الأربعاء 27 نوفمبر 2024

نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 41 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز


يديه وهو بالقرب الذي يجعلها تتنفس أنفاسه وهذا هو الأهم. 
ويجب أن تستمتع بقربه قدر المستطاع فقد لا تتكرر هذة اللحظات المسروقه من الزمن مرة أخري.
اما سعاد.. فحينما اخبرها حفيدها بأن ابيه طلب منه ان ينتظرة بجوارها 
انشرح قلبهاوشعرت بأن ابنها اخيرا بدأ يشعر بأن لديه زوجة محبه تستحق كل التقدير. 

وبالتأكيد فضل هذا عائدا ألي إنقشاع الغمامه التي تسمي ود من أمام عينيه. ولهذا بدأ يبصر الدنيا...
ويدرك أن بها بشړ سواها.
ويال سعادتها واستغرابها وقاسم يقص لها كيف

________________________________________
كانت أمه تفترش صدر حسام اليوم كوسادة!. 
وقهقهت حين وصف قاسم أمه بأنها قليلة حياء لأنها اقتربت من ابيه بهذا القدر. 
فقررت سعاد الا تجعل قاسم يقتحم خلوة ابيه وأمه بعد اليوم. 
فيبدوا أن وقت البعد قد ولى وآن أوان القرب...وتبدأت تتفائل وترى ب
أن القادم أجمل بأذن الله.
أنهت سعاد تحضير طعام الإفطار. وهاهي ترى اعزائها يهبطون درجات السلم. 
وكان حسام بالمقدمة وسمر خلفه مباشرة. 
وهاهي جيوش الفرحة تغذوا قلب سعاد غزوا وهي ترى الإرتياح الواضح علي ملامح ابنها. 
وقد تجلى هذا الارتياح مليا بسبب الإبتسامة الخفيفه التي رسمت على محياه. 
وأيضا بسبب السعادة البالغه التي كانت تشع من اعين سمر.
فدعت سعاد الله في هذة اللحظه
أن يديم عليهم السعادة والارتياح وأن يبعد عنهم كل مايعكر صفوهم.
تكلم حسام بنبرة مرحه وهو يقترب من أمه
ياصباح الياسمين علي عيون ست الحلوين حبيبة قلبي. 
قالها وامسك يديها يقبلهم.
فأردفت هي ردا عليه
ياصباح الرضى علي عيونك ياحبيب قلبي. 
ثم نظرت الي سمر وأكملت.. ياصباح الورد عليكي يامرات ابني الجميله.
فتبسمت سمر من هذا الوصف وردت علي سعاد وقد اخفضت عيناها ارضا من شدة حيائها من سعاد فنظراتها المتفحصة لها تخبرها بأنها تعلم كل ماحدث بينها وبين حسام.
وردت عليها الصباح بنبرة خجوله وقد بدت كعروس اليوم هو يوم صباحيتها
صباح الفل ياماما اخبار صحتك ايه النهاردة
فأجابتها سعاد
النهاردة انا فأحسن صحة وبقيت اسعد وحده في العالم.. يلا بقي ياحبايبي عشان تفطروا. 
فتقدم الاثنان من طاولة الطعام وشرعا في تناول الأفطار 
ولأول مرة اليوم سمر تكون طرفا ثالثا في المحادثه الصباحية وتتحدث معهم ويعقب حسام علي كلامها!. 
فأكلت اليوم ملئ بطنها وقد شعرت بأن اليوم مختلف كإختلاف ليلة الأمس وأصبحت ترى الدنيا باللون الوردى بعد أن كانت باللون الأسود القاتم.
أنهي حسام إفطارة وحمل قاسم وخرج الي الحديقة يتفقدها ويري أيا من براعم زهوره قد تفتحت وايهم لم تفعل.
وكم فرح وهو يري شجرة ورد الاوركيدا وقد تفتحت اليوم أولي براعمها. 
فتبسم وهو يقترب منها ويتلمسها بعدم تصديق فقد أخلفت ظنه 
واثبتت له انها اقوي مما كان يعتقد بعد أن أقسم لنفسه بأنها ستفارق الحياة إثر ضعفها الشديد وإصفرار اوراقها. 
ولكن مع عنايته ومراعاته لها اعطتها من القوة والإرادة ماجعلها تتمسك بالحياة لاجل أن ترد له اعتنائة بها بزهرة جميله تفتحت اليوم من أجله هو فقط.
وكأنها تكافئة علي كل الحب والإهتمام الذى اعطاه لها.
اقتربت منه سمرائه الهادئه بحقيبته التي أمرها بأن تجلبها وتاتي خلفه فور انتهائها من لم اطباق السفرة.
فمد هو لها يده بقاسم وحدثت عملية تبادل ليحمل كل منهم من سيرافقة لباقي يومه. 
قبل حسام قاسم فوق وجنتيه مودعا ونظر لها نظرة اخيره وهو يتامل الإبتسامه التي لا تفارق وجهها ابدا ثم تحرك مبتعدا فاردفت هي
مع السلامه ياحسام ربنا يحفظك من كل شړ ويرجعك لينا بألف سلامة.
انهت جملتها ليتوقف حسام علي إثرها عن المشي وقد رأي انه يجب أن يرد علي عبارتها الجميلة ردا مناسبا. 
ولأنه لم يتعود علي الرد عليها بالكلام المباشر... 
قرر ان يرد عليها هذة المرة ايضا بالطريقة المعتادة. 
ولكنه رأي أن الرد حتي وإن لم يكن مماثلا فيجب أن يكون مناسبا على الاقل.
فعاد ادراجه حيث كان يقف ونظر اليها لبرهة بنظرة جعلتها تتوتر. 
فلم تعتد أن ينظر اليها بهذة الطريقة أو أن تنظر هي الي عينيه تحت ضوء الشمس بهذا القرب وترى ماتراه الآن
فقد كانت صورتها هى وإبنه منعكسة داخل مقلتيه ومن خلفهم الازهار المتفتحه 
وقدا بدا المنظر جميلا كلوحة رسمت بيد أمهر فنان! 
أما هو فإنحني بجسدة ليقطف باكورة اوركيدته وقربها الي أنفه واستنشق من عبيرها ثم مد بها يده لإبنه وهو ينظر في عينيها مباشرة ويردف موجها كلاماته لقاسم 
خد دي ياقاسم اديها لماما وقولها بابا بيقولك تسلميلي. 
قالها ثم تحرك فور أن مد قاسم يده
وامسكها منه كانه يهرب منها خجلا بعد الذي تفوه به
وفور أن أولي ظهرة لهم.. حتي اخذت ر
سمر ترفرف بأهدابها وهي تحاول استيعاب ماحدث وقيل توا!
وبحركة سريعة اختطفت الزهرة من يد قاسم وابعدتها عن وجهها قليلا وبدات بتفحصها من كل الزوايا لتتأكد من أنها حقيقيه 
ثم نظرت الي شجرة الاوركيدا لتتأكد أكثر من أن الغصن خال بالفعل من الزهرة
ونظرت حوالها لتتأكد أن كل ماحدث توا قد حدث بالفعل!
ثم هرولت إلي الفيلا وهي تحدث نفسها
ايه دا هو فعلا حسام اداني وردة
وكمان قاللي تسلميلي 
لأ ومش أي زهرة دي من الشجرة ألاغلي علي قلبه من بين كل اشجار الورود!
استمرت في التحدث الي نفسها وبمجرد دخولها وضعت قاسم علي الارض وصعدت الي غرفتها مرة أخري وهي هائمة في كل ماحدث وعيناها متعلقتان طوال الوقت بالزهرة التي بيدها لا تحيدان. عنها
كمن ترجوها أن تتحدث اليها و تؤكد لها أن حسام قد قطفها لها بيده بالفعل.
أما حسام فبمجرد خروجه من بوابة الفيلا 
الټفت الدروع البشرية الاربع حولة وقاموا بتطويقه حتي باب السيارة وعيونهم تتنقل هناوهناك بكل ترقب وتركيز. 
وفور صعودهم انطلق بهم علي الفور من تطوع منهم بقيادة السيارة. 
وأمرهم حسام بالذهاب علي الشركة أولا لإنهاء بعض الاشغال 
ومن ثم الذهاب الي بيت الطبيب حمزه. 
تماما كما حدث بالأمس. 
وما كان منهم غير الايماء والهمهمة بطاعة. فهم لا يخالفون اوامرة او رغباته ابدا طالما لا تتعارض هذة الاوامر والرغبات مع سلامته وأمنه الشخصي.
وصل الي الشركة وانهي جميع اعمالة المطلوبة منه لليوم. 
ثم غادر الشركة وهو يستعد نفسيا للعودة مرة أخري الي تلك المناطق القاحلة بداخلة حيث الذكريات التي لا يراها الا كحقل الغام 
لا يقف فوق إحدها الا وينفجر لغما لذكرى مؤلمة تحت اقدامة لېمزق روحة الي اشلاء يتعذب في لملمتها من جديد.
وصل اخيرا الي رأس شارع الطبيب حمزة وأمر رجالة بالتوقف فورا وهو يري متجرا لألعاب الأطفال. 
فقرر أن يأخذ بعض الهدايا لأولاد عبدالله ليفرحهم اولا وثانيا كنوع من رد الجميل فهو أكل وشرب في بيتهم وقد تعود الأ يأخذ شيئا من أحد أو يتقبل أن يسدى اليه بمعروف دون أن يرده له بأى طريقة وفي أسرع وقت.
فتأمل قليلا ماهو معروض في الواجهة من العاب ثم اشار لأحد رجالة علي اربعة العاب 
وقام بإعطاءه مبلغا من المال كي يشتريهم. 
دلف الرجل الي المتجر وغاب لبرهة ثم عاد وهو يحمل الألعاب الأربع وقام بوضعهم داخل السيارة بجانب حسام.
وهم أن يصعد ولكن حسام طلب منه أن ينتظر قليلا.
وأشار له علي متجر الحلويات الذي في الجهة المقابلة 
وقام بتحديد إحدي قوالب الكيك المزينه الفاخرة من بين مجموعة معروضه في فتارين العرض الزجاجية.
وكان قالبا كبيرا مقسما الي اربع اجزاء وكل جزء منهم بنكهة مختلفه ثلاثة منهم بالفواكة والجزء الرابع بالشيكولاته.
وأشاد حسام الي ان هذة طريقة ذكيه من صانع الكيك لأنه بهذا سيرضي أكثر من ذوق في قالب واحد. 
احضر الرجل القالب وقام بوضعة بالسيارة ايضا وعندما قرر صعود السيارة أخيرا اكتشف انه لا يوجد له مكانا داخلها من الالعاب وقالب الحلوي! 
فأغلق الباب وأخبرهم بأنه سيكمل باقي المسافة مشيا علي الاقدام بمحاذاة السيارة حتي بلوغ المنزل. 
وقد بدا هذا الحل هو الحل الامثل والوحيد.
توقفت السيارة امام المنزل وترجل منها حمزة والرجال

________________________________________
الثلاثه 
والرابع فتح الباب وقام بإنزال الالعاب وقالب الحلوي وحملهم هو وواحدا آخر من الرجال 
وصعدا الي الطابق الذي يقطن فيه الطبيب حمزة. 
ومد حسام يدة ليضرب الجرس..
ولكنه تذكر أنه لم يقم بالاتصال بحمزة اولا ليخبرة بقدومه!
فأولي ظهرة للباب وأخرج هاتفه وقام بالاتصال به.. 
وبمجرد أن رن هاتف حمزه.. ووجد حسام هو المتصل أجابه علي الفور
فقد كان ينتظر اتصاله هذا بفارغ الصبر 
كي يكشف له المزيد من الحقائق مثلما فعل بالأمس.
فاردف حسام فور أن اتاه صوت حمزة مجيبا علي الجهة الأخري
صباح الخير يادكتور...كنت بتصل بيك عشان استأذنك اني أجيلك لو فاضي
فتبسم الطبيب حسام بخجل وهو يرد علي حمزة بعد أن استمع الي رده
هو في الحقيقه انا واقف علي باب الشقه ومحرج منك عشان نسيت اديك خبر قبل ماأجي. 
وعشان كمان خفت تكون مشغول ولا مش فاضي فقولت استأذنك الأول ومقولكش اني هنا عشان مضغطش عليك بوجودي وتضطر تستقبلني غص...
وقبل أن ينهي جملته تفأجأ بباب الشقة فتح سريعا ووجد نفسه يمسك من قميصه من الخلف ويسحب للداخل. 
ودون ان يري من الفاعل تبسم وهو يسمع صوت عبدالله يتحدث بعدم صبر
يعني دا كلام يعني! 
واقف علي الباب وبتتصل وتستأذن زي الغريب! 
يبني انت ټضرب الباب برجلك وتدخل من غير استأذان دا بقي بيتك واحنا كلنا ضيوف فيه.. ادخل ياغالي ادخل.
وكل هذا وحسام لازال يتحرك للخلف مع أستمرار عبدالله في سحبه 
ولايري حتي اين يضع قدماه او الي أي مسافة قد وصل 
وعبدالله مستمر في سحبه من قميصه الي ان أستغل تباطؤ عبدالله في السحب قليلا وهو يعطى امرا لسماح زوجته بأن تحضر ثلاث اكواب من القهوة وسيعود لأخذهم منها فور أن يقوم بإيصال حسام الي حجرة حمزه.
حينها قام حسام بتخليص نفسه من قبضة عبدالله والالتفاف سريعا ليواجهه 
وأطفأ هاتفه واعادة الي جيبه ثم مد يده ليصافح عبدالله. 
ومن بعد المصافحه أشار لرجاله الذين يحملون الحلوي والالعاب بالدخول. 
فتقدموا وقاموا بوضع مامعهم فوق طاولة الطعام وعادوا للخارج مرة أخري. 
وبمجرد أن حدث هذا.. 
ھجم الأولاد علي الالعاب وخطڤ كلا منهم لعبة وتبخروا في الحال. 
فتبسم حسام لرؤية مافعلوا. 
اماعبدالله فصړخ عليهم وهو يشعر بالخجل من فعلتهم المشينه وأردف من بين اسنانه المطبقة
ولد.. ولد.. ولد عيب انت ياحيوان انت وهو تعالوا هنا انتوا ياهمج!.. طيب اصبروا عليا انا هربيكم. 
ولكنه اكتشف في النهاية انه يتحدث الي نفسه وهو يتلفت من حوله ولا يرى أحدا منهم! 
وكأن لا حياة لمن ينادي! 
فأردف بكلمة اخيرة رادا بها علي نفسه بعد محاولاته الفاشلة اوبااااش. 
ثم توجه بالاعتذار لحسام علي
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 72 صفحات