زهرة في مهب الريح بقلم اسماء ايهاب
ريقها بړعب و هي تقول لا و الله لا زهرة مجتش اليوم و مش بتيجي دلوقتي
نظر لها الضابط من أسفل الي اعلي و هو يهز رأسه بايجاب و يخرج الي الخارج و نور خلفه تريد أن تعلم ماذا سيفعل ليقف أمام البناية و يشير إلي الضابط الي العسكري و هو
يقول بحدة تفضل هنا اول ما تيجي علي القسم
ابتلعت ريقها و هي تراقب حتي خرج الضابط مع أصحاب الدين و دلفت نور التي كانت بالداخل و ظل العسكري يلازم مكانه أمام الباب لتلتفت الي الخلف و تركض سريعا لم يعد أمامها سبيل أما أن تنجي بنفسها و
تقدم منها مصطفي و علي وجهه ابتسامة جعلت من تجاعيد خفيفة جانب عينه تظهر لتعطي له مظهر رائع امسك بطرف حجابها يضعه علي وجهها يظهر عينها فقط و يدخله في الجانب الآخر حتي يثبت و يقول أكده احلي بكتير
هز رأسه بنفي و هو يقول عسأل الدكتور
ليقطب حاجبيه و يمسك بالحجاب مرة أخري و يضعه كما فعل مرة أخري و هو يقول مكررا حديثه و لكن هذه المرة أكثر حدة انا جولت اكده احلي
و بارتباك و سرعة ثبتت الحجاب علي وجهها و ركضت تدلف الي غرفة عمها مرة أخري حتي يأتي الطبيب
ايوب بضيق و بلهفة يريد أن يخرج ليلتقي بابنته حتي و إن كانت المرة الأخيرة زهجت يا دكتور
هز الطبيب رأسه بعد أن أكمل فحصه ليتحدث بعملية شديدة النهاردة هتفضل تحت المراقبة و بكرا تخرج باذن الله يا حاج
هز ايوب رأسه بايجاب و هو يقول بهدوء اچعد يا حمدان انا زين يا اخوي
امتعض وجه حمدان بالضيق حين انهي ايوب جملته لتنظر إليه شمس باشمئزاز كيف لها أن لا تصدق شقيقها فما يقول بوالدها وضح كل شئ وضوح الشمس أمامها لتقف عن مقعدها تربت على كتف عمها و هي تنظر إلي والدها بعدوان نام يا عمي و ارتاح و متتسمعش لحديت اي حد تاني و ان شاء الله مهران عيچي مع فرحة اهناه
ابتسمت شمس بفرح و هي تعلم أنها وصلت إلي ما تريد اصاله إلي والدها لتقول بهدوء و هي تنظر إلي عمها بحب إيوة فرحة بت عمي ايوب مع مهران دلوج في مصر و عيچي عشية
أصبحت عينه كجمرات لهب تشتعل پحقد قلبه النابض بالكراهية ليدب علي الارض الصلبة بعصاه الخشبية السميكة و هو يهب واقفا قائلا بنبرة جامدة مقليه المتحجر اني ماشي يا ايوب الحمد لله اني اطمنت عليك
نظر حمدان نحو پغضب ليلتفت الي شقيقه و هو يرسم ابتسامة مصطنعة حتي لا تصل لعينه و يقول بحنو زائف اه طبعا بتنا رچعت بالسلامة مبروك يا ايوب
اتسعت ابتسامة ايوب و هو يتخيل طفلته كيف اصبحت من تشبه هل تشبه ام تشبه والدتها يدعو الله أن تكون تشبه والدتها حتي يشعر أنه لم يفقدها هز رأسه بايجاب و هو يقول بسعادة الله يبارك فيك يا اخوي
خرج حمدان و اغلق الباب بقوة خلفه لتحتضن شمس عمها و تبكي عقد الآخر حاجبيه بتعجب و هو يربت علي ظهرها و يقول بحنو مالك يا حبة عين عمك
سبقت قدم مصطفى عقله و هو يجدها تبكي ليقف بجوارها و هو يقول بقلق شديد مالك يا شمش
نظر ايوب الي مصطفي بأن يهدئ قليلا ايوب يعلم بان مصطفي يعشق شمس فهو كاتم اسرار مصطفى عندما لا يصح أن يتحدث مع مهران عن شقيقته يلجأ إلي خاله الحبيب ليعود مصطفى خطوة الي الخلف فقد كاد أن
ابتعدت شمس عن أيوب و هي تمسح دموعها و تبتسم ببهوت و هي تقول بشئ من المرح لا تريد أن يعلم عمها لما تبكي اتقول أنها علمت أن ابيها شيطان بصورة انسان اتقول أن حديث مهران صحيح عن هذا الرجل فرحة معتخدش مكاني عندك يا عمي مش أكده
ضحك ايوب و معه مصطفي الذي هز رأسه علي افعال تلك الصغيرة ليبتسم ايوب بدفئ و هو يربت علي يدها بحنان بالغ و هو يقول انتي بتي اللي مربيها علي يدي يا شمش مين ياخد مكانك انتي بس
ليبتسم بطفولية و هي تحتضن عمها بحب شديد
خرج حمدان من غرفة شقيقه و جسده ينتفض بانفعال شديد و عينه مصوبة أمامه نظراته حادة كارهة ليقف هو قبل أن يصعد الي سيارته أخرج هاتفه من جيب جلبابه و يضغط عدة ضغطات و يضعه علي أذنه ثواني و أتاه الرد ليمتعض وجهه بشراسة و هو يقول بغل جابل قابل مهران بمحطة الجطر القطر البت اللي معاه تچيب خبرها معايزهاش توصل علي البلد
رد الطرف الآخر ليهز حمدان رأسه و يغلق الهاتف و يصعد الي سيارته و هو يزفر پغضب شديد
طرق باب الشقة ليقف و فتح الباب ليجدها أمامه ابتسم بثقة كان يعلم أنها سوف تعود وجدت تلك الابتسامة علي وجهه لترفع سبابتها أمام وجهه و هي ترفع حاجبها بشراسة متفكرش اني غيرت رايي عشان خاطر عيونك انا وافقت عشان الراجل الغلبان اللي بالدبش بتاعك دا هتموته
صك علي أسنانه پغضب من هذه سليطة اللسان ليترك امام الباب و يدلف الي الداخل بعد أن يبطش بها لتدلف الموجودة علي الأريكة ليذهب و يأخذها و يمد يده بها و هو يقول البسي دي
امسكت هي بالحقيبة و أمسكت هذا الحذاء الموجود بالحقيبة لتخلع نعلها و تضعه بالحقيبة و ترتدي هذا الحذاء الجديد ذو الكعب العالي ليذهب هو و يفتح الباب و يخرج و هو يقول تعالي امعاي يا بندرية
خطت خطواتها إليه و لكن قدمها لا تطاوعها علي السير بهذا الحذاء قدمها تتلوي إلي أن وصلت إليه لتمسك بيده تستند عليه حتي وقفت معتدلة لتتأفف و هي تنزل يدها عنه و هي تقول انا مش عارفة امشي بالبتاع دا خالص
غربت عينه بضيق و هو يهز رأسه بايجاب و يتحدث بلامبالاه و اني اعمل اية يا بندرية
ضيقت عينها پغضب و هي تسبه داخلها سباب لاذع تتحدث هادرة بتحذير متقوليش يا بندرية دي و لا بت البندر انا ليا اسمي و اسمي زهرة قولتلك
رفع كتفه بلا اهتمام و هو يغلق الباب و يخطو خطواته الرزينة نحو الدرج و هو يقول باستفزاز يلا يا بندرية
به ليختل توازنها و تسقط علي ظهره و هي تصرخ بفزع وجد هو بلحظة من تقع علي ظهره و تصرخ امسك بيده حتي لا تسقط علي الدرج قلب عينه بنفاذ صبر ليلتفت إليها و هو مازال يمسك بيدها ليحملها علي كتفه و هو يقول بضيق مناجصش مش ناقص مخبيل مجانين اني
صړخت به أن ينزلها و هي تطرق علي ظهره بقبضة يدها بقوة ليكمل هو بها الأسفل حاملا إياها علي كتفه حتي انزلها بالسيارة ليصعد هو الاخر الي جوارها و هو يقول اطلوع يا عم مرزوج مرزوق علي محطة الجطر القطر
هز الرجل رأسه بهدوء و هو يقول اؤمرك يا مهران بيه
عقدت ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بعناد و تحدي ناظرة إليه و كأنها بساحة معركة كويس اني عرفت اسمك يا
يا تري فعلا زهرة هي فرحة
حياة زهرة هتتصلح و لا هي بس اللي مفكرة كدا
ايوب هيقتنع انها بنته و لا لا
و يا تري لية مهران اختار زهرة
البارت الرابع
تجلس بجواره بالقطار تنظر إلي الخارج و القطار يسير بسرعة شديدة و لا تلمح من الشوارع اي شئ بدقة أما هو يجلس برزانة بجوارها بوجه جامد منتظر فقط الوصول إلي الصعيد الذي أصبحت لا تبتعد كثيرا عنهم التفتت إليه بعد أن تأففت بملل فهي منذ ساعات و هي علي هذا الحال و كأنه أبكم لا يتحدث ابدا نظرت إليه بضيق و هي تقول ملوحة بيدها أمام وجهه انت اخرس و انا معرفش
رفع حاجبه الأيسر لاعلي بحدة ليقبض علي كف يده و يرفعه أمام وجهها و هو يصك علي أسنانه پعنف متحدثا پغضب احترمي نفسك يا بندرية
رغم هيئته المرعبة إلا أنها رفعت رأسها بشموخ و هي تزم شفتيها بضيق و هي تتحدث بصوت مكتوم من الڠضب اتقي شړي يا صعيدي انت متعرفش انا ممكن اعمل فيك إية و علي يدك عورت الولاه في ذراعه ممكن ميقدرش يحركه تاني
لترفع سبابتها أمام وجهه و هي تقول بتحذير فخاف مني بقي
ارتفع جانب شفتيه بابتسامة ساخرة و هو ينظر إليها من اعلي الي أسفل باستهزاء لتعود و تسند ظهرها علي المقعد و هي تقول تعرف انت واحد ميستحقش الكلام معاه
رفع كتفيه بلامبالاه لحديثها حتي يصل فقط ابتسم بخبث و هو يعلم ما سيحدث اتسعت ابتسامته و هو يتخيل مظهرها حين تعلم ما سيحدث لمحته و هو يضحك ليمتعض وجهها باستغراب و من ثم التفتت الي الطريق مرة أخري
وصل القطار بالمحطة و قد بدأ الليل في أسدال ستائره لينزلا سويا و هي لا تقدر علي السير بهذا الكعب لتسير بهدوء علي عكس خطواته الواسعة المتزنة أما علي جانب آخر كان هناك من كان راجل ملثم يرتدي جلباب
باللون الرمادي و بيده سلاح ڼاري يختبئ خلف احدي الاشجار حتي يخرجون من المحطة حين لمح مهران و بجواره فتاه تسير ببطئ متعثرة ضاقت عينه بتركيز و هو يوجه فوهت السلاح نحوها اغمض عين و ينظر بالاخري حتي يصيب نشانه بشكل صحيح
انخلع
الحذاء من قدمها لتنحني إلي الأسفل لتخلع الحذاء الأخر حتي تسير بحرية في حين أطلق