نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف
تشعر بها بمجرد ذكره او رؤيته دونا عن أى شخص التقته طوال حياتها..
ونظرت لكريمه وبدأت تؤيدها بإيمائة من رأسها صاحبتها همسات مختصره
وحتي انا كمان عندي نفس الإحساس الا هو رقمه معاكي ياماما
فأومأت لها كريمه وهي تلتقط حقيبتها التي بجوارها وتفتحها وتخرج منها هاتفها ومدته لود التي نظرت اليه مستغربة وقبل ان تسألها علمت كريمه ماستسألها عليه واخبرتها ان هاتفها لم تعد تستطيع استخدامه وأن هذا هو الأءمن الأن وشرحت لها ماقاله الطبيب حمزه وتفهمت ود واخذت منها الهاتف وبدأت على الفور بمهاتفة حمزه ولكن الغريب انه لم يجب علي الاتصال وللحقيقه ليس هذا ماكانت تتوقعه منه اطلاقا
وبالفعل قد فعلت ذلك بعد حوالي الساعتين وعاودت الاتصال مرة اخري ولكن اتصالها للمرة الثانيه لم يجد اية إستجابه مما جعل ڠضبا طفيفا يتسلل الي نفسها فها هي تشعر انها ليست ذي اهميه لدي حمزه وهذا الشيئ لم تعتادة البته..
وظل يستدعي صوته للعودة اليه مجددا ولكن للأسف لم يلبي صوته النداء وخذلهولا يستطيع ان يفتح الخط ولا يجيب فذلك سيجل الړعب يدب في قلوبهم وحالتهم لا تحتمل خوفا
فأغمض حمزه عيناه وهو يشعر بالعجز حين صمت الهاتف وظل يتحسس حنجرته كي يكتشف مالذي حدث له جعل صوته يختفي وفهم السبب حين شعر پألم شديد في رقبته وهو يتحسسها وخمن انه قد يكون تلقي ضړبة ما عليها فعلت به هذا..
وقد علم الطبيب حمزه السبب فعقله قد توقف عن العمل تماما فقد نفذ وقوده وهو الآن في حاجة ضرورية للوقود المتمثل في قدحا من القهوة
إما هذا وإما يستمر عطله وتوقفه الي وقت غير معلوم..
فنظر اليه عمرو نظرة عابره كي يطمئن علي حاله اثناء الترحيب بأخته ولم يستطع تجاهل نظرة الجرو التي رآها في عيون حمزه وهو ينظر الي كوب القهوة في يده فأشفق علي حال صاحبه وانهي الكلام مع اخته وتحرك نحوه سريعا وقهقه حين رأي ابتسامة حمزه الواسعه ولهفته التي سيطرت عليه وهو يراه يتقدم وخيل اليه كطفل صغير يرقص فرحا حين اشار له ابيه بالكثير من حلوته المفضله
ففكر عمرو قليلا في سبب ذلك ورفع حاجباه حين تذكر انه نسي طقوس حمزه لشرب القهوة. ففتح غطاء الكوب وقربه منها وهنا حمزه دنا منه بوجهه وقام بإستنشاق رائحة محبوبته واغمض عينيه منتشيا وأصدر صوتا يدل علي كامل استمتاعه امممممم
فنظر عمرو وسماح لبعضهم وابتسما علي هذا العشق العجيب وهذا العاشق المچنون..
وارتشف حمزه اولى قطرات قهوته وماهي الا لحظات وكل عضوا من جسده قد حدث فيه اختلال بسبب افتقاده للقهوة عاد للعمل من جديد وبنفس كفائته الاولي..
حتي صوته قد تحرر بعد انهائة للكوب كاملا وخرج متقطعا وهو
________________________________________
يشكر عمروا
وكأن القهوة اصبحت جزءا من تكوينه اذا غابت تداعى من بعدها ثائر جسدة.
دقائق معدوده
ظل حمزه يجاهد وهو يخرج بعض الحروف مكونا كلمة مختصره عن كل ما ود السؤال عليه
ال م. س. ت. ش. ف. ي فأجابه عمرو عن كل ماحدث اليوم فيها وايضا اخر التحقيقات مع المدير وعما اسفرت الي الآن
أج ا ز ه فاجابه بانه اخذ له اجازة ووافق المديد المؤقت عليها بعد ان عرف حالتك الصحيه..
ال. م. ر. ض. ي فطمأنه عمرو انه يشرف علي مرضاه بنفسه ويتبع معهم نفس خطه العلاج الخاصه به وان اوضاعهم مستقرة
واخيرا شعر حمزه ببعض الراحه بعد ان اطمئن علي ما يشغل باله من ناحية المشفي والمړضي..
والان لم يتبقي له سوئ الاطمئنان عليها..
ومرت ساعة علي وجود عمروا معه ثم استأذن وغادر بعدها وماان غادر حتي تلقي حمزه اتصالا آخر من كريمه وظل ينظر للهاتف في حسره فهو لا يستطيع الإجابه هذه المرة ايضا..
ومر باقي اليوم علي ود وحمزه وكل منهم يشعر بحاجة ملحه ورغبة عارمه للتحدث الي الآخر فود تشعر ان في الطبيب حمزه خلاصها والطبيب حمزة يشعر ان في ود راحتة..
ومر اليوم واتي اليوم التالي وهاهو حمزه يكاد يتقفز فرحا حين حاول التحدث بمجرد ان افاق من النوم وخرج صوته واستطاع الكلام حتي وان كان بصوت خاڤت ولكنه استطاع..
اما عند حسام
لم يأتي الى الفيلا في الليلة السابقه فقد بات في الشركه يجمع كل الاوراق الهامه والخاصه بالصفقات الاخيره التي
بعد ان فاق حمزه من نومه وتأكد انه يستطيع الكلام اليوم اول شيئ فعله حينها ان امسك بهاتفه وقام بالاتصال بود والسيدة الكريمه ورن الهاتف ولم يجد أية إجابة من المرة الاولي ولا الثانيه ولكن في المرة الثالثه اتاه صوتها الرقيق الناعس..
حمزه بصوت خاڤت ايوه ياود صحيتك من النوم مش كدة
فتبسمت ود التي بالفعل استيقظت علي صوت الهاتف وردت عليه حصل
حمزه آسف علي الازعاج
ود بتتأسف على ايه عادي اصلا كده كده كنت هقوم كمان نص ساعه عشان ورايا حبة شغل عايزه اخلصهم..
فتبسم حمزه وهو يرى تحسنا ملحوظا في حالتها بل وتتحدث براحة كبيره كأنها كانت في هم وتخلصت منه ومن آثاره ايضا..
فصمت حمزه قليلا ثم اردف بس ماشاء الله انا شايف انك متحسنه كتير النهاردة..
ود وانا كمان حاسه بكده بس انت اللي حاسه ان صوتك تعبان ياتري من ايه
حمزه لا ابدا دا دور برد بسيط وهيروح دلوقتي..
ود سلامتك
حمزه الله يسلمك الا مسألتنيش يعني ليه مردتش عليكي امبارح
ود مجاش فبالي وبعدين اكيد انت لك اسبابك يعني ماهو اصل وقتك مش هيقتصر عليا انا وبس اكيد عندك حجات تانيه اهم..
حمزه غلطانه لاني معنديش اهم منك قالها وصمت بعد ان قوبلت جملته بالصمت من ود ايضا وعلم انها لا تجد ماتقوله فرفع عنها الحرج حين غير مجري الحديث قومي يلا افطري وشوفي هتعملي ايه وانا هكلمك بعد شويه واتكلم معاكي شويه محتاج اعرف منك كام حاجه كده..
فهمهمت ود بالقبول واكمل هو
وابقي اعمليلك فنجان قهوة اشربيه عشان تعرفي تركزى فالشغل اللي هتشتغليه كويس
فردت عليه ود وهي تتذكر طريقته في شرب القهوة وتبتسم هعملها قبل ماافطر وابدأ يومي بيها زيك.. اصلي ابتديت احبها جدا
فازدادت ابتسامة حمزه واخبرها بأنها الان ستضع قدمها علي اول طريق العظمه فلا يبدأ يومه بقدح من القهوة سوي احد العظماء..
فضحكت ود بخفه ثم انهت معه المكالمه تاركة اياه غارق في غياهب جب ضحكتها لا يستطيع الخروج وينتظر ان ينتشله احد السياره..
وقد قامت بهذه المهمه اخته سماح حين عادت من الخارج والقت عليه تحية الصباح وها هو يري بيدها قدح القهوة وبعض الاكياس التي لا تهمه علي الاطلاق هي او مافيها فكل مايهمه الان هو هذا القدح الذي خيل اليه انه يتراقص في يد سماح ويتهادي يمينا ويسارا في كحبيبة تقترب من حبيبها بدلال وبدا قلبه يتمايل معها
وهاهي تصل اليه ليختطفها ويضمها بكلتا يديه متلهفا لها بكل شوق فتنشق رائحتها اولا ثم ارتشف منها بعد ذلك وهاهو يتحسن مع كل ارتشافة اكثر واكتر واكتر..
فما اجمله هذا الصباح الذي بدأه بصوت ود وانهاه بقهوته والاثنان اصبحا عنده سيان في تحسين ميزاجه..
ومرت باقي ساعات اليوم علي حمزه بطيئة رتيبه قضاها بين تصفح مواقع التواصل وبين التفكير في كافة مشكلاته وبدأ يبحث لها عن حلول المشكله الاولي هي حال ود ووضع الخطط المناسبه لعلاجها والثانيه هي عمله وهل سيستطيع ممارسته بعد يومين من الآن وهو لايزال متعبا بهذا القدر ويلزم لشفائه اسابيع وليست ساعات معدوده
واخيرا التفكير في قدح آخر من القهوة
ورن هاتفه وحلت اولى مشكلاته حينما هاتفه وحيد واخبره انه آت اليه فطلب منه احضار كوبا من القهوة في طريقه..
وفي هذه الاثناء فوجئ حمزه وسماح بحضور زوجها وأولادها الذين اسرعوا جميعا نحو حمزه يطمئنون عليه ويكتشفون مدى سوء حالته ولم لا وهو كان لهم دوما نعم الخال ونعم الصهر..
وبعد ان طمئنهم حمزه عليه واخبرهم انه اصبح بخير الآن امر اخته سماح بأن تاخذ الاولاد وتذهب بهم الي شقته
فتبقي معهم هناك ويجلس معه زوجها عبد الله بدلا منها
فوافقت سماح علي الفور علي الاقل ستتمكن من تحضير وجبة طعام جيده لهم جميعا وتأخذ لها حماما ساخنا وتنزع عنها هذه الملابس فكم تكره المشافي والولوج اليها والمكوث فيها وتعتبرها بؤرة للأمراض والجراسيم التي يهيأ لها بانها طوال اليوم تتسلق جدرانها وتعيش وتتكاثر فوق الاسره وعلي كامل الاثاث..
فأخذت الاولاد وغادت تاركة اخيها بصحبة زوجها يتجاذبون اطراف الحديث وعادت هي الي الشقه
وفي هذه الاثناء وصل وحيد بكوب القهوة الي حمزه فبدأ فى شربه بمنتهي الاستمتاع وترك وحيد مع عبد الله يتحدثون وهو أنشق عن مجلسهم بعقله وذهب لعالم آخر لا يسمع ولا يري فيه غير قهوته وانفاسها اللاهثه المتمثله في بخارها المتصاعد امام عينيه ..
اما ود فقضت اليوم كله وهي منكبة علي الاوراق التي امامها تحسب ما معها وماتملك ومالها من ديون شخصيه لدي الناس بعيدا عن معاملات الشركه والتي تستطيع تحصيلها بنفسها
واخيرا اهتدت الي فكره ستخلصها من حسام وتقطع احدي الخيوط التي تربطها به الشركه
ستبيعها