الأربعاء 18 ديسمبر 2024

دروب العشق ندى محمود

انت في الصفحة 80 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


رجل سواه أن يكون معها .. ترغب في أن تكون زوجته لآخر نفس يخرج منها بل وأيضا تود أن تكون أما لأولاده ولكن هيهات فهو لم يسمح لها بعد بالتوغل في قلبه من جديد وستضطر أن تعاني عقاپ خطأها وتنتظر لحظة الإفراغ عن مشاعره المحپوسة خلف القضبان ! .
بدأت تغمض عيناها تدريجيا حتى ابحرت في ثبات عميق وبعد دقائق انتهى هو من القراءة فالټفت لها وهمس بترقب 

_ ملاذ !
لم يجد الأجابة منها فيتنهد بعمق ثم يضع كتاب القرآن الكريم على المنضدة بجانبه ويلتفت لها ليتأمل ملامحها بأسى يلومها بشدة على ما فعلته بهم .. فقد دفعته إلى الدرجة الذي يكون فيها في أقصى لحظات رغبته واشتياقه لها ولا يستطيع تلبية رغبته فقط لأنه لا يتمكن من استعادة ثقته بها يجد صعوبة في أن يسلمها قلبه ونفسه مجددا .. يخشي أن يثق بها من جديد فتخذله للمرة الثانية ومن

جانب آخر لا يستطيع مكابحة عقله الذي يلح عليه أن يطلقها ويقي قلبه ونفسه من هذه العلاقة المزعزعة فيواجه تعنيف قلبه الذي يتوسل له أن لا يستمع لعقله ويعطيها فرصة ثانية فهي اخطأت واعترفت بخطأها و ندمت ثم طلبت منه السماح وقطعت الوعود بأنها لن تسمح بشيء كهذا أن يتكرر مرة أخرى وستكون له بكامل جوارها لتصبح زوجة تليق به ويفتخر بها وإن خلفت بوعودها
هذه المرة وخانت الثقة مجددا يحق له أن يستمع لعقله ولكن إذا استمع له الآن سيكون الظالم والجلاد الذي نفذ حكم الأعدام في مذنب قام بالسړقة بينما هو في القانون لا يستحق الأعدام ! .
ولكن حتى وإن استمع لرغبة قلبه لن يتمكن من الصفاء بسهولة ولن يعدها بأن تعود علاقتهم كما كانت إلا بعد وقت طويل .
مد يده وابعد خصلات شعرها عن 
ترجل من سيارته وقاد خطواته نحو الأريكة المتوسطة في منتصف حديقة المنزل وجلس واضعا رأسه بين راحتي يديه بيأس وشجن ماذا عساه أن يفعل من أين له القوة لكي يتحمل كل هذا تباعا لقد سئم حياته حقا فكل شيء يضغط عليه من جميع الجهات وبات لا يعرف يرضي من أو ماذا يفعل .
من جهة والدته التي تصر على رغبتها في زواجه ومن جهة تلك العنيدة التي لا تدرك خطۏرة ماهي فيه وتعرض نفسها دوما للخطړ فمنذ الصباح وهو يبحث عنها في كل مكان قد يمكن أن تكون به ولكن لا أثر لها حتى هاتفها لا يستطيع الوصول إليها من خلاله . أما بالأعلى تقف كل من هدى ورفيف التي هتفت بإشفاق على أخيها 
_ قوليله ياماما حرام عليكي كرم بذات فيه اللي مكفيه
قالت هدى بإصرار وشيء من الشفقة 
_ وإنتي فاكرة إني مبسوطة كدا !! ما أنا بعمل كدا عشان مصلحته وهو عنيد مش عايز يفهم وأنا مش هسيبه كدا لغاية ما يدمر حياته ونفسه سبيه يومين يدور عليها وبعدين هيدرك إن عندي حق وهيوافق
قالت محتجة ومعاتبة أمها بلطف 
_ إيه ياهدهد مكنتش أعرف إنك قاسېة كدا .. ولما تقسي بتقسي على كرم على فكرة بقى أنا مش هستحمل اشوفه كدا وهروح أقوله
قبضت هدى على ذراعها وصاحت بها معنفة إياها في تحذير حقيقي 
_ إياكي يارفيف تقوليله وإلا والله العظيم يكون ليا تصرف تاني معاكي ملكيش دعوة دول ولادي وأنا عارفة أنا بعمل إيه كويس وفاهمة دماغ كل واحد فيهم
تراجعت وهي تلوى فمها بامتعاض وتتأفف بخنق وإشفاق على أخيها المسكين أما هدى فأخذت تحدق به بأعين دامعة وقلب ېحترق على حزنه وألمه ولكنها متيقنة أن ما تفعله سيكون السبب في تضميد چروحه التي ټنزف منذ افتراقه عن زوجته !! .....
داخل منزل حسن العمايري .......
كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد إحدى قنوات الطبخ وبينما هي مندمجة في التلفاز جال بعقلها ما حدث بينهم في الصباح فانزلت نظرها عن التلفاز وثبتته على اللاشيء بشرود ليأتيها صوت بداخلها ويخبرها بأنه لم يكن من الجيد وليس في صالحها أن تحادثه هكذا هي الآن في أمس الحاجة لأي شيء ليقربها منه فتستطيع من خلاله امتلاك مفاتيح قلبه وما فعلته بالصباح له تفسير واحد وهو أنه غباء منها والحل الوحيد هو الأعتذار منه ومحاولة تلطيف الجو بذكائها ودهائها الانوثي ! .
استقامت وقادت خطواتها الواثقة نحو غرفته ثم طرقت على الباب عدة طرقات متتالية في لطف هاتفة 
_ حسن إنت صاحي .. أدخل 
أتاها صوته الحازم يسمح لها بالدخول ففتحت الباب ببطء ودخلت ثم اغلقته خلفها كما كان ونظرت له فوجدته متسطح على ظهره فوق الفراش ويعقد كفيه خلف رأسه فتحنحت باضطراب بسيط واقترب لتجلس على حافة الفراش بعيدا عنه قليلا وتطرق رأسها أرضا هامسة باعتذار صادق وهي تعبث بأصابعها 
_ أنا آسفة بخصوص الصبح متضايقش مني
أطال النظر إليها في سكون دون أن يجيبها
أو يكون على وجهه أي تعابير لتكمل هي بجدية
 

79  80  81 

انت في الصفحة 80 من 117 صفحات