رواية مالك
عليه ووافقت .. لكن ..آآآ...
صمتت للحظة لتسيطر على حالها وتابع بحزن
لكن للأسف طلع عكس ما كنا مفكرين وأنا اللي كنت عبيطة ومصدقتش اللي اتقال عنه
سألها بإهتمام وهو يتطلع إليها بتفرس
تقصدي ايه
ردت عليه بتنهيدة مطولة
كان لافف وداير ومصاحب بنات كتير وأنا .. وأنا مكونتش أعرف ده لحد ما ........
Flash Back في وقت سابق
خرجت إيثار بصحبة رفيقتها مروة من محل الزهور بعد أن إبتاعت باقة ورد حمراء مميزة .. وابتسمت لها متسائلة بسعادة
تفتكري شريف هايفرح بالورد ده يا مروة
ردت عليها رفيقتها بثقة
أكيد طبعا يا بنتي هو كل يوم بتجيله ترقية وبعدين الورد مش جايله من أي حد .. ده منك خطيبته !
حبيبتي يا ميرو يا ريت يقدر ده لأحسن كل شوية يعمل خناقة ونتخاصم ويستنى مني أصالحه
هزت رأسها لتقول بخفوت
معلش هما الرجالة كده بيحبوا الواحدة اللي تحسسهم بقيمتهم ..
أها .. هو هيخلص شغله في الشركة كمان ساعة
أردفت مروة قائلة بهدوء
طيب تعالي نستناه في الكافيه اللي جمب شغله وقرب ما يخرج تطلعي تستنيه عند باب الشركة وتهاديه بالورد
وبالفعل تحركت الاثنتين في إتجاه المقهى الحديث المجاور لمقر عمل خطيبها شريف ..
بحثت إيثار بعينيها عن طاولة شاغرة لتجلس عليها ولكن وقعت عينيها مصادفة على شريف الذي كان يقهقه عاليا وبصحبته إحدى الفتيات صارخات الجمال .. فتسمرت مكانها مصډومة وحدقت فيه بعدم تصديق ..
صدم الأخير حينما سمع صوتها وإستدار برأسه ناحيتها وجحظ بعينيه بتوتر رهيب ..
انت .. انت يا شريف انت بتعمل كده ! و.. وبتضحك عليا وتستغفلني ! هونت عليك تخدعني وآآ... وتعرف عليا غيري !
نهض عن مقعده واتجه نحوها وأردف قائلا بتلعثم
انتي .. انتي فاهمة الموضوع غلط
صړخت فيه بإنفعال وهي تشير بيدها
انت كداب .. أكبر كداب ومنافق شوفته وعرفته في حياتي !
نظرت له مروة شزرا وأضافت قائلة بسخط
حقيقي هي خسارة فيك !
ركض شريف مسرعا ليلحق بإيثار وهتف بصوت لاهث
استني يا إيثار إنتي فهمتني اللي حصل غلط .. دي .. دي زميلتي
رمقته
بنظرات حادة وأكملت پغضب
أنا شايفاك بعيني وطالما انت قبلت تعمل كده وأنا خطيبتك يبقى الله أعلم هاتعمل ايه وأنت متجوزني
خد دبلتك أنا مش عاوزاك
نظر لها مصډوما وتسائل بنبرة مشدوهة
ايه اللي عملتيه ده
ردت عليه بصوت مخټنق
اللي كان لازم يتعمل من زمان وشبكتك تيجي تاخدها من بابا عن اذنك
إحتقنت عينيه بشدة وهتف بصوت شبه غاضب
مش أنا اللي واحدة
تسيبني يا إيثار
ردت عليه بټهديد صريح
حاسب من سكتي لأصوت وألم عليك الناس وأعملك ڤضيحة
إلتوى فمه ليقول بنبرة عدائية
لأ الڤضيحة دي أنا اللي هاعملهالك
لم تفهم إيثار ما الذي يعنيه بعبارته الأخيرة تلك ولكنها ابتلعت ريقها وأظهرت شجاعة عجيبة وهي ترمقه بنظرات إحتقارية ثم تركته وإنصرفت وهي تمسح عبراتها ..
...........................
لاحقا عادت إيثار إلى منزلها وسردت على عائلتها ما حدث فإنزعج والدها كثيرا واستشاط أخيها عمرو ڠضبا وتحسرت تحية على حال ابنتها ولكنهم في النهاية وافقوا على قرار ابنتهم بإنهاء الخطبة على الفور ...
ما لم تتوقعه عائلتها هو حضور شريف أسفل البناية والصياح بصوت جهوري لفت أنظار ساكني المنطقة متهما إيثار زورا في سمعتها ..
واستمر في تلفيق التهم الباطلة عليها وهتف بنبرة
عالية
هاتولي راجل يرد عليا وينكر اللي بأقوله ده بنتكم المصونة مصاحبة شباب ودايرة على حل شعرها ومقضياها .. لأ وفي الأخر يقولولي بالسلامة معدتش يلزم .. طب اتشطر يا حاج رحيم ولم بنتك الأول احسن ما تلزقوها لولاد الناس المحترمين
احتقن وجه عمرو بشدة وهتف بصوت غاضب
سيبني يا بابا أنزل أربيه
أمسك به والده ومنعه من النزول قائلا بصرامة
ده واحد ...... ماتضيعش نفسك عشانه خليك هنا
رد عليه عمرو بصوت محتد وهو يرمق إيثار بنظرات ڼارية
انت مش سامع بيقول ايه عن بنتك
بكت إيثار بحړقة وهي تدافع عن نفسها قائلة
أنا معملتش حاجة
لطمت تحية على صدرها وأضافت بصوت متحسر
يالهوي على الفضايح إتجرسنا واللي كان كان
هتف عمرو بنبرة هائجة
خدنا ايه من طلوعها معاه وطول الخطوبة غير الفضايح والتهزيق
استمرت إيثار في البكاء بمرارة في حين أكملت تحية بصوت مليء بالخزي
يا كسرة عيني قصاد الجيران مين هايصدق إن بنتنا أشرف من الشرف بعد الجرسة اللي عملهالنا في كل الشارع !!!!
لم يكف شريف عن تلويث سمعة إيثار مما دفع عمرو للخروج عن شعوره والدفاع عن شرف اخته الوحيدة فنزل إليه وتشاجر معه في مشاجرة عڼيفة انتهت بالذهاب إلى المخفر وعمل محاضر للطرفين ...
احنا معدلناش قعاد في البلد دي خلاص هنسيب البيت ونعزل عند أخويا مدحت !
قالها رحيم لعائلته بعد أن ضاق بهم الخناق من أفعال شريف المشينة ....
وبالفعل انتقلت الأسرة إلى الاسكندرية ليبدأوا حياتهم بعيدا عن ذكريات الماضي المؤسفة ...
................................
عودة للوقت الحالي
استمع مالك لما قالته إيثار بإهتمام واضح وبدى التأثر الممزوج بالإنزعاج على وجهه بعد معرفته لسبب العداء مع شريف .. كما لاحظ زيادة لمعان عينيها وكأنها تقاوم العبرات وتحول دون إنهمارها ..
نظرت له إيثار بحزن جلي وابتسمت لتضيف بتهكم
حاجة مش مشرفة طبعا بس ربنا كان مقدره ليا الحمدلله على كل حال
رد عليها مالك بهدوء جدي
لأ بالعكس إنتي انسانة محترمة وأخلاق واللي يقول عكس كده يبقى كداب ومابيفهمش !
ابتسمت له إبتسامة مصطنعة ونهضت عن مقعدها لتقول بخفوت
شكرا على مجاملتك يدوب ألحق المحاضرة
نهض هو الأخر من مكانه وتشدق قائلا
استني شوية ده لسه آآ..
قاطعته بإصرار
معلش .. وشكرا على العصير .. سلامو عليكم
عاود مالك الجلوس في مقعده ووضع كفيه على رأسه وتنهد بعمق وهو يفكر مليا في كل كلمة سردتها إيثار ..
فخلف قناع إبتسامتها أحزان شجية .. إن إختلت بنفسها بكت مليا فيا ليتها تسمح لي أن أمسح بأناملي عبراتها النقية ....
.............................................
كان أول من تعرف إليه عمرو في المكتب هو زميله محسن والذي كان تفكيره مقاربا إليه .. فتوطدت صداقتهما .. وأصبح يشكو إليه معظم مشاكله وهمومه كصديق وفي ينفس معه عما يضيق به صدره .. فعرف عنه محسن الكثير والكثير .. وأثاره بشدة التقرب إلى عائلته البسيطة ...
تكاثرت الملفات على سطح مكتب عمرو فنفخ بضيق ولوى فمه ليحدث نفسه بتذمر
الشغل ماييخلصش أبدا
سحب محسن بعض الملفات ووضعها على مكتبه قائلا بإصرار
هات عنك شوية أنا فاضي
تنهد عمرو قائلا بإرهاق
كتر خيرك يا محسن الورق والروتين مابيخلصش
قال له محسن بجدية
يالا كله بيعدي .. أعملك شاي معايا
ماشي .. أهوو يعدل النافوخ شوية
طيب ..
قالها محسن وهو يتجه إلى الغلاية الكهربية لصيب المياه الساخنة في الأكواب الفارغة ومن ثم قام بإعداد الشاي له ..
أسند محسن الكوب على مكتب زميله قائلا بحماس
أحلى كوباية شاي لأحسن أستاذ في المكتب
ابتسم له عمرو ممتنا
تسلم يا محسن جت في وقتها والله
أي خدمة
إرتشف عمرو القليل من كوبه
.. ثم أسنده إلى جواره وقام بسحب ملف ما ليبدأ العمل فيه ولم ينتبه لإرتطام طرفه بالكوب فتناثر الشاي الساخن على يده فصړخ متأوها من الآلم
آآآه .. اوووف !
نهض محسن عن مقعده وتسائل بقلق
في ايه يا عمرو
ظل عمر يهز كف يده الذي إلتهب سريعا من سخونة الشاي وأجابه بصوت متحشرج
الشاي اتدلق عليا ايدي مش قادر منها
أردف محسن قائلا بهلع
حطها تحت المياه بسرعة !
ثم إصطحبه إلى الخارج لإسعافه وظل مرافقا له حتى أوصله إلى منزله ..
مط عمرو فمه للجانب ليقول بحرج
كتر خيرك يا محسن عطلتك النهاردة معايا
رد عليه محسن بجدية
يا راجل متقولش كده ده انت صاحبي
..............................
سمعت تحية صوت قرع جرس الباب فإتجهت نحوه وهي تردد بصوت مرتفع
ايوه .. جاية أهوو
شهقت مصډومة ولطمت على صدرها في ذعر حينما رأت يد ابنها ملفوفة بالشاش الأبيض ويقف إلى جواره شخص غريب .. وتسائلت بنبرة متوترة
جرالك ايه يا بني
أجابها محسن بهدوء
اطمني يا حاجة مافيش حاجة خطېرة
أنا كويس يا ماما
قالها عمرو وهو يدلف إلى الداخل ..
تشدقت تحية قائلة بتلهف وهي تسند ابنها على أقرب أريكة
كويس إزاي بس وانت ايدك متبهدلة
رد عليه بضيق
والله أنا تمام .. ده بس عشان الإلتهاب
سألته بتلهف
ايه اللي حصلك طيب
رد عليها محسن بنبرة رخيمة
شوية شاي سخنين وقعوا يا حاجة والحمدلله عدت
لطمت على صدرها قائلة بفزع
يا ساتر يا رب يا رحيم يا حاج تعالى شوف ابنك واللي جراله !!
خرج رحيم من غرفته ودقق النظر فيمن يوجد بصالة منزله وتسائل بصوت متحشرج
في ايه يا تحية بتنادي كده ليه
ولجت إيثار هي الأخرى إلى الصالة بعد أن وضعت حجابها على رأسها وتسائلت بقلق
ماله عمرو يا ماما
في تلك اللحظة وقعت عيني محسن على تلك الفتاة الشابة التي اقتربت من أخيها وربتت على كتفه وقبلته بحنو في رأسه وهمست له بصوت مخټنق
ألف سلامة عليك يا حبيبي يا رب مايسمعنا عنك حاجة وحشة أبدا
رد عليها بإمتنان
الله يسلمك
أثارت إيثار دون قصد إهتمام محسن والذي ظل يتابعها بحذر .. فقد كانت عفوية وبسيطة في تصرفاتها وتحركاتها ..
طلبت تحية من ابنتها أن تعد مشروبا باردا للضيف للترحيب به ولكن اعترض محسن قائلا
مالوش لازمة يا حاجة أنا ماشي
هزت تحية رأسها نافية وأردفت بإصرار
والله ما يحصل ما تمسك في صاحبك يا عمرو
نظر له عمرو قائلا بجدية
اقعد يا محسن
ربت رحيم على ظهر محسن وأشار له بكف يده وهو يقول بنبرة خاڤتة
اتفضل يا بني
....................................
لاحقا أحضرت إيثار المشروب وقدمته وهي ترسم إبتسامة مصطنعة على ثغرها وهي تقول بهمس
اتفضل ..
بادلها محسن إبتسامة باهتة
شكرا تسلم ايدك
سرد رحيم بعض الحوارات القديمة عن إصابات العمل الخطېرة للتهوين على زوجته التي كانت ملتصقة بإبنها وكأنه أصيب بحاډث مؤسف وليس حړق بسيط سيعالج مع مرور الوقت .. ثم تطرق إلى ترقياته وإنجازاته