نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف
منها كان بېحرق في روحي
وخصوصا وانا عارف إنها بتعوض النقص دا بالشغل.
وكملت شهور الحمل وولدت سمر وجابتلي قاسم.
نطق الإسم ثم تبسم بسعادة وقد فاضت عيناه حبا لذلك الماكر الصغير وإكتشف للتوا إنه قد إشتاق له كثيرا.. فخيل له إنه يسمع صوته الصغير وهو يناديه بفرحة حينما يراه بعد يوم من الغياب.. بابى
فنظر الي الطبيب حمزه وقد ألحت عليه فجأه رغبة بالعودة الي المنزل في هذه اللحظه..
وشرع في الإستئذان لفعل ذلك ولكن قبل أن ينطقها.. فوجئ بعبد الله يهجم عليه ويضمه ضمة تملك وهو يردف له بفحيح يشبه فحيح الأفاعي
أوووعى تنطقها.. قسما عظما أفجرك وأفجر نفسي معاك ونروح أنا وإنت للمكان اللي متقدرش تروح منه هنا ولا هنا وتفضل تحكيلي وتعيد وتزيد في الحكايه لغاية ماتقوم القيامه.. فخاف علي عمرك وشبابك وكمل بدال ماأفقد أعصابي وأعمل فيك حاجه عمري فيوم ماكنت أتوقع أعملها.
الأيمن.. فجعلت أنفاسه تتقطع..
أما بالنسبه لحمزه.. فصاح هذه المره مؤيدا
لعبدالله بصوته لا بعقله أيوه ياعبده جدع إثبت علي موقفك.
وأنهي جملته وضحك كأنه يمزح ولكنه في الحقيقه يريد أن يكمل حسام القصه اليوم بأية طريقه فهو قد شارف
________________________________________
للوصول لنهاية الأحداث
ولايريد حمزه ان يضيع يوما آخر في الإستماع والإنتظار فالأولي به أن يستغل هذا اليوم في البحث عن الحقائق والتأكد منها.. قبل فوات الأوان.
فهم حسام بالمواصله وهو مغلوب على أمره.. ولكن جاءت المقاطعه هذه المره من سماح.. التي تعالا صوتها.. معلنا عن الأنتهاء من تحضير وجبة العشاء
فنهض الجميع حين تداركوا عدد الساعات الطويله التي أمضوها في غرفة الاعترافات دون الشعور بالوقت أو بالجوع أو بأي شيئ سوي الفضول فقط.
فخرجوا وتناولوا العشاء وشاركهم الأطفال هذه المره في الجلوس علي مائدة الطعام وتناول العشاء فهم مثلهم لم يشعروا بالوقت هم الآخرين بسبب إلتهائهم باللعب في الالعاب التي أحضرها لهم حسام.
وقام بإختطاف حسام وإدخاله الي غرفة الإعترافات سحبا دون إعطائه أية فرصه للتملص من قبضته.
فعاد الجميع الي الغرفه وأغلق عبدالله الباب وأشعل حسام سېجار وبدأ في تدخينه واضطر عبدالله للصبر الي أن ينتهي حسام من سيجارته.. وأيضا ينتهي حمزه من طقوس قهوته.. التي أعلنت سماح عن الإنتهاء من إعدادها
الذى رأى أنهم يتلكأون بلا داعي وإن كان له حكم عليهم في هذه اللحظه.. لأمسك قهوة حمزه والقاها من النافذه ويليها سېجار حسام ويتخلص من وسائل الالهاء هذه دفعة واحده وتكتمل الحكايه..
ولكنه يعلم أن هذا غير ممكنولذلك إكتفي بوضع يده على خده راجيا من الله الصبر..
وها هو يعتدل في جلوسه وقد إنفرجت أساريره فقد أنهي حمزه قهوته توا بالتزامن مع إنهاء حسام لخاصته وها هو حسام يتنحنح كي يجلوا صوته لمواصلة الحديث
مكدبش عليكم طول فترة حمل سمر ولغاية ميعاد ولادتها كان كل شيئ عادي بالنسبالي.. يعني مفيش أي حاجه إتغيرت جوايا ولا حملها كان فارقلي زي ماكانت عارفه ومتأكده من ده..
لكن يوم ولادة قاسم وأول لحظه أشيله فيها بين إيديا وأبصله.. كل دا إتغير.. حسيت ساعتها بإحساس غريب توتر علي رهبه علي خوف.. علي إحساس تاني مختلف كليا معرفتش أفسره.. لكني رغم كل الأحاسيس دي إبتسمتله لما إبتدي يبكي بصوته الناعم ويعلن عن وجوده ويأكدلي إنه أكبر حقيقه فحياتي.. إبني وحته مني.
أخدته أمي مني بعد ماكبرت فودنه وسمت هي كمان عليه وبصتله وضحكت وبعدين بصتلي والدموع إبتدت تتكون فعنيها وهي بتهمسلي
سميه قاسم ياحسام.. خلد إسم عمك ياحبيبي اللي مجابش ولد عشان يشيل إسمه وبنته مش هتخلف وخلاص نسله هيتقطع من الدنيا.
هزيتلها دماغي بموافقه وبصيت للولد وقولتله
خلاص ياقاسم إسمك إتقرر وهتتسمي علي إسم أعز الحبايب.
وسميناه قاسم ومن يوم ماقاسم بيه شرف وإبتدا رباط قوي كل مادا يربطني بسمر ويقربني منها.. بقيت أحب القعده معاهم واللعب مع قاسم.. كانت شقتهم هي واحة الراحه بالنسبالي.. اللي بفصل فيها من العالم كله.. وحتي إحساسي بالذنب من ناحية ود وإحساسي بالخيانه ليها إختفي.. وشفت إن البصه فوش قاسم وضحكه منه تستحق المخاطره اللي خاطرتها لما إتجوزت أمه.
ولكن بالرغم من كل دا.. الا إن ود لسه مكانتها فقلبي محفوظه وحبي ليها منقصش ولاذره.. وكنت بتفنن في إرضائها دايما وتعويضها عن عدم الخلفه وحتي في إستقطابها ليا وإغرائها إنها تقضي معايا وقت أكبر.. ودا كان من خلال حاجات كتيره جدا.. زي خطڤي ليها من شغلها فالوقت اللي اشوفه مناسب واللي أحس إن جسمها وعقلها محتاجين لساعات من الراحه يفصلوا فيها شويه من إجهاد الشغل..هدايا من وقت للتاني
وزي كمان زراعتي للجنينه اللي بنيت أحواضها من فتره طويله ومن ساعتها مش لاقي الوقت إني أعمل دا.. وبعت إشتريت كل أنواع الورود اللي بتحبها وزرعتها عشان الجنينه تكون مكان مريح وجميل تحبه ود وتحب القعده فيه معايا.
وإبتدت أشجار الورود تكبر وتعلي والجنينه كلها إتحولت لبساط أخضر ويوم عن يوم بعتني بيها ومنظرها بيكون أجمل..وخلاص بوادر طرح الورود بانت بشايره وشفت برعم صغير ظهر فشجرة ورد بلدي
حسيت روحي طاير من الفرحه أول ماشفته وكنت مقرر إني أقول لود عليه النهارده وأفرحها بولادة أول ورده من تعب أيدي ومن الورود اللي زارعها عشانها.
وطلعت التليفون عشان أتصل بيها وأقولها.. لكني قبل ماأتصل بيها لقيت تليفوني بيرن برقم سمر!
قلقت ورديت عليها فورا.. أصلها مش متعوده تتصل بيا فقولت أكيد فيه كارثه حصلت لإتصالها دا.
رديت عليها پخوف وصوتها الباكي خلي كل حيلي باد وهي بتقولي
حسام الحقني قاسم تعبان وهيروح مني وأنا مش عارفه أتصرف إزاي أنا من الصبح بديله فمخفضات حراره وأعمله كمادات لكن كل مالحراره تنزل.. شويه وبتطلع تاني أكتر من الأول.
صړخت فيها من خۏفي بدون وعي ولا إداراك للمكان اللي أنا فيه
ولما الولد تعبان من الصبح موديتيهوش لدكتور ليه ياسمر! معقوله إهمالك دا! اقفلي انا جايلك مسافة الطريق.. عايز لما أوصل تكوني لبستي ولبستي الولد عشان آخده للدكتور.
وقفلت مع سمر ولسه هتحرك.. لقيت كريمه واقفه ورايا.. وأنا شفتها من هنا وقلبي وقع فرجلي وحسيت إن فيه مصېبه علي وشك الحدوث.
وهنا صاح عبدالله صيحة مفاجئة
ياااابويا.. دنا قلبي وقع فرجلي وأنا قاعد بسمعك دلوقتي..داأنت كتر خيره قلبك ده.
فأكمل حسام متجاهلا تعقيب عبدالله..
ساعتها مكانش فيا دماغ إنى أحاول أتصرف مع كريمه أو أصرف تركيزها بأي حيله وأشتت دماغها..
جايز فموقف تاني كنت قدرت أعمل كده أو كنت حاولت لكن في الموقف دا بالذات مقدرتش ولا كان في دماغي غير تعب قاسم وصوت سمر اللي پتبكي بحرقه لأول مره فحياتها وأنا عارف إن دموع سمر متنزلش غير فأصعب الأحوال.
فأخدت عربيتي وجريت وودينا الولد مركز وإبتدوا الدكاتره في علاجه من التهاب رئوي حاد ميكروبه في الډم وبصيت للولد لقيته منتهي فأيد الدكاتره ومش عارف أمتا حصله كده! وهو لسه أول إمبارح لما كنت عندهم كان بيلعب معايا وزي الفل!
وبعد ساعات من الفحص والعلاج أخيرا جسم الولد إستجاب للادويه وبدأت حرارته تنزل والدكاتره طمنونا عليه ولما إتصلت أمي علي تليفون سمر قولتلها تطمنها لأن سمر قالتلي إنها عرفتها إن قاسم تعبان وكانت كل خمس دقايق تتصل عشان تتطمن عملنا أيه..وهديت أخيرا وحسيت صوتها إرتاح لما سمر طمنتها.. أصل قاسم دا بالنسبه لأمي النفس اللي بتتنفسه.
وأخدناه ورجعنا للبيت وأنا حاطط في حسباني.. ماهي الا مسألة وقت قليل جدا وود وهتعرف كل حاجه.. وبدأت أستعد نفسيا للحظه دي وأتوقع كل ردود أفعال ود لما تعرف إني متجوز
عليها من سنين ومخلف كمان.
أنثى بمذاق القهوة٢٣
أردف حسام مكملا.. بعد أن
اخذ نفسا عميقا إستعدادا للقادم.
ومعدوش غير يومين بس.. وكل اللي خاېف منه وحسبت حسابه لقيته بيحصل.. لما لقيت سمر بتتصل بيا لتاني مره وأنا في الشغل.. فعرفت إن فيه
________________________________________
كارثه تانيه حصلت.. فتحت السكه وأنا متوقعها هتقول أيه بنسبة ٩٠٪ لأني لسه كنت عندهم إمبارح وكل الأمور كانت تمام.
وبالفعل توقعي كان صحيح وأكدتهولي سمر وهي بتقولي بصوت بيرجف من الخۏف
حسام الحقني ود جات هنا وإتخانقت معايا وضربتني وكانت عايزه ټموت قاسم.
أنا بمجرد ماسمعت كده غمضت عنيا پألم وحسيت إن كل حاجه پتنهار من حواليا وتوقعت أسواء الإحتمالات.. واللي هي إن ود تسيبني بعد اللي عرفته دا.. لكن الأسواء اللي أنا توقعته.. إكتشفت إن فيه أسواء منه.
خرجت من الشركه جري ركبت عربيتي وطلعت بيها علي الفيلا عشان أكون موجود لما ود ترجع وأحاول بكل الطرق إني أمتص ڠضبها وأخفف عنها الصدمه بأي كلام وأي تصرف..حتي لو هضطر إني أطلق سمر.
إبتديت أمشي في الشوارع علي اقصى سرعه وكسرت كل إشاره كانت بتقابلني وفي الآخر حصلت آخر حاجه تمنيت إنها تحصل في الوقت دا بالذات..
لما لقيت إتنين أمناء شرطه بموتسيكلات بيحاولوا يوقفوا العربيه
لكني فضلت ماشي لغاية ماواحد منهم إتقدم عليا ووقف قدامي وإضطرني إني أقف بالعربيه ونزلوني وإبتدا واحد منهم يفتش العربيه والتاني يسألني علي بطاقتي ورخصتي..
ويادوب طلعتله البطاقه واديته الرخصه من العربيه لقيت تليفوني رن برقم ود.. رديت عليه بلهفه وخوف عليها..
وبمجري مافتحت فضلت تصرخ في التليفون وټشتم وټلعن فيا بكل لغات الڠضب..
وأنا فضلت أحاول إني أهديها بالكلام لكنها ماادتنيش أي فرصه. وبعد الصړاخ والشتايم صوتها هدي مره وحده.. وسألتني بصوت مكسور خلى قلبي إتمزع نصين
حسام أرجوك قول إن كل دا مش حقيقي وإنك متجوزتش عليا.. أرجوك.. حسام أنا ود حبيبتك.. فلو كنت بتهزر معايا ولا عامل فيا مقلب فأحب اقولك إن دا مقلب سخيف أوي وموجع فوق ماتتصور.. وإرجوك كفايه وقولي إن كل دا تمثيل..
ولما لقتني سكت.. بكت بصوت عالي وهي بترد علي نفسها
مادام سكت يبقي حقيقه.. حقيقه.. حسام ليه