نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف
ضحكت عليها بعلوا صوتي.. وطلعت بالعربيه من جنبها بأقسي سرعه وأنا لسه مستمر في الضحك علي الثقه اللي كانت بتتكلم بيها دي
ومستغرب هي جايباها منين!..وبعدين قلت لنفسي
اكيد جايباها من عدد اللي مقاوموهاش قبل كده.
ورجعت الفيلا وطلعت لود لقيتها نايمه علي السرير وخلاص عنيها بتقفل أخدتها فحضني ونمت وأنا بعتذرلها في سري ألف إعتذار عاللي عملته النهارده.
حسام إستني عايزاك.
هي نادت عليا بالطريقه دي وأنا أعصابي باظت وحيلي باد وقلت خلاص
أمي هتقول قدام ود كل حاجه
وتضيعني.
لكنها قالتلي وهي باصه فعنيا ومركزه عشان أفهمها
________________________________________
النهارده من الشركه علي بعد الضهر عشان هنروح للدكتور أنا وإنت.. زي ماطلبت إمبارح.
اتنهدت بعد مافهمت قصدها أيه من ورا كلامها دا وعرفت إن خلاص أمي بدأت في تدابير الجواز بجد وإن مبقاش فيه مفر خلاص.
ركبنا العربيه ورحنا علي الشركه وخلصت الشغل اللي معايا قوام قوام ورحت علي مكتب ود ودعتها وشوفتها قبل ماأمشي محتاجه مني حاجه ولا لأ.
وخرجت بعد كده رحت لأمي علي الفيلا أخدتها ورحنا لسمر اللي كانت مستنيانا عشان نروح للدكتور إحنا الأتنين زي ماقولنا إمبارح.
وروحنا علي بيت خالتي وهناك لقيناهم محضرين غدا واتغدينا وبعدها أمي إتفقت علي ميعاد الجواز بعد ١٥ يوم من اليوم اللي كنا فيه..
والكل وافق بالميعاد وأمي كانت واخده فلوس معاها ادتها لخالتها عشان تجيب لسمر اللي ناقصها
وإبتدت الأيام تمر وكل يوم يعدي يقرب فيه ميعاد جوازي من سمر.. بلاقي خنقتي بتزيد وبقيت دايما قاعد مع ود وبحاول بكل الطرق إني أشبع منها بأكبر قدر ممكن لأني خاېف من بعدها عني.
وحتي هي لاحظت دا وسألتني كام مره مالي.. وانا اقولها مفيش .. لكن سكوتي وشربي للسجاير اللي زاد عن حده كانو يأكدولها إني فيا حاجه مهما أنكرت.
حبيبي الكسلان ممكن يصحصح بقي عشان النهارده أنا عملاله مفاجأه.
قالتها ومسكت أرنبة مناخيري بين صوابعها في مداعبه نادره منها وقامت وراحت علي الدولاب طلعتلي طقم ألبسه وغير كده مسكت شنطة سفر كتف صغيره وبدأت تحط فيها هدوم!
سألتها وأنا بقوم من السرير
أيه دا ياود هو انتي مسافرة هي دي بقي المفاجأة اللي محضرهالي!
لقيتها ردت عليا وهي بتهز دماغها بتأكيد أيييوه عليك نور أنا مسافره.. بس مش لوحدي هسافر أنا وإنت يومين في الغردقه يومين سبت فيهم كل حاجه عشان أكون معاك أنا وإنت وبس ياحسام من غير شغل ولا مسؤليات.
بصيتلها بإستغراب ولقيتها قربت مني وحضنت وسطي وبصت فعنيا وهمست بصوت حنون
أنا حاسه بيك ياحسام وعارفه إنك. متدايق من وضعنا ومن إنشغالي عنك.. وعارفه إننا بعدنا قوي في الفتره اللي فاتت دي.. لكن كل دا كان ڠصب عني صدقني
وإنت عارف.. لكن لما توصل ديقتك لأنك تفضل ساكت طول الوقت وأشوفك بتنطفي قدام عنيا.. لأ ساعتها يغور في داهيه الشغل وتغور كل حاجهونخطف من الزمن وقت جميل نرجع فيه ضحكة. حبايبنا من تاني.
إبتسمت وبوست جبينها ودخلت أخدت شاور ولبست ونزلنا بلغنا أمي بسفرنا وطلعنا أنا وهي علي الغردقه.
نظر الطبيب حمزه الي حسام في هذه اللحظه.. وهذا لأنه توقف عن الكلام فوجد إبتسامة لاحت علي أفق شفاهه ويحاول حسام جاهدا إجهاضها قبل أن تكتمل لكنه فشل في هذا وغزت ثغره إبتسامة واسعه وغرب سواد عيناه وقد بدا جليا.. إنه الآن قد إنتقل بكيانه وروحه من هذا المكان الي حيث المكان الذي قصده هو وود.
فإنتظر حمزه أن يعود حسام بروحه من هناك لكي يكمل لهم باقي الحكايه.. ولكن يبدوا أن سحر ذلك الوقت مفعوله أقوي من ان يتغلب عليه حسام ويغادر بخياله ماقد حدث هناك بينه وبين ود بهذه السهوله.
فأعطاه كل الوقت ليبقي هناك قدر المستطاع لعل ذلك يريح صدره من تنهيداته الحاره التي يطلقها بين كل كلمة وكلمه.
كان هذا موقف حمزه من سكوت حسام.. ولكن كان لعبدالله رأي آخر.. حينما صفق بيداه صفقة قويه اعاد علي اثرها سفينة حسام التي ابحرت في بحر ذكرياته فأفاق حسام من شروده وأخذ يتلفت من حوله كي يكتشف مصدر الصوت الذي سمعه توا!
فقاطع عبدالله إستغرابه قائلا
أنا أنا.. أنا اللي جبتك من هناك كمل يابا.. الليل هيليل وخاېف يكبس عليك النوم قبل ماتخلص وغلاوة الغوالي دا لو حصل دا أنا ساعتها أخليك تحلم بالباقي وتحكيلي وإنت نايم.. ومش هتروح إعمل حسابك علي كده.
فتبسم حسام علي مايقوله عبدالله أما حمزه فهز رأسه إعتراضا علي فعلة عبدالله لكن عقله من الداخل كان يهتف بإسم عبدالله مشجعا له.. كمن أحرز هدفا في كأس العالم.. فالفضول يجعله هو الآخر يتقلب داخل رأسه علي جمر ساخن كدجاجة في سيخ الشوى.
فأردف حسام مكملا من حيث توقف ولاتزال إبتسامته علي وجهه تأبي الرحيل وقد راقه هو أيضا أن تظل
وصلنا الغردقه ونزلنا في الفندق اللي حجزتلنا فيه مي بالتليفون وقضينا هناك يومين من الجنه.
فيهم ود عرفتني معني السعاده الحقيقيه وشكلها بيكون أزاي..كانت وحده تانيه مختلفه عن ود اللي أعرفها.. حنيتها مختلفه وحبها مختلفوحتي بصتها ليا كانت مختلفه كلامها همسها إبتسامتها.
ولو أقول إني في اليومين دول شفت الجنه بعيوني مش هكون ببالغ.
وحقيقي إكتشفت إن ود زي ماوصفتها أمي تقدر تطلعني للسما وتخليني أطير فوق السحاب لكنها كانت مخلياني علي الأرض دايما وبمذاجها.. مفيش حاجه تعبتني فحياتي قدها.. طول عمرها حطاني فمرجيحه وثانيه المرجيحه تعلي وفي الثانيه اللي بعدها تهبط وهي عماله تزق فيها مش مدياني فرصه أستقر واعرف راسي من رجلي..
مره أحسها بتحبني وإني أهم حد عندها في الدنيا وإنها متقدرش تستغني عني ولا تبعد عن حضنيومره تانيه أحس إني آخر إهتماماتها وآخر حد بتفكر فيه.. وإني حاطاني فآخر قائمة أولوياتها..
ود لو هشبهها هشبهها بالدنيا فتقلبها وعدم ثباتها علي حال.
وهنا أردف عبدالله بأسي واضح وهو يهز راسه
ود زي المرجيحه يوم تحت وفوق.. وحسام بيتمرجح فيها من تحت لفوق.. وأكمل وهو يبكي بتمثي ياقلب أمك. ياحسام يابني دنا إتمرمطتلك وأنا قاعد فمكاني هنا أقسم بالله.
فشعر حسام بإن عيناه إمتلأت بالدموع وهو يري شفقة عبدالله عليه وحاول أن يبعد وجهه عنه كي يتغلب علي إحساسه بالرغبه في البكاء علي حاله في هذه اللحظه.
وشعر حمزه ماهو هو علي وشك الحدوث وأن عبدالله وحسام يستعدان لمدمعة جماعيهفأردف مشتتا لهرمون النكد الذي إرتفع لديهم
حسام هو إسم الفندق اللي نزلتوا فيه أيه
فأجابه حسام علي الفور هيلتون بلازا.
وها هو الطبيب حمزه يحرز نجاحا في محاولته فقد عادت الإبتسامه علي وجه حسام حين نطق إسم الفندق ونجى من من نوبة حزن كانت وشيكه جدااا.
أنثي بمذاق القهوة ٢٢
نجح حمزه في إنتشال حسام و إعادة راحته النفسيه إليه ثم حثه بطريقته علي المواصله حين
اردف له مؤكدا
فندق جميل فعلا سمعت عنه
كتير وفأقرب فرصه هروح ازوره بإذن الله.. ومن الواضح إنها كانت فتره جميله فحياتك لكن قولنا أيه اللي حصل بعدها
غامت عيون حسام وهو يكمل حديثه وقد
________________________________________
تجهم وجهه
ورجعنا بعدها من الأجازه وانا حاسس إن الدنيا إدتني جرعة سعاده عاليه جدا.. أوفر دوس سعادة هههه جددنا نشاطنا ورجعنا أنا وود من تاني لروتين الشغل وكان لازم أنا اخلص كل حاجه فأيدي في خلال الفتره دي عشان آخد الأجازه.. اللي المفروض هاخد أمي فيها وأوديها تحج..
أما أمي فشاعت خبر بين ود وكريمه إن سمر بنت خالتها هتتجوز وإنها هتكون متواجده عندهم بإستمرار اليومين دول عشان تساعدهم في تجهيزات الفرح..
وراحت لبيت خالتي فعلا وفضلت هناك تساعدهم زي ماقالت بالظبطوكمان كانت تروح الشقه توضبها..
وأنا فضلت في الفيلا مع ود في الفتره دي والمفروض إني بخلص إجرءات السفر بتاعي أنا وأمي.
وخلاص بعد بكره اليوم اللي المفروض فيه السفر وأمي جات الفيلا قبلها بيوم وإبتدت تجهز حاجتي وحاجتها كأننا مسافرين فعلا.
ورحنا علي الشقه بتاعتنا وتاني يوم كتبنا الكتاب وتم الجواز.. وأخدت سمر علي الشقه وأمي فضلت مع خالتي فبيتها وقالت إنها هتفضل طول المده اللي إحنا المفروض مسافرين فيها.
ودخلت أنا وسمر الشقه وأنا حاسس إن دماغي هتتفرتك من الصداع وجسمي متكسر من الإجهاد وطول الوقت في الفرح وأنا حاسس إحساس صعب جدا.. حاسس إن سمر دي حراميه وخطفتني من ود وأخدت حاجه مش من حقها.. وكنت حاسس إنها المفروض تتعاقب علي عملتها دي.
فاأول حاجه عملتها من أول مادخلنا.. إني قلعت البدله وقلعت القميص وكل حاجه مغطيه چرحي وكشفته قدامها.. كنت عايزها تتألم بشوفته زي ماود بتعمل او حتي تتدايق وتأنب نفسها لأنها إتجوزت واحد مشوه وټندم.
لكن دا محصلش ولقيتها بتبص علي الچرح عادي لا دي كمان قربت عليا ومدت أيدها كانت عايزه تلمس الچرح! لكني مسكت أيدها ومنعتها وأنا بقولها
أياكي تمدي أيدك علي حاجه مش بتاعتك.. وخليكي فاكره إنك سبق وقولتي قبل كده إنك مش عايزه مني حاجه وإنك هترضي باللي أنا هديهولكوانا اللي عندي ليكي مش أكتر من كده..
وإبتديت أتعامل معاها بمنتهي الۏحشيه وبطريقه غير آدميه متليقش بليلة العمر لبنت المفروض ان الليله دي هتكون من أجمل ذكرياتها.
وبعدت عنها وسبتها وأنا حاسس نفسي حيوانوالغريبه إنها معترضتش ولا إتألمت ولا كان ليها أي رد فعل غير الدمعه الوحيده اللي نزلت منها ومسحتها بسرعه قبل ماأشوفها وبعدها قامت إبتدت تمحي كل اثر للي حصل.. وهي راسمه علي وشها إبتسامه كانت بتعذبني أكتر من دمعتها