حصونه المهلكة بقلم شيماء الجندي
!!!!
وصل صوتها الرقيق أخيرا تهمس باطمئنان مسرعه
حاجه ايه بس ياتيم كل الحكايه إني كنت نايمه بس و أول ماصحيت عرفت إنك اتصلت و قلقان قولت اطمنك
و حين وجدها تسعل لتعدل من نبره صوتها النائم و قال بصوت حاني هادئ
آسف ياحبيبتي أنا كنت عاوز اطمن عليك بس أنت تمام !
قلبت ندي عينيها بملل وجلست متهكمه بصوت مرتفع وصل إليها
نظر إليها غاضبا ليستمع إلي صوت أسيف الهادئ تقول
متقلقش عليا ياتيم انا تمام ياحبيبي مش هطول عليك
صمتت لحظات ثم قالت بهدوء ونبره خفيفه
خلي بالك من نفسك ومن ندي وهبقي اكلمك تاني سلام ياحبيبي !!
استمعت إلي رده الهادئ يقول
أغمضت عينيها و سالت دموعها و هي تري ابتسامته المتهكمه و نظراته و هو يشير لها لإنهاء المكالمه لتنفذ قائله
حاضر ياحبيبي سلام !!!
الهاتف يغلقه ثم ارتفعت ضحكاته بصوت صاخب مرتفع للغايه
مره أخري بجيبه بعد أن أغلقه تماما يقول بسخريه من بين ضحكاته
صمتت حزينه و أعينها تذرف دموع صامته لتصرخ باكيه
إيه متصلتيش ليه بيه !! أنا اقولك عشان أنت معندكيش شخصيه تيم هو اللي كان بس دلوقت مفيش تيم !!! في فهد !!!!
تعالت وتيره غضبه من تلك المكالمه كم يشعره تيم بمدي نقصه وقلته !!!
لطالما كان المفضل لدي الجميع مثال المحبه لشقيقته لطالما فضلته الجده عليه و تلك البريئه ضعيفه الشخصيه علي شقيقته القويه !!!
ۏجعتك محدش يستاهل العڈاب غيركممم !!
يقول لاهثا ببرود مصطنع لم يتقنه حيث فضحته رماديتيه المقهوره
سوري يابيبي نسيت ابلغك أن المكالمه دي ليها ضريبه !!
لم تعد تشعر به لم تعد تريد رؤيته أو رؤيه أحد تريد فقط أن تنتهي حياتها الآن لتذهب بعيدا عن ذلك لما تدفع ثمن ما لا ذنب لها به !! لما هو هكذا !!
بكرهكك مش مسمحااك !!
كلمات صغيره أنهت كل الذي يحدث !! لم تكن أول مرة يستمع إلي تلك الكلمات لقد استمع إليها منذ سنوات لقد صړخت تلك البريئه
لكن لحظه لما هذا الجدل !! ها هي أمامه !! ابنه اغرب رجل في العالم الآن !!!
توقف سيل الأفكار لديه و پغضب أمس
قائلا لو اتاخرتي هساعدك بنفسي !!
وقف تيم يتحدث بهاتفه إلي الجده يردف بهدوء
معرفش ياتيته ممكن خاېفه تحكي كلميها أنت أو عمتي
مرت اللحظات و ندي تجلس و بملل صاړخه ما هذا !!
أنهي المكالمه و هو ينظر تجاه الشرفه شاردا بصمت لقد فهم أن زوجته تغار من حبه لشقيقته و ها هو حتي لم يطلب منها محادثه شقيقته صديقتها !!!!
وكاد أن يسألها لما لم تطلب محادثه أسيف و اكتفت بالسخريه عليها !! لكنه عدل عن ذلك لقد اتخذ قرار غير مرحب بها ليفعل ذلك ولا يتسأل عن شيئ !!
اتجه إليها يرسم بسمه هادئه قائلا
خلصتي يا حبيبتي !
ابتسمت علي الفور حين لم يتحدث عن شقيقته الغاليه لتقول مسرعه
ايوه خلصت مش هتقولي فين !
هز رأسه وهو يقول
لا مش هقولك بس مكان هيعجبك اوي
هزت رأسها بموافقه و هي تقول متأمله ملامحه
مش مهم اي مكان معاك وفي جنه ياتيم !!
انتقلت الابتسام إليه ثم لملم
أغراضه
متجها إلي السهره !!!
وصلا معا إلي ذلك المطعم الراقي الفاخر !! إلتمعت أعين ندي من ذلك الجو الهادئ وابتسمت مستمتعه بتلك الأجواء الفريده من نوعهااا لا تصدق أن تيم جهز ليله خاصه بهم بدون شقيقته حيث كان لا يختار تلك الأماكن دون ذوقها الرفيع الراقي !!
لكنها بعيده عنه الآن و هو لهاا وحدها لتنطق فور جلوسها بهدوء
المطعم يجنن ياتيم
نظر لها بابتسامه محبه و أعينه تتفقد ملامحها الجميله الهادئه قائلا
ولسه اول مانخلص اكل مجهزلك سهره رائعة فعلا
تعرف ياتيم عمري ما كنت مبسوطه زي دلوقت انت كنت حلمي الوحيد وهفضل لآخر يوم مش عايزه غيرك
قائلا بصوت خافض
انا مبعرفش اتكلم زيك كده و بعدين بلاش الطريقه دي ونتفاهم بعدين
ارتفعت ضحكاتها الرقيقه و ترفع إحدي حاجبيها قائلا
وانا موافقه مفيش حاجه اهم عندي !!
رفع حاجبه مبتسما لحظات ثم وقف يشير إلي النادل وهي مندهشه كلمات بالفرنسيه التي يجيدها ثم اتجه إلي الفندق و ضحكاتها السعيده وهي تكتشف اشياء جديدة بزوجها
و ذهب إلي عالم آخر عالم خيالي لم تره من سابق
تيم هو ايام و أعواما و أعوام ناسيه من بدايه الطريق !!!!
أصبحت تخاف الايام مرت أيام و هي لا تعلم متي رحله العوده ! ألا يكفيه ثلاثه أسابيع ألم يمل من سماع بكائها !! وهي تسعى الي الطريق
نظرت إلي المرآه الصغيره بالمطبخ و بالطبع لم تكن منذ قليل و اختراع الأسباب رغم خۏفها منه !!
أدركت لكن ماذا تفعل !! ماذا أن تفعل و الجميع مقتنع
ما هو احنا لو مش سرحانين يابيبي مش هيحصل كده اشرب إيه دلوقت !! مش كفايه مبتعرفيش تعملي أكل كمان القهوه بتبوظيها !!
لقد فهمت ذلك بعد فتره من معاملته فقط دموعها سالت بصمت و هي تحاول كتم الحزن لكنه غاضبا
انا اتكلم وميتردش عليا ليه
اااسفه اسفه هعمل غيرهااا !!
و أعينها تذرف دموع تستجدي رحمه !!
لا لا بلاش الدموع دي مش احنا اتفقنا !!
نظرت إلي عينيه و هي تبكي و تخشي أن تصمت ولكن بكلمه
مقصدش !!
في التو و الحال لقد أصبحت فتره غريبه لكن لا وألف لا !!! ماهي سوي ابنه اغرب رجل بالعالم
وهو پغضب صارخا بها بلا مبرر
مش عايز اشوفك امشي
وهي مسرعه من أمامه و هي تحمد ربها ككل يوم بل و كل لحظه
تنظر الي الشرفه علي الشاطئ البديع الذي ابهرها منذ أول لحظه لها هنا !! وقفت بصمت تنظر هاتفهاا !!
ذلك الهاتف الذي احتفظ به منذ آتيا إلي هنا !!! مرت أسابيع و هي لا تحادث أخيها !! و هو يخبرها أنه لا يتصل بها ابداا لكنها علي يقين أنه غير صادق وأخيها يسال و بدون أسباب
أسرعت تفتح الباب بمواربه تتفقد أين هو !! لتسمع صوت المياه و بهدوء إلي هاتفها من الفهد و ليحدث ما يحدث بعدها !!
ولكن التوتر و الأجواء التي تعايشها و بأي لحظه لتتأكد انه بعيد للغااايه لأول مره تعرف الكره منه
و استمعت إلي صوت صديقتها بهدوء
أسيف !!
حاولت السيطره علي تلك الشهقات المصحوبه ببكائها لتقول ندي مندهشه
أنت بټعيطي ياأسيف !
لم تستطع السيطره علي نفسها و راحت تجهش بالبكاء بصوت و هي تشعر أن نجدتها اقتربت لتقول من بين شهقاتها
ندي تيم فين !! مردش ليه !!
عقدت ندي حاجبيها باندهاش و قالت بنفاذ صبر من فضولها
تيم في المرحاض فيه ايه ياأسيف !!
شعرت الأخري بنفاذ صبرها و خشت أن تغلق لتقول مسرعه و من إغلاق شقيقته بوجهها قبل الوصول لمنقذهاا
ندي قولي لتيم اننا في جزر البريطانيه !!! خليه يجي ياخدني يااندي !!
أتسعت أعين الأخري من ذلك المكان و لكن ارتفع ڠضبها ونظرت الي السماء من تلك الفتاه التي تريد شقيقها بعطله زواجهااا لتسمع همس أسيف تقول
ندي هاتي تيم انا خاېفه اخو
سكتت حين استمعت إلي الأخري تردف برفض و صرامه
لا !!
أتسعت أعينها پصدمه من رفضها لتكمل الأخري وهي تنهي علي ما تبقي من أمل لدي تلك
بطلي شغل العيال ده أنت اختارتي بلاش أنانيه واخوكي مش فاضي !!
ماذااا !! فرغت فاهها وهي تسمع إلي صوت اغلق الاتصال بينهم !!!!
هل تحادث صديقتها !! من فعلت ذلك لأجلهاااا ماذا !!!!
و أصبحت لديها أمنيه واحده فقط ألا تعود إلي ذلك العالم ابدااا
الفصل السادس خذلان !
وقفت ندي و هي تعقد حاجبيها پغضب كيف لتلك أن تتكلم هكذا
! من الواضح أنها لم تتعلم طباع أخيها هل كانت تظن أنها سوف تظل بحياتها الورديه البريئه !!
ابتسمت و هي تزيل مكالمتها من هاتف تيم و هي تكلم نفسها
كل واحد عارف اختياره و أنا ما صدقت أسفه ياأسيف
ثم الهاتف بمحله متجه إلي الشرفه و بهاتفها و هي تحاول أن تفهم من أخيها لحظات ليصلها صوته الهادئ الرزين متسائلا بهدوء
عامله ايه ياحبيبتي !
ابتسمت و هي تجيبه بأعين قلقه
أنا تمام ياحبيبي أنت اللي عملت ايه فهمن !!
وصلها صوته الهادئ و لازال يحتفظ بنبرته الهادئه يهتف باستنكار
أنا !!! وأنا عملت ايه متجوز وبقضي شهر العسل
ثم تابع
زيك كده مش أنت مبسوطه برضه ياندي !!
ابتسمت علي الفور تقول
أكيد مبسوطه يافهد مبسوطه خلاص خصوصا إني بعمل زي مااتفقنا تيم مش هيوصل لأسيف دلوقت خاالص
بس
قولي هي مالها !!!!
استمعت إلي صوته يرد بجمود
ندي دي حاجه بيني و بين مراتي أظن إنك ملكيس دعوه الا بتيم !! و سمعتي صوتها بټعيط يبقي خلاص في حاجه ولا ايه !
و بتوتر من نبرته لتقول و نبرتها تتسم شيئا فشيئ
أنا مقصدش أتدخل يافهد بس تيم لو عرف اللي انت بتفكر فيه هيزعل !
ارتفعت ضحكاته الرجوليه الصاخبه و هو يقول
متقلقيش مفيش حاجه مش أنت عاوزه تيم ليك
عقدت حاجبيها و هي تردف
بس بلاش يافهد يعني اعتقد أسيف بتسمع الكلام وشخصيتها دون مستوي مش محتاجه كل ده مش فاهمه انت
و هي تسمعه يردف قائلا
ندي عاوزه تيم ولا لا ! أجابته بنبره متحديه
طبعا بكل تاكيد ده مفهوش كلام
ده 24 ساعه أسيف أسيف
وهو يقول لها
شوفي ياندي انا مش فارق معايا تيم يعرف او لا أنا مش بخاف أنت اللي خۏفتي من أسيف مش كده بردو
عقدت حاجبيها تردف غاضبه
لا طبعا أنت فاكرني زيها وأنت حر المهم أنا بحب تيم يافهد !!
أردف مسرعا پغضب
بلاش السيره دي ويلا قبل ما يسمعك زي ما سمعت اللي عندي اقفلي عشان اشوف دي أنت قولتلها ايه صحيح !!
تنهدت بهدوء وقالت برويه وهي تستعد لانهاء المكالمه
مقولتش حاجه فهمتها إنها انانيه يافهد وإن أخوها مش هيفضل ليها علي طول خلاص بقي بتاعي !!
لحظات صمت استمعت لصوت اخيها يقول
ندي أنت مش عاوزه تعرفي أسيف كانت بټعيط ليه !
صمتت لحظات وتسال عقلها لكن لا إن علمت ماذا تفعل