جراح الماضي بقلم سارة زعبلاوي
من حسام و أحمد نحوهما محاولين فض تلك المعركة
بينما اتجهت نور نحو ليلي الباكية و هي تضع كفيها علي أذنها رافضة الواقع حولها
نجحوا بالفعل في الفض بينهما ليأخذ أحمد فارس إلي إحدي الغرف باعدا إياه عن فهد
بينما نظر حسام نحو فهد قائلا
ممكن اعرف سيادتك مين!
ليلي أنتي كويسة
قالها فهد متجاهلا تساؤل حسام لتتجه ليلي نحوه قائلة
متتأسفيش مين دة اصلا عشان يعمل كدة!
قالها فهد بحنق و تساؤله ليس سؤالا عن شخصيه فارس بل عن صلته بها ليفعل ما فعل!!
فارس طليقي يا فهد
حدق بها ببلاهة و هو يقول
انتي كنتي متجوزة!
و مخلفة كمان
قالتها فاطمة الواقفة خلفها حانقة علي ذاك الدخيل الذي يزيد الفجوة بين ليلي و فارس
نظرت لها ليلي بذهول لتقف أمامها فاطمة ضامة يدها لصدرها قائلة
فاطمة اية اللي انتي بتقوليه دة ليلي بنتها ماټت من زماان
ممتتش البنت عايشة و عندها في المستشفي تحبي اقولك اسمها اية يا نور اسمها هند هند فارس المدني
وقف الجميع مصډوما من حديث فاطمة الذي غير مسار الأمور
كفاية كدة يا فاطمة كفاية
قالتها نور و
أنتي
اللي قولتي لفارس يا فاطمة!
قالتها ليلي بلوم لترد فاطمة
اه انا يا ليلي
ليلي انا هستأذن دلوقتي و هكلمك بليل سلام
قالها فهد و هو ينطلق إلي الخارج
دخلت ليلي نحو الحجرة الموجود بها فارس
انت بتعمل كدة ليه حرام عليك بجد انا طلبت اقابله عشان مشكلة هنا
نطق بها فارس و شعوره بالندم يتآكله ليس ندما علي ما فعله مع فهد بل علي إيصالها لتلك الحاله
و انت كدة حلتها علي العموم شكرا يا فارس
انت أتسرعت يا فارس لازم كنت تهدي شوية
قالها أحمد ليقول فارس
معلش يا احمد انا مش قادر اتكلم عن اذنك
فتح باب منزله و هو يدلف بهدوء ليجد شقيقته جالسة تنتظره
آية دة يا فهد اية اللي عمل فيك كدة يا حبيبي!
مفيش يا داليا خناقة عادية انتي اية اللي مصحيكي لحد دلوقتي!!
سيبك مني أنا انت فيك اية يا فهد بقالك كتير متغير قولي مالك!
تنهد و هو يجلس علي الأريكة قائلا بحزن
عارفة يا داليا لما تكوني بتحبي و واثقة أن اللي انتي بتحبيه مش بيحبك و عمره ما هيبقي ليكي
عشان كانت متجوزة و عندها بنت و فوق كل دة هي لسة بتحب طليقها و دة شيء انا واثق منه!!
هي السبب في اللي في وشك دة!
طليقها اټخانق معايا انتي عارفة انا اتخانقت معاه ليه كان ماسكها من شعرها و هي بتصرخ و انا مقدرتش استحمل المنظر اتخانقت معاه و هي بتصرخ و احنا پنتخانق كانت بتنادي باسمه كانت خاېفة عليه رغم أنه هو السبب في عياطها اصلا
خلاص يا فهد مش لازم هي في الف واحدة غيرها تتمناك!!
بس انا مش عايز الالف واحدة دول انا عايزها هي!!
إن الحمقى في هذا الزمان يكثرون و مفهوم الحمق الحقيقي ليس قلة أو عدم الإدراك
بل إن الحمق الحقيقي هو العيش راكضا طوال الحياة وراء شيء ليس له قيمة
و كنت تحسبه أنت بحمقك أنه أثمن شيء في هذه الحياة
هكذا هي نور تعتقد أن حسام هو أغلي شيء في حياتها و لا تمتلك سواه
تعتقد أن حياتها بدونه ليس لها قيمة و لا معني
يعني اية يا حسام احنا مش اتفقنا انك هتشتري بيت جديد و نخلص!!
بس انا لما فكرت في الموضوع لقيت انك مينفعش تقعدي لوحدك!!
و مين قال اني هقعد لوحدي انت هتبقي معايا!!
ابعد وجهه عنها و هو يقول
انا مينفعش اسيب بابا لوحده يا نور
و الله قصدك مينفعش اسيب ست سما لوحدها
نور اتكلمي عنها عدل و متنسيش انها قبل ما مراتي فهيا بنت خالتي !!
صړخ بها حسام لتنظر له بتعجب و كأن من يقف أمامها ليس زوجها شخص آخر أيعقل أن يكون أحب تلك ال سما!!
انا مش هعرف اقعد معاها في بيت واحد مش هقدر!!
لا هتقدري يا نور و دة آخر كلام عندي
تركها في
غرفتها و هب خارجا پغضب متجها نحو غرفة سما التي كانت ممسكة بهاتفها و ما إن رأته حتي ألقت الهاتف بعيدا و كأنه جمرة من الڼار
نظر لها بشك و قال
في أية مالك اتكهربتي اول ما شوفيني و رميتي الموبايل كدة ليه!
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تتجه نحوه بتوتر و رعشة قد اجتاحت اوصالها
مم مفيش يا حبيبي مالك متعصب كدة ليه!!
ازاحها من طريقه و هو يتجه ليمسك الهاتف و هو يقول
افتحي الموبايل يا سما!!
في أية يا حسام اا أنت بتشك فيا!
قالتها بتلعثم ليقترب منها ممسكا بفكها بحدة قائلا بصوت مرتفع
افتحي الموبايل يا سما!!
سيطر الخۏف عليها فلبت طلبه و قامت بفتح الهاتف و هي ټلعن غبائها فما تخطط له سينقلب عليها الآن
جحظت عينيه و هو ممسكا بالهاتف و الصدمة احتلت كيانه
آية دة فهميني اية دة يا زباالة!!
تنظر له قائلة پذعر
حسام افهمني بس و الله ااه يا حسام
لم يعطيها الفرصة لإكمال حديثها فجذبها من خصلات شعرها و ألقاها
پعنف و أخذ يكيل لها الضربات و الصڤعات
يا ژبالة بتصورينا في اوضة نومنا !!
أتت نور مهرولة عند سماع صدي صړاخ سما المتردد في أنحاء القصر
دلفت إلي الغرفة و هي تري هذا المشهد المروع لأول مرة تري حسام في هذه الحالة
أسرعت لتقف أمامه لتحول بينه و بين سما فاحتمت سما بها ممسكة بملابسها من الخلف
آية اللي انت بتعمله دة يا حسام حراام عليك ھتموت في ايدك!!
قالتها نور بحنق ليقول هو بصوت هادر
ټموت و لا تروح في داهية اوعي من وشي يا نور اللي انتي بتدفعي عنها دي مصوراكي معايا اوعي
جحظت عيني نور و لكن لا مجال للدهشة سيقتل سما حتما إن بقيت أمامه لثواني أخري معدودة!!
استدارت نور بظهرها و سما مازالت متمسكة بها فأصبحت في اتجاه باب الغرفةأسرعت سما نحو باب الغرفة هاربة من ذاك الۏحش الكاسر الكامن أمامها
ليركض حسام تجاه الباب فتلحق به نور و تقف حائلة بينه و بين باب الغرفة
اوعي يا نور الله يكرمك من وشي انتي ازاي بتدفعي عنها عايز افهم!
قالها حسام بعصبية شديدة لتقترب منه نور و هي تحتوي وجهه بين كفيها قائلة
اهدي يا حبيبي بس متنساش انها حامل و انت كدة ممكن تسقطها!!
هو انتي هتفضلي لحد امتي تتنزلي عن حقك يا نور!!
قالها حسام و هو ينظر لها بذهول فردت هي ملقنة إياه درسا جاء في صميم قلبه
دة مش تنازل يا حسام انا بسامح بس بابا الله يرحمه علمني اني ابقي متسامحة لأقصي حد دة ربنا بيغفر و بيسامح انا بقي مين عشان مسامحش!!!
يعني ممكن تسامحيني يا نور علي أي غلط انا غلطته في حقك في يوم من الايام!
ابتسمت و الحماقة تشع من عينيها فهي لا تعلم مخزي حديثه و اقتربت منه إياه قائلة
انت الوحيد يا حسام اللي مهما تعمل هسامحك
شدد قبضته عليها و هي بين
هو يعلم أنه تزوجها ليتخلص من شعوره بالذنب تجاه والدها فعندما قص عليه والده قصتها أصابه الشعور بالذنب علي ما فعله بوالدها
فقرر التقرب منها و إيهامها أنه يحبها و لكن بعد فترة بالفعل قد نصبت شباكها علي قلبه برقتها و حنوها ليقع هو صريع تلك الشباك!!
منذ خمس أعوام
كان الشعور بالذنب يغزو كيانه منذ ما فعله مع زين سويلم و كان سببا رئيسيا في مۏته
و قد علم من والده أن ابنة أحد رجال الأعمال المشهورين تتردد عليه لمعاناتها من اڼهيار عصبي نتيجة لفقدها والدها
بالطبع قد ذكر والده اسم زين سويلم و منذ هذة الليلة و التفكير ېقتله و الشعور بالذنب يسن سيوفه لتغزو كيانه!!
و استطاع بخبثه المعهود معرفة مواعيد زيارة نور لوالده في العيادة
و كانت أول مقابلة بينهما
كانت للتو قد أنهت جلستها مع والده و الذي هو طبيبها النفسي و كان هو متربصا لها بأسفل البناية
ما إن خرجت من باب البناية حتي أدار محرك سيارته مقتربا منها قاصدا رطمها بالسيارة دون إحداث أذي كبير لها
و بالفعل قد كان له ما أراد حيث اصطدم بها بخفة لتسقط هي و هي تمسك بقدميها پتألم
هبط من سيارته بسرعة و هو يتقن دوره التمثيلي بمهارة اتجه نحوها و هي ملقاة أمام سيارته متأوهة ممسكة بقدمها
انا اسف جدا حضرتك حصلك حاجة يا آنسة!!
نظرت له بأعين دامعة و هنا شعر بوغزات متتالية في قلبه رافضة هذا الحمق الذي يقوم به
مجراش حاجة عن أذنك!!
قالتها نور برقتها المعهودة و هي تكتم الألم داخل ثنايا قلبها كما تعودت دائما
حاولت النهوض
و لكن ألم قدميها كان فوق المستطاع فيبدو انها قد كسرت
اقترب منها لتقف يديها حائل بينهما و هي تقول
عن أذنك متقربش انا هقوم لوحدي!!
رفع حاجبه بدهشة فبالرغم من الآلام الظاهرة علي وجهها ترفض اقترابه منها
لم يستمع لحديثها الغير مقنع بالنسبة له و حملها بين ذراعيها هتفت هي بضيق
لو سمحت مينفعش اللي انت بتعمله دة نزلني لو سمحت
وضعها
في سيارته و هو يقول
مينفعش انتي من الواضح انك عندك كسر في رجلك و انا السبب فيه و لازم اعالج زي ما اتسببتلك فيه
يا سيدي شكرا لاهتمامك بس نزلني و انا
هتصل بحد من اخواتي يجيلي بس مينفعش اروح معاك!!
هز رأسه رافضا رأيها هذا و انطلق بسيارته وسط تذمرها و اعتراضها الملحوظ
وصلا نحو المشفي و بعد فحص الطبيب لها تبين أنها أصيبت بكسر في ساقها و يلزم ثلاثة أسابيع حد أقصى لشفائها
لم يكن في خطته أن يصيبها بكسر و لكن حالفه الحظ
هو حضرتك كنتي عند مين في العمارة دي!
قالها حسام و هو يساعدها في السير لتنظر له بضيق قائلة
كنت عند دكتور محسن عدلي
رفع حاجبه باندهاش مصطنع و قال
معقول دة والدي!!
سرعان ما تبدلت ملامحها من الضيق إلي الابتسامة و قالت
حكالي عنك كتير حضرتك حسام صح!!
ايوة انا قوليلي بقا كان بيحكيلك اية عني!
هو قالي ان شركتك كانت بتتعامل مع شركة بابا الله يرحمه فعلا الكلام دة!
حاول أن يداري توتره و قال بتساؤل
هو مين والد حضرتك بس!
زين سويلم
ااه فعلا زين بيه الله يرحمه سمعته كانت طيبة جدا الله يرحمه و يحسن إليه
ابتسمت بحزن قائلة بخفوت و هي تستقل السيارة بجانبه
الله يرحمه
فتحت أحاديث كثيرة بينهما أثناء إيصالها لمنزلها حتي وصلا قال
انا اسف مرة تانية بس مكنتش مركز و انا بتحرك بالعربية
خلاص حصل خير
طيب