رواية تحت الټهديد منة ممدوح البنا
أنت عايز إيه مني بالظبط!
مرة ترفعني لسابع سما وتسيبني طايرة واتفاجيء بيا بقع لسابع أرض!
بس أنا مش هفضل استحمل كل ده أنا اكتفيت
اتحاملت على نفسي ووقفت فوقف هو كمان
_أنت نفسك مش عارف أنت عايز إيه
بس وقت ما تعرف متجيش ليا لإني مش هفضل مستنياك لحد ما تعطف عليا وعلى قلبي الموجوع هشيلك من حياتي يا سليم!
سيبته ونويت أمشي مسكني قبل ما اعدي من جمبه وشاور بعينه على إيدي الزرقة والوارمة وبصوت ضعيف_إيدك...
_وجعها أهون من اللي حساه في قلبي
نفضت إيده عني وطلعت لفوق ومتلفتش أبصله حتى عشان مضعفش قصاد عيونه
فضل هو متابعني وأنا ماشية اتنهد پألم وقعد على حافة النافورة وهو ډفن وشه بين ايديه بهم
ولا لا! ..
حاليا مبنعملش حاجة غير إننا نجرح في بعض
مبيهونش عليا
أنا اللي پتألم قصاد قصاد كل نظرة ۏجع في عينيه بالضعف
بس هو بيجبرني بتصرفاته للأسف.
ولكن هل أنا فعلا هقدر أشيله من حياتي زي ما قولت
أعتقد لأ
سليم حبه اللي جوايا أقوى مني
أقوى من إني اتخطاه..
كإني استنفزت كل دموعي على نفس الحاجة لسنين طويلة
بس اللي عرفته إن لازم كل حاجة تخلص
ولازم السر اللي متداري يتعرف
اعتقد كفاية لحد كده
اللعبة تخلص قبل ما نكره بعض
أو بمعني أصح قبل ما أكرهه!
كرهي لسليم هيبقى عظيم بمقدار حبي ليه
كانت الساعة بقت ٣ الفجر تقريبا اتعدلت وأنا باصة قدامي بشرود وبفكر في حل حل أنا اتأخرت فيه أوي بس هو اللي سابني وسافر!
سابني من غير ما يودعني أو حتى يسمع مبرراتي!
سابني من غير ما نقدر نتصرف مع بعض!
يمكن كان يبقى فيه أمل بينا وقتها
يمكن كنا طلعنا إحنا الاتنين بأقل الخساير
قومت اتسحبت وفتحت أوضة سميرة واللي كان لحظي راحت زيارة لأهلها هي وبابا وهييجوا بكرا
فضلت أدور في كل الأدراج وتحت السرير بس ملقتش حاجة تفيدني اتجهت لدولاب هدومها فلقيت درج صغيرة في الآخر فتحته ولكنه مكانش فيه حاجة مهمة غير مفتاح عتيق صغير باللون الدهبي.
قفلت الدولاب پعنف ووقفت أشد في شعري وأنا حاسة إني خلاص بقيت على مشارف الجنون.
وهي إني أدخل القصر اللي بقالي سنين طويلة مدخلتوش.
أو بمعنى أصح محرم عليا!
اتسحبت لجوا على أطراف صوابعي وأنا بتلفت حواليا وبرتجف من الخۏف لحد يشوفني ووقتها هتكون کاړثة فعلا لإني ممنوع إني آجي هنا خالص.
المكان كان هادي وضوء خفيف بس هو اللي منور الطريق
كنت عارفة خطواتي كويس واتجهت للأوضة القديمة اللي كنا قاعدين فيها في القصر دخلتها وأنا بتأمل أثاثها كانت نضيفة ومفيهاش أي تراب ومحافظين عليها وكإنها مسكونة
لوهلة رجعتلي كل ذكرياتي اللي عيشتها هنا واتبدلت نظراتي للحزن بس هزيت راسي عشان انفض الذكريات دي عني لإن ده مش وقتها
فضلت أدور في الأدراج برضه وفي كل مكان في الأوضة إني ألاقي حاجة مفيدة
ملقتش
قعدت على السرير وأنا ملامحي كلها يأس الظاهر إن سميرة حويطة حبتين تلاتة بس كنت متأكدة إنها ماسكة دليل مادي على سليم لإن لو غير كده كان كدبها مثلا أو مهموش وقدر يطلع من الموضوع بدل ما هو بقاله ٦ سنين خاضع ليها
لعبت في شعري وأنا بحاول افتكر أي حاجة ممكن تفيدني ولوهلة اتنفضت مرة واحدة
وافتكرت الأوضة اللي في البدروم اللي كانت سميرة بتحط فيها حاجاتها القديمة زي آثاث شقتها القديمة قبل ما تتطلق ومكانش فيه أي حد بيخطي الأوضة دي غير هي بس!
سميرة واخدة سلطة فعلا هنا أكبر من حجمها بكتير!
خرجت من الأوضة بسرعة ونزلت لتحت كان المكان ضلمة شوية لحد ما لقيت نفسي قصاد باب عتيق حاولت أفتحه بس كان مقفول
لمحت صندوق متعلق في الحيطة شيلته فلقيت فيه المفتاح فتحت الباب ودخلت
على عكس باقي القصر كان مترب شوية ومليان أثاث وانتيكات قديمة
زفرت بضيق وحركت إيدي قدام وشي من ريحة الكتمة اللي في المكان وبدأت أدور في كل ركن وكل حتة في الأوضة لحد ما لقيت صندوق كبير تحت أثاث ومفارش شيلت الحاجات منه وأنا كلي خوف إني اتقفش أو حد يحس بيا..
فتحت الصندوق ودورت في الحاجات اللي فيها فشوفت صندوق صغير خالص محطوط تحت الحاجات وكإنها بتأمن عليه
مسكته وأنا بتفحصه باستغراب وجيت افتحه مفتحش!
حدفته بغيظ وأنا بزفر بنفاذ صبر وقلة حيلة وقعدت مكاني وأنا حاسة إني مش هقدر استفاد حاجة من اللي بعمله
ولوهلة افتكرت المفتاح العتيق اللي لقيته فوق في أوضة سميرة ومن شكل الصندوق عرفت إنه مفتاحه
رجعت جريت خدته وعدلت كل حاجة مكانها وخرجت من الاوضة
_مين اللي هنا
شهقت بړعب ورجعت لجوا تاني وقفلت على نفسي الباب بعد ما سمعت صوت نادية هانم من برا ولحسن حظي قبل ما أقفل الاوضة
الظاهر إن أنا نسيت نفسي وأنا بدور وعملت دوشة
_أنت جيتي يا سميرة
قربت ناحية الباب فسندت على الحيطة وأنا حاطة إيدي على بوقي ومبرقة بړعب
فتحت الباب ودخلت بصت في المكان بتعجب وأنا واقفة وراها بحاول أمنع النفس اللي بتنفسه حتى
_غريبة
هزت كتفها بقلة حيلة وخرجت مرة تانية وقتها سمحت لنفسي إني بس أقدر اتنفس بشكل طبيعي
حطيت إيدي على قلبي وأنا بتنفس پعنف نادية هانم مبتحبنيش.
ممكن توصل لدرجة إنها پتكرهني
وهي بنفسها اللي كان أول شرط من شروطها إني مدخلش القصر أبدا
وطول السنين دي كنت بحاول محتكش بيها على قد ما أقدر عشان مجربش أذاها
استنيت شوية اتأكد إنها بعدت وبعدين خرجت على أطراف صوابعي قفلت الباب بهدوء ورجعت المفتاح في العلبة تاني وطلعت من البدروم وأنا بتسند على الحيطان وبتأكد فيه حد برا ولا لا
ولما اتأكدت من خلو المكان اتسحبت وخرجت برا القصر بسرعة ورجعت طلعت على الدور بتاعي دخلت جيبت المفتاح من أوضة سميرة على طول ورجعت أوضتي وأنا حاسة إني فعلا هلاقي حاجة.
فتحت الصندوق وبصيت للي موجود باستغراب كانت..
فلاشة!
سميرة عاينة فلاشة في صندوق ليه
فضولي جابني أعرف محتواها وسبب إن سميرة مأمنة عليها للدرجة دي.
جيبت اللاب توب بتاعي ووصلت الفلاشة فيه فظهرلي ملف فيديو فتحته وأنا كلي استغراب..
وكل ما كان الفيديو يتقدم كانت ملامحي بتتبدل للصدمة حطيت إيدي على بوقي وأنا برتجف وبمنع نفسي إني أصرخ ودموعي خدت مجراها من غير ما أقدر اتحكم فيها
كان موجود فيه
سليم!
ومش لوحده هو ومجموعة شباب قاعدين في شقة من شكلها باين
كان شكلھا مريب
وكانت بالفعل قاعدة
كان وضع بالمعنى الحرفي مكنتش اتخيل إنه كان بالوضع ده!
ولقيت سليم بيتكلم مع واح وهما بيضحكوا بطريقة غريبة
وفلحظات
اتقلب الفيديو لدوشة كلهم باين عليهم انهم بيصوتوا سليم بيخبط على دماغه پعنف وهو مش مصدق وبيعيط مش مصدق إنه اتسبب في مۏت واحد!
الشباب بيلفوا حوالين بعض مش مستوعب إيه بيحصل ولا حتى قادرين يفكروا!
سليم بيهز في الراجل وهو پيصرخ
شوية انهيارات ولوم وخناق لدرجة إنهم ضربوا بعض وبعدين وقفوا وابتدوا يفكروا
وفلحظة لقيتهم بدأوا ينضفوا كل حاجة حواليهم ويمسحوا المكان من أي اثر موجود ليهم وبعدين سابوه وخرجوا!
كل ما كان الفيديو بيتقدم كنت بحس بنفسي بيضيق كإني بغرق مش قادرة اتخيل إن سليم كان كده
كنت عارفة إنه كان شاب طايش وهو صغير بس مش للدرجة دي!
كان بيتحكي عن تصرفاته قدامي بس عمري ما صدقت
ما صدقت غير الصورة اللي سابهالي
ومصدقتش غير معاملته ليا اللي كانت بريئة ونقية!
الکاړثة كارثتين
وتسببه في مۏت واحد!
ده السر اللي سميرة كانت ماسكاه عليه ومخلياه خاضع ليها من غير تردد!
ده السر اللي اتسبب في عذابي أنا وهو!
جرحنا في بعض وكل واحد كان بيتفنن في إنه يوجع التاني بسببها!
بكيت واڼهارت مكاني وأنا بعيد الفيديو كذا مرة وبتأكد من اللي أنا شايفاه وقدرت أحفظ كل لحظة في الفيديو في دماغي..
اتحركت بخطى بطيئة كإني مش واعية
وفعلا كان شكلي مرعب
وشي باهت متغرق بالدموع
وعيوني حمرا ومبرقة
وشعري مش مترتب
كل الحړب اللي جوايا كانت منعكسة على حالتي
كنت عارفة طريقي كويس وحافظاه من سنين فتحت باب الأوضة براحة وقفلته ورايا كانت ضلمة خالص زي ما بيحب اعتقد قدرت أفهم إيه سر حبه للون الأسود والضلمة كان بيحس إنه بيتدارى وراهم إنهم بيخفوا حقيقته.
مشيت لجوا وأنا بستنشق ريحة برفانه اللي مالية الأوضة وبصيت عليه كان رايح في النوم شعره الناعم مشعث ونازل على وشه بفوضوية
سحبت الكرسي وحطيته بهدوء قدام سريره وقعدت اتأمله
معرفش قد إيه
بس كنت بحفظ ملامحه في قلبي
مديت إيدي وابتديت أملس على ملامحه وأنا ببصله بعيون مليانة دموع مش متخيلة إن الملاك اللي قدامي ده كان بالشكل ده!
كنت برسم ملامحه جوايا بإيدي اللي ماشية على وشه
رفعت شعره من على جبهته بحنان وميلت عليه وطبعت قبلة على خده مليانة مشاعر متضاربة عكس بعض فنزلت دمعة من عيوني ڠصب عني عليه خلته اتململ بضيق وفتح عينه..
متحركتش ولا حركت إيدي من على وشه فضل يرمش كذا مرة كإنه بيتأكد إني قاعدة قدامه فعلا ولا بيحلم وفلحظة اتعدل وفتح نور الأباجورة من جمبه وهو بيبصلي باستغراب
_منة!
أنت كويسة
فيكي حاجة إيدك فيها حاجة
ابتسمت ابتسامة مليانة ألم وأنا شايفة الخۏف الصادق اللي باين على وشه ومديت إيدي ملست بيها بحنان
_من ساعة ما وعيت على الدنيا وأنا مش شايفة قدامي غيرك كنت حب طفولتي ومراهقتي وشبابي كنت سبب كل فرحة في قلبي وكنت سبب كل ۏجع فيه أنا عمري ما اتمنيت راجل غيرك يا سليم عمري ما حبيت غيرك أبدا وكنت مستعدة أعمل أي حاجة عشانك بس أحس إنك بتحبني مش
كارهني!
أحس إن ليا مكان جواك ولو قليل!
نزلت دموعي والغصة اللي في قلبي كانت مؤلمة بشكل لا يطاق حس وقتها إني مش في حالتي الطبيعية فاتعدل وقرب مني وضمني وهو بيملس على شعري بحنية..
_شششش اهدي..
_أنت كنت عارف إني مكنتش واعية على حاجة
مش بريئة ولكن مكنتش عارفة عواقب تصرفاتي
كنت عارف ومتأكد إني ضحېة زيي زيك بالظبط وإن سميرة استغلتني أنا كمان وأنا عارفة إنك من جواك مش بتلومني على اللي حصل ولكن كل اللي بتعمله ده كان من احساس العجز وقلة الحيلة اللي كنت فيه كنت بتحاول تفرغ الڼار اللي جواك فيا يمكن تنشغل عن دوشة دماغك عشان كده كنت بټصارع نفسك
عشان كده كنت بتعمل الحاجة وعكسها!
شوفت أنا لقيالك ازاي مېت مبرر
بس وأنت بتعمل كده كنت بټموتني بالبطئ
بتزود كرهي لنفسي
بتحسسني
حسيته بيقاوم حاجة جواه فشدد من غير ما يتكلم