مقعده خلف المكتب انتظر ان تهدأ نور من نوبة بكاءها ثم طلب من ندا ان تأخذ نور وينتظروا بالخارج وتستدعي يوسف يريد الحديث معه.
هتف الاخير قائلا بجدية
نور مفتقدة لوجود والدها لكنها لا تتمنى وجوده بسبب الصورة المرسغة داخل عقلها الباطن نور ترا نفسها طفلة صغيرة غيرها وصفت لي مشاعر تتمنى أن كانت تحدث لها ولكنها حكت عنها وكأنها تحكي عن فتاة أخرى سعيدة مع وجود والدها بحياتها وعندما ابتعد عنها شعرت بالحزن وافتقدت الأمان التي هي بحاجته.
تنهد قليلا ثم استرسل حديثه قائلا
ما هي علاقتها بها
هتف بغرابة
كيف فهي ابنة شقيقتك
تبسم له يوسف وقال
يبدو أن الأمر اختلط عليك ندا حقا مثابة الشقيقة ولكن لا تربط بيننا صلة ډم
تفهم الطبيب الوضع وقال بجدية
حسنا يوسف عليك جهدا كبير تلك الفترة حاول التقرب من الصغيرة فهي بحاجة لشخص مثلك وكل شيء سيمر عليها ان تشعر بحبك الصادق لها وان تكون الداعم لها نور يجب أن ترا أشخاص أخرين تغير لها صورة الرجل والاب القاسې فهي ترا كل رجل قاسې يتخلى عن عائلته ترا الجانب المظلم فقط علينا أن نجعلها ترا الجانب الاخر الجانب المشرق الايجابي لكي تتحرر من صدمة الطفولة وعندما تصبح شابة لا تتعقد في أختيار شريك الحياة وترفض الزواج من الأساس.
لا تقلق سوف تمر من هذه العقدة وتتعافى في القريب العاجل وسنعمل على تحفيزها الدراسي لكي لا تهمل دراستها بسبب التنمر التي تتعرض له ستكون فتاة شجاعة تواجهه دون خوف أو رهبة
استمع يوسف لعدة نصائح وقرر أن يناقش هذا الأمر أيضا في مقالاته ثم استاذنه وغادر العيادة وهو يمسك بكف الصغيرة وقال بحماس
فلتبدء المغامرة..
داخل الملاهي المخصصة للأطفال..
كانت نور تلعب وتمرح هي ومريم وندا تقف تلتقط لهم بعض الصور والفيديوهات لتخليد تلك اللحظات السعيدة المسروقة من الزمن لحظات السعادة لا تتكرر..
وقف يوسف جانبها وطلب منها ان تجلس لتريح قدميها ويريد ان يتناقش معها بما قاله الطبيب جلست ندا خلف الطاولة الدائرية وجلس يوسف بجوارها قص عليها ما أخبره به الطبيب ووعدها ان يظل بجوارهن ولن يترك نور تعاني هذا الفقد كما أنها عليها تفهم بأن والدها لم يعد له وجود في حياتهن وهو من أختار ذلك.
لاحت سحابة حزن تغيم على ملامحها
لم يتحمل يوسف رؤيتها كذلك هتف قائلا بمشاكسة
لا تحزني يا فتاة وأن تطلب الأمر ساتزوج منك شفقة وليس من أجل جمال عيونك انما من أجل صغيرة قلبي ونور عيني نور
تبسمت له برقة وظلت تنظر له
ارسل إليها غمزة مشاكسة وقال بمرح
يبدو أن الأمر مرحبا به
كركرت ضاحكة وعندما كفت عن الضحك هتفت بامتنان
أشكرك يوسف على كل ما تفعله من أجلي وأجل ابنتي أنت حقا شقيق رائع وصديق وفي وسعيدة جدا بوجودك في حياتي حقا انا ممتنة لك بالكثير
لوي ثغره بضجر وقال
اصمتي يا فتاة تتفوهين بأشياء تافهة
قاطعته بعناد قائلة
لا ليس حديثي تافه يوسف أنت حقا وجودك بحياتي نعمة ساظل أشكر الله سبحانه وتعالى على وجودك هذا دامك الله لي سندا وشقيقا وأبنا ان تطلب الأمر أنا أكبرك وسوف أمارس الأمومة عليك
ضحك هو بصخب وقال بمزاح
أنت تمارسين الأمومة علي يا له من حلم جميل ورائع
تسخر مني يا هذا
قالتها پغضب ولكن قابلها بابتسامته العفوية وقال
لا يا صغيرتي لن اسخر منك وكل ما في الأمر أنت التي بوجودك أضاءت عتمة ليلي أنت نور الصباح وقمر الليل ورفيقة العمر
ضحكت برقة وهي تقول بمشاكسة
وهل توجد عتمة بالنهار فمن الطبيعي العتمة بالليل
قال بمرح
يا لك من فتاة فصيلة تفصليني في لحظات صادقة ومشاعر نبيلة بمرحك السخيف
ثم استطرد قائلا بجدية
سنتحدث بجدية ما رأيك في السفر إلى الاقصر الطقس بارد وبحاجة لنسمة شمس دافئة تلك السفرية ستجعل نور تقترب من وتعيش لحظات سعيدة كما أنها مهمة ل مريم
تنهدت بعمق وقالت
اتمنى ذلك حقا ولكن تعلم والدتي سترفض الأمر لن تتقبله
لماذا..
نسيت بأن شقيقتك مطلقة وليس من حقها فعل أي شيء يسعدها ويسعد ابنتها دون الأخذ في الاعتبار حديث الناس أعلم جيدا ما يقال خلف ظهري
هتف بانفعال
وهل وجب علينا ډفن المطلقة بالحياة بسبب تلك العقول المړيضة دعك من هذة المسميات ندا لن ندفن أنفسنا بالتراب من أجل ارضاء كل من حولنا ومهما حدث لن يرضوا أيضا افعلي كل ما يسعدك دون الاكتراث لاقاويل من حولك
لكن والدتي أيضا لن تقبل بسفري
دعينا نحاول اقناعها والدتك سيدة حنونه وسوف توافق من أجل سعادتك انت ونور ثقي بحديثي هذا
السعادة في أناس لا أبالغ إن قلت عنهم أنهم بالفعل دواء للروح وغذاء للجسد ابتسامتهم عبير يومي و ضحكتهم السبيل إلى نجاحي.
الفرح والسعادة في هذه الدنيا لا تقاس أبدا بالكلام أو بالمسافات و إنما بالمحبة التي تكون مزروعة داخل القلب فهي تزرع الحب والتفائل
الفصل السادس
زحفت خطوط الشمس الذهبية تسلل أشعتها الدافئة من خلف النافذة جعلت ندا تستيقظ من نومها بعدما لفحت بشرتها الناعمة نسمات الصباح الباردة نهضت عن فراشها ثم مدت يديها تزيح ستار الذي يحجب أشعة الشمس عن غرفتها وفتحت النافذة بهدوء وهي تبتسم برقة عندئذ لصوت زقزقة العصافير وتغريدها المحبب لقلبها وظلت مكانها تطالع الشقق ثم سارت تغادر غرفتها لتلقي بوالدتها في بهو المنزل القت عليها تحية الصباح وقبلت رأسها ثم أكملت طريقها للمرحاض أولا تنعش جسدها تحت رشاش المياه الدافئة وبعد ذلك تصلي فرضها وتقف داخل المطبخ تعد وجبة الإفطار وتركت صغيرتها نائمة فاليوم عطلة المدرسة ولا داعي في استيقاظها مبكرا وقررت أن تحدث والدتها وهن يتناولون طعام الإفطار عن سفرية الاقصر.
تنحنحت ندا وقالت وهي تطالع والدتها بحب
أمي أريد التحدث معك عن أمر هام للغاية
طالعته ببسمة حانية وهتفت مرددة
وما هو ذاك الأمر الهام يا حبيبتي
شعرت ندا بالتوتر ولكن حسمت أمرها وافصحت عن مكنونها الداخلي وأخبرتها عن حقيقة السفر إلى الاقصر وهي وطفلتها بحاجة لتلك السفرية فكلاهما يردون الاستمتاع بقليل من الوقت في جو هادئ وهذا سيجعل حالة ابنتها الصحية والنفسية وهي تسعى جاهدة لتحسين مزاج صغيرتها وأن تنعم بتلك الحلظات السعيدة التي هي في أمس الحاجة إليها.
ضيقت والدتها حاجبيها وعقدت جبينها بعدما أنهت ندا حديثها ثم زفرت تنهيدة عميقة وهتفت قائلة بجدية
حبيبتي أنا أشفق على حالتك وحالة حفيدتي ولكن لن أقبل بهذا السفر الذي ستقضين به ثلاث ليال هذا من رابع المستحيل أن أوافق بهذا الأمر
لماذا
قالتها بحزن ثم اردفت قائلة
أنا لا أريد شفقة من أحد ولكن أريد معرفة سبب رفضك سفري
رفعت كفها تلامس كتف ابنتها بحنو وهي تربت عليه قائلة بلطف لكي لا ټجرح مشاعرها
أنت سيدة مطلقة ومعرضة للقيل والقال وألسنة الناس لا ترحم وأنا أخشى عليك كل هذا
قاطعتها ندا وهمست بحزن وأنكسار
ولما يحدث معي أنا ذلك لما الناس لا تتركني وشأني أنا وابنتي لما دائما نتعرض لالسنتهم اللاذعة وحديثهم المر كالعلقم لما أنا تحديدا لاني أصبحت مطلقه.. وهل وجب على المطلقه ډفن نفسها بالحياة لكي تنال أستحسان الناس والتعاطف من هذا وذاك وأخرىن يطالعوني بنظراتهم التي لا ترحم تنهش الجسد دون رحمة لن تكوني أنت الأخرى يا أمي تتقاسمي معهم على اوجاعي لا ذنب لي بما حدث منذ زواجي حتى طلاقي كل ذلك حدث دون أرادة مني لما ادفع الثمن طوال عمري لما سنظل نعاني أنا وابنتي على ذنب لن نقترفه هيا اخبريني يا أمي أنا أستحق كل هذا
جذبتها إلى صدرها وعانقتها بقوة وهي تربت على ظهرها برفق وتهمس لها بدفء
سامحيني يا حبيبتي لا أريد جلدك بكلماتي انا الأخرى ولكن وجب علي أضاح الأمر
ابتعدت عنها والدموع متحجرة داخل مقلتيها أبت إلا تنذرف وقالت
إلا تثقين ابنتك
أجابتها مندهشة
وهل أثق إلا بك يا صغيرتي
إذا لماذا تخافين وتكترثي لأقوال الناس
لأننا لن نعيش وحدنا في هذا العالم لكي لا نهتم باقوالهم وأراءهم
وهل ستجدي أراءهم نفعا وأنت تشاهدي ابنتي منطوية ومنعزلة عن العالم الذي تتحدثين عنه وهذا العالم القاسې هو من جعلها ضحېة لزواج فاشل وأب تجرد من أبوته أليس من حقها أن تجد الرحمة وأن تنظر للحياة بمنظور أخر فهي لا زالت طفلة مثل الوردة المغمضة واذا لم نهتم بها ستذبل وټموت يا أمي مثل والدتها تماما فأنا أموت كل ليلة وحدي وأنا أضع راسي على الوسادة لا أفعل شيء سوا البكاء والأنين بصمت صمت قاټل ېمزق القلب لاشلاء وهم جميعهم نيام لن يكترث أحد لاحد ولن يهتم أحد بأحد لما وجب علي الاهتمام بأقاويلهم وسياط ألسنتهم التي تجلدني أنا وصغيرتي في ذلك المجتمع العقيم
حسنا لن اعترض لك أمرا أذا كنت تهتمي لاحاديثهم أكثر من أهتمامك بسعادة ابنتك وحفيدتك.
نهضت عن مقعدها وتركت والدتها في حيرة من أمرها ودلفت هي غرفتها وبعد أن أوصدتها خلفها تركت لدموعها العنان وظلت تبكي وتبكي دون توقف لعل ثورة حزنها تهدأ ويرتاح قلبها المكلوم..
داخل منزل يوسف.
تناول الإفطار مع شقيقته ولكن باله منشغل ب ندا كيف فعلت مع والدتها هل حدثتها أم لا هل وافقت على سفرها ام رفضت كم توقعت ندا رفضها
منشغل التفكير بها ولن يستمع لمناداة شقيقته
ضحكت مريم على هيئته الشاردة ووكزته في كتفه ثم أرسلت إليه غمزة مشاكسة
يوسف... ماذا دهاك يا شقيقي الحنون أراك شارد الذهن هل الحب هو من يفعل بك ذلك هيا اعترف بالحقيقة يا صاح
ضحك على مرحها وقال وهو ينظر لها بجدية
هو حقا حب