غابة الذئاب والسحر الاسود بقلم فاطمة الألفي
ينوي عليه فعله وما يفعله بالخفاء كما أنها قرأت بعض الأفكار التي هاجمة عقله وهو غاضب
وعليها أن تشعل غضبه لتنهدم الحواجز بينهما وتعلم كل ما بداوخله فهذا الشاب غامضا وتريد معرفة كل ما يحتويه عقله من أفكار قبل أن يسدل الستار عليه ويتوارى خلف القناع الجليدي ذاك
نهضت سيرين عن فراشها وتركت الغرفة بحذر وهي تطلع حولها تتفقد وجد هذا غريب الأطوار
ماذا تفعلين أيها الشرقية الحسناء تحيكين خطة جديدة لسړقة المنزل. هيا ابدلي ثيابك لتاتي المشفي وسوف أاخذ بثأري
زفرت بضيق إلى أن نفرت عروق عنقها النابضة أثر هذا الارعن ماذا يظن نفسه قررت عدم الذهاب اليوم للمشفى وتصنعت التعب والإرهاق الذي هاجمها ليلة أمس حيث وقفت أمامه تتصنع التوتر وقالت بصوت هامس
تبسم بسخرية وقال بغرور
كما قولت تماما لن تتحملي العمل داخل يا طبيبة المستقبل
هتفت تؤيد رأيه
بالفعل قلبي لا يتحمل ثم اردفت قائلة بترقب تنتظر ردة فعله
وأشكرك على كل ما قدمته من أجلي ولكن ليس لدي مأوى سوا منزلك هل تسمح لي بأن أظل هنا لعدة أيام فقط
قررت أن تنظر من عقب الباب على داخل مرسمه اتاها فضولها لمعرفة اللوحة التي كان يرسمها بالأمس اقترب من الغرفة بخطوات واسعة ثم انحنت بجذعه لمعرفة الحقائق المخفية داخل تلك الغرفة وعندما لم تضح الرؤيه ركلت الباب پغضب ثم وضعت يدها على مقبضه بغيظ تتفاجئ به ينفرج الباب أمامها
وتحاول ترتيب أفكارها في الخطوة القادمة فلابد من معرفة الحقائق الخفية
قضت جونجان طوال
الليل أمام مقپرة ابنتها وعندما حل بجسدها التعب ودعتها وسارت بخطوات هزيلة أثر جسدها المنهمك بتعب وشحوب فكلما خسړت قوتها كلما ضعف جسدها وهزل وأزداد من عمرها أضعافا
سارت إلى حيث كوخها ثم رقدت بفراشها واغمضت عيينها في أرهاق
وجدت صغيرتها مرتدية الثوب الزهري وسلاسلها الذهبية تنطاير في هواء خلف ظهرها الصغير وتفرد كفيها لوالدتها وتهمس بصوتها الهادئ الرقيق
أشتقت إليك أمي
اقتربت منها جونجان بعدم تصديق والإبتسامة أنارت وجهها الشاحب وهتف قائلة بصوت مولتاع
صغيرتي وحبيبتي أنا مشتاقة لرائحة أنفاسك ولاحضانك الدافئة والدتك أنتهت منذ رحيلك يا روح فؤادي
وعندما وصلت إليها وقفت أمامها ترفع ذراعيها تلامس جسد الصغيرة بلهفة وشوق وتقول
هيا أخبريني من فعلها أقسم لك سأحرق الاخضر واليابس
رفعت كفها الصغير ووضعه على فاه والدتها وقالت بصوت عذب
لا أمي .. لا شيء يستحق بعد ... لن أعد بحاجة لحړق الأخضر واليابس أمي....
أشتقت إليك وأتيت لاخذك معي ... هيا أمي أتبعيني
تسمرت قدميها بالأرض وقالت رافضة
لا لن أاتي قبل الأخذ بالثار
لم أعدت أحتاج إلا لاحضانك أمي ... هيا
ابتعدت تيا عن انظارها وأختفت تماما
استيقظت جونجان من نومها فزعة وهي تهتف منادياة لابنها أن تظل جانبها ولن ترحل
تيا ابنتي ... تيا لما تركتيني ورحلتي يا ابنتي
عودي لأحضان والدتك يا تؤام روحي قلبي لم يعد نابضا منذ أن فارقتيه يا روحي ..
بينما في ذلك الوقت عند البحيرة
تطلع الألفاماكسر بعيون ثاقبة ل ماريوجعلها تقرأ أفكاره ظلت هي الأخرى تتطلع له بعدم فهم وانجذبت ببؤبؤة عينيه الزيتونين الممزوجة ببريق لامع تميزه ووجدت نفسها مندهشة من ذلك الانجذاب الذي ينمو بينهما
وعلمت ما يدور داخل عقله الصغير ووجد نفسها تستمع لصوت عقله الباطن وهو يخبرها بأن عليهم التحرر من تلك اللعڼة والخلاص من الساحرة جونجان للابد لكي تختفي لعڼتها عن غابة المستذئبين ويعود كل شيء كما السابق.
ولكن هتفت بصوت عال مندهشا
ولكن كيف سيتم الخلاص منها
دققت النظر بمقلتيه التي تحول لونهما للأحمر القاني وعلمت أيضا بما يجوله داخله
إذا فقدت قوتها ولم تعد تستخدمها سوف يقضون عليها
جونجان تستخدم نبتة خانق الذئاب تضعها دائما على ملابسها خوفا من مهاجمت الذئاب لها ونحن من القطيع والهجين لدينا القدرة على شم رائحتها والابتعاد عنها أذا لامسنا تلك النبتة المسمۏمة سنموت وينتهي أمرنا لذلك يجب علينا الخلاص من الساحرة دون أن نقترب من ملامست ثيابها ولا أعلم كيف فكري معي لنجد الوسيلة في القضاء عليها وتحرير مئات البشر من لعناتها القاټلة فقد أشتقت لهيئة ماكسر السابقة
انسابت دمعة هاربة من مقلتيه وعادت للونهما الطبيعي وهي تهمس بوعيد قائلة
سوف نجد طريقة في التخلص من لعڼتها للابد ثق بي ماكسر
لا يعلم كيف يخبرها بعشقه الذي نبض بقلبه وهو على هيئته تلك لقلبها النقي وجمال روحها البريئة التي تذكره دائما برفيقته الراحلة تيا التي قټلت غدر دون شفقة ولا رحمة فقد سرقها المۏت منه
وتلك الجميلة الرقيقة وجد بها ضالته وملاذه في التحرر من اللعڼة والعيش معها بعيدا عن الغابة وأعين الجميع فهي أولى من سړقت لب قلبه.
فمن يصدق بأن الذئاب تعشق من بشړية ويريد أن يتحرر من قيود لعڼة جوجنان ليفوز بساحرته ماري التي ولجت لقلبه دون عناء منها أو أستاذان غلقا عليه وهذه اللعڼة فقط لا يريد الخلاص منها لعڼة العشق عشقه ل ماري ...
أما عن سادم فقد كان يشتعل من الداخل بحمم براكنية لو خرجت لحړقت العالم أجمع لا يعلم ماذا أصابه عندما خطت تلك الفتاة الشرقية بقدميها داخل منزله ولما سيطرت على حواسه وما أصابه عندما حاول الاقتراب منها لم تكن بالقوة الكافية لتمنعه من أكمال رغبته في الانقضاض عليها مثلها كمثل أي فتاة يسلبها عذريتها ثم يسلب منها قلبها دون أن يرف له جفن ولا تأخذه شفقة ولا رحمة بهؤلاء البريئات..
لم يستطع التركيز بعمله وإذا بصوت طرقات أعلى باب مكتبه أنتشله من شروده ب الشرقية الفاتنة
تطلع للقادم وهو يأذن له بالدخول
تفضل..
دلف جاك لداخل الغرفة بابتسامته العريضة ثم صاح قائلا بحماس
كيف حالك سيدي لقد أشتقت لك
بادله سادم ببسمة طفيفة وقال
لما أتيت أليس لديك عرس
أخرج من جيب سترته دعوة الزفاف خاصته هو ومعشوقته ريتا
ثم أعطاه إياها وقال
أتيت لدعوتك بشكل خاص الاكليل غدا سأنتظر قدومك وقدوم الحسناء سيرو
ثم تطلع حوله وهتف بتسأل
أين هي
أجابه سادم بعفوية
تركتها بالمنزل
رفع جاك حاجبيه بدهشة وأرسل إليه غمزة ماكرة وهو يهتف بعدم تصديق
حقا الفتاة أصبحت صديقة فراش لم أتوقع أن ذلك سيحدث بهذه السرعة
هز رأسه نافيا
لا ليس بهذا الشكل هي حقا بمنزلي ولكن لظرف خاص بها وهي ليس لديها أحد بالعاصمة
تذكر جاك عندما اخبرته بما حدث لها عندما أتت إلى هنا وأنه
فقدت كل شيء وكان مشفق على حالتها فعاد يهتف قائلا
فعلت الصواب سيدي إذا إحضرها معك الاكليل غدا
هز رأسه بالايماء ثم صافحه جاك وغادر المشفى وعاد سادم بظهره يغوص داخل مقعده ويغمض عينيه ليبحر في عالم الذكريات الأليمة..
تذكر والدته عندما كانت تحتضر
بالفراش وهو طفلا صغيرا عاجزا عن فعل شيء وعندما أت والده ركض إليه يترجاء بأن يجلب الدواء الخاص بوالدته ولكن قابله والده بوجهه الصارم القاسې ودفعه بقوة ليبتعد من أمامه وترنح جسده الصغير وسقط أرضا ارتطمت رأسه ببرودة الجيلاد أسفله ولكن سالت الډماء الدافئة كالنفورة مندفعة أسفل خصلاته الشقراء وفقد وعيه
لم يتذكر متى فاق ولكن يعلم أنه أسترد وعيه بعد خسارته لوالدته التي توفتها المنية في هذه اللحظة وتوقف به الزمن ورفض تصديق حقيقة ۏفاتها ومن يومها وهو وحيدا شاردا حزينا لم يشعر به أحد ولا والده الغاضب عليه طوال الوقت وهو كان يحمل والده ذنب خسارته لوالدته ولكن داخله فقط فلم يكن يستطيع اخبار والده بما يكنه داخل عقله وقلبه الصغير.
إلى أن جاء اليوم وعاد والده من الخارج بصحبته امرأة أخرى يعاملها بلطف وحب ثم أبعده من أمامه ودلف بها لغرفة والدته التي أصبحت غرفة تلك السيدة وعلم حينها بأنها البديلة لوالدته
كان يظن بأنها ملاذه وسوف تكون له الأم الذي حرم منها في عمر السادسه ولكنه كان مخطئ فلم يحصل منها على حب قط عاملته أسوء معاملة من والده بمراحل وعندما أنجبت طفلتها تبا تحولت حياته لچحيم وذاق كل أنواع العڈاب وكلما كبرت شقيقته كانت هي القريبة لقلبه الحضن الدافئ له والكف الصغير الحنون الذي يمسح دمعته كل ليلة يمر بها.
وتفرقا عندما أصبح عمره الثالثة عشر وتم ايداعه بدار أيتام وابتعد قسرا عن صغيرته التي كانت بلسم چروحه كان يستمد منها القوة على تحمل كل ما يعانيه بهذا المنزل الجاف البارد الخالي من المشاعر الصادقة ولكن والدتها كانت تبعدها عنه بشتى الطرق وفقد كل شيء بفقدانه لفراشته الصغيرة التي كانت تعطي لحياته روح وحياة ..
لا شيء أسوأ من اعتياد القسۏة
فهو اعتاد قسۏة جونجان له وهي السبب الرئيسي في تبدل حياته وقلبها رأسا على عقب.
القسۏة حطمت كل شيء بداخله وأصبحا مهشما من الداخل خاوي تماما ولكنه بدأ متحجرا القلب ولا يعرف لارحمة عنوان
عندما خطى بقدميه داخل إحدى دور الرعاية تقوقع على نفسه وشعر بالوحدة والفقد الحقيقي وبكى كثيرا كأنما فقد