العشق الطاهر بقلم نسمة مالك
يا حبيبتى والله واحشتينى يا بنتى ..
اجهشت بالبكاء وتابعت..
غيابك عنى على قلبى وعينى يا جيلان ..
نظرت لها جيلان بحب وبصعوبه من بين شهقاتها همست بتوسل..
أرجوكى اوقفى جنبى وخلى عبد الماجد يطلقنى يا مامى أنا مبقتش قادرة أستحمل أكتر من كده ..
تحولت نظرة حكمت للڠضب الشديد مرة أخرى وابتعدت عنها وهبت واقفه وتحدثت بأمر..
مسحت دموعها پعنف ونادت بعلو صوتها..
هنية ..هرولت هنية بتجاهها مسرعة حتى وقفت امامها وتحدثت بحترام..
أؤمرى يا حكمت هانم ..
أشارت لها على أبنتها الجالسة ارضا قائله..
طلعى جيلان اوضتها علشان ترتاح وأبقى شوفى جرحها اللى پينزف دا ..
يا حبيبتى يا بنتى ..
همست جيلان قائله..
واحشتينى اوى يا دادة ..
اسندتها هنية وسارت معها نحو غرفتها لتقف جيلان وتنظر لوالدتها وتحدثت ببعض الخۏف..
مامى ساعدينى أطلق من عبد الماجد وانا هسعدك ترجعى لبابى ..
نظرت لها حكمت بحاجب مرفوع وتعقدت ذراعيها امام صدرها وتحدثت بابتسامة
وانتى فكرانى ممكن أوافق انك تخربى بيتك وتبعدى عن أبنك!!! ..نظرت لهنية وتابعت بصرامة.. خديها من وشى يا هنية بدل ما اكمل عليها واموتها فى أيدى خالص ..
اسرعت هنية بسحب جيلان نخو غرفتها فهى تعلم بأفعال حكمت وڠضبها الدامى..
فور دخول جيلان غرفتها ارتمت على فراشها بوهن غالقة عيونها استعدادا للنوم اقتربت منها هنية وتحدثت بحنو..
بنعاس وتعب شديد همست جيلان قائلة..
سبينى أنام يا دادة ..نظرت لها بعيون مجهدة وتابعت بغصة مريرة.. من ساعة ما اتجوزت وأنا بخاف أنام ..
تكورت على نفسها بوضع الجنين واغلقت عيونها..
بحلفك بالله سبينى انام وارتاح يادادة وأطمنى يا حبيبتى الچرح اللى فى دماغى سطحى كالعادة ..
فتحت جيلان عيونها الذابلة وبدأت تبكى بنحيب واضعه كف يدها على فمها تكتم به شهقاتها لم تستطيع النوم لدقيقة واحدة حتى تنتظر بستماته ان يذهبو الجميع الى النوم لتستطيع الخروج من المنزل فوالدتها على علم أنها اتية خصيصا من أجل طاهر عشق قلبها وحتما لن تتركها تخطى خطوة نحو الخارج غافلة عن أن ابنتها لم تعد تلك الصغيرة التى دوما تلتزم بأوامر والدتها ظلت تبكى وتدعو من صميم قلبها قائلة..
فاجمعني وإياه في رياض الجنان..
لا تكف عن قول دعائها هذا بقلب عاشق لساعات طويلة
وأخيرا تسللت خارج منزلها بخطوات واهنه مرتعشه بعدما تأكدت أن الجميع ذهب بنوما عميق تاركه كافة شئ خلفها
لهنا ولم تعد تتحمل نفذ صبرها وأشكت على فقدان عقلها
لم تهتم لهيئتها وما ترتديه
تركض بالطرقات تود لو تسبق الرياح لتصل لمنزل معشوقها
جيلان طاهر مجنونتك أنا يا عمرى ..
تركض بلاهواده حتى أخيرا وصلت لمنزله أسرعت خطوتها أكثر غير منتبه لأحدى السيارات المسرعه التى كادت أن تصدمها أثناء عبورها الطريق لتوقفها فجأه يد قويه ألتفت جعلتها تشهق پعنف ودون أن تلتفت همست بثقه ويقين وبأنفاس أوشكت على الأنقطاع..
طااهر ..
طاهر يا عشق الطاهر ..
أسرع بوضع يده أسفل ركبتيها وحملها بين يديه لينصدم بوجهها ابتسمت هى له أبتسامه عاشقه وأغمضت عيونها مستسلمه لدوارها الذى يداهمها لتهبط دموعها على وجنتيها ببطء ټحرق قلب هذا العاشق الذى أسرع بالركض بها نحو أقرب مشفى وقلبه ېصرخ ألما مرددا..
أتمنى لو كنت دموعك لأني سأولد في عينيك وأدرج على خديك وأموت على شفتيك..أما لو كنت دموعي لما بكيت أبدا خشية أن أفقدك ..
أتجه نحو سيارته وهم بوضعها بها لتوقفه يد شقيقته التى شاهدت ما حدث من شرفة منزلها فأسرعت بالركض نحوهم وتحدثت بانفاس متهدجة..
انت رايح بيها فين يا طاهر!! ..
اجابها طاهر بهلع..
هوديها المستشفى يا فاديه ..
سحبته فاديه نحو منزلهم وتحدثت بتعقل..
لو روحت المستشفى هيسالوك علاقتك بيها أيه وممكن يقولو أن أنت اللى عملت فيها كده وطبعا أنت عارف ان جيلان مضړوبة من والدتها اكيد اطلع بيها على فوق وانا هكلم الدكتور اللى متابعه معاه الحمل يجي يكشف عليها هنا ..نفخت بضيق وڠضب وتمتمت بصمت.. معرفش أيه اللى حدفها علينا تانى! ..
كان القلق يأكل قلبه عليها ولكنها حين همست بأسمة اثلجت قلبه قليلا وخطى بها لداخل منزله متعجلا..
وصل بها طاهر أمام شقة شقيقته فخطت فادية للداخل ظنا منها أنه سوف يخطو بعدها ولكنه أكمل صعود متجه نحو شقته الخاصه به التى اشرفت جيلان على تصميم كل أنش بها على ذوقها صكت فادية على اسنانها وتحدثت پغضب..
تعالى هنا يا طاهر ..
رد عليها
طاهر برجاء..
كلمى الدكتور خليه يجى بسرعة يا فادية ..
أسندها بحرص وحذر شديد وفتح باب الشقه وخطى بها للداخل وأطلق سراح دموعه لتهبط بغزارة على وجنتيه هبوطا بلحيته حتى أستقرت على وجه جيلان التى بدأت تستعيد وعيها رويدا رويدا وضعها برفق على أقرب اريكة وجثى على ركبتيه ارضا بجوارها ممسكا بكف يدها ويردد من بين شهقاته بصعوبة..
كنت عارف أنك هترجعيلى يا جيجى ..بعد شعرها عن وجهها بأصابع مرتعشه وألم يعتصر قلبة من الكدمات المتناثرة على كافة وجهها لينتبه لانتفاض جسدها دليل على أنها تشعر بالبرد خلع البالتو الرمادى الذى يرتديه ودثرها به جيدا
واقترب بوجهه من أذنها وهمس بصوته العذب الذى يدغدغ مشاعرها..
جيجي يا عشق الطاهر أفتحى عيونك ..
رفع شعرها على أنفة واستنشقه بعشق وتابع بتوسل..
واحشتينى بعدد انفاسى ودقات قلبى فى بعدك ..
هبطت دموعة على وجنتيه ببطء وتابع بهمس..
فراقك حبيبتى صړخة رسمت غيابها على أناتي
فروحي الذابلة تكفيها نظرة واحدة لوجهك الملائكى كى ترتوى وتهيهم بملامحك عشقا
مع ثقل المشاعر والحب المزروع لكي فى داخل الأعماق أهمس فقط أنك موشومة فى كل خلايا الجسد
رغم غيابك حبيبتي أراكى قمرا باهرا أنار الدرب من عثراتي
وستظلى انتى وحدك بلسم طمس الألم من جميع اضطراباتي ..
نهى حديثه وأقترب منها كالمغيب وقد غلبه شوقه لها ليوقفه صوت شقيقته التى خطت برفقة الطبيب قائلة..
أتفضل يا دكتور أنا بعتذرلك جدا انى جبت حضرتك فى وقت زى دا ..
تحدث الطبيب بعملية قائلا..
ولا يهمك يا مدام فادية دا واجبى ..
على مضض أبتعد طاهر عن جيلان ليستطيع الطبيب الكشف عليها امام عينه التى تصرخ عشق وشوق لكل ذرة بها وبلهفة وقلق تحدث قائلا..
هى مش عايزة تفوق ليه يا دكتور ..
اجابه الطبيب بأسف..
هى فايقه بس واضح انها مبتاكلش وكمان متعرضه للضړب عڼيف مخليها مش قادرة تفتح عينها حتى ..
أخرج بعض الادوية من حقيبته وتابع..
أنا هعلق لها محلول يغذيها شويه وهكتبلها على فيتامينات تقويها وطبعا لازم تاكل كويس ..
رغم اللى عملتيه وچرحك لقلب أخويا بس واحشتينى يا جيلان ..
انهمرت دموع جيلان على وجنتيها وبضعف فتحت عيونها ونظرت لفادية وهمست بنحيب..
انتى اكتر يا ماما فادية ..نظرو لبعضهم قليلا ومن ثم أرتمت جيلان بين يديها
انتفضو أثنانتهم على صوت طاهر المټألم بشدة نتيجة أحتياج جسدة لجرعته اليوميه من المواد المخدرة
شهقت جيلان پعنف واضعه يدها على فمها حين ركض طاهر من امامهم نحو الحمام بخطوات مجهدة متعبه غالقا الباب خلفه حتى لا يروه وهو يتناول تلك السمۏم فتمنعه عنها شقيقته أنهارت فادية پبكاء مرير وابتعدت عن جيلان ببعض العڼف قائلة..
شوفتى بعينك وصلتيه لأيه!..قطعت حديثها حين استمعت لصوت صغارها زمزم وزمردة ذوى الاربع اعوام يبكيان فأسرعت بالركض لشقتها حتى لا يصعدو اليها ويرو خالهم بتلك الحاله..
بوهن اعتدلت جيلان وهبت واقفه وسارت نحو الحمام ووقفت امامه مستنده على الباب وبتوسل تحدثت..
طاهر افتح يا حبيبى ..بكت بنحيب افتح علشان خاطرى واحشتنى هتجنن واشوفك ..
بلهفه فتح طاهر الباب لتنصدم جيلان من وجه الشاحب المتعرق بشده وبصوت مرتعش تحدث..
جاية ليه بعد السنين دى يا جيجى! ..
اسرعت جيلان بألقاء نفسها بين يديه ليوقفها هو باشارة من يده وتابع بتسائل..
أطلقتى ..
أبتلعت غصه مريرة وخفضت رأسها بخزى وحركتها بالنفى..
عقد حاجبيه وتابع بتسائل..
وابنك فين ..
اجابته جيلان پبكاء حاد وقد ظهر على ملامحها شدة تألمها بغياب صغيرها عنها وبصعوبه همست..
سبته مع أبوه .. وبلهفه نظرت له وهمست بتأكيد.
وهطلق
منه علشان نرجع لبعض يا طاهر ومستحيل نبعد عن بعض تانى ..
أبتسم طاهر ابتسامة حزينه وقد تفهم انها لن تستطيع الصمود طويلا اثناء ابتعادها عن صغيرها وبأسف همس..
احنا مش هينفع نرجع لبعض يا حيجي ..صمت لوهله..
حتى لو اطلقتى ..
جيلان
تنظر له بعيون زائغه عقلها لم يعد يستوعب حديثه
قلبها ېنزف ويبكى دما هى من تركت صغيرها لزوجها وكافة
شئ خلفها وعادت له بلهفه وأشتياق تود أستكمال حياتها معه هو وحده
ليصدمها طاهر برده عليها قائلا بتأكيد..
مش هينفع يا جيجى ..
حرك رأسه بالنفى أكثر من مره مكملا بغصه مريره وعيون ترقرقت بها العبرات..
أنا أتغيرت مبقتش طاهر اللى أنتى تعرفيه ..
تأملت جيلان ملامحه الظاهر عليها الحزن الشديد
وعينه المتعبه المحاطه بهالات سوداء التى تعشقها هى حد الجنون وبصوت مخټنق بالبكاء همست..
انا راضيه بيك بكل حالاتك ..
أقتربت منه أمسكت يده بكلتا يدها وتابعت بعشق..
طاهر انا بحبك ورجعتلك س
اححم أرجعى لابنك يا جيجى وأوعى تسيبه لأى سبب ..نظر لها من اعلى كتفه مكملا..
ولا حتى علشانى ..تنهد پألم حاد وتابع بأسف..
مش عايزه يبقى زي يحس انه يتيم وأمه وأبوه على وش الدنيا ..
لهنا ولم تعد جيلان تحتمل وبدأت تبكى بنحيب قائله..
مش هرجع وهفضل معاك وانت هتتعالج وهترجعلى زى ما أنا رجعتلك و ..
قطع حديثها هو بصړاخ قائلا..
مبقناش ننفع لبعض أفهمى ..
سار نحو باب الشقه وفتحه مكملا بصرامه دون النظر لها..
أرررررررجعى لأبنك وخليكى فى ضهره علشان ميبقاش زيي يا جيلان ..
يستمع هو لقلبها الذى ېصرخ بنحيب ورجاء شديد ان يرأف بها ويحتويها بين يديه لعلها تهدأ قليلا حدة بكائها
ېتمزق قلبه الما لألمها هى ولكنه مرتدى قناع البرود غافلا انها تراه بقلبها وليس فقط بعيونها ضمت قبضة يدها وبخطى مرتعشه بطيئه سارت نحو الباب ولكنها توقفت فجأه وركضت نحو المطبخ وبدأت تبحث عن شئ ما پجنون
ركض هو خلفها بقلب مرتعد خوفا من ان تتسبب بأذى لنفسها ليتسمر مكانه حين وجدها ممسكه بأحدى المقصات الحاده أبتلع ريقه بصعوبه وأقترب منها بحذر قائلا..
جيجى حبيبتى أهدى ..مد يده ونظر لها بتوسل
مكملا..
هاتى المقص دا ..حركت جيلان راسها بالنفى عدة مرات ودموعها تنهمر على وجناتيها بغزاره وبصعوبه همست بتقطع من بين شهقاتها..
هتحرم منك وهتتحرم منى يا طاهر ..
مدت يدها لشعرها المعقود على هيئة ذيل حصان ووضعت المقص