الأحد 24 نوفمبر 2024

غرام بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 23 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجة و أنتي شاطرة وهتتعلمي كل حاجة بسرعة
تراقص قلبها من السعادة أخيرا فتحت الدنيا لها ذراعيها تدعو ربها أن لا يقابلها عثرات تقذف بها إلي الهاوية.
و هناك من كان يراقب صديقه والفتاة التي يخمن أين رآها من قبل
عبر من أمامه مسئول التوظيف أوقفه يسأله
هي مين اللي واقفة هناك مع يوسف
أجاب الآخر
خد بالك يا رامي غرام دي تبع مستر يوسف ومستر نور متوصي عليها جامد منهم الله أعلم شكلها قريبتهم أو من معارفهم
اسمها غرام حلو حلو أوي كمان
همس بها وينظر نحو غرام بنظرة يشوبها الغموض والرغبة في خطڤ الصيد الجديد قبل أن يقع في يد صاحبه.
انتهت ابتسام للتو من الشراء في السوق وفي طريق عودتها كانت شاردة في أمر حسن الذي أخبرها إنه سيتحدث مع شقيقتها في أمر هام وعندما سألته خشية من أن يخبر شقيقتها بأمر عثمان فطمئنها حسن وقال لها لا تقلق وستعلم لاحقا كل شيء.
توقفت فجأة عن السير عندما وجدت المقبل عليها أعلي الدراجة الڼارية يبتسم إليه و هبط علي الأرض
عثمان لو سمحت عايزة أروح بسرعة عشان أمي مستنياني و لو حد شافنا من أهل الحارة سيرتنا هتبقي علي كل لسان
أخبرته بذلك وكانت ملامحها جادة ظل مبتسما و عقب علي أسلوبها الذي ضايقه لكن أسر ذلك في نفسه
أنا عارف إنك زعلانة مني و مش طيقاني
عشان اللي حصل في البيت المهجور و قصدت ما اقربش منك و لا أكلمك طول الفترة اللي فاتت لحد ما تهدي و جيتلك النهاردة عشان أقولك إن أنا خلاص هسافر عنتر بعتلي أشتغل معاه في الكويت و أنا بصراحة فرحت جدا عشان شغلي برة هيخليني أعرف أجهز شقتي من كل حاجة و مش هخلي خالتي عزيزة تشتريلك حتي إبرة و شنطة هدومك كمان عليا
بس أنا... 
رفع يده لتصمت وتابع هو حديثه
إحنا مش هنتجوز لا السنة دي و لا الجاية و لا اللي بعدها أنا مع أول أجازة ليا هخطبك و نكتب الكتاب و بعد ما تخلصي الكلية نتجوز أظن مفيش أريح من كدة و لا إيه
هزت رأسها وعقبت باقتضاب
إن شاء الله
أنا كل اللي عايزه منك تاخدي بالك من نفسك أوي ملكيش دعوة بحد و لو حد ضايقك أخويا عاطف مكاني هيجبلك حقك وقتها
ماشي
و حاجة أخيرة هابقي أطمن عليكي كل يوم علي الواتس أو الفيس ياريت تردي عليها ساعتها و تطمنيني عليكي
نظر إلي هاتفها ذو الطراز القديم وأخبرها مردفا
أول قبض ليا إن شاء الله هابعتلك موبايل و هايكون من إختيارك
سافر أنت بس بالسلامة و أنا هاتصرف و أكلمك
هتوحشيني
و أنت كمان
لاحظ تغيرها الطارئ و ظن أمر أخر
أنتي زعلانة أوي كدة عشان هسافر
أخفت توترها خلف ابتسامة زائفة
لاء مش زعلانة أنا أتفاجئت بس بموضوع سفرك و فرحانة جدا أديك هترتاح من شغلانة صبي الميكانيكي في الورشة
يعني أنا هاروح أشتغل مدير شركة هناك أنا هاشتغل حاجة من الأتنين يا نقاش يا هاغسل صحون في مطعم
مش مشكلة طالما بالحلال خلاص
صدح رنين هاتفها باسم شقيقتها انتفضت وهمت بالذهاب
غرام بترن عليا شكلها رجعت معلش أنا مضطرة أسيبك سلام
وركضت سريعا وكأن الاتصال جاء لها نجدة من الوقوف أمام عثمان والاستمرار معه في وعود ستنتهي قريبا.
و ها قد جاء أول يوم في العمل لها كانت تشعر بالفرح ويخفق قلبها من فرط السعادة أخيرا ستعمل في وظيفة مرموقة بدلا من التجول في القطار والتعرض للمضايقات من المارة ورجال الأمن في المحطات.
صباح الخير
ألتفت إلي صاحب الصوت وابتسمت
صباح النور يا مستر يوسف يارب أكون جيت في ميعادي مظبوط
نظر إلي ساعة يده
جاية بدري عشر دقايق عن ميعادك ده أنتي كدة هتبقي قدوة لزمايلك
ضحكت وقالت
هو بس عشان أول يوم
لاء خدي بالك أنا في الشغل أسألي عني جد جدا و بحب المواعيد المظبوطة
ما تقلقش حضرتك إن شاء الله هاجي علي طول في ميعادي
نهض من خلف مكتبه
تعالي معايا لما أعرفك بالبيج بوص رأفت بيه الشريف
ذهبت خلفه فوجدت أنها أمام غرفة مكتب صاحب هذا الصرح انبهرت بكل ما تري من حولها من رقي وشموخ من أثاث و ديكور.
تعالي يا يوسف كنت لسه هاكلمك عشان عايزك
نظر إلي سوزي وأشار لها
أتفضلي أنتي علي مكتبك
أمرك يا رأفت بيه
غادرت الغرفة فألتفت يوسف إلي والده
بابا أنا
أول حاجة بعتذرلك عن كلامي معاك
المرة اللي فاتت و... 
خلاص يا يوسف مفيش داعي نقلب في اللي فات كونك أنك تنقذ الشركة من خسارة كبيرة
ده كفيل يمحيلك أي أخطاء و يخليني أسامحك نور أخوك حكالي علي كل حاجة و عرفت أنكم عينتم البنت اللي اسمها غرام هنا في الشركة
ابتسم لأن والده اختصر عليه شوط كبير من الحديث
هي واقفة برة و كنت جايبها عشان حضرتك تشوفها و تتكلم معاها بما أنها بقت موظفة في الشركة
حدق إليه والده بنظرة غامضة
و ياريت تحط في دماغك إنها مجرد موظفة في الشركة
أدرك رسالة والده الخفية من حديثه هذا نهض ليخبر غرام بأن تدخل ولجت تتلفت من حولها تشعر بالرهبة و الخۏف لاسيما عندما وقعت عينيها علي رأفت الشريف شملها بنظرة سريعة فهذا الرجل ذو هيبة و وضع يجعل الجميع ينحنوا إليه احتراما له.
نظرت إلي أسفل بخجل
السلام عليكم يا رأفت بيه
و عليكم السلام أتفضلي يا غرام
جلست ونظرت إلي يوسف الذي كان يبتسم إليها ثم انتبهت إلي والده
أنا يوسف حكالي علي كل حاجة و قالي قد إيه أنك مجتهدة في
شغلك و شاطرة و بما أنك بقيتي مننا هنا عايز أشوف شطارتك في الشغل في الشغل و بس
وصلت إليها الرسالة أيضا علمت إنه يحذرها من الاقتراب من نجله هزت رأسها بنعم
بإذن الله يا رأفت بيه
دلوقتي تقدروا تفضلوا علي مكتابكم
نهض كليهما وتشعر برجفة في يديها ذهبت سريعا إلي غرفة المكتب الخاص بها دون أن تلتفت إلي يوسف و ما أن خطت قدمها داخل الغرفة أغلقت الباب و تلتقط أنفاسها تشعر بغصة وكأنها ارتكبت ذنبا لما يحذرها هذا الرجل من أمر تعرف حدها نحوه جيدا لتدرك أن الحياة ليست وردية هنا و عليها أن لا تفكر بشيء سوي العمل فقط حتي لا تخسر مصدر رزق وفير لأسرتها.
الساعة الحادية عشر ليلا تريد الذهاب حتي لا تتأخر عن موعد عملها الجديد ترتدي ثوب ڤاضح أسفل العباءة السوداء ظنا منها هذا ما سترتديه في الاستعراض الذي ستقدمه خلف المغني كما أخبرها عوني القرني.
ألقت نظرة علي والدها الذي يغط في النوم و اطمئنت لأنه لا يستيقظ سوي في اليوم التالي ظهرا ستكون قد عادت.
غادرت منزلها وبخطوات أشبه بالركض اتجهت إلي خارج الحارة لا تري الذي يلحق بها منذ أن رآها وهي تتسلل من باب البناء.
استقلت سيارة أجرة ففعل مثلها وقال للسائق
أطلع ورا التاكسي ده ياسطا
و بعد قطع مسافة كبيرة توقفت السيارة التي هي بداخلها وبعد أن اعطت للسائق الأجرة
وجدت الحارس في استقبالها بحفاوة
يا مرحب يا مرحب بالنجمة الجديدة
رمقته من أعلي إلي أسفل
يا سم
ولجت داخل المصعد و بعد ثواني وصلت أمام باب المكتب فتحت فتاة أخرى غير التي كانت
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 38 صفحات