الإثنين 25 نوفمبر 2024

لم يبقى لنا إلا الوداع بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 13 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

من نفسك عموما أنا عند كلامي لو مش عايزاني أنا ممكن أمش...
الټفت حوله ووضعت يدها فوق شفتيه لتمنعه من قولها وانهمرت دموعها قائلة
.._أنا آسفة يا أمجد بس أوعى تسيبني أنت عارف أنا بحبك قد إيه ومقدرش استغنى عنك.
جذبها نحوه وكفكف دموعها وأردف
.._يا ليان أنا كمان بحبك ويمكن أكتر منك بس سبق وقلت لك لو زعلانة مني فأي حاجة تعالي اتكلمتي معايا واشتكي لي مني وبلاش تستكت يا حبيبتي أنا ملاحظ من فترة أنك ساكتة وكل ما أبص لك تخبي عينك عني حاولت أجرك فالكلام بس أنت رافضة وبصراحة بعد اللي عملتيه معايا امبارح وأسلوبك دلوقتي فالكلام جرحني وحسيت أنك بتقللي مني ومش عايزني عموما حقك عليا ويا ستي لو في حاجة صدرت مني ومزعلاك قوليلي وأنا أصالحك واعتذر لك كمان ولو حابة أخدك وأطلع قصاد عمي أبوس راسك فأنا مستعد.
زادتها كلماته ندما فتشبثت به وأردفت
.._لا يا أمجد أنا اللي غلطت ومفروض اعتذر لك مش أزود زعلك مني.
ربت أمجد ظهرها وحملها ومددها فوق فراشه 
.._أنا عارف إن موضوع الحمل اللي أتأخر مأثر عليك ومضايقك علشان كده أنا قررت أخد أجازة وأسافر معاك تكشفي فالمكان اللي تشاوري عليه وتشوفي علاج غير اللي جربتيه هنا المهم أنك تهدي وتبطلي تقفلي على نفسك وتحرميني منك.
داعبت وجهه بإصبعها وأردفت
.._مافيش داعي نسافر أنا خلاص اقتنعت إن كل حاجة مكتوبة وربنا لو رايد لي أكون أم أكيد هبقى أم من غير ما أسافر.
سألها أمجد بحيرة عن سبب اقتناعها فأجابته بحرج
.._بصراحة أنا كنت مقصرة مع ربنا بس الحمد لله رجعت انتظمت فالصلاة
والتزمت بالأذكار ومن امبارح وأنا حاسة بالراحة.
مد أمجد يده ورفع وجهها نحوه وأردف
.._يعني مش هتتعصبي كل شهر وترمي الاختبارات وتخاصميني كأني السبب.
هزت رأسها بالنفي فابتسم قائلا
.._حيث كده يبقى تصالحيني على اللي حصل منك وتعتذري لي كمان.
احمر وجهها حرجا وأردفت
.._وبعدين يا أمجد عايزني أصلحك الضهر طب ما تخليها بالليل ونسهر سوا سهرة حلوة من بتوع زمان.
اسكتها أمجد بوضعه إصبعه فوق شفتيها وقوله
.._أنت تصالحيني دلوقتي وأنا أسهرك بالليل بعد ما أرجع من مشواري اتفقنا.
أومأت وهي تجذب رأسه نحوهها وهي تهمس له بمشاعرها نحوه.
8 انكسار.
عزمت على تنفيذ قرارها لابد أن ستصل لإجابة سؤالها رغم أنف الجميع واتجهت صوب مكتب أيمن وولجته دون إذن وجلست أمامه فنظر إليها بضيق وأشاح ببصره عنها قائلا
.._هو مش في باب يا آنسة تخبطي عليه الأول قبل ما تدخلي ولا البشمهندسة متعرفش حاجة عن الذوق
ابتسمت ببرود ووضعت ساقا فوق الأخرى وأجابته باستفزاز
.._عادي يا بشمهندس ما أنا وأنت تقريبا فحكم زمايل العمل وما أظنش أن زميلك كل ما يدخلوا المكتب يخبطوا عموما ليك عليا المرة الجاية أخبط المهم قولي القهوة اللي وقعت على التصميم كانت بوش ولا من غير وش.
اعتدل أيمن بمقعده ورمقها بضيق وزفر بقوة لمحاولتها استفزازه الواضحة وأردف
.._ كانت بوش وسادة يا بشمهندسة.
ضحكت منار هازئة وصڤعته بقولها
.._ليها حق تقع أصل مينفعش تبقى بوش وأنت موجود
هب أيمن عن مكانه وصاح پغضب
.._جرى إيه يا بشمهندسة أنت جاية مكتبي تشتميني ولا إيه
وقفت منار أمامه ووضعت كفيها فوق سطح مكتبه وأردفت بجدية
.._لا أنا جاية أعرف منك اسم اللي زقك عليا علشان ترفض التصميم ولعلمك أنا مش همشي من هنا إلا لما تقولي وصدقني أنت لو متكلمتش أنا هطلع على مكتب البشمهندس سامر وساعتها هتلاقيه بيطلبك وهيعرف منك بطريقته.
ازداد تجهم وجهه إزاء إصرارها الغريب لمعرفة اسمه وټهديدها له وبادلها النظرات لبضع ثوان تأكد خلالها إنها لن تتراجع عن معرفة إجابة سؤالها مهما أراد فزفر بحنق وأردف
.._لو مصممة تعرفي يبقى توعديني إن الكلام اللي هقوله هيفضل سر بينا وأنك مهما حصل مش هتجيبي سيرة للمهندس سامر ولا هتدخليه ما بينا.
أومأت منار ووعدته ولاحقت وجهه بعيون وجلة وأحست بقلبها يرجف خوفا وحين اخبرها هويته تراخت ساقاها فدعمت جسدها بتمسكها بحافتي مكتبه وتمالكت نفسها فلا مجال لها لټنهار أمامه أو تتخاذل فامعنت نظرت إليه واقرت پألم
.._وأنا عندي وعدني ليك إن محدش هيعرف منى أي حاجة بس وأرجوك بلاش تحاول تبلغه وتقوله أني عرفت علشان ساعتها أنا مش هسكت إلا لما تترفد من هنا اتفقنا.
غادرت منار مكتبه بقلب منفطر وعادت إلى مكتبها المؤقت الذي فاجئها سامر به وجلست بتيه تشعر بتوقف عقلها حاولت منار عدم التفكير في الأمر ولكنها لم تفلح فقررت المغادرة وأثناء سيرها لمحها سامر فترك ما بيده ونادها ولكنها لم تنتبه لصوته إلا حين اعترض طريقها وحين تقابلت أعينهم أجفل من نظرات الحزن الواضحة بعينيها وأردف
.._مالك يا منار هو في حد هنا ضايقك ولا حاجة
هزت منار رأسها بالنفي وهتفت بصوت محشرج
.._ما فيش أنا بس مصدعة شوية فقلت أمشي.
أشار إليها سامر بمرافقته ولم تدر منار لما استجابت لدعوته وتبعت خطواته وجلست بجواره بسيارته واسندت رأسها إلى النافذة بجوارها وتاهت مرة أخرى بدائرة أفطارها بعد قليل صف سامر سيارته أمام أحد المقاهي فانتبهت وتطلعت حولها بحيرة وعادت بعينها إليه وسألته
.._أنا إيه اللي جابني هنا
منعها سامر من المغادرة وأصر على دعوتها لتحتسي برفقته القهوة فأطاعته بضيق وجلست أمامه بوجه متجهم فأشار إلى عبوسها وأردف
.._على فكرة أنت لو فضلت مكشرة كتير هتعجزي بدري دا غير إن الناس اللي قاعدين حوالينا ممكن يطلبوا لي الشرطة ويقولوا أني خطڤك.
رسمت منار ابتسامة واهية فوق شفتيها فسارع سامر قائلا
.._بصي هو أنا آسف بس بلاش تبتسمي وخليك مكشرة أحسن علشان التكشيرة طلعت أرحم.
حينها ابتسمت منار بحرج وأردفت
.._مش أوي كده يا بشمهندس عموما أنا بشكرك على الدعوة وبعتذر علشان فمود مش متظبط وأرجو إن حضرتك متخدش عني فكرة غلط يعني أكمني وافقت أجي معاك أصل أنا أول مرة أخرج مع حد غريب وبصراحة بابا لو شافني ولا أمجد مش هيعدوا الموقف على خير أبدا.
بهتت ملامحه لكلماتها الصاډمة فهو لم يأت إلى عقله أبدا أن يفكر بها بتلك الصورة فهو منذ رآها تجلس أمامه بمكتبه وأحس أنها سلبته جزء من عقله وقلبه لصالحها ولم يأت على خاطره قط أن يفكر بها بتلك الطريقة أبدا ليس لإعجابه بها ولكن لأنه شخص تعود طوال حياته ألا يرمي أحدا بظنون باطلة وزاده سوءا ذكرها اسم أمجد بحديثها فأردف بغيرة طفيفة
.._على فكرة أنا عمري فحياتي ما حكمت على أي شخص من مقابلة ولا تصرف عموما لما تتعاملي معايا هتعرفيني بشكل أوضح أما بالنسبة لوالدك فأنا
مستعد أكلمه وأوضح له سبب مقابلتنا علشان أرفع عنك الحرج.
حمحمت منار بحرج فهي للحظة لا تعلم كيف تفوهت بتلك الكلمات فاعتذرت قائلة 
.._أنا بعتذر لحضرتك واضح إن حالتي المزاجية مأثرة عليا ومخلياني أقول كلام بايخ ياريت حضرتك متزعلش مني.
لم يشأ سامر أن يضيف عبأ أخر عليها فملامحها تخبره بأنها تمر بظروف سيئة فابتسم لها محاولا التغاضي لتهون الأمر على نفسها وأردف
.._ولا يهمك المهم إني كنت حابب تصميمي لنا نموذج جديد لملامحق سكنية تكون بسيطة وتكلفة الإنشاء فالمعقول.
أومأت وعلى ثغرها ابتسامة وأردفت
.._ إن شاء الله بس حضرتك هتحتاجه على أمته علشان أشوف وقتي والدراسة وكده.
أخبرها سامر بالتأني وترك لها مهلة مفتوحة دون قيود وأردف
.._ أنا أسف لسؤالي بس واضح إنك مرتبطة بوالدك بدرجة كبيرة على كده عندك أخوات غير أمجد.
احمر وجهها وأجابته بارتباك
.._ لا أمجد مش أخويا دي خطيبي ومكتوب كتابنا وهنتجوز بعد ما أخلص الكلية إنما أخويا فاسمه أحمد وعندي أربع أخوات بنات. 
تلاشت ابتسامته وحاول أن يخفي خيبة أمله فهو لم يتوقع أن تكون مرتبطة فعقب بقوله
.._ آه أنا بعتذر أصلي افتكرتك مش مرتبطة علشان مشفتش الدبلة فأيدك فقلت إن أمجد يبقى أخوك عموما مبروك يا بشمهندسة.
رفعت منار يدها أمام وجهها وحدقت بإصبعها الملتهب وأردفت
.._ الله يبارك فحضرتك ولو على الدبلة فهي للأسف عملت لي حساسية واضطريت أقلعها علشان العلاج.
أومأ سامر وأشاح بوجهه عنها ليخفي حزنه فهو سمح لنفسه أن يحلم بها والآن بات حلمه محرما فهي لآخر وعليه احترامه زفر ليتمالك أمره والټفت إليها وأردف
.._ وأمجد على كده زميلك فالكلية ولا فكلية تانية
هزت منار رأسها بالنفي وأجابته بعبوس
.._ لا أمجد متخرج من هندسة القاهرة من زمان وبيشتغل في مؤسسة علم الدين.
عقد سامر حاجبيه وهو يفكر بصاحب الاسم وهز رأسه بالنفي فأمجد الذي يعرفه متزوج من ليان علام ولا يمكن أن يكون هو الشخص نفسه الذي تتحدث عنه فكاد يسألها ولكنه تراجع كي لا يساء فهمه اختلست منار النظر نحوه وأحست ردة فعله أنه يخفي أمرا ما عنها فجأة ارتجفت وأحست بنغزة باردة تصفع قلبها ولم تدر لما أدارت وجهها وحدقت بعينه ورسمت على شفتيها ابتسامة بلهاء وهي تخبره
.._ تعرف يا بشمهندس أنا كان
ممكن من أول يوم ليا فالكلية أقول إني مرات أمجد المشير علشان أسهل أموري زي باقي زمايلي ما عملوا لكن أنا محبتش أعمل كده وقلت إني لازم أثبت لنفسي وللكل أني مش محتاجة واسطة بس الحاجة الغريبة إن من أول سنة وأنا بقابل اضطهاد غريب زي ما يكون كان في حد بيحاول أنه يوقف خطواتي ومش عايزني أثبت وجودي فالكلية وللأسف اتعرضت لظلم كتير وفكل مرة كنت بحبط فيها كنت بفكر استغل صلتي بأمجد لكن كنت برجع تاني وأقول أكيد ربنا مش هيضيع تعبي وفعلا ربنا عوضني لما قلت أني مش هتكلم عن صلتي بأمجد لكن هدافع عن حقي فجيت وقابلت حضرتك والحمد لله ربنا كافئني والحقيقة ظهرت والتصميم اللي شاركت بيه فالمسابقة فاز. 
لم ينتبه سامر لحديثها فقد تبلد عقله أمام ذكرها اسمه زوجها كاملا وأخذ يحدق بملامحها لا يصدق أن تكون منار زوجة ثانية لأمجد لاحظت منار صډمته وكادت تسأله ولكنها تراجعت وأحست أنها أكتفت من المفاجأت وقررت الانصراف ونظرت إلى ساعة يدها ووقفت بحرج وأردفت
.._ أنا آسفة يا بشمهندس بس الوقت عدى وأنا مش حابة أتأخر فأسمح لي أمشي. 
أومأ بتفهم وسار بجوارها بقلب منكسر إلى الخارج وأشار لسيارته لمرافقتها إلى منزلها ولكنها رفضت بإصرار وغادرته بوجوم وجلست داخل إحدى السيارات تفكر بأمر تعبيرات وجهه الغريبة وردة فعله حين أتت على ذكر أمجد وازداد وجومها وزفرت قائلة
.._ أنا لازم أفهم في إيه بالظبط بيدور من حواليا وعرفاه
طلبت منار من السائق تغيير وجهته إلى أخرى بديلة وبداخلها تعاظم توترها فتلك زيارتها الأولى لمقر عمل أمجد الذي حذرها مرارا من الاقتراب منه تحت أي ظرف والآن هي لا تعلم كيف ستكون ردة فعله حين يراها أمامه ولكن مهما كانت استجابته عليها مواجهته
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 19 صفحات