الإثنين 25 نوفمبر 2024

نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 24 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز


مسرعة نحو السوبر ماركت لتسأل في أي مشفى يرقد اخيها
وماأن وصلت وسألت حتي اسرعت تسابق الريح الي هناك بقلب يرجف وعبرات تتسابق للسقوط
ودعوات وتضرع الي الله ان يحفظه لها من كل شړ وسوء لم تنقطع الا بوصولها الي باب غرفته التي اندلت اليها اخيرا..
فتحت سماح باب الغرفه مرة واحده ودخلت مسرعه بكل ماتحمل من خوف بداخلها

مما ادي الي جفل واستغراب حمزه والطبيب وحيد وخوفهم من هذا الھجوم المفاجئ الذي حدث للتو لكن سرعان ماسكن وجل قلوبهم وهم يروا من صاحبة الھجوم..
فتغيرت ملامح

________________________________________
الطبيب حمزه للضيق وهو يراها ويري حالتها ودموعها فلم يكن يود ان يقلقها عليه او ان تراه في هذة الحاله وتكون النتيجه هى مايراه الآن..
هجمت عليه سماح ماإن افسح لها وحيد المجال وبدأت تتحسسه بقلق بالغ وهي تسأله بصوت قد اختنق من كثرة
البكاء 
مالك يااخويا مالك يانور عيني قولي مين عمل فيك كده 
وبدأت تكرر نفس الاسئلة مرة بعد مره وحينما لم تجد ردا توجهت بالحديث لوحيد وسألته الاسئلة ذاتها راجية منه ان يجيبها لعله يعلم 
ولكن وحيد اجابها بأسف انه لا يعلم مثلها تماما
فجلست سماح بجانب اخيها 
واستأذن وحيد بالمغادرة بعد ان اطمئن على حمزه بقدوم اخته اليه
ولكنه لم يغادر الا بعد ان سألها إن كانت تحتاج لشيئ ما يجلبه لها وهي تشكرته واخبرته انها علي مايرام ولا تريد شيئا..
فغادر وحيد وما هي الا دقائق معدودة بعد مغادرته وتوالت الناس عليهم من الجيران والمعارف وكل من علم بما حدث لكي يطمئن علي حمزه..
ساعة كامله انقضت بين فوج يأتي وآخر يغادر الي ان خلت الغرفه اخيرا من الناس وبدأت الضوضاء تختفي وهاهو حمزه يغمض عينيه محاولا اخذ قسط من الراحه تحت انظار اخته المشفقة على حاله
ولكن هيهات فها هو يفتح عينيه مجددا ليراها تتجسد امامه بشكلها الملائكى برقتها بأنوثتها بنوبات هلعها بعيناها البراقه التي تنظر اليه وكأنها اقسمت ان لن تجعل الراحه تستطع اليه سبيلا بعد اليوم الذي وقعا عليه فيه وكأنها ميدوسا وقد اصابته لعڼة عينيها ..
فظل هائما يتأملها وهي متجسدة في الفراغ امامه ويسأل نفسه تري كيف امست وكيف اصبحت وتمني لو كان يستطيع الكلام كي يهاتفها ويطمئن عليها
واخيرا افاق على اصوات زقزقات بطنه وهي تعلن عن حاجتها للطعام
فنظر لاخته لكي يخبرها ولكنه لم يستطع اخبارها قولا 
فبدأ يمسد بيده علي بطنه بحركة دائريه ففهمت اخته مايرمي اليه وقامت علي الفور وتوجهت اليه ببعضا من الطعام الذي جلبته معها تلك الجاره وبدأت تطعمه بالقليل القليلورويدا رويدا
وهو برغم صعوبة المضغ والبلع الا انه استمر في تناول الطعام مرغما ليسد جوعه..
وبعد الانتهاء من الطعام كم اشتهي كوبا من القهوهو تمني لو يستطيع الحصول علي واحدا الان والامنيه التي تضاهي الامنية الاولي هي ان يري ود او يسمع صوتها
وها هو يعادل احتياجه لها احتياجه للقهوة وأصبح يعلم ان سعادته الكبري الآن تكمن في قدح من القهوة وعيناها.
اما في هذا الوقت في فيلا حسام..
سعاد حسام اهدا مش كده هتجرالك حاجه
حسام اهدا ازاي ياامي اهدا ازاي والعقربتين دول قدروا يهربوا مني ويغيبوا عن عيني 
وياعالم دلوقتي ست ود بتخططلى لايه ولا بدأت في تنفيذ انهي خطه عشان تخلص مني ومننا كلنا
ونظر الى طفله بحسره ثم ذهب اليه فالتقطه من الأرض وحمله بعد ان تبسم له الصغير وطبع قبلة حانية على جبينه وهو يهمس له 
انا مش خاېف غير عليك انت بس انا متهمنيش دلوقتي اي حاجه تانيه فى الدنيا غيرك..
فتقدمت منه زوجته وقامت بوضع يدها علي كتفه وهمست له مطمئنه 
متخافش مفيش اي حد ولا اي حاجه هتقدر تأذيه ولا تأذيك ولا ټأذي حد فينا طول ماانا جنبك متشلش هم حاجه ابدا 
ركز بس انت فشغلك وخلي بالك وانتبه عشان طول ماود بعيد متعرفش ھتضربك فأنهي وقت والضړبه هتجيك من انهي اتجاه..
أومأ لها حسام برأسه تأييدا ثم اغمض عينيه وضم طفله اليه بكلتا يديه واستنشق رائحته الطفولية الجميله اما هي فإبتسمت ورفعت يدها تربت على رأس صغيرها وتلاطفه هي الاخرى..
وكل هذا تحت انظار سعاد التي كانت تنظر لإبنها بشفقة بالغه وهي تري الړعب يسيطر عليه بالكامل ويضرب اوصاله
ولم لا يفعل واكبر عدوة له قد اصبحت حرة طليقه وليست بمفردها فمعها وصيفتها والعقل المدبر والتي تتحكم في ود بكل سهوله ويسر كقطعة من الصلصال..
اما في الاسكندريه..
دلفت كريمه الي غرفة ود فوجدتها تقف امام المرآه وهي بكامل اناقتها وتقوم بوضع بعض مساحيق التجميل فتبسمت كريمه. واخذت تنظر اليها بفرحة شديده وهي تراها تعود الي الحياة من جديد
ثم تقدمت وجلست علي طرف السرير تتأمل في ود التي تبسمت لها هي الاخري وسألتها في غنج بالغ 
هاه ياماما كريمه ايه رأيك فيا حلوه
كريمه بنبرة صوت فائضة من المحبه والاعجاب احلي واجمل وارق والطف ود في الدنيا دي كلها حمداله على سلامتك ونجاتك يانور عيوني
انزلت ود الفرشاة التي بيدها ووضعتها في مكانها المخصص بين الفرشيات الاخرى
وتركت مقعدها وتقدمت نحو السيدة كريمه فجلست بجانبها وقامت بإحتضانها وضمتها هي الاخري وبدأت تمسد علي شعرها فتنهدت ود واردفت هامسه في حضڼ كريمه 
واخيرا ياماما واخيرا اتحررنا من حسام وسعاد وبقينا احرار اخيرا بعدت عن حسام وهتنفس بحريه اخيرا هقدر اعمل كل اللي انا عايزاه من غير قيود او فرض سيطره اخيرا هنعيش من غير خوف ياماما اخيرا
فردت كريمه عليها هامسه 
ايوه ياود بس برضوا حريتنا مش هتكون كامله طول ما حسام وامه علي وش الدنيا طول ما عايشين مش هيسمحولنا نعيش ابدا احنا من البدايه ومن ساعة ظهورهم في حياتنا واتحط لسعادتنا وسعادتهم في الدنيا شرط واحد ان سعاد وحسام ميكونوش فيها يأما احنا الاتنين مانكنش فيها
وطول ماكلنا موجودين في حياة بعض لا هيكون فيه سعادة ولا راحه..
وعشان كده احب اطمنك ان سعادتنا خلاص على الابواب لان نهايتهم خلاص علي وشك.. استعدي ياأمي لأيام حلوه كتير جايه
انهت جملتها ثم هبت واقفه وقامت بألتقاط بعض الاوراق وحمل حقيبة. يدها الصغيره وتوجهت الي الخارج لم تقف حتي بعد ان سألتها كريمه پخوف 
علي فين ياود يابنتي 
فأجابتها ود ولازالت تبتعد رايحه احط النقط عالحروف ياماما وارجع الحقوق لأصحابها 
وماإن انهت جملتها حتي كانت تخرج من باب الشقه وتقوم بغلقة خلفها ولم يتسني لكريمه منعها او اللحاق بها
وتركتها وهي تنتفض عليها خوفا فهي لازالت في خطړ محدق وتعلم كريمه ان خروجها بمفردها قرار متهور قد لا يحمد عقباه نهائيا
فهزت رأسها بمنتهي الاسى والاعتراض وهى لا تملك اكثر من ذلك فتلك هي ود وتلك هي رأسها اليابس
وها هي تعود للعند من جديد وبرغم الخۏف والقلق لكن مرحى والف مرحى بعودتها مرة اخرى..
يتبع
أنثى بمذاق القهوة ١٦
خرجت ود من البيت وتوجهت الي البنك قبل ان يستطيع حسام ان يتخذ اى اجراء بالتقرير الذى حصل عليه من المشفي والذي يثبت چنونها ويحجر علي جميع تصرفاتها فقامت بتحويل كامل النقود التي بحسابها لحساب كريمه وقامت ببيع الاسهم وشهادات الاستثمار وحولت النقود ايضا لحساب كريمه وأخيرا استأجرت خزينة فى البنك وقامت بوضع جميع الاوراق الهامه والتي تثبت ملكيتها لكل شيئ فيها..
ثم بعدها همت بالعودة الي المنزل ولكنها توقفت ماأن رأته يقف في زاوية البنك ينظر اليها نظراته القاتله نعم فهي تعلم انه لن يهدأ له بالا الا اذا قټلها وتخلص منها بأية طريقة من الطرق..
فحملقت فيه پخوف شديد قبل ان تطلق قدميها للريح هربا منه
جريت حتي ابتعدت عن البنك مسافة لا بأس بها ووقفت تلتقط انفاسها وإذ بها تنظر للخلف مطمئنة ولكن الاطمئنان

________________________________________
تبخر وهي تراه خلفها تماما..
فصړخت وواصلت الجري وسط الناس وحتي الزحام لم يمنعه من ملاحقتها فهاهو يخترق صفوف الماره ويمر
من خلالهم ويتبعها.. 
ظلت تجري وتجري الي ان وصلت الترام فصعدت وجلست علي مقعد بجوار الشباك وهي تلهث وتحرك الترام وخاڤت ان يكون قد لحقها الى الترام ايضا ولكنها اطمئنت وهي تراه واقفا على الرصيف بين الجموع ينظر لها في ڠضب شديد ككل مرة 
فأطلقت زفيرا بارتياح وهي تراه يبتعد عنها حين تحرك الترام وبدأ يتلاشى شيئا فشيئا الي ان اختفى تماما..
فأسندت رأسها للخلف واغمضت عيناها وهي تهمس امتا هتختفى من حياتي نهائي بقي ومااشوفكش تاني انا تعبت تعبت قالتها ثم رفعت يديها تضغط علي جنبات رأسها علها تستطيع ان تخفف ألم الرأس الذي يصيبها فور ظهور هذا الکابوس امامها فى كل مره..
توقف الترام في آخر محطاته فنزلت ود واكملت المشى الي ان وصلت البيت الذي كان قريبا نوعا ما وماإن وصلت الى باب الشقه وفتحتها ورأت كريمه حتي ذهبت اليها مسرعة وارتمت فى احضانها تشكوا اليها خۏفها بدون كلام والأخري بدأت تبث فيها الأطمئنان بتمسيدات حانية على شعرها وظهرها.. وبعد دقائق استكانتها ود في احضان كريمه اردفت كريمه 
شوفتيه
فأجابتها ود پألم وانا من امتا مش بشوفه ماانا دايما بشوفه في نومي فى صحياني فكل وقت قدامى دايما واقفلي ومستني اى فرصه عشان يموتني ويخلص مني ومش عارفه هو مش بيعمل كده ليه عشان يرتاح ويريحني انا كمان معاه..
هدرت بها كريمه بنبرة غاضبه فور سماعها لهذا الكلام 
ود اوعي اسمعك تجيبي سيرة المۏت مره تانيه سامعه وبعدين هو ميقدرش يعملك حاجه ولا يأذيكي وكل دي اوهام فدماغك طيب ماهو لو يقدر كان عملها من زمان ايه اللي يخليه يستني طول المده دي وايه هو الوقت المناسب اللي مستنيه ماهو اللي بيأذي كل الأوقات بالنسباله بتكون مناسبه للأذي انسي ياود انسي وارجعي عيشى حياتك مره تانيه ولو شفتيه ارجعى اعملى نفسك مش شايفاه زي زمان وانتي هتلاقيه اختفى هو بيظهر لما انتي بتسمحيله ويختفي لما تتجاهليه صدقيني الامر دا بايدك انتي ياود وانتي المتحكمه فيه.
ابتعدت ود عنها وتنهدت وهي تردف 
الموضوع مش بالسهوله اللي بتتكلمي بيها دي ياماما الموضوع اصعب من كده بكتير صدقيني مش انا اللمتحكمه فشوفته ابدا هو اللي بيظهرلي علي حسب ماهو عايز وفي الوقت اللي هو عايزه وحتي لو غاب بيرجع يظهر مره تانيه عشان يفكرني بيه ويقولى اني عمري ماهرتاح فحياتي ابدا..
فنظرت لها بشفقة ثم اردفت مفيش قدامنا غير واحد بس هو اللي ممكن يخلصك من دا كله ويعمل اللي غيره مقدرش يعمله ثم نظرت بعيدا واردفت الدكتور حمزه..
فتبسمت ود فور سماعها لإسمه فهي لا تعلم سر الراحه المرتبطه بهذا الطبيب والتي
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 72 صفحات