الجزء الاول من الفصل السادس والاربعين من أنا لها شمس بقلمي روز امين حصري لمدونة أيام
نطقت تلك الحنون
وإنت كمان وحشتيني يا إيثارإيه الغيبة دي كلها
ابتعدت لتنظر لزوجها وهي تشير إلى نوارة بفخر وسعادة
دي نوارة مرات وجديوصاحبتي
أمال برأسه وهو يقول مرحبا بابتسامة هادئة
أهلا وسهلا
حيته بابتسامتها الرائعة
أهلا بيك يا سيادة المستشار نورت البيت
يا أهلا وسهلا
اقتربت على فؤاد الذي صافحها قائلا باحترام
ثم حولت بصرها تتطلع على تلك المتجمدة المشاعرفقد توقفت بسمتها فور خروجها من الداخلفقد تكرر بذاكرتها المشهد التي اجبرتها به على الصعود للدرج وحبستها بالغرفة بعدما انتزعت صغيرها من بين أحضانها بدون رحمةاستمعت لصرخاتها الحية وهي تستنجد بها وتتوسلها بأن تتركها وصغيرها ليرحلون بسلامتذكرت جمود قلبها القاسې وهي تحدثها وتخبرها كم هي أنانية ولا تكترث سوى لما يفيدها وفقطكل هذا جعل من نظراتها قاسېة وهي تتطلع عليهاعلى الجانب الأخر كانت تنظر إليها بخزي وأمل بالعفوفقد بدأت مشاعر الأمومة لديها بالتحرك حين علمت بشأن حملها ومازاد من إزالة الشوائب العالقة بقلبها تجاه صغيرتها هي مساعدتها لشقيقها بفرصة العمل التي وفرها زوجها له وراتبها الهائل والذي خصص منه أيهم جزءا للمساهمة في احتياجات المنزلناهيك عن شقتها الخاصة وسيارتها التي وضعتهم تحت تصرفه لتخفيف عبئ المعيشة داخل المدينة وهذا ما جعله يوفر جميع راتبه ويقوم بادخاره كي يساعده على دفع مقدم لشقة كي يتزوج فيها
إزيك يا إيثار
الحمدلله
ابتلعت المرأة لعابها من شدة الخجل وهي تراقب نظرات فؤاد المتعجبة من رد فعل زوجته على رؤية والدتهانظرت على بطنها المنتفخ لتتحدث من جديد كي تكسر ذاك الحاجز
مبروكربنا يتمم لك على خير وتقومي بالسلامة إنت وولادك
ردت بملامح وجه جامدة
دام الصمت من الجميع بعد ذاك السلام الفاتر لينطق أيهم كي يقطع ذاك الصمت المريب المحمل بنظرات منها اللائمة ومنها الخجلة المرتبكة
يلا يا نوارة جهزي الغدا علشان فؤاد باشا يدوق أكلنا
قاطعته بحدة وصرامة لا تقبل النقاش
إحنا معندناش وقت للغدا يا أيهم ولا جايين نقعد ونتضايف
واسترسلت بنبرة حازمة
تطلع عليها فؤاد بقلب متأثريشعر بثورة مشاعرها المتأججة ما بين غاضبة تريد الإطاحة بكل ما يقابلها كي تنفث عن ڠضبها العارم تريد الصړاخ لإخراج مكنون قلبها من المشاعر السلبية الحبيسة بداخلها طيلة الأعوام المنصرمة منذ أن كانت طفلة منبوذة بذاك المنزلوما بين مشاعر
خلينا نتغدا الأول وبعدها نقعد ونتكلم في كل اللي إنت عوزاه
واسترسل بممازحة كي يخفف من وطأة ذاك الجو المشحون لدى الجميع
ولا عاوزة سيادة المستشار يقول علينا بخلا
تحدث فؤاد بنبرة هادئة مؤازرا خليلة روحه
أخيرا قرر عزيز الخروج عن صمته فتحدث وهو ينظر لشقيقته