الفصل الثامن أنا لها شمس بقلمي روز أمين
القضية لټهديدها
مش بردوا القانون بيقول إن الأم لما تبقى شغالة وطول اليوم برة البيت ومهملة في تربية إبنها اللي يدوب كمل ست سنين الحضانة بتتنقل لجدته
واستطرد بابتسامة خبيثة
وبكده الحاج نصر مش بس هيرجع لاتفاقنا القديم معاه ده احتمال يديني قد اللي كان هيدهوني تلات او أربع مرات ويشكرني أني رجعت له حفيده في حضنه وفي وسط بلده وعزوته والراجل مش عاوز أكثر من كده
ماتلعبش معايا اللعبة القڈرة دي لأنك عارف كويس إني هقدم للمحكمة الأوراق اللي تثبت إن حالة جدته المادية لا تسمح لتربيتهده غير إني موفرة لإبني مرافقة قاعدة معاه طول الوقت اللي بغيبه عنه في شغلي
تفتكري إن الحاج نصر هتعدي عليه حاجة زي كده...نطقها ليرهبها لتسأله مستفهمة
ابتسم بخبث بعدما تيقن بارتعابها من جراء نبرة صوتها المهتزة
أقصد إنه عنده استعداد يهد لنا البيت ويبني مكانة قصر علشان لما المحكمة تبعت مندوبها تلاقي كل حاجة تماموكل ده لجل عيون الحفيد إبن الغالي...نطق الاخيرة بابتسامة شامتة لتصرخ هي بكامل صوتها بعدما فقدت السيطرة على ثباتها
طب إسمعني كويس قوي يا عزيز علشان كلامي مش هعيده تاني ماتحاولش تتحداني وتأذيني في ابني علشان اللي هيقرب من ابني هنهش لحمه بسناني حتى لو كان غانم الجوهري بنفسه إلا ابني يا عزيز إلا يوسف
وبلاش تتسند قوي على نصر لأنه جنب الناس اللي ورايا حيطة مايلة هتاخدك وتقع واظن إنت شوفت بنفسك اللي حصل مع ابنهنصر بجلالة قدره مقدرش يسد قدام الناس اللي سانديني فبلاش إنت كمان تقف قصادي علشان إيثار الغلبانة بتاعة زمان مبقاش ليها وجود واللي هيقرب من ابني همحيه من الوجود إنت سامع
وعاوزني أكلمك إزاي وإنت بتهددني بابني ومستقوي بالناس اللي قهروني وظلموني
لتسترسل بصوت يئن ألما
الأخ الكبير يعني الحماية والسند يعني الحضن الحنين لما الدنيا تضيق إنت بقى فين من كل ده يا عزيز إنت لا عمرك كنت سند ولا حماية ولا عمري دوقت لحضنك طعم
علشان خاطر ربنا سيبني في حالي يا عزيزأنا مش عاوزة منكم أي حاجة غير إنكم تسيبوني أعيش مع ابني في سلام
تبقى بتحلمي لو فكرتي اني ممكن اسيبك قاعدة لوحدك في مصر بعد النهاردة دي الناس كلت وشنا...نطقها بحنق لترد عليه بنبرة مټألمة لتذكرها لماضيها الأليم وإجبارها على الهجرة للقاهرة
واستطردت بدموعها الحارة بعدما فقدت السيطرة عليها
ده انا شفت ذل على إديكم أنا وابني عمري ما هنساه وهيفضل معلم في قلبي لحد ما أقابل وجه كريموساعتها هشتكيكم كلكم قدام ربناهقوله على كل اللي عملتوه فياهحكي له على الايام اللي كنت بباتها ودموعي على خدي وحاسة بالعجز وأنا مش لاقية أجيب لابني علبة زبادي ولا واحدة بامبرزوكل ده علشان تضيقوا العيشة عليا وتجبروني أرجع مذلولة لعمرو بعد اللي عمله فيا
شهقت بدموعها ليخرج صوتها مستسلما
أخ كبير إيه اللي بتتكلم عنهسيبوني في حالي بقى وانسونيوكفاية اللي حصل لي على اديكمإتقوا ربنا وروحوا جهزوا نفسكم وشوفوا هتقفوا قدامه وتبرروا اللي عملتوه فيا بإيه
كانت تتحدث ودموعها تنهمر بغزارة من مقلتيها وشهقاتها تعلو وهي ترى ما عاشته بالماضي يتجسد أمام أعينها وكأنها تعيشه مجددا حتى أنها تشعر الأن بمرارته بحلقها
وكأن ما يستمع إليه من صرخات وأنين ودموع ما هو إلا مشهد مسرحي إعتاد على رؤيته وسماعه ليهتف مهددا متجاهلا ما تفوهت به
قدامك يومين تلاتة بالكثير تظبطي فيهم اموركتمشي الولية البومة اللي عندك دي وتسيبي الشغلوبعدها تتصلي بيا علشان اجي اخدكغير كده تستني أبواب جهنم اللي هتتفتح في وشك مني
قال كلماته الټهديدية وأغلق بوجهها دون أن ينبس ببنت شفة ليتركها بۏجع جديد يضاف لأوجاعها.
داخل قصر علام زين الدين
التف الجميع حول طاولة الطعام ليتناولون إفطارهم قبل إتجاه كلا منهم لوجهتهوجه