الأربعاء 27 نوفمبر 2024

دروب العشق ندى محمود

انت في الصفحة 49 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


ده ميستهلش غير الحړق
همت بأن تجيب عليها ولكن سمعت صوت أشارة في هاتفها بأن هناك من يحاول الاتصال بها فتهتف على عجالة 
_ طيب يامي هكلمك بعدين عشان هو بيتصل دلوقتي
أنهت الاتصال مع صديقتها وأجابت عليه بهدوء وهي تتجه نحو شرفتها لتنظر منها وتتأكد من قدومه 
_ أيوة يازين .. إنت وصلت 
_ أيوة وصلت أنا مستنيكي تحت بالعربية إنتي خلصتي ولا لسا 

قالها في نبرة صوت ساحرة لتجيبه هي بإيجاب 
_ أيوة خلصت هلبس الشوز وأنزل
أسرعت وارتدت حذائها ثم ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة وسحبت حقيبتها الصغيرة وهاتفها وانصرفت مودعة والدتها الكامنة في غرفتها بصوتها المرتفع حتي يصل لمسامعها تخبرها بأنه أتي وهي ستغادر فتجد الرد من أمها لطيفا موصية إياها كأي أم أن تنتبه لنفسها ثم ترحل وتصعد بمصعد البناية الخاصة بهم وبعد لحظات تجد نفسها أمام الطابق الأرضي فتخرج وتقود خطواتها للخارج حتى وصلت لسيارته وفتحت باب المقعد المجاور له وتنحني بجزعة لتركب بجانبه وترسل له ابتسامة رقيقة فتقابل منه ابتسامة عريضة وأول شيء يهتف به في مغازلة صريحة بها 
_ ماشاء الله إيه القمر ده بس

!
توردت وجنتيها بحمرة الخجل وأخفضت نظرها هامسة في استحياء 
_ شكرا
اتاها صوته الرجولي حازم والممتزج بابتسامته التي لطفت الجو 
_ شوفتي شكلك أحلى بكتير إزاي من غير الروج والمكياج !
ضحكت بخفة وقررت أن تتصرف معه على طبيعتها وعفويتها مع القليل من التحفظ في كلامها بالطبع فإن كانت لا تتمكن حتى الآن من الوقوع في حبه ربما يكون تصرفها معه بتلقائية كأنه أنه صديق لها ينجح في جعلها تحبه 
_ أنا
أساسا مش بحط مكياج وإمبارح ماما اللي يسامحها هي اللي غصبت عليا أحط والنتيجة إنها جابتلي الكلام وأخدت كلمتين حلوين منك إمبارح فأطمن كانت أول مرة وآخر مرة .. مش لازم تفكرني كل شوية بقى
كانت تتحدث بعفوية واضحة أحس بها مما أسعده أنها بدأت تتأقلم معه ونبرتها المرحة وطريقتها وهي تتحدث جعلته يطلق ضحكة رجولية مرتفعة نسيبا هاتفا في حدة مزيفة 
_ عارفة لو كنتي منقبة كنت أنا بنفسي اللي هقولك حطي لإن محدش هيشوفك غيري
عندما تحدث عن النقاب ابتسمت تلقائيا فهي كانت تود ارتدائه منذ زمن وحين عرضت الفكرة على خطيبها السابق لم يوافق وبالطبع كيف يوافق وهذا التقاب كان سيمنعه من رؤيتها ونظرا لأنه كان لا يود الزواج من البداية وكان مستعدا لخيانتها ويعلم أنه لن يستمر معها فكان يريد التمتع من رؤيتها ومحادثتها بحرية وهي كانت ساذجة وسمحت له بهذه المسافة وأن يتخطى الحدود والعرف والدين .
هتفت في حماس حقيقي وأعين تلمع بسعادة 
_ زين إنت عاوزني البس نقاب !
نظر لها مستعجبا سؤالها المفاجيء وطريقتها الحماسية ولكنه أجاب ببساطة وابتسامة دافئة 
_ النقاب فيه قولان لأهل العلم واختلفوا بين وجوبه وجوازه والعلماء اللي قالوا بجواز كشف الوجه هما هما اللي قالوا بوجوب تغطيته في زمن الفتن ومفيش شك في إن احنا في زمن الفتن دلوقتي دي أول حاجة وثاني حاجة إن الوجه محل الأثارة حتى للزوج من زوجته في فراش الزوجية فأنا أكيد هفضل إن مراتي تكون لابسة نقاب وخصوصا لو كانت في جمالك كدا لإن دي الفتنة بعينها حتى لو مش بتحطي مكياج وأنا مقدرش أقول على النقاب فرض لإن العلماء ذات نفسهم اختلفوا فعشان كدا لو إنتي مش حابة تلبيسه أنا مقدرش أجبرك عليه لكن اللي أقدر أجبرك عليه هو اللبس المحتشم والحجاب الشرعي بمعني إنه ميكونش واصف أو لازق أو شفاف يعني بيبقى واسع وبيغطي منطقة الصدر كلها وإنك متطلعيش من بيتك متزينة ومتعطرة وتطلعي بهدوم فضفاضة ومتظهرش محاسن ومنحنيات جسدك فهمتيني 
أماءت له بالإيجاب وهتفت وهي مازالت تحتلها السعادة وتسأله بتأكد 
_ يعني إنت مش هتمانع لو لبسته 
قال بابتسامة مستنكرا سؤالها 
_ بعد ده كله ولسا بتسألي همانع ولا لا !! .. بس إنتي ناوية تلبيسه بجد يعني 
تشدقت باسمة في خفة 
_ أنا من زمان نفسي البسه بس مكنتش متشجعة أو لاقية اللي يشجعني الصراحة وإنت دلوقني شجعتني فأنا هصبر شوية لغاية ما أكون متأكدة من القرار ده علشان لما البسه إن شاء الله مقلعهوش تاني وربنا يثبتني
أوقف السيارة جانبا ثم نظر لها وغمغم بحنو 
_ يلا وصلنا
_ إيه ده بسرعة كدا !!
هتف مشاكسا إياها ومازحا 
_ هتحسي بالطريق ازاي وإنتي 
ترجل من السيارة ثم التف ناحيته فتنزل هي بدورها وتسير معه ناحية اليخت النيلي الصغير وتقول عابسة 
_ على فكرة أنا بخاف من الميا بليل
_ وهو أنا بقولك انزلي عومي احنا هنركب يخت
سارت معه حتى وصل أمامه وصعد هو إليه ولحقت به ثم تطلعت حولها في الماء وسمعته ينادي عليها من الداخل فدخلت له وجلست على الأريكة الجليدية والبنية اللون المتلصقة في أساس اليخت نفسه ثم أحست به بدأ يتحرك في الماء فنظرت من الزجاج تتابع الماء ومنظرها الليلي المريب حتى
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 117 صفحات