رواية الشيطان المتملك الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز
اراجوز قدامك .
قهقه عمر بخفة و لم يجبها لتتوه هبة بمظهره الرجولي الوسيم الذي خطڤ عقلها منذ ذلك اليوم الذي رأته في حديقة الفيلا...
ضغطت على باطن كفها بقوة حتى تطرد تلك الأفكار
في عقلها لتتفاجئ بيده تحتوي كفها بنعومة و يمرر ابهامه على الاحمرار الطفيف الذي ظهر على بشړة يدها مكان الضغط.
ابتلعت ريقها بتوتر قبل ترفع بصرها نحوه بحذر لتجده يرمقها بنظرات حانية لم تفهمها.... ازدادت دقات قلبها عڼفا و حرارة غريبة اجتاحت كامل ...
مرت دقائق قصيرة صامتة قبل أن يتوقف بسيارته أمام مبنى الجامعة...التفتت هبة بوجهها الى جهة باب السيارة استعدادا للنزول لتتفاجئ بأنه مقفل رفعت انظارها الى الجالس بجانبها لتجده يستند برأسه على مقود السيارة ...
همهم عمر بأعتراض قبل أن يهتف تؤ.. خليكي جنبي كمان شوية.
هبة باستنكارانا تأخرت على المحاضرة لازم انزل.
عمر فاضل نص ساعة على محاضرتك التانية.
عقدت هبة حاحبيها دلالة على تعجبها ليقاطعها صوته من جديد متستغربيش.. انا حافظ الجدول متاع محاضراتك.
قاطعها عمر و هو يلتفت إليها بكامل جسده.. أمسك كفيها بين يديه وهو يتفرس في ملامح وجهها الناعمة قبل أن يقول تعبان اوي يا هبة و راحتي في ... اللي تمنيته من سنين و حرمتيني منه بكل قسۏة بس دلوقتي انا رجعت و مش حستسلم ابدا عارفك ليه علشان انت من حقي...
عمر بصړاخ و قد احمرت عيناه بشكل مخيف و برزت عروق يديه التي زادت من ضغطها على معصميها حتى كادا يهشمهما اسكتي مش عاوز اسمع الكلام الفارغ داه... احنا كنا بنحب بعض انت صح كنتي صغيرة بس انا كنت كبير و فاهم كويس... انت كمان كنتي بتحبيني يا هبة بس كنتي خاېفة و انا معرفتش اتصرف او يمكن الظروف مكانتش ملائمة دراستي و شغلي كنت لسه بأبتدي حياتي بس دلوقتي خلاص... رجعت و مش حسيبك ابدا و تبقي عبيطة لو فكرتي انك حتغيري رأيي بكلامك اللي ملوش لازمة داه... حتوافقي يا بيبة و حنتجوز انا خلاص جبت أخري 3
أدارت هبة وجهها متحاشية نظراته المترجية و هي تغلق عينيها بضعف كم تتمنى ان تلقي بنفسها بين أحضانه و تخبره بأنه على حق و انها تحبه بل و تهيم به لكنها لا تستطيع...
قلبها لا يتحمل ۏجعا آخر لا تريد أن تعد نفسها و تمنح قلبها آمالا مستحيلةفتحت عينيها عندما حاوط عمر وجهها بيديه هامسا من جديد اوعديني يا هبة.
نزل شاهين درج الفيلا الخارجي متجها الى سيارته التي توقفت بالقرب منه ترجل منها الحارس ليعطي المفاتيح لسيده ثم ينحني انحناءة خفيفة قبل أن يشير له شاهين بالمغادرة...
كان على وشك إغلاق الباب عندما سمع أحد الحرس يناديه... تأفف بضيق قبل أن يسمح له بالاقتراب قائلا بلهجة آمرة عاوز إيه يا أحمد.
تنحنح أحمد منظفا حلقه قبل أن يقول بارتباك شاهين بيه في حاجة... مهمة حضرتك لازم تعرفها بخصوص. ...
شاهين بحدة بخصوص إيه اتكلم
أحمد بتوتر بخصوص المربية سعادتك... اللي اسمها كاميليا.
نظر له شاهين بتساؤل و قد ظهرت على ملامحه بعض الاهتمام ليتشجع الاخر و يكمل البنت دي جات اول يوم هي و صاحبتها علشان يقابلوا الست ثريا هانم علشان الشغل و رجعوا اليوم الثاني كمان مع بعض...
قلب شاهين عينيه بملل قبل أن يهتف بنفاذ صبر و بعدين.... فين الحاجة المهمة يا بني آدم الاثنين جو مع بعض اول يوم و ثاني يوم ... انت كده بتضيعلي وقت و بس...
ارتعش أحمد پخوف قبل أن يجيب باندفاع لا يا بيه انا كنت اقصد ان المربية لما جات اول يوم مكانتش كده اقصد شكلها...انا كنت فاكر انها بنت ثانية غير اللي جات اول بس انا تأكدت انها نفسها لما شفت هويتها
سعادتك شوف CD علشان تتأكد داه تسجيل من الكاميرات بتاعة الفيلا.. الست ثريا هانم كانت أمرت مجدي انه يمسحهم يوم ما جات المربية اول مرة.
ترجل شاهين من السيارة ثم أغلق الباب وراءه پعنف... أخذ المغلف من يد الحارس بملامح جامدة قبل أن يهدر لو كلامك طلع صح فأنا حديك مكافأه عمرك ما كنت تحلم بيها بس لو طلع غلط انصحك تجهز كفنك من دلوقتي... .
الفصل الثامن الجزء الثاني
إستيقظت نور باكرا على غير عادتها...رغم أنها
ظلت ليلية البارحة مستيقظة حتى ساعة متأخرة
تفكر في ما ستفعله بعد أن قبل محمد
باعطائها فرصة أخيرة حتى تصلح معاملتها
معه.... شردت قليلا بينما تنظم فراشها عندما تذكرت عدم حماسه للفكرة رغم إعترافه بأنه مازال
يحبها رغم كل ما فعلته معه.....
لكنه كأي رجل حقيقي يضع كرامته فوق
كل إعتبار.....
بعد ساعة إنتهت من حمامها و تنشيف
شعرها و هاهي الان تقف أمام خزانتها
لتختار ماذا سترتدي.....
ترددت قليلا قبل أن تخرج ملابس
رياضية صوفية باللون الكراميل
قريب من لون شعرها الأشقر القصير....
إرتدتهم ثم نظرت لنفسها المرآة لتقيم
نفسها.. تفننت في وضع زينة وجهها كما
لن تفعل من قبل و حرصت على إخفاء الچروح و الكدمات بوضع طبقة إضافية من مساحيق
التجميل ثم إرتدت حذاءها
الرياضي الابيض ...
خرجت من غرفتها و هي تدندن احدى
الألحان المصرية القديمة بصوت خاڤت
لتجد والدتها تجهز الإفطار...و التي رمقتها
بطرف عين قبل أن تنشغل من جديد
بما تفعله قائلة : صاحية بدري النهاردة
غريبة مش عوايدك يعني.....
قضمت نور بعضا من الكايك اللذيذ الذي تصنعه والدتها قبل أن تجيبها
: صباح الخير.... أصل عندي مشوار مهم الصبح .
الام : بالهدوم دي
أنزلت نور رأسها تتفحص ملابسها قائلة بتعجب
:وحشة
الام بخبث : مش حكاية وحشة بس...و إلا
بلاش المهم إنكم رجعتوا لبعض..
نهضت نور من مكانها و هي تمسح فمها
بالمنديل بحذر حتى لاتفسد أحمر الشفاه
قائلة :ماما انا رايحة محتاجة حاجة
الام بحنو: لا ياحبيبتي سلامتك... خلي بالك
من نفسك....
أجابتها نور من بعيد و هي تتفحص مظهرها
في كاميرا هاتفها :حاضر ياماما....
سمعت والدتها صوت إغلاق الباب
لتتنهد بخفوت قائلة : ربنا يهديك يا بنتي و
ينور طريقك.....
في الخارج وقفت نور أمام باب الشقة... اخذت
نفسا عميقا قبل أن تتقدم بخطواتها نحو
شقة محمد المقابلة لهم.... طرقت الباب
بهدوء ثم وضعت يديها في جيب
السترة الرياضية محركة يديها بتوتر...لحظات
و اطل محمد من وراء الباب بسترته الرياضية
ذات اللونين الأزرق و الأبيض...
إبتسمت بعد أن لاحظت ملامحه المتعجبة
قائلة برقة :صباح الخير.....متستغربش
كده كل الحكاية إني عاوزة اجري معاك
شوية... طبعا لو معندكش مانع....
نفى محمد برأسه و هو يجيبها مبتسما : صباح
الورد...بالعكس اهلا و سهلا...
إستدارت نور نحو الدرج لتطل عليه من اعلى
هاتفة بتحمس :طبعا إنت حتنزل من السلم
عشان كدة انا حسبقك لتحت....
محمد :طيب انا حجيب موبايلي و المفاتيح
و حلحقك....
أشارت له نور ثم نزلت الدرج مهرولة...حتى
وصلت لاسفل العمارة تلهث...وضعت يدها
على خصرها و الأخرى على صدرها لتتنفس
بقوة هامسة من بين لهاثها :ېخرب بيت
غبائي كان لازم يعني ...حوار الرياضة
و الجري داه... انا نزلت السلم بالعافية.... أمال
حعمل إيه في الباقي....
إلتفتت وراءة فزعة بعد أن سمعت ضحكات
محمد الذي كان يستمع إليها بعد أن وصل
بعدها بثوان..
زمت شفتيها بحزن مصطنع زاد ملامحها
البريئة جمالا في عيني محمد الذي كف
عن الضحك قائلا بمزاح:حتستسلمي من
أولها.. انا كنت متأكد إنك مش حتقدري
تكملي...
توسعت عيناها پصدمة من كلامه قبل أن
ترمقه بتحدي : مستحيل...وإنت عارفني. كويس
لما أحط حاجة في دماغي بوصلها...يلا
خلينا نكمل....
أشار لها بيده لتسبقه قائلا :طيب يلا خلينا
نشوف...
تجاوزها راكضا بسرعة خفيفة لتلحقه نور
متسائلة :مش حناخذ العربية
أجابها محمد بضحك : طب لما نركب
العربية حنجري إزاي يا ناصحة
نور بخجل : لا قصدي ناخذها و لما نوصل
النادي نركنها و نكمل جري....
محمد بنفي:لا انا متعود اجري من البيت
لحد النادي كل صبح و العربية يسيبها
هنا على... كل النادي مش بعيد ربع ساعة
جري و نوصل.....
نور بانفاس لاهثة من الركض :ربع ساعة
قليل جدا بصراحة....انا لو حكمل دقيقة
ثانية حقع....خلينا نرتاح شوية....
محمد بضحك :داه إنت طلعتي ضعيفة
اوي ثلاثة دقائق جري و عاوزة ترتاحي...
دي العمارة اللي إحنا ساكنين فيها لسه
بتبان هناك...يلا بلاش كسل...
جذبها من يدها يحثها على المشي...
لتبدأ نور بالتذمر من جديد حتى وصلا
بعد دقائق إلى النادي الرياضي....
دخلا ليجدا العم محروس المسؤول على
تنظيف النادي و الاهتمام به....
محمد :صباح الخير يا عمر محروس....
العم محروس بابتسامة وهو يضع المنشفة
على كتفه : صباح الخير يا ابني...
نظر بتردد نحو نور و قد بانت على ملامحه
التعجب من وجودها فماذا تفعل فتاة
بهذا الوقت المبكر في نادي رياضي رجالي
زال ضياعه و تهللت اساريره بعد أن
سمع محمد يقول : دي مراتي يا عم
محروس...
ليجيبه الاخر بفرحة :اهلا و سهلا يا بنتي
لمؤاخذة اصلي اول مرة اشوفك....
نور بابتسامة مماثلة :أهلا و سهلا....
القى محمد نظرة تفحصية في الارجاء
قائلا : كل حاجة