نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف
الاهمية القصوى بالنسبة له وتستحق ان يحميها بيديه اكثر من غيرها نظرا لسهولة اتلافها
اهي اسنانه ام عينيه ام وجهه كله ام بطنه التي بها كامل اعضائه الحيويه ام.... وهنا اخذ الطبيب حمزه قراره بأن الأولي والاحري والاحق بدفاعه وحمايته له هو اكثر اعضاء جسدة الحيويه اهميه
فكل شيء آخر له بدائل وحلول الا هذه المنطقه..
وهي المسافة التى تطلبها وصول حسام اليه من مسافة لا تبعد اكثر من عشر خطوات فقط ..
وبمجرد وقوف حسام امام الطبيب حمزه حتي تبسم وهو يرى الطبيب حمزه يقوم بقلع نظارته ويلقي بها داخل سيارته علي المقعد
ويقف مستقيما آخذا وضعا معينا يتخذه لاعبي كرة القدم اثناء وقوفهم امام المرمي وعمل حائط بشړي لصد فاول .
وكان الاجدر بالطبيب حمزه ان تضايقه ضحكات حسام الساخره
ولكنه لم يهتم فهو يعلم ان السخريه قادمة قادمة
سواء استسلم ام قاوم
ففي النهايه لا امل له فى التغلب على هؤلاء العمالقه
او ربما لا امل فى النجاة من تحت ايديهم والخروج حيا..
خفتت قهقهات حسام اخيرا و نظر الي حمزه طويلا وهو بهذا الشكل المضحك ثم اردف بنبرة آمرة تشبه فحيح الافاعى
وديتهم فين يلا
فتح الطبيب حمزه عينا بعد الاخرى وكالعادة فكر فى الانكار وقول الجمله المعتادة في هذه الحاله والتي يتوقعها الجميع وهي
ولكن الطبيب حمزه اذكي من ذلك وعلم ان الانكار لا يفيد فأجابه علي الفور
معرفش انا وصلتهم لمحطة القطر وسبتهم ورحت لأختي فكفر الشيخ قضيت معاها باقي اليوم..
حسام بصوت هادر كداب يابروح امك انت كنت معاهم وتعرف هما فين ولو منطقتش دلوقتي انا هخلي الرجاله دي تعمل منك بطاطس محمره دلوقتي..
فلم يأخذ معه الطبيب حمزة وقتا طويلا من الجهد والټهديد والوعيد او الضړب حتي
وها هو سيتحدث ويخبره عن مكانهم بمنتهي السهولة واليسر
فأثنى عليه حسام قائلا شااااطر برافو عليك يادكتور المجانين كويس ان المجانين اللي بتعالجهم مأثروش على عقلك ولسه قاعد عاقل وبتوزن امورك كويس ها قول بقي...
بالطول..
فهز حسام رأسه مستفسرا عن معني مانطق به الطبيب حمزة توا
فأجابه حمزه علي الفور البطاطس المحمرة خلوها بالطول
ومقرمشه ياريت..
قالها وعاد لنفس الوضع السابق واغمض عينيه وهو يتمني ان تحدث معجزة من السماء فهو يعلم ان اول الصڤعات في طريقها اليه
ولأن المعجزات نادرة الحدوث فلم يكن حظ الطبيب حمزة بالحظ الوفير الذي يجلب المعجزات
وها هى أذنه اليمني تطلق صفيرا عاليا نتيجة الصفعه الافتتاحية من يد حسام والتي كانت بمثابة قصة للشريط الذي سمح بعبور سائر انواع الضړب الى جسده
و كانت صڤعة حسام رغم قوتها اخف والطف واحدة بينهم..
وها هو الطبيب حمزة ملقى ارضا يئن وهو يشعر ان شاحنة من شاحنات النقل الثقيل قد عبرت قوق جسده ذهابا وايابا لعدة مرات..
وبدأ يجاهد لفتح عيناه ليكتشف ان كان لازال في الحياة الدنيا ام انتقل الى الرفيق الاعلى
وعلم انه لازال على قيد الحياة وهو يرى نفس الاشخاص يقفون فوق رأسه حقيقتا هو الان لا يراهم جيدا والرؤية ضبابيه ولكن نفس الاحجام والاطوال وتأكد اكثر حين سمع صوت حسام يحادثه
خساره يادكتور كنت فاكرك اذكى من كده لكن طلعت اغبي مما تصورت ممكن تقولى ايه وجه استفادتك من اللي عملته دا
والسبب اللي خلاك عملته عشان انا مش
________________________________________
لاقي تفسير يخليك تعمل حركه غبيه زي دي الصراحه
وياريت متقوليش شهامه ولا مروئة عشان انا مشفتش الشهامه جات تجري تحوش عنك الضړب دلوقتي
ولا شفت المروئة بتصوت وهي سامعه عضمك بيتكسر عشان حد يلحقك
هاه يادكتور قولى بقي عملت كده ليه مع ناس متعرفهمش
وهنا خرجت الحروف من فم الطبيب حمزة مصحوبة بدماء تسيل على طرفي فمه
وسعال بين كل كلمة واخري
حسام بسخرية
اه ماهو لازم تقول كده ماهم اكيد ملوا دماغك بكلامهم ومسكنتهم
اسمع يادكتور انت هتتكلم وتقول هما فين يعني هتتكلم مفيش حل تاني او حل وسط
انا لازم اوصل لود فأقرب وقت قبل ماتهرب وتسيب البلد
ولو دا حصل ودينى لأكون دابحك وشارب من دمك انت مش ملزم تعمل معاهم كده او تساعدهم لأي سبب من الأسباب حتي لو كانت اسباب انسانيه وخلي بالك ان ممكن انسانيتك دي اللي طلعت مع ناس غلط تنهى حياتك..
صمت الطبيب حمزة فقد استنزف كامل قواه وطاقته المتبقيه في الثلاث كلمات السابقه
واغمض عيناه مستسلما لظلام دامس لم يدخله شعاع من النور الا حينما فتح عيناه ببطئ فوجد نفسه فى غرفة في مشفى
ورفع يده يتحسس جسده فوجد انه قد جرد من الجزء العلوى من ملابسه
وهناك الكثير من اللاصقات الطبيه والشاش الذي يفوح برائحة المطهرات متفرقات علي صدرة
فأخذ نفسا عميقا ثم زفره وكم شعر بالألم من مجرد دخول النفس وخروجه لجسده كانه بذل مجهودا جبارا..
واكمل جولته فى الغرفه ليجد صديقه الطبيب عمروا جالسا بجواره على اريكة
ممسكا بهاتفه ويطالعه بإهتمام فحاول ان ينادي بإسمه حتي يعلمه بأنه قد عاد الى وعيه
لكن الكلام لم يخرج الا همسا لم يتخطى محيط شفتاه حتى!!
فلم يجد بدا غير ان يصدر صوتا بديلا يخبر عمرو بذلك
فقلب كفة يدة وضړب بظهرها قائمة السرير الحديدي فأصدرت الضړبه صوتا نبه عمرو في الحال وجعله يهب واقفا ويسرع نحو حمزه ويسأله متلهفا عن حاله وكيف اصبح
اومأ حمزه لعمرو مطمئنا ولكن دون جدوي فحالته لا تطمئن بالمرة..
وحاول حمزه مرارا وتكرارا ان يتحدث كي يسأله كيف اتي الي هنا علي الاقل او من الذي اتي به.. وللأسف فشلت جميع محاولاته..
ولم يكن عمرو بحاجة الي ان يسمعها بأذنيه لكي يعلم مايدور في خلج صديقه
فسحب المقعد وجلس بجواره وبدأ يقص له كيف اتي الي المشفى هنا
وكان ذلك بمساعدة بعض سكان عمارته الذين وجدوه ملقى على الارض وقاموا بحمله وإيصاله الي المشفي
وبعدها قاموا بالاتصال عليه من هاتفه كي يأتي اليه بحكم انه آخر من اجرى معه اتصالا قبل رقم اخر هاتفوه فوجدوه مغلقا..
ظل حمزه يسمع كل هذا بحنق شديد متمنيا ان يتنتقل عمرو بالحديث الي مايشغل باله اكثر
الا وهو هروب ود من المشفي وكيف سار الامر بعد اكتشافهم لهذا الخبر
فكل مايرويه عمرو الآن لا يعني له مثل هذا الامر.
وهاهو يحملق فى عمرو بإهتمام شديد حين اردف عمرو بحماس كأنه تذكر شيئا عظيما كان قد نسيه
اسكت مش الحاله المزة بتاعتك اللي فى في المستشفي البنت عارضت الازياء دي هربت امبارح والمستشفي اتقلبت وجوزها طربق المستشفي على راسنا كلنا وعمل في المستشفي بلاغ والمدير متحول للتحقيق پتهمة الاهمال
انتظرالطبيب حمزه بأعصاب مشدوده الى ان شارفت على التلف الفقره التي سيذكر فيها عمرو اسمه ويقرنه بهروب ود ولكنها لم تأتي
وكل ماذكره عمرو لاحقا هي تفاصيل وشكوك حول الطريقه التي يحتمل ان تكون قد هربت بها المريضه وتخمينات حول وقت الهروب
فإرتخت اعصاب الطبيب حمزه حينها فقد علم انه قد برء من التهمه قانونيا علي الاقل...واما بالنسبه لمدير المشفي فهو سيخطى ذلك فكثيرا ماتحدث معه مثل هذه الأمور..
مضي بعدها اليوم وقد قضاه عمرو كاملا بجوار الطبيب حمزه يعتني به
فهو يعلم انه ليس لديه احد سوى اخته القاطنة في محافظة اخري ولن تأتي اليه سريعا إن طلبها وايضا لأن حمزة يستحق هذا الاهتمام وهذه العناية منه فهكذا يكون رد الجمايل وهذا هو وقته
وحمزه رصيده لدي عمرو ليس بالقليل..
وبحلول الليل اتي وحيد اليهم ليتولي هو الورديه الليليه مع حمزه ليذهب عمرو الي بيته على وعد بالقدوم في اليوم التالي لتبديل الورديه مرة اخري مع وحيد
فغادر عمرو وجلس وحيد بجانب حمزه ولكن فضوله لم يسمح له بأن يصمت ويكتفي بإن يتحدث هو فقط
فقد كان فضولة قاټلا يريد ان يعرف ماالذي او من الذي فعل هذا بحمزه ومالسبب وراء ذلك
ورغم انه يري ان حمزه لا يستطيع الكلام او الإجابه علي اسئلته
الا انه استمر في طرح نفس الاسئلة بين الحين والاخر آملا ان يقوي حمزه علي الاجابه في مرة من المرات..
ولكن للأسف فها هو اليل قد بدأ في الانسحاب ولم يتلقى منه اية اجابات ولكن التحسن في حالته بات ملحوظا فها هو قد بدأ يئن الان
وهذا دليل علي انه سيتحدث قريبا..
واثناء ذلك صدح هاتف حمزه برقم اخته للمرة الخمسون تقريبا من أول اليوم الي الآن وكل هذا لانه لم يتصل بها منذ الامس
فتجاهله هذة المرة ايضامضطرا فهو ليس لديه خيار آخر غير التجاهل والا كيف سيجيبها
اما اخته فألتهم القلق روحها علي اخيها الوحيد
فها هو اليوم يقطع عادته اليوميه لأول مره
وهذا ما جعل قلبها يحدثها ان مكروها قد حدث له وخاصة مع عدم رده عليها مهما حاولت الاتصال به
فما كان منها الا ان تركت اولادها مع زوجها واستقلت اول وسيلة مواصلات وانطلقت الي القاهرة فورا لتطمئن على اخيها وكل اهلها..
وبعد ساعات وصلت سماح شقيقة حمزه الي مسكنه وصعدت الي شقته واخرجت المفتاح الخاص بها وهمت ان تفتح باب الشقه لتدخل وتري ماذا حدث لاخيها ولكنها توقفت عما تفعل على صوت احدي الجيران
اهلا ياسماح يابنتي حمداله عالسلامه لو بتدوري على الدكتور حمزه اخوكي فهو في المستشفي السكان نقلوه امبارح الصبح..
وهنا تهاوى قلب سماح من السماء السابعه فور سماعها ذلك
فهاهي جميع مخاوفها قد تحققت واتضح ان احساسها لم يكن ېكذب ابدا وهاهو غاليها اصابه مكروه ما..
فصړخت بزعر وهي تنظر للسيده
حمزه في المستشفي ليه جراله ايه وفأنهي مستشفي ارجوكي اتكلمي قوام
السيده هما لقوه الصبح واقع قدام العماره وسايح في دمه جراله ايه دي محدش يعرفها
وفأنهي مستشفي دي تسألي عليها عمك صابر في السوبر ماركت عشان هو كان مع الناس اللي ودوه واصلا هو وجوزي وباقي السكان كانو رايحينله كمان شويه وانا كمان كنت بجهزله اكل وا...
وقبل ان تكمل جملتها نظرت لسماح التي اطلقت قدميها للريح وهرولت