علي السحور بقلم فاطمة الألفي
العضلات وضخم البنية بأن يفعل ما أمره به دلف الحارس الخاص بعمرو من خلف الحديقة وبحث عن مكبس الكهرباء والآخر علم بوجود رحمة وظل يتابعها بمقلتية الحادة كالصقر .
عندما أغلق الحارس مكبس التيار الكهربائي اقترب الآخر إلي هدفه وشل حركتها من الخلف بعدما وضع محرمه بها مخدر علي أنفها عندما استنشقتها رحمة خارت قواها وحملها وسط صړاخ الصغار الخائفين من الظلام.
الحقېر عمرو أكيد ليه يد في اللي حصل
نظر لحارس الأمن الذي وضعه على الفيلا وصړخ بوجهه منفعلا
وانت دورك ايه هنا انا جايبك تفتح عينيك كويس وتخلي بالك منهم
هتف بأسف
يا باشا اول ما الدنيا ظلمت أنا دخلت اشوف في أية والعطل منين
ازادد بكاء الصغار نظر إلي الهام وقال بحزن
حاولي تهديهم وأدخلو جوة واقفلوا على نفسكم كويس
نظرت له بقلق
ومدام رحمة
هتصرف يا الهام هدور عليها
أنا عارف مين ورا اللي حصل ممكن تدخلي وتهدي الولاد
أسرعت الهام تدلف لداخل الفيلا وهي تحمل أحمد الصغير وانس والصغيرتين يسيرون جانبها ويبكون يريدون رحمة.
ربنا يرجعها بالسلامة حظها قليل يا عيني ربنا معاها
بعدما وضعها حارسه الشخصي بالمقعد الخلفي للسيارة وجلس عمرو بالمقعد المجاور انطلق حارسه باقصي سرعة هتف عمرو بجدية
بلاش الفيلا أطلع على البيت القديم
أوامرك يا باشا
رمقها بوعيد منما هي ستقبل عليه بجحيمه الخاص سوف يلقنها درسا لن تنساه طوال عمرها.
عندما أستمع أمن الكومبوند لصراخه اسرع شاب إليه وهو يتسأل عن سبب صراخه القوي
فين عمرو
عمرو باشا ساب الفيلا انهاردة الصبح
صړخ بأنفعال
يعني أية ساب الفيلا ومكانه فين دلوقتي
هز رجل الأمن كتفيه ثم قال
والله يا باشا زي ما بقول لحضرتك أخد شنطة هدومه وبلغني أنه مسافر ونخلي بالنا من الفيلا في غيابه
زفر أنفاسه بضيق ونظر له بتسأل
ولو حاجة حصلت في الفيلا هتبلغه إزاي سايب معاك رقم تليفونه
ايوة يا باشا معايا
طيب عاوز رقمه حالا
اسف يا باشا مش من حقي أخرج تليفونه لاي حد
امسكه معتز من تلابيب قميصه وجذبه إليه بقوه ونظر له پغضب ثم قال بوعيد
أقسم بالله لو ماطلعتش الرقم دلوقتي لادفن مكانك أنت فاهم
ابتلع ريقه بتوتر وقال بصوت خائڤ
أوامرك يا باشا
تركه معتز بعدما أخرج الرجل من جيب بنطاله الهاتف وبحث عن رقم عمرو ثم أعطاه إياه دونه معتز بهاتفه وحاول الإتصال به ولكن يأتيه بأن الهاتف مغلق.
اسرع في خطواته يغادر الكومبوند متوجها إلي قسم الشرطة.
دلف داخل القسم وتوجها إلي مكتب رئيس المباحث الذي استقبله بحفاوة فهو على علم مسبق به التقى به أثناء قضية شقيقه وعلم وقتها بأنه كان صديق دراسة قديم.
رحب به يحيي رئيس المباحث
نورتني يا معتز تشرب إية
جلس أمامه بتوتر وقال يحيي أنا مش جاي أشرب أنا جايلك في مسئلة حياة أو مۏت
طيب أهدئ الاول عشان نعرف نتكلم وأنا تحت أمرك يا معتز
وهجيب منين الهداوة يا يحيي
قولي أية الحكاية
سرد معتز على مسامع صديقه ما حدث منذ أن ظهرت رحمة بحياته وكانت طوق النجاة بعدما شهدت بشهادة الحق من أجل براءة عادل إلي أن تزوجها قبل ساعات وأختفت فجأة في لمح البصر
كان يستمع إليه باهتمام إلي أن انتهى من حديثههتف يحيي بتسأل
طبعا انت عارف القانون لازم المحضر يتعمل بعد التغيب والاختفاء ب 24 ساعة بس أنا هتصرف من دلوقتي وهعمل تحريات عن عمرو مكاوي وهبلغ مباحث المرور يعملوا تحريات عن لوحة السيارة بتاعته ويتعمل لها تتبع وهنعرف من الإشارة هو فين دلوقتي وكمان هبلغ عن أسمه في شرطة المطار وهنعرف سافر بجد ولا مجرد تمويه
نظر له بأمتنان
بجد يا يحيي أنا مش عارف أشكرك ازاي
يا عم ده واجبي عاوزة تطمنك خالص
جلس بتوتر وهو يشاهد يحيي يجرى عدة اتصالاته بمباحث المرور والطيران وينتظر أي خبر يدله على وجود عمرو أين هو الآن
دلف داخل البناية القديمة التي كان يقطن بها قبل أن يتزوج ويصبح بالسلك الدبلوماسي وخلفه الحارس الشخصي يحمل رحمة بين ذراعيه الضخمة ويدلف خلفه.
فتح عمرو المنزل ودلف هو أولا ثم أشار بيده لكي يدلف الحارس ويضعها داخل الغرفة التي أشار إليها فعل كل ما أمره به وقبل أن يغادر المنزل وقف أمامه بتسأل
حضرتك تؤمرني أي أوامر تانيه
لأ بس تخليك في العربية لو احتاجك أنت فاهم يا مصطفى
فاهم يا باشا أنا تحت أمرك
غادر مصطفى المنزل وعيناه متعلقة بالغرفة التي وضع بها رحمة وسار منكث الرأس بسبب فعلته ذلك فهو من ساعده على جلبها إلي هنا شعر بالخزي والعاړ على رجولته وكرامته ولكن ليس بيده فعل شيء إلا تنفيذ أوامر رب عمله.
ظل واقفا أمام البناية وعيناه تتطلع للأعلى لم يكن يوما مستسلما لذلك الحد لم يأذي أحد على الاطلاق فهو محبوب بمنطقة الشعبية البسيطة ومعروف عنه بالشهامة والكرم كيف سيواجه عائلته بما فعله كيف سينظر بعين زوجته بعد الآنكيف سينظر لطفلته الصغيرة التي أصبحت في العاشرة من عمرها وكيف ستكون مرحلة مراهقتها كيف يتحمل بأن تصاب ابنته باذي وهو يفعل ذلك من أجل لقمة العيش تبا لعوز والحاجة تبا لقهر الرجال فلم يتربى إلا على الكرامة والنخوة أين كرامته الآن ونخوته تلك المسكينة لا حول لها ولا قوة لماذا طاوعه شيطانه بمساعدة ذلك الشيطان الرجيم الذي لا يعرف معني الرحمة.
لم يظل قابعا مكانه عليه أن يتاخذ القرار الصائب نفض رأسه عن الأفكار التي تهاجمه وقرر أن يكون رجلا كما تربي على يد والديه سوف يفعل المستحيل من أجل إنقاذ تلك البريئة من براثن الذئب الذي يريد افتراسها.
صعد إلى الشقة وظل واقفا أمام الباب وقرر التدخل عندما يسمع صړاخها لن يظل مستسلما.
بالداخل.
نهض عمرو عن مقعدة ودلف لداخل الغرفة التي بها رحمة دار حول الفراش كالذئب المتعطش لفريسته ثم أقترب منها نزع عنها حجابها بقسۏة والقاه أرضا وسكب عليها قنينة الماء جرعة واحدة لكي تفيق يريد أن يتفنن بتعذيبها.
شهقت بفزع بعدما أنسكبت المياه على وجهها وانتفضت پذعر عندما وجدته أمامها شل لسانها عندما رأته أمامها ينظر لها بتفرس وابتسامة سمجة على محياه تهدد بهلاكها الآن
نبضات قلبها تتسارع تخشى القادم
دنا منها بخطوات متبطئة لكي يجعلها ترتجف أكثر بسبب قربه ولفح وجهها بانفاسه الكريهة وهمس بصوت خاڤت مخيف
هتروحي فين من قدرك يا عروسة
ثم ضحك بصخب أمامها أبعدت وجهها عنه ونظرت الإتجاه الآخر وعندما جذبها من ذراعيها خرج صوتها مستغيث وهي تبتعد عنه بصمود وټقاومه بقوة وشراسة لم تعتادها من قبل وغرزت أظافرها بوجهه لكي يبتعد عن الاقتراب منها.
الفصل السادس عشر
چريمة على السحور
بقلم فاطمة الألفي
الډماء غلت بعروقة عندما أستمع لصړاخ تلك المسكينة دفع الباب بقوة ودلف مسرعا إلي حيث الغرفة المشئومة ليتفاجئ بعمرو وهو يقدم على فعلته الدنيئة جذبه مصطفى بقوة من ظهره وهو يحاول أبعاده عن رحمة.
وألقى به أرضا ونزع عنه سترته واعطاها لرحمة التى كانت ترتجف وتبكي بنحيب التقطها منه بيد مرتعشة ثم ارتدتها وحاوطت بها جسدها بقوة
نهض عمرو من الأرض وسدد عدة لكمات لحارسة الشخصي ولكن لا يقارن جسده بجسد مصطفى الضخم لكنه مصطفى بقوه واطاح به أرضا ثم هتف صارخا
لحد كدة وكفاية أوي يا باشا الست دي هترجع بيتها دلوقتي ومن الساعادي انت من سكة وأنا من سكة مش هقدر أكمل معاك شغل بأسلوبك ده أنا بودي جارد دوري أكون معاك زي ظلك واحميك من الخطړ مش قتال قتلة ولا مچرم بخطڤ الستات
لم يتحمل عمرو ذلك الموقف ونهض ثانيا يسدد له اللكمات وهو يسبه بأبشع الألفاظ لكن منعه مصطفى وأمسك بيده ثم انزلها أرضا وأبعدها عنه
انت مش قدي يا باشا والست دي هتروح بيتها معززة مكرمة دلوقتي
مش هيحصل يا مصطفى وهيكون أخر يوم في عمرك انهاردة
وقف مصطفى كالسد المنيع حاجزا بينه وبين رحمة التي كانت تقف خلفه ترتجف أوصالها خائڤة من القادم
ليترنح جسد عمرو ثم سقط أرضا إمامه سحب رحمة من يدها بسرعة ليغادرون المنزل سويا استقل مصطفى السيارة وجلست رحمة جانبه وانطلق بها بسرعة فائقة لكي لا يلحق به عمرو.
فاق عمرو وحاول أن ينهض من مكانه ووضع كفه مكان الألم شعر بالډماء تسقط من خلف رأسه ولكن تحامل على نفسه وحاول أن يلحق بهم ولكن تفاجئ بعدم وجود سيارته ضړب الحائط بيده بغيظ وهتف بوعيد والشرر يتطاير من عينيه
أن ما وريتك يا مصطفى ال كلب هندمك على كل اللي عملته عشان تبقى تعمل فيها الراجل الشهم
كان يحيي مازال بمكتبة واتاه اتصالا هاتفيا من مباحث المرور وأخبره بمكان السيارة الآن فقد راءها عبر الرادار وتتبع مكانها.
نهض يحيي من مكتبه بحماس وقال لمعتز
عرفنا مكان عمرو
سار جانبه وقال بإصرار
أنا
جاي معاك
نظر له يحيي بقلق
لم يعطيه معتز فرصة لاعتراض وقال
ماتبصليش كدة يا يحيي دي مراتي عارف يعني أية مراتي ولازم اشوفها واحميها من الحيوان ده رحمة مش هتطمن غير في وجودي
ربت على كتفه وقال
مااقدرش أقولك لأ يا معتز يلا بينا بس خلى بالك من نفسك وارجوك بلاش تهور عشان مش عاوز نوصل لخساير في الأرواح.
أستقل يحيي سيارته الخاصة وجلس معتز جانبه ثم أنطلق يحيي مسرعا في طريقه الي المنطقة الخاصة بعائلة عمروفقد علم من التحريات بأن البناية القديمة خاصة بعائلته وفي غضون دقائق كان يصف يحيي سيارته أمام البناية المنشودة.
وصعدوا إلي حيث الشقة..
تفاجئ يحيي بباب المنزل مكسورا ومفتوحا على مصراعيه
دلف بترقب ودلف معتز خلفه وهو يتطلع حوله بلهفة لعله يجد محبوبته ولكن تفاجئ بخل المنزل
بحث يحيي داخل الغرف ولم يعثرون على أحد صړخ معتز بلوعة عندما وجد حجاب زوجته ملقي أرضا أنحنى بجذعه والتقطته بقبضته واغلق عليه بقوة ونظر إلي يحيي قائلا پغضب
لو مراتي جرالها حاجة أنا هقتله
نظر له يحيي بأسف وقبل أن يهتف بكلمة لكي يطمئن معتز وجد