نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف
مابدر من اولاده قائلا
معلش ياحسام يابني متأخذنيش مخلف شوية قرود. وبعدين ايه اللي أنت جايبه دا كله دا كتير قوي.
فاجابه حسام بإبتسامته الودودة
ولا كتير ولا حاجه دي كلها حاجات بسيطة. وبعدين دول اطفال. وكلنا كنا اطفال وعارفين الفرحة بأي لعبه جديدة بتكون عامله ازاي.
سيبهم علي راحتهم ربنا يحفظهملك يارب.
يلا بقي كفايه وقفه دا حمزه زمانه اتفحم جوا من كتر ماقاعد مستنيك علي ڼار.
قالها وامسك بذراع حسام كشرطي ألقي القبض علي متهم ويخشي هروبه.
فطلب منه حسام أن ينتظر قليلا كي يتحدث مع رجاله أولا.
فترك عبدالله ذراعة فاشار حسام لأحد الرجال وطلب منه أن يأخذ البقيه وينتظرونه بالأسفل وحين ينتهي سيهاتفهم ليأتون اليه.
وبعدها اغلق عبدالله باب الشقه وعاد ليمسك ذراع حسام من جديد وقد اقسم هذة المرة بأنه لن يتركه الأ وهو جالس في غرفة الاعتراف.
ودلف به الي غرفة حمزة وماإن اجلسه علي الاريكة حتي طلب منه عدم التحدث الا بعد أن يعود لهم بالقهوة.
وخرج ولم يغيب الا دقائق معدودة
واغلق الباب وهو يشعر بالاطمئنان اليوم لأن الاولاد الهتهم الألعاب وحسام لا يبدوا عليه التعب والاجهاد كالمرة السابقة
اذن فلا مقاطعة لهم اليوم من اي نوع اليوم.
وشرع ثلاثتهم في تناول القهوة واليوم ادي حمزة طقوس قهوته وشرد بفكره وهو ينظر علي الابخرة المتصاعدة منها
واردف وهو علي نفس شرودة
شهادتك الجامعية طلعت سليمه ياحسام.
فأجابه حسام بثقة بعد أن بلع مافي فمه من قهوة
كل اوراقي سليمه. وكل حاجه بقولهالك حقيقيه. ولو تحب ادلك علي المصادر اللي ممكن تتاكد من صحة كلامي عن طريقها.
فأردف حمزه وهو علي نفس وضعه وشروده
انا اعرف اوصل لمصادر لوحدي..
اهم حاجه دلوقتي خلينا نبدأ بترتيب الأثباتات والبراهين ونعرف حكاية كل ورقه من دول..
وهنبدأ بالاقدم في التواريخ.
وأظن دي هي الورقه الأحق من بين كل الأوراق اننا نبدأ بيها
اولا لانها الاقدم ثانيا لانها الأغرب!
قالها ومد يده والتقط احدي الاوراق التي أمامه وادارها لحسام كي يراها.
فهي عقد شراء سيارته الأجرة التي قام بشرائها وامتلاكها بعد جهد وصبر ومثابرة. وقد كانت أغلي وأحب وأقرب الأشياء لقلبه حينها...
بعد ود بالتأكيد.
فركب بساطة السحري وانتقل به الي ذلك اليوم الجميل الذي عاد بها الي البيت بعد أن مضي عقد شرائها وهو يشعر أنه عنتر إبن شداد
وقد عاد بالنيقان الحمر مهرا كي يحظي بعبلته.
فنظر الي حمزه واردف
بس فيه شوية تفاصيل قبل الحدث دا وهي السبب فيهومش هينفع اتجاهلها.
فأجابه حمزه علي الفور
وانا كنت لسه هلفت نظرك للنقطةدي.
لكن جميل أنك هتعمل كده من نفسك عشان انا مش عايز أي تفصيله ولو صغيرة تسقط من حكايتك.
فأومأ له حسام برأسة قبولا.
وقبل أن يبدأ حسام في الاسترسال في إكمال روايته أردف عبدالله معقبا علي كلام حمزه
لا تفاصيل ايه اللي تسقط مفيش حاجه هتسقط فالليله دي غير عيالي اللي هيضحوا بسنه من حياتهم لو مكملتش الحكاية كلها النهاردة.
ويبقي ذنبهم وذنب ابوهم اللي هيتمرمط علي ايد سماح...فرقابتك أنت وكريمه وود وكل الشخصيات الرئيسيه والكومبارس بتوع الحكاية.
وحتي البادي جارد اللي بره الباب دول مش معفيين من الذنب.
قالها بطريقة تصف مدي تأثره جعلت كلا من حمزه وحسام ضحكا.
وقبل أن ينبث حسام ببنت شفه أخرج من حقيبته سېجارا واشعله وأخذ أول نفس منه ونفث دخانه في الهواء
ثم اردف
بعدت عن ود فترة عشان امتحاناتى وقولت هي كمان هتذاكر لأمتحاناتها ومفيش أي ضرر من شوية اشتياق هيزولوا باللقى بمجرد مانتقابل بعد مانخلص امتحاناتنا.
لكن االي أكتشفته بعد كده أن كل الضرر حصل نتيجة غيابي عنها
وكل حاجه شنيعه حصلت في الفترة اللي كانت بسيطه من وجهة نظري دي.
او كان بيحصل قبل كده لكنه اتطور ووصل لمرحلة لا يمكن كنت اتخيل أن الأمور توصل عندها.
ودا عرفته فآخر يوم امتحانات ليا لما قررت بعد ماخلصت أمتحاني أني أستاذن عمي وآخد موافقته اني اعدي علي ود وأوصلها للبيت فطريقي
وخصوصا اني قريب علي مدرستها
واقوله اني كده كده كنت رايحلهم النهاردة.
وكلمت عمى ووافق ورحب بيا وقالي انه مستنيني في البيت.
ورحتلها بكل الشوق اللي جوايا ليها وبمجرد ماقربت علي المدرسه بتاعتها وقفت مكاني وانا
________________________________________
شايفها قدام باب المدرسه وبتعمل آخر حاجه كنت اتوقعها.
واللي كانت سبب فدماري بالكامل ومش بس كده دي كانت السبب كمان فى مۏت عمي أبشع مۏته.
يتبع
نزيلة المصحة بارت ٢٧
اكمل حسام جملته وما إن فعل حتي جحظت عينا عبدالله من الصدمة!
ورفع فنجان القهوة الذي كان لايزال في يده فشرب مافيه دفعة واحدة ولم ينتبه أن الفنجان لم يكن يتبقي به سوى التفل ولكنه بلعه على ايةحال
وترك الفنجان من يده وهو ينظر لحسام وكل حواسه متحفزة وينتظر أن يكمل بفارغ الصبر.
فأردف حسام
رحتلها عند المدرسه وشفتها من بعيد وهي واقفه وسط زميلاتها ومندمجه معاهم في الكلام
قربت أكتر وانا قلبي بيتنطط بين ضلوعي من الفرحة وبمجرد مابقيت قصادها ومفيش غير مترين تلاته هما اللي بيفصلونا عن بعض لقيت عربيه سوده بتقف بيني وبينها!
قولت اكيد دا ولي أمر وحده من البنات الليواقفين معاها وجاى ياخد بنته أو قريبته.
لكن اللي حصل أن العربيه اتحركت بعد دقيقتين من وقوفها ولما بصيت علي ود ملقيتش غيرها هي بس تقريبا اللي أختفت من وسط البنات!
اتلفتت حواليا زي المچنون عشان الاقي عربيه ولا تاكسي اركب فيه واروح وراها وخصوصا وانا شايف العربيه بتبعد وانا معرفش مين اللي جواها ولا مين اللى أخد ود دا وواخدها على فين!
ملقتش أي عربيات فى محيطي ملقتش قدامي غير واحد بتاع دليفرى جاي من بعيد بموتوسيكل...
وقفت قدامه وهو حاول يتفاداني لكن كل ماكان يروح لجهه...كنت اقف قدامه
لغاية ماأستسلم ووقف.
وأنا بمجرد ماعمل كده جريت عليه ورميته من فوق الموتوسيكل وركبت مكانه وطلعت ورا العربية على السرعة القصوي.
وقلبي وقع فرجليا وانا مش شايفها والشوارع كتيره ومتفرقه وسألت نفسي ياترى أخدوا انهي طريق من دول ووصلوا لفين وهلاقيهم تاني ازاي
كل دى اسئلة كنت بسألها لنفسي وانا ماشي وبتلفت حواليا زي المجذوب.
لكن من كرم ربنا عليا أني شفت العربيه فآخر شارع فرعى ولسه هتنحرف عشان تطلع لشارع تاني.
فرملت وغيرت اتجاهي ورحت وراهم.
ولما وصلتلهم مرضتش ابين لود اني شفتها وقولت استني اشوفها رايحه فين بدال ماتنزل من العربيه ومعرفش كانت رايحه تهبب ايه.
وبعد مسافة طويله من تتبع العربيه لقيتها دخلت فشارع ووقفت قدام عماره!
وقفت من بعيد وانا مستني أشوف اللي هيحصل للنهاية.
دقيقة بالظبط ولقيت باب السواق بيتفتح وطلع منه شاب تقريبا من سني أو أكبر مني بشوية.
ومن الناحية التانيه خرج شاب تاني والباب الوراني اتفتح ونزلت منه ود وبنت تانيه...
والصاعقه انها كانت بنت من البنتين اللي سبق قبل كده وحذرتها منهم
واللي حافظ شكلهم كويس.
فضلت برضوا مستنى لغاية ماألاربعه طلعوا العماره وطلعت وراهم.
ولقيتهم بيدخلوا شقه في الدور التالت.
فورا طلعت تليفوني واتصلت بعمي واديته العنوان وقولتله اني بتخانق مع ناس في العنوان ده.
مرضتش ادخل عليهم دلوقتي وقولت اديهم الوقت المطلوب عشان لما ادخل أشوف الحقيقه كامله.
وفضلت مستني عمي اللي هما يدوب ١٧ دقيقه اخدهم في الطريق وكان واصل الشارع وبيرن عليا وأول مافتحت عليه قالي پخوف
حسام أنت فين انا مش شايفك فأي حته في الشارع اللي وصفتهولي!
رديت عليه بصوت كله قهر
اطلع العماره الصفرا ياعمي لو شايفها..انا في الدور التالت.
رد عليا بإستغراب طلعت عندك ليه ياحسام! وعمارة مين دي
رديت عليه
مش وقت أسئله ياعمي اطلع بس أنت وانا هفهمك كل حاجه لما توصل.
ومفيش دقيقتين وسمعت صوت خطوات رجليه طالع.
وأول ماوصل لقاني قاعد علي السلم والڼار شابه بين ضلوعي واللي يبص فوشي متخفاش عليه حالتي.
وقف قصادي وبرعب من منظري سألني
حسام ايه اللي حصل اتكلم
رفعت وشي عليه وبصوت مخڼوق قولتله
ود جوا الشقه دي هي وبنت تانيه واتنين شباب.
ود مين! ود بنتي
بصيت عليه ومردتش وهو فهم أن سكوتي تأكيد لكلامي.
ولقيته مره وحده رايح علي باب الشقه ورفع ايده عشان يخبط..
لكني لحقته ومسكت ايده قبل مايعملها
بالراحه ياعمي عشان يفضلوا علي وضعهم... واللي عايزين نكتشفه بالمظبوط...ورفعت ايدي رنيت الجرس بهدوء مرتين وحطيت كفة ايدي علي العين السحريه بتاعة الباب عشان اللي يبص منها ميشوفش حاجه.
دقيقتين ورنيت الجرس تاني لما ملقتش جواب والمرادي سمعنا صوت بيرد علينا بنرفزه
أيوه مين
وخطوات وصلت للباب ووقفت واستنتجت أنه حاول يشوف الأول مين اللي علي الباب
ولما معرفش يشوف سمعنا ترباس الباب بيتفتح وبمجرد مالباب زيق شويه دفعته بكل قوتي وفتحته على آخره ودخلت زي المچنون.
وأتجننت أكتر وانا شايف الولد اللي فتحلنا قاعد بالملابس الداخليه بس!
وطبعا مكنش الموقف محتاج ذكاء عشان يتفهم.
جريت علي أول أوضه قابلتني وفتحتها... وشفت البنت والولد التانيين فوضع مشين خلاني قفلت الباب بسرعه
كل دا والولد اللي فتح الباب بيحاول أنه يوقفني وبيسأل فيا انا وعمي بكل عصبيه
انتوا مين وعايزين أيه
لكن أنا لا كنت سامعه ولا شايفه ولا شايف قدام عنيا غير المنظر اللي خاېف الاقي ود فيه.. واللي حاسس ان قلبي مش هيتحمله.
ووصلت للاوضه التانيه ومديت ايدي اللي بترجف علي أوكرة الباب وفتحته وانا سامع صوت كل خليه فجسمي بتقولي بلاش. مش هتتحمل اللي هتشوفه.
لكن عيني صممت انها تشوف وتوري قلبي اللي مش عايز يشوفه.
وفتحت الباب وشفت وياريتني ماشفت .
شفت ود وهي في السرير وبتحاول تستر نفسها بملايه وأول ماشافتني صړخت وأغمي عليها طبعا ماانا آخر حد كانت عايزه تشوفه قدامها فالوقت دا أو تحب أنه يشوفها وهي في الوضع دا.
قربت منها وأنا كل كياني پيصرخ وروحي پتنزف
وانا شايف طرح قلبي وروحي وتعب سنين العمر اتقطف بأيد غيري.
مديت ايدي ومسكت الملايه وغطيتها بيها غطيت حتي وشها زي ماتكون ماټت.
وليه زي ماهي ماټت اصلا فعيوني فاللحظه دي.
دورت وشي وانا بمسح