الإثنين 25 نوفمبر 2024

بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 6 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز


على الوصولات وبعدها عامل ما بقاش يسلفه لحد ما المړض اتمكن منه 
ولما جيت لك المكتب اخر مرة كنت جاية علشان اشوف شغل هنا واستقر وأمن حياتي لنفسي واحاول بشهادتي اللي اخدتها من برة استغلها 
بس حصل اللي حصل من رحمة ورجعت ومفيش شهر وبابا م ات ولقيت الدنيا كلها پتنهار من حواليا 
واسترسلت حديثها وهي تحاول كتم شهقاتها لشعورها بالإذلال أمامه ولطالما عهدها أنثى مدللة أبيها ولكن هي الأيام والزمان يوم يرفعنا لأعلى عليين وعشرون تصفعنا الأزمات الى أسفل الأرذلين 

_ لا والأدهى من كده عايز يجوزني ابنه المعوق اللي لا حول ليه ولا قوة وما ينفعش ان هو يرتبط بأي إنسانة اصلا علشان خاطر اعيش خدامة تحت رجليه واشيل مسؤوليته اللي تعباهم مقابل اني اقعد في شقة معززة مكرمة تصور حياتي بقت عاملة ازاي في لحظه يا ماهر !
عايزة اقول لك انا بتمنى المۏت وان ربنا يرحمني من الذل اللي انا هعيشه لو انت موقفتش جنبي 
مفيش غيرك جه قدامي ومفيش غيرك اضطريت اني ألجأله 
انت طبعا تقدر تتأكد من كل كلامي بسهولة جدا وتعرف اني مش بكذب عليك .
ما زال يرمقها بنفس النظرة الاستكشافيه كي اتاكد من صدق حديثها قبل ان يسال وداخله متيقن انها لاتختلق حوارات كاذبة فهي من صغرها بريئة وليس لها في أمور المكر ثم اقترب منها وهو يطمئنها 
_ ما تقلقيش يا شمس انا مش هسيبك غير وحقك راجع لك وبيت ابوكي هيرجع لك واشوف حوار عمك ده
بس انت عرفتيه ان
انك جايه اهنه 
رمشت بأهدابها بتوتر بالغ وهتفت بمقلتين زائغتين مما ستبلغه به 
_ أمممم... عمي كان جايب المأذون علشان يجبرني اني اتجوز ابنه بالليل النهاردة ومحرم علي الخروج من البيت وكمان اجبرني اني البس الحجاب وأنا مقدرتش اتحمل اكتر من كدة واستغليت فرصة هدوء البيت وهربت الصبح بدري وجيت على هنا وزمانه قالب الدنيا عليا دلوقتي.
رفع حاجبه الأيسر ناطقا بذهول مما أبلغته به الآن ولن يصدقه عقل 
_ معقولة كلامك دي ! هو في حد بينجبر دلوك على الجواز 
أمائت برأسها بتأكيد سريعا وتمتمت بتعب 
_ والله ما كذبت في ولا حرف ياماهر عمي استغل شيكات بابا اللي ماضي بيها وحرفيا بيذلني بيها وأنا يستحيل اتجوز ابنه ده وكمان عمي واصل وراجل له معارف كتيير ومش هيخليني اعرف اتنفس .
_ليه هو عمك شغال ايه .. جملة استفهامية نطقها ماهر وهو مازال مدهشا من حكواها وأجابته هي بجبين مقطب 
_ عمي مسك محافظ القاهرة من أربع شهور بالظبط.
اتسعت مقلتيه وهو يردد بنبرة ذهولية 
_ هو عمك اسمه حافظ الهنداوي 
وأكمل بنفس الاستغراب 
_ بس دي مش اسم عيلتكم 
حركت رأسها بموافقة ثم أكدت له 
_ لاا الهنداوي ده لقب ليه مشهور بيه من زمان لكن هو في البطاقة اسمه حافظ محمد دويدار .
اخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء مطمئنا إياها فهو قرر أن لا يتخلى عنها مهما كانت الصعاب التي سيواجهها مع تلك الرحمة
_ تمام أنا هقف جمبك ومتقلقيش خالص ياشمس .
بعينين ممتنتين لشهامته سألته بتأكيد
_ بجد ياماهر مش هتتخلي عني لحد ما اوصل لبر الأمان 
ابتسم بهدوء وأجابها بتأكيد
_ طبعا متعودتش أتخلى عن أي حد محتاج وانت عارفاني زين وإلا مكنتيش جيتي حداي اهنه.
_ طب ورحمة هتعمل ايه لما تعرف بمشكلتي وبمجي هنا 
وليا كمان رجاء عندك مش عايزاه تعرف اللي عمي عايز يعمله فيا ولا تعرف إني ضعيفة وحد بيذلني .
مسح على شعره بقلق وداخله يردد
_ يا الله على ما انت آت إليه ايها الماهر إنها لأيام صعاب قادمة سوف تع صف بقلبك وعشقك لتلك الرحمة 
يشجعني عقلي أن لا أتخلى عن تلك الشمس ويراوضني قلبي بأن كيف لي أن أواجه عاصفة الهوى مع نفحات رحمتي العاتية 
رجع لرشده قبل أن تنتابه نوبات من الجنون في التفكير لما هو قادم ثم هتف بنبرة مطمئنة 
_ متقلقيش محدش هيعرف أي كلام من اللي قلتيه 
وتابع بتحذير أشبه للرجاء 
_ بس كمان عايز أنبهك ابعدي عن سكة رحمة نهائي ولو حوصل موقف حاولي يوبقى ثباتك الانفعالي هادي ورزين لأبعد الحدود لأن رحمة هتعتبرك خصم وانت متعرفيش رحمة هتعمل كيف مع أخصامها واعرفي انك في الدنيا داي علشان تاخدي حقك تتحملي أي شئ وتأكدي إن بعد التعب هتاجي الراحة وأني مهسبكيش قبل ما أقدف وياكي وأخليكي توصلي لبر الأمان 
واسترسل حديثه بنبرة رجل عاشق لامرأة اقتلعت جيوش التمرد داخله وأعلنت أسلح تها الم دمرة لكيان بأكمله وهو مازال يؤكد عليها 
_ بس خلي بالك اني راجل عاشق لمرته والعاشق ميقبلش چرح حبيبه ولا الإهانة ليها واصل يعني مقابل حمايتي ليك ووقوفي جمبك يستحيل بل من رابع المستحيلات إن رحمة توبقى ح رب أخسرها وعلشان اكده لازم تتحملي اي رد فعل علشان رحمة مش سهلة خالص .
اشت عل داخلها بن ار الغيرة فهي قد أتت وتيقن داخلها أن تنال من قلبه وتجعله يذوب غراما بها وأن تلك المعضلة التي وضعها بها عمها ماهي إلا مركب نجاة كي تنعم بالقرب من ذاك الماهر وحتى معرفتها بخطبته من تلك الرحمة ليست حاجزا صعب هدمه فهي بجانبها تبدوا كعارضات الأزياء بسبب جسدها المتناسق وبشرتها الشقراء وجمالها الذي يجمع بين ملامح الغرب وأصالة الشرق 
ولكن الآن بكلامه عن قوة تلك الرحمة جعل القوة الكامنة التى أعدتها داخلها لمجابهتها هشة ضعيفة وداخلها صار متيقنا ان مهمتها صعبة وبالتحديد وهي ترى عشقها واضحا كوضوح الشمس في كبد النهار في عيناي وكلمات ذاك الماهر ثم أخذت نفسا عميقا وتحدثت بنبرة مستكينة كي لا تفقد من الحيل التي في جوربها مرة واحدة فطريقها طويل ولابد أن تكون على أهبة الاستعداد دائما كي تأخذ الحيطة والحذر وتستطيع صد الھجمات الآتية من غريمتها التي أقهرتها قبل ذاك من مقابلة واحدة 
_ أنا مش جاية أبوظ حياتك ولا أعمل لك مشاكل وصدقني هتلاقيني زي نسمة الهوا مش هعمل لك مشاكل ولا هفتعل أي حوارات مع مدام رحمة أبدا 
وأكملت وقد تبدلت نبرتها المستكينة إلى أخرى حزينة وهي تومئ رأسها للأسفل وعلامات الۏجع ارتسمتها ببراعة على وجهها 
_ ربنا يكمل لك على خير ويتمم جوازكم في القريب العاجل.
شملها بنظرة ذهولية من نبرتها الحزينة وكلماتها التي تظهر فيها ۏجعا لن يستطيع تحديد وفهم معناه ولكن الأمر برمته لا يهم فالأهم هو الانتهاء من تلك المشكلة في أقرب الأوقات كي يستريح مع تلك الرحمة العنيدة وكي يشحن طاقة قوة كبيرة يجابه بها جيوش عناد وڠضب وكبرياء رحمته 
ثم أشار إلى غرفة جانبية قائلا لها 
_ الأوضة دي هتباتي فيها النهاردة لحد ما أكلم إدارة الكومباوند تشوف لك شقة جمبي هنا علطول مؤقتا .
شكرته بامتنان 
_ بجد مش عارفة أشكرك إزاي ياماهر 
_ مرسي جدا ياماهر مش عارفة أشكرك إزاي على وقفتك دي معايا.
تصلب جسده قليلا وفورا أبعدها عنه برفق وهو يتخيل رحمته تنطر له في ذاك الوضع فلأول مرة يشعر رجل الجليد وخط المحاكم ومتصلب المشاعر بالخۏف من أحدهم ولم تكن إلا تلك قصيرة القامة التى لا تكاد تصل إلى منتصفه فعلى الفور قام بتحذيرها 
_ ممكن اللي حصل ده ميتكررش تاني ولا معايا ولا مع راجل غيري أولا لأننا هنا في الصعيد وغير مقبول الانفتاح بتاعك دي خالص اهنه وثانيا مش هقبل أي نوع من الحركات داي تاني مراعاة لمشاعر مراتي ولخۏفي من ربنا طبعا وده الأهم 
واسترسل تحذيره وهو يشملها بنبرة متفحصة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها
_ وبعدين انت خلاص كبرتي ياشمس ومبقتيش الطفلة الصغيرة اللي كنت بحملها على رجلي وألاعبها انت دلوك بقيتي بنوتة كبيرة وعاقلة ولازم تخلي بالك من تصرفاتك زين وياي مهما حوصل .
عبثت ملامحها بحزن من تحذيراته ثم تمتمت بموافقة وهي تنظر إليه بمقلتي تش تعل غيرة عليه 
_ حاضر ولو عايزني أقول لك يا أبيه زي زمان معنديش مانع أهم حاجة متضايقش .
هز رأسه بإيمائة خفيفة وهو يردد برجاء
_ ياريت اتفضلي ادخلي استريحي 
ثم أخرج الفيزا من جيبه 
_ اتفضلي الفيزا داي خليها وياكي اشتري
الهدوم اللي محتجاها وأي حاجة نقصاكي 
بس ياريت بعد اكده تشتري هدوم مقفولة ومتكونش قصيرة ولا عريانة
طول فترة تواجدك اهنه انت حافظة طبعي
كويس واني الطريقة المنفتحة زيادة عن اللزوم داي مبستريحلهاش .
وافقته على
طلبه وداخلها أوهمها أنه يغار عليها وتحركت من أمامه بعد أن شكرته على عطاؤه الزائد معها وعينيها تطير الفراشات منها بعد كلماته وتحذيراته الأخيرة لها 
أما هو صعد إلى غرفته كي يستريح قليلا ويذهب ليلا إليها في منزلهم كي يراضيها .
في شقة عمران وسكون حيث كانت تجلس في تختها وتشعر بالإرهاق الشديد فمنذ عشرة أيام وهي تشعر أن حالتها لم تكن على مايرام ويبدوا أن ما خططت له قد حدث 
دلف عمران إليها وجد وجهها شاحبا وعينيها يبدوا عليها الإرهاق الشديد فهو يتابعها منذ بضعة أيام وسألها قبل ذاك وهي تجيبه أنها بخير ولكن تلك المرة يبدوا عليها التعب الشديد وخاصة حينما رآها تجري سريعا وهي تضع إحدى يدها على بطنها والأخرى على فمها ويبدوا عليها أن ليست بخير أبدا 
لحقها سريعا إلى الحمام وهو يحتضنها من الخلف وداخله حزين لأجل تعبها وهو يهمس لها بجانب أذنها 
_ مالك ياحبيبي بقالك كذا يوم متغيرة ومرهقة والتعب باين عليك قووي 
أنهت
إفراغ مافي معدتها ثم استندت على حافة الحوض وهي تشعر بالإنهاك الشديد ثم أجابته بصوت خفيض وكأن الكلمات لن تستطيع الخروج من فمها من شدة تعبها 
_ متقلقش علي ياعمران أني زينة شوية برد في معدتي بس .
فتح عمران صنبور المياة ثم بدأ بسكب المياه في يديه وبدأ يغسل لها وجهها بحنو وهو يخشى عليها كطفلة صغيرة بين يد أبيها وحاميها ثم أمسك مكبس الشعر ولملم خصلاتها المبعثرة على وجهها وجذب المنشفة وبدأ بتجفيف وجهها ثم جذبها إلى أحضانه وهو يربت على ظهرها هامسا بجانب اذنها برفق كي يداعبها وينسيها ألمها 
_ تعرفي شكلك يجنن وانت تعبانة اكده وأني ضعيف قدام الجمال دي كلاته ياسكوني ومهتحملش .
_ وه ياعمران مهتبطلش طريقتك داي واصل مش شايفني تعبانة وشكلي مبهدل وحتى ريحتي من الترجيع بقت وحشة .
باغتها بغمزته المعتادة ثم ډفن يداه خلف رأسها قائلا بعشق صادق 
_ ومهما طال بينا الزمن مهبطلش أغازل حبيبي ومين

قال إنك وحشة ومبهدلة 
ثم سحبها معه ووقف أمام المرآة وهو يشاور بإبهامه على وجنتيها المحمرتان من أثر غثيانها 
_ بذمتك القمر إللي خدوده كيف الفراولة دي وعيونه يدوبوا يوبقى متبهدل 
ابتسمت له بعشق لتدليله الدائم لها ثم احتضنت وجنتاه بكفاي يديها وهي تسأله
 

انت في الصفحة 6 من 93 صفحات