الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 44 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


ابيض والنبي من ساعة ما شوفته وانا حاسة.
ماجدة ناهرة لها 
اسكتي يا مجيدة عريس ايه و.... ايه لاء طبعا قوله طلبه مرفوض يا مالك. 
رفع مالك كتفه بلا مبالاة و هتف 
خلاص زي مانتي عايزة بس ممكن اعرف رافضة ليه متهيألي دا عريس مايترفضش يعني دا دكتور كبير و له مركزه. 
ماجدة نافية و انا مالي بمركزه هو انا هاطلع ليه بطاقه و لا اصلا عايزة اعرفه.

مجيدة بضجر لاختها و هاتعملي ايه بوحدتك يا اختي بنتك ومطمنه عليها مع جوزها وانت مش كبيرة اوي وحلوه تقدري تقوليلي هتقعدي لوحدك في البيت ازاي
انا اصلا ماكنتش هاسمح ليكي تقعدي لوحدك يبقى تقولي لاء على العريس ليه بقى.
ماجدة بصخب انت خلاص خلتيه عريس و لا تكوني ناسية اني ارملة لسة مكملتش تلات شهور و لا أصلا تكونو ناسين اللي انا و بنتي فيه. 
الټفتو جميعا الي تلك التي مازالت
واقفة تفرك يدها في بعضهم بصمت.
ليشير لها زوجها بأن تأتي له 
الله واقفة كده ليه يا شذى تعالي اقعدي جانبي
هنا. 
اعطتهم ظهرها و التفتت للرواق سريعا وهي تردف پغضب 
اقعد ليه الموضوع كله مايهمنيش من أصله. 
وقفت بعين دامعة تكمل ما كانت تطهيه خالتها من طعام الإفطار و لم تنسى أن تعد له حلواه.
ولج هو
من خلفها ليفهم منها لما الحزن او الرفض الذي قرئه في عيناها.
مالك بهدوء بتعملي ايه. 
شذي بتهجم بسبوسة
مالك متصنعا الفرحة الله الله بسبوسة مره واحدة خدي بالك انا بحب الحلويات و انت كدة هاتخليني اتخن و هيبقى شكلي وحش.
مازلت محتفظة بوجومها لكنها همست لاء انت حلو في كل حالتك. 
مالك بضحك دي معاكسة صريحه بقى.
شذى بحزن سيبني في حالي يا مالك.
مالك رابتا على كتفها خلاص يا قلب مالك حالك بقى هو حالي قوليلي بقى الجميل زعلان ليه و مزعلني معاه.
شذى و قد نظرت له بعين دامعه عايزني افرح و امي جايلها عريس. 
مالك ضاممها الي صدره مأنبا لها ماتبقيش أنانية يا شذى انتي عجباكي وحدتها دي مامتك لسه صغيرة و حلوة و حرام تعيش وحيدة.
رفعت وجهها و ابتعدت عنه هي مش لوحدها و لا حاجة ماهي قاعدة معانا اهيه و انا مش بسيبها الا وقت النوم بس و لو عايزة انام معاها في الاوضة كمان مش هاسيبها بس ماتتجوزش حد بعد ابويا. 
ه يا ستي ماټ و سابها اكيد هي بقي مش هاتترهبن يعنى. 
شذى ضاړبه على يده بخفه 
لاء تترهبن هو ابويا كان شوية مش هو ده محمد العسال حب عمرها اللي هربت وسابت ليكم البيت كله عشانه جاية دلوقتي تشوف عريس غيره دي حتي لسه ماوفتش عدتها طب كانت تصبر شوية. 
مالك جالسا على المقعد واضعا قدم فوق الاخري 
انت بتتكلمي كده و كأنها تعرفه وموافقة عليه دا الراجل لسه شايفها امبارح
وقفت شذى أمام الطاهي تقلب الطعام ناظرة اليه بجانب عيناها 
و لما هو لسه اول مره يشوفها يقوم يطلبها للجواز النهاردة ولا هو راجل عنيه زايغه بقى. 
مالك عابثا الوجه 
لاء على فكره دا راجل متدين و محترم جدا بس هو مطلق من فترة كبيرة و لما شاف مامتك امبارح حس انها مناسبة ليه. 
شذى برعونة 
مناسبة ليه من ناحية ايه بقى
انشاء الله. 
رد مالك عليها بجديه
من حيث فرق السن بينهم يا شذى ومن حيث كمان القبول من ناحيته لمامتك و من حيث تدينها وخجلها منه وهو بيجبس ليها رجليها. 
شذى ناهية الحوار 
وحضرتك جاي تقنعني انا ليه بص لو هي اللي بعتاك عشان أوافق روح قولها ان الطلب ده مرفوض. 
كانت الاجواء بينهم كاشرارة خرجت من سلك شائك صعدت الي غرفتها غير عابئه بأي منهم. 
حتى لم تجلس معهم على مائدة الإفطار و فضلت ان تجلس وحدها بغرفتها تستذكر دروسها. 
هو أيضا لم يهتم بها فاهي ليس لها أي حق في الرفض او القبول ولا حتى لها الحق في ان تغضب هكذا.
أتم افطاره معهم وذهب ليؤدي فرض العشاء في الضريح بالاساس كان فرحا من داخله بأنها أصبحت زوجته و بانها اثبتت دليل برائتها من كل ظنونه
ظل يصلي ويشكر ربه مدة لا بأس بها و حين عاد كان والده و والدته يستعدون للصعود الي غرفتهم وخالته تجلس بأنتظاره حتى يعاونها على الصعود هي الاخري.
مالك متعجبا
الله انتو هاتطلعو تنامو من دلوقتي دا لسه بدري. 
اردفت الحجة مجيدة بحزن 
و هانقعد نعمل ايه ما المحروسة نكدت علي الكل انا مش عارفة البت دي بتفكر ازاي بس.
الشيخ حسان بصوت جدي
قولتلك يا ماجدة ماتسمعيش كلامها هي حتة العيلة دي تمشي كلامها عليكي وعلى الكل ليه 
هي اصلا مالهاش اي حق.
مالك مهدئا لوالده 
براحة بس يا ابويا هي يمكن فعلا ملهاش حق في كده بس برضو مش عايزين ننسى انها متعلقة بمامتها. 
ماجدة مؤيدة كلامه صح يا مالك انا بنتي ملهاش حد في الدنيا دي غيري انا
انت دلوقتي ربنا يخليك ليها صحيح بقيت امانها و سندها في الدنيا بس برضو انا هافضل ليها الحضن الدافي اللي بترمي همومها فيه 
امها واختها وصاحبتها انا سرها عشان كدة مش لازم ابعد عنها بكره تقول للدكتور صاحبك ده أن طلبه فعلا مرفوض.
مالك ناظرا الي والده و والدته
طب اتفضلوا انتو اطلعو و انا هاقعد مع ماجدة شوية و بعدين نحصلكم احنا كمان.
اومؤ له برؤوسهم بالموافقة وسحب الشيخ حسان زوجته خلفه قبل أن تتحدث برعونة ثم الټفت مالك إليها موجها لها الحديث. 
جلس في مقابلتها على الاريكة الاخري و مد يده مجتذب إحدى اطباق الحلوى الموضوعه على المنضدة امامه متذوقا قطعة بسبوسة ليردف بإعجاب. 
الحقيقة بنتك شاطرة اوي في عمل الاكل والحلويات يا ماجدة. 
ماجدة ضاحكة هههههه بالف هنا يا حبيبي
ما هو الحلو مش بيعمل غير كل حاجة حلوه يا مالك.
مالك مؤيدا رأيها 
فعلا عندك حق وهي حلوة اوي في كل حاجة الا العند. 
ماجدة بحزن ورثاه من ابوها يا مالك.
مالك مجيبا طب و انت ذنبك ايه توافقيها الرأي ليه مافيش حاجة تجبرك انك تسمعي كلامها و تعيشي باقي عمرك لوحدك. 
ماجدة نافية انا مش لوحدي انتو معايا صحيح هاتنقل في البيت التاني لما رجلي تخف بس برضو هابقي طول النهار معاكم.
مالك متحفذا لاء انت مش هتتنقلي لوحدك في البيت و بعدين حتى لو فضلتي معانا هنا مانتي برضو بيجي عليكي الليل بتبقى لوحدك 
ثم انت واثقة ومطمنه ان بنتك معايا يبقى ليه الرفض بصراحة انا مش شايف اي سبب يخليكي ترفضي.
ماجدة نافية لاء في أسباب تانيه مش رفض شذى بس انت ناسي اللي احنا فيه ولا ايه. 
ضم مالك حاجبيه متذكرا 
ايه اللي انتو فيه اه موضوع جوزك وأهله يعني طب ماهو جوزك ماټ واهله بعدو عنكم 
دا انتو سيبتو ليهم البلد بحالها و بعدين انا برضو مش هاخليه يجي يتقدم ليكي من غير ما اكون 
ش دعوة ببنتك يا ماجدة.
يعني قولتله اني هربت زمان عشان خاطر محمد العسال. 
ظنت انها
قد فاجئته بردها هذا ليبتسم لها و يربت على كتفها بمودة.
اه يا خالتي قولتله والرجل مابينش اي اعتراض بالعكس ده قال ان حياتك في الماضي تخصك انت بس و هو مالوش انه يحاسب او حتي يتكلم في ده.
يعني فض... قدام الراجل و لسه عايز الرد دا باينه مابيفهمش و لا ايه.
هههههههه لاء على فكره دا دكتور محترم جدا بس هو اللي الدنيا لطشت معاه اوي كان متجوز واحدة يونانية وخلف منها ولدين توأم و هو عنده تلاتين سنه 
اخدتهم منه و رجعت بلدها بعد ما طلبت الطلاق و من ساعتها و هو مايعرفش
عن ولاده دول حاجة وعايش لوحده.
اردفت مجيدة بطيبة يا عيني يا مالك دا تلاقيهم
كبرو وبقو شباب دلوقتي
ماهو برضو شكله مش صغير.
قرر ان يخبرها كل شئ يخص صديقه الطبيب عندما وجدها متشوقة لسماع قصته. 
عنده تسعة وأربعين سنه و بيشتغل في المستشفى و عنده عيادة خاصة بيه قريبة من فيلته على فكره هو راجل ارستقراطي كده وتحسيه مرتب في كل حاجة
وأهم حاجة بقى انه مش همجي و هادي خالص يعني مش هيتعبك نهائي في اي حاجة. 
حيلك يا بني انت بتتكلم كده و كأني وافقت.
وترفضي ليه بس انا نفسي اعرف انت هتستفيدي ايه من وحدتك دي. 
بنتي معايا.
لاء بنتك معايا انا ومتفكريش اني ممكن اسيبها لحظة ليكي او لأي حد. 
ماجدة بحزن بس هي رافضة. 
مالك وقد شعر بلين رأسها وافقي انت ومالكيش دعوة بيها ياستي ان كان على موافقتها انا هاجبها لحد عندكوهي بنفسها هاتبلغك بيها.
نظرت ماجدة له بابتسامة و قد رأي في عيونها الموافقة فأومئ لها برأسه قائلا بمداعبة. 
على خيرة الله يا ماجدة يا بنتي بيقولو السكوت علامة الرضا
يلا نطلع بقى وربنا يتمم بخير و يقدرني على المچنونة اللي فوق دي. 
ضحكت ماجدة كثيرا من قلبها على كلماته وصعد بها وهو يضحك معهاثم ولج بها داخل غرفتها ليعاونها على التمدد في فراشها.
ماجدة رابته على راحة يده مالك ماتبلغش صاحبك بأي حاجة غير لما تكون متأكد من موافقة شذى
و لو هي صممت على رأيها يبقى تبلغه برفضي انا كمان. 
دثرها مالك بالغطاء و هتف 
اطمني يا خالتي انا مش هاعمل غير اللي يريحك وأن كان على شذى فادي بقي سيبيها عليا هتوافق يعني هتوافق.
دلف إليها وجدها جالسه خلف مكتبه فاتحة جهاز الحاسوب تبعه تستذكر عليه دروسها منهمكة بحماس. 
جحظت عينه واقترب منها سريعا ظنا انها تفتش فيه ليري ما تفعله بجهازه
انت بتعملي ايه.
شهقت شذى بفزع وصاحت بصوت عالي 
في ايه خضتني يا اخي.
لف مالك الجهاز و انحني امامه ليعبث وجهه و هو يرى تلك الملفات التي حملتها وفتحتها عليه. 
مين قالك تفتحي اللابتوب بتاعي وكمان حملتي عليه حاجات
اسمعي انا مش بحب كده الجهاز ده متسجل عليه عمليات وأفلام وثائقية مهمه جدا.
شذى بحزن
وانا مالي و مال عملياتك على العموم انا اسفة انا بس عيني وجعتني من المذاكره على التليفون 
قولت انقل الفولدرات على الجهاز بتاعك عشان الكتابة تبقى أوضح ماكنتش اعرف انك هتزعل كده بس خلاص امسحهم ولا تضايق نفسك انا مش هقرب من اي حاجة تخصك تاني.
اغمض مالك عينه لمدة ثانيه بتعصب قابضا على اصابع يده يدق بها على مكتبه وهو ينطق بنفاذ صبر.
شذييييى بطلي هبل مافيش حاجة بينا اسمها تخصني وتخصك. 
بس انا محضر على اللابتوب ده كل شغل المؤتمر الطبي وكان ممكن تقوليلي انك عايزة لابتوب وانا اجبلك واحد جديد على فكره بدل ما تبوظي ليا شغلي.
زجته شذى بلا مبالاة واتجهت نحو فراشهم شالحة مأزرها المخملي من عليها لتظهر امامه بمنامة ذات شورت قصير وحملات رفيعة من علي اكتافها متمردة عليه بأنزعاج.
مش عايزة منك حاجه انا اصلا خلاص خلصت مذاكرة وعلى فكره
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 55 صفحات