علي السحور بقلم فاطمة الألفي
بارتداء ثوب التعقيم الخاص بالعناية.
سار بخطوات واسعة وعيناه تلمع بفرحة اقترب من فراش شقيقه ودنا إليه يقبل رأسه بشوق ويهتف بصوت حاني
حمدلله علي سلامتك يا حبيبي عادل أنا كنت عامل زي الطفل الصغير من غيرك أحنا ملناش إلا بعض يا حبيبي وهنعدي أي أذمة بس أرجوك بلاش تستسلم أحنا كلنا حياتنا متعلقة بيكبناتك وأنا
شعر بحزنه ربت علي كتفه وقال بهدوء
أنا مقدر حالتك وهعملك إللي أنت عاوزة هطمن قلبك وهخليك تتأكد أنهم بناتكهنعمل التحليل هنا وفي سرية تامة بس أنا واثق أنهم بناتك وهم محتجنالك أكتر مني إذا كنت شحط أهو وكنت ھموت من خۏفي عليك ولا متخيل حياتي من غيرك البنات دول بقا يعملوا أيه من غيرك
مش قادر يا معتز حاسس أني جوة كابوس ونفسي اصحى منه مش قادر اتخيل أن حياتي أنتهت علي كده
قاطعة قائلا حياتك ماانتهتش حياتك لسه بتبتدي يا عادل اللي حصل تجربة وعدت جوازة وانتهت أي كان نهايتها أيه بس خلاص أنتهت ومش هنعلق حياتنا علي إللي فات عندنا فرصة جديدة نبدا مرة تانية الحياة مش بتقف علي حد
تعرف إللي حصلك ظهر ليه ناس كتير علي حقيقيتهم للاسف كنت مخدوع فيهم سيما أول حد يبعد عني وطلبت الطلاق ونفذت لها رغبتها عشان مش دي الإنسانه إللي ممكن أتمسك بيها وأحارب الدنيا عشانها بس أخوك لسه واقف أهو قدامك ومكمل في حياتي عشان
لسه نتقابل ناس تحبنا وناس تكرهنا واكيد اللي بيكره اكتر من اللي بيحب وهنقع ونقف ونكمل في طريقنا محتاج أحب وأتحب وأعيش من جديد حياة تكون مبنية علي المودة والرحمة والصدق والإخلاص والصراحة مش حياة كلها زيف ونعيش بمېت وش
هبدء بأول خطوة ومحتاج بس سيادتك تسمع كلامي وتعتبرني في الوقت ده بالذات أبوك وتنفذ كل كلامي بالحرف
أبتسم له عادل وهز رأسه بخفه
أت الطبيب ليفحص عادل وغادر معتز العناية وداخله عدة قرارات سيبد بأهمهم وهو أثبات الصغيرتين بأنهم أطفاله وبعد ذلك سيتولي أمر إقناع عادل بالمعالجة النفسية لكي يتخطي تلك الأمة.
عندما وصلا إلى الفيلا همس لرحمة قائلا
رحمة ممكن أطلب منك طلب
نظرت له بجدية وقالت أكيد انا تحت أمرك
الامر لله تعرفي تجبيلي من البنات خصلة صغيرة من شعرهم
اتسعت عيناها پصدمة وقالت
هو لسه الموضوع ده شاغله
تنهد بضيق ثم قال
هزت راسها بتفهم وقالت
حاضر نتصرف
كل خصلة في منديل لوحدها وبلاش البنات تحس بحاجة
هزت راسها بالايجاب ثم ترجلت من السيارة ودلفت لداخل الفيلا لإتمام مهمتها وبالفعل وجدت الصغيرتين نائمتين وجدت بأنها فرصة لا تعوض التقطت المقص وقصت خصلة من شعر كل منهما وبعد أن انتهت من مهمتها توجهت الي معتز وأعطته ما طلبه وودعها معتز وانطلق في طريقة الي المشفى..
عندما وصلا لمعمل المشفى تحدث مع الطبيب الخاص بالمعمل وطلب منه أجراء ذلك التحليل وموافقة العينات مع عينة من عادل وإجراء التحليل في اسرع وقت
اخبره الطبيب بأن التحليل لم يظهر إلا في غضون أسبوعين وسيحاول أن يعجل بالنتيجة.
انتهي معتز من أول خطوة بحث عن الطبيب المعالج لحالة شقيقه وطلب منه أن يخبره بطبيب نفسي ليتابع حالة عادل.
أنا فعلا اتكلمت مع دكتور مخ واعصاب وعلاج نفسي عن حالة عادل وهو منتظر قرار المعالجة يكون من عادل نفسه يعني عادل يعترف أن في مشكلة ومحتاج لدعم نفسي يكون جنبه ويعدي المرحلة دي
هتف معتز أنا اتكلمت مع عادل وهو مستعد بس انا محتاج اتكلم مع الدكتور الاول
تمام هبلغة دلوقتي يعدي علي المستشفى قبل ما يروح عيادته
أنا متشكر جدا يا دكتور
ده واجبي يا باشمهندس ربنا يشفيه
يارب
عاد إلي غرفة عادل ظل مرافقا له الي ان ات الطبيب وأخبرته الممرضة بقدومه ترك شقيقه وذهب الي حيث الطبيب..
طرق بابها بهدوء ثم دلف لداخل
سلام عليكم
إجابة الطبيب بحبور وعليكم السلام اتفضل يا استاذ معتز
جلس معتز أمام الطبيب
هتف الطبيب بتسأل عن حالة عادل
أنا عرفت من دكتور خالد أن عادل نجي بأعجوبة من محاولة أنتحار بس فضلت أعرف التفاصيل كلها من حضرتك ايه اللي وصل عادل بأن ېموت نفسهايه اللي وصله للحالة دي
هتف معتز بضيق مراته..يمكن حضرتك ماسمعتش عن الچريمة اللي حصلت في كومبوند ....
أبتسم الطبيب وقال الحقيقة بسبب ظروف شغلي مش بتابع وسايل التواصل الاجتماعي ممكن اسمع من حضرتك اية اللي حصل ومتعلق بعادل
استرسل معتز حديثه قائلا عادل قتل مراته يوم 15رمضان اللي فات يعني من حوالي شهر تقريبا چريمة شرف والحمدلله عادل خرج براءة امبارح وفي نفس اليوم حاول الاڼتحار لأن فاقد كل حاجة حواليه وحتي عنده بنتين مابقاش عارف هم بناته ولا لأ فقد طعم الحياة هو للاسف كان بيحب مراتة جدا وكان في بينهم قصة حب وكان بيثق فيها ثقة عمياء كان مستعد يضحي بعمره عشانهاولم حصل اللي حصل ماكنش عارف هو بيعمل ايه
هتف الطبيب بأسي عادل لسه عايش جوة الصدمة اللي اتعرض ليهاصدمة الخېانة وكمان صدمة القټلان هو بنفسه اللي تخلص من زوجته ومش مصدق أن هو اللي عمل فيها كده عادل محتاج دعم نفسي مكثف مش مجرد جلسات وبس عادل وجوده بره المستشفى خطړ علي حياته وحياة اللي حواليه
هتف معتز بتسألهو علاجه هيطول يا دكتور
لازم يتعالج داخل مصحة نفسية علاجه هياخد وقت من ست شهور لسنه حسب استجابة المړيض
لازم مصحه
ده أفضل عشان سلامته وسلامة بناته اللي شاكك اصلا في نسبهم ليه عادل خطړ علي نفسه ولازم تدخل نفسي فورا وحضرتك المسئول عنه تقدر تعمل الإجراءات اللي تخص دخوله المستشفى عادل غير سوي ولسة تحت تأثير الصدمة مانقدرش نحجب تصرفاته غير داخل المصحة واطمن هيكون في زيارت للأهل بس مش قبل اسبوعين من اول لم هنستلمه في المصحة
حك معتز جبينه بتفكير ثم نظر له وقال
أنا هعمل أي حاجة فيها مصلحة لعادل
وأنا منتظر عادل يسترد صحته ويشرفني في المصحة الخاصة بتاعتي
غادر معتز مكتب الطبيب ويغمرة الحزن بسبب خضوع شقيقة للمصحة فهو غير مدرك لأفعاله وهو نفسه خطړ علي نفسه وأطفاله لا يعلم كيف سيخبره بذلك ويقنعه بتلك الخطوة الهامة..
وجد نفسه يخرج هاتفه يريد التحدث الي رحمة ليشاركها ما يشعر به الآن من ضياع
كانت جالسة تطعم الصغار وتشرد من حين لآخر الي أن نادتها الهام واخبرتها بأن معتز ينتظرها علي هاتف الفيلانهضت مسرعة واقتربت من الهاتف إجابته بصوت مقلق
ألو هي نتيجة التحاليل ظهرت
أبتسم رغما عنه وقال
لا لسه بياخد وقت ممكن أسبوعين أنا كنت عاوز أتكلم معاكي بخصوص عادل
خير
ابتلع ريقه وتنهد بضيق ثم قص عليها ما قاله الطبيب
شعرت به عندما صمت ولم يكمل حديثه فقالت
وحضرتك مش عارف تبلغ الأستاذ عادل بخبر زي ده
تنهد بعمق وقال حضرتي ماشي يا رحمة علي العموم مش وقته بس أنا فعلا مش عارف هقوله ازاي أن لازم يدخل مصحة وكمان ممكن يقعد فيها سنه
انا مقدره خۏفك واكيد هيوصله خۏفك عليه خصوصا بعد اللي حصل وان هو أذى نفسه يعني فعلا خطړ علي نفسه قبل غيره هو بيحبك وهيفهم انك بتعمل كده عشان مصلحته وانك عاوزة يكون أحسن من الأول
اطمن قلبه لحديثها واغلق معها الهاتف ثم توجه إلي غرفة شقيقه
بعد مرور يومان تعافي عادل واسترد صحته ولكن مازال يده معصومة بالشاش الابيض والچرح لم يشفى بعد ولكن عادل كان جرحه بالقلب مدمي ولازال يقطر دما وانصاع لحديث شقيقه كالمغيب ودخل المصحة بارداته لانه فقد طعم الراحة النفسية بعد ما حدث بحياته ومن هنا بدأت رحلة علاجه داخل المصحة..
وودعه معتز وأخبره بأنه سيظل يزوره وعندما هم بالرحيل تفاجئ بسوال عادل عن التحليل الخاص ببناته
ربت معتز علي كتفه وقال
أن شاء الله النتيجه هتظهر بعد أسبوعواول مااستلمها هاجيلك أطمنك
هز رأسه بخفه ثم عانق معتز بقوه فشدد الآخر في عناقة وبعد أن ابتعد عنه غادر المشفى بأكملها وعندما استقل سيارته ظل قابعا مكانه خلف المقود وهو يتطلع بحزن للمشفى وعيناه متعلقة بالنافذة التي بغرفة شقيقه قلبه رافضا بأن يتركه ويرحل وظل علي تلك الحالة إلا أن صدح رنين هاتفها وبعدما أجاب علي المتصل وعلم بأنه طبيب العمل يخبره بظهور نتيجة التحاليل
انطلق بسيارته بسرعة فائقة يريد أن يزف الخبر سريعا لشقيقه لكي يساعده علي تخطى اذمته سريعا عندما يعلم بأن بناته في انتظاره.
وصلا في غضون دقائق وركض إلي حيث المعمل تطلع للطبيب بلهفة وقال بصوت متلهف
خير يا دكتور طمني
هز الطبيب رأسه بأسي وقال للأسف مافيش أي تطابق في الجينات الوراثية
هتف معتز پصدمة يعني أية
قال الطبيب بأسف يعني مافيش أي نسبة قرابة بين عينه البنات وعينة الأب
أغمض معتز عيناه بقوة يرفض تصديق ما سمعه..
الفصل الثالث عشر
چريمة علي السحور
بقلم فاطمة الألفي
أنتفض پذعر من غفلته وجد نفسه لازال بسيارته أمام المشفى تطلع حولها بريبة ثم أبتلع ريقه الذي جف أثر تلك الهواجس التي شرد بها وعندما غفلت عيناه لثواني معدودة راوده ذاك الکابوس المزعج.
نفث عن شماله ثلاث ومسح علي وجهه وظل يردد داخله الحمدلله كابوس وفوقت منه
بعد أن أستجمع شتات نفسه أشعل محرك السيارة وشق طريق العودة إلى منزله.
دلف من داخل الحديقة وبعد أن صفا سيارته ترجل منها وسار يدلف لداخل الفيلا القى نظرة خاطفة علي الغرفة التي تسكن به حبيبته وأبت خطواته التحرك كان يود أن يذهب إليها ويتحدث معها ولكن وجد نفسه عاد بعد منتصف الليل وخشي أن يقلق منامها وأن يطرق بابها في ذلك الوقت المتأخر من الليل.
أكمل خطواته ودلف للداخل ثم أوصد الباب خلفه
وجد الفيلا في حالة سكون تام علم بنوم الصغار دلف الي غرفة مكتبه فقد جفاه النوم بعد ذلك الکابوس ظل قابعا خلف مكتبه يحاول أشغال نفسه بعمله الذي غاب عنه طوال المدة التي كان بها منشغل بقضية شقيقه وأهمل عمله بسبب ذلك..
في صباح اليوم التالي..
نهض عن مقعده بأرهاق فقد ظل ساهرا طوال الليل ولم يغمض له جفن غادر غرفة مكتبه ثم صعد الدرج الي حيث غرفة الصغار دلف بهدوء وسار على أطراف أصابعه ثم دنا من الفراش وطبع قبلة حانية اعلى جبين حبيبة وطبع أخرى على جبين غزل التي تفتح عيناها على الفور وراء أجمل أبتسامة علي ثغرها الرقيق بادلها الابتسامة وفرد لها