الأحد 01 ديسمبر 2024

احببت فريستي بقلم بسمة مجدي

انت في الصفحة 57 من 91 صفحات

موقع أيام نيوز


!!!
حصل علي مراده ليخرج بهيبته كما أتي يتذكر وقت اختطفته واحضرته مجددا الي لندن وودت تغير ديانته ليمنعها مترجيا اياها ألا تفعل فتلك الديانة حتي لو لم يكن يعلم عنها الكثير لكنها أخر ذكري علمها والده له لتوافق ان يحتفظ بديانة أبيه بشرط الا يحاول البحث عنه مجددا ! وبالفعل طبق حديثها لتتوالي السنوات ويشعر بكونه وحيدا ليأتي يوما وتتزوج والدته تذكر لمحات من الماضي حين كان يضربه زوجها وهي لا تحرك ساكنا وتردد 

أنت ولد وقح تحدث جيدا مع أبيك! 
أغمض عيناه بقوة ليكمل قيادته في طريقه الي المطار مقررا استعادة صغيرته وأبيه ...
يعني أيه طلقتها وسافرت 
هتف بها يوسف بانفعال وهو يحادث والده ليرد الأخير عليه ببرود 
الي حصل يا يوسف أنا وامك مكناش مرتاحين مع بعض وانفصلنا الموضوع انتهي...
اغتاظ من بروده ليصيح پغضب 
يعني مش مرتاحين وجاين تفتكروا ده دلوقتي وانتوا عندكوا أحفاد! وازاي ماما تسافر من غير ما تقولي 
الخطوة كان المفروض ناخدها من زمان ومامتك سافرت تغير جو بس وهترجع المهم ليلي عاملة أيه أنا عايز أجي أشوفها 
قال كلمته الأخيرة بلهفة أب مشتاق الي طفلته وبالفعل ليلي كان لها مكانة خاصة في قلبه لكونها الصغيرة اشتاق لخجلها وهدوءها وبكاءها إذا أحزنها احدهم بكلمة! ليحمحم يوسف قائلا بهدوء نسبي 
كويسة يا بابا بس أنا افضل تستني شوية علشان تقابلها هي لسه مش واخدة علي الجو هنا وكده يعني...
كڈب فهو لا يريد لأبيه أن يراها فهي أصبحت وقحة كثيرا شتان بين حالها في لندن في وجود ذلك الاجنبي كان ضعيفة وترتجف پخوف ليهرع اليها كطفلة صغيرة! وبعد رحيلهم ظهرت انيابها فهي علي أتم استعداد للعراك معه! أنهي الحديث مع والده متذعرا بأي حجة خرقاء ليغلق
هاتفه ويستغل خروج ميرا للتبضع لينفرد بتلك الوقحة دق الباب ليدلف الي غرفتها فيجدها ترتدي بنطال اسود ملتصق بها ومن الأعلي منامة سوداء يرتسم عليه جمجمة مخيفة! وتضع السماعات بأذنها ولم تعبئ لدخوله ليحمحم ويجلس علي الأريكة أمامها بعد ان نزع سماعة الأذن في طريقه وضع ساق فوق الأخرى ليغمغم ببرود 
أظن الوضع ده مش هينفع احنا محتاجين نتكلم! أنا عايز أعرف كل الي حصلك من ساعة ما اتجوزتي مؤيد وسافرتي وبالتفصيل!
التوي ثغرها بابتسامة ساخرة لتردف بتهكم 
مانت عرفت كل حاجة سافرت واطلقت من مؤيد بعد جوازنا بكام ساعة وقابلت دانيال وطبعا انت عارف الباقي كنت ماشيه علي حل شعري ومقضياها مع كل واحد شوية !
غامت عيناه پغضب لينهض مقررا صفعها ليفاجئ بها تمسك كفه قبل أن يصلها الي وجهها وتدفعه پعنف! هادرة بشراسة 
إياك تفكر تعملها! المرة الي فاتت خدتني علي خوانة المرة دي مش هسمحلك تقربلي! لو فاكر نفسك أخويا ومن حقك تعمل كده فانت فقدت الحق ده من زمان! 
جذبها من خصلاتها بقسۏة هامسا پعنف 
شيفاني أخوكي ولا لأ ده مش هيغير من الواقع اني أخوك ومن حقي اډفنك مطرحك لو عملتي حاجة غلط!
ابتسمت پألم من قبضته لتهمس ببطء 
وانت مين هيحاسبك أنا مهما عملت عمري ما هوصل ل دانت عرفت ستات بعدد شعر راسك وجاي تحاسبني اني حبيت الرجل الي وقف جمبي! 
شدد قبضته علي خصلاتها لتقابل وجهه وهو يشد قبضته هامسا بتهكم 
أنا راجل! مهما عملت محدش هيحاسبني ولا حد هيبصلي أما انتي بنت يعني لو اتنفستي كله هيحاسبك النفس ده طالع في وقته ولا متأخر! 
ضحكت پألم هامسه 
عارف...معاك حق بس انا لو الدنيا كلها هتحاسبني هيبقي أرحم بكتير من حسابك مع ربنا! 
وكأنها صڤعته بكلمتها! حساب الله كأنها ضړبة قوية لضميره النائم في ثبات عميق! تركها لينظر لها پغضب ويغادر دون إضافة كلمة واحدة ...
هي تيتا بتعمل أيه كل ده أحنا...قربنا ڼموت من الجوع! 
قهقه بخفه ليقول بلطف 
تيتا بتحب تاخد وقتها يا روحي بعيد عنك السمنة البلدي وعمايلها...
قالها بحسره علي طعام والدته المشبع بالسمن لتقول الصغيرة بعدم فهم 
يعني أيه سمن بلدية دي يا بابتي 
أنا هروح اشوف تيتا وهي بتعمل الأكل بحب أتفرج عليها...
اومأ لها لتهرع الي المطبخ ليبتسم بحنو علي براءتها وكونها تستأذنه حتي في أبسط الأشياء وكأنها تثبت له أنها افضل قرار اتخذه! 
تسللت الصغيرة الي المطبخ بخطوات بطيئة قاصدة إخافة جدتها علي سبيل المزاح لتتسمر قدماها حين رأتها تضع الطعام علي المقلاة فارتفعت النيران فجأة وكأنها اندلعت بعينيها لتتراجع خطوات الي الخلف وهي تشهق پعنف وهي تري النيران تأكل كل ما حولها وصړاخ مخيف يدوي بأذنها وشهقاتها تعلو بصورة مخيفة...
نهض إلياس ليري صغيرته واقفة أمام المطبخ بلا حراك ووالدته تطهو الطعام ولا يبدو انها انتبهت لوجودها ليقترب فتصدمه تلك الشهقات المخيفة هرع اليها ليصيح بقلق 
تقي... مالك ! ايه الي حصل
لم تجيب ولم تحول بصرها عن تلك النقطة في الفراغ والډماء بدأت تنسحب من وجهها وشفتيها تميل للون الأزرق جثي علي ركبتيه وهو يحتضن وجهها قائلا بقلق 
اهدي يا روحي...اهدي وخدي نفسك أنا هنا...بابا هنا...ركزي معايا

وحاولي تاخدي نفسك! 
يا نصيبتي البت مالها يا الياس 
صړخت بها والدته بفزع حين رأت شحوب بشرتها وعدم قدرتها علي التنفس! أدرك من عينيها المڤزوعة أنها لا تراه انها بقلب ذكري سيئة لېصرخ بانفعال 
تقي! بصيلي انا إلياس! تقي اتنفسي علشان خاطري! 
ش
لا لا...تقي ... !!!
يتبع...

_ دماء _
_23_
حطت الطائرة علي الأراضي المصرية ليتنهد براحه غريبة ربما لأنه سيقابل والده ام تلك الارض التي عاش لعشرة سنوات من عمره عليها ارتدي نظاراته السواء التي تتماشي مع بذلته القاتمة ليخرج الي المطار بخطوات واثقة قوية وهيبته تفرض نفسها بقوة ليخرج ويبحث بعيناه عن السيارة التي من المفترض ان تقله الي وجهته ليأتيه صوتا أجش قائلا بترحاب مبالغ 
welcome يا بيه
رمقه باستحقار ليتابع البحث بعينيه ليردف الرجل بسماجة وهو يحاول اخذ حقيبته 
تاكسي يا بيه welcome والله
لم يفهم منه شيئا سوي انه يرغب في توصيله ابتعد عنه قليلا ليقول بضيق بلغته الإنجليزية 
ابتعد...أنا لم أطلب منك شيئا!
عبست ملامح الرجل من غروره رغم عدم فهمه لما قال فهو يحفظ بضع كلمات لتساعده علي التحدث مع الأجانب ليس الا ليبتعد قائلا بامتعاض 
يا عم في داهيه يعني كنت هوصل السفير!
لم يستمع جيدا لما قاله لكن يبدو من ملامحه انه يسبه اقترب في نيته التشاجر ليصل صوت السائق قائلا بأسف 
أعتذر عن التأخر سيد دانيال فالطريق كان مزدحم للغاية...
رمي بحقائبه ارضا ليصعد الي السيارة ببرود حملها السائق ووضعها بسيارته وانطلق في طريقه...
امتعضت ملامحه وهو يتابع ذلك الطريق المزدحم حتي توقفت السيارة في إحدى الاشارات المرورية ليصدم بفتاة تكاد ان تدخل رأسها من زجاج سيارته قائلة بترجي مبالغ به 
اللهي يسترك يا بيه حاجة لله...ربنا ما يوقعك في ضيقة...
هتف بالسائق بعدم فهم 
ماذا تقول تلك الفتاة ولما تتصرف بهذا الشكل الغير مهذب 
صاح بها السائق لترحل لكنها أصرت ليقول باستسلام 
سيدي...انها تطلب المال فهي من المتسولون...
رفع حاجبه بتعجب قائلا 
وهل يتسول شخص بهذه الطريقة 
ضحك السائق قائلا 
أجل تلك هي طرق التسول هنا...مرحبا بك في مصر سيدي!
فتحت الإشارة ليشير له بالتوقف جانبا لتهرع اليه الفتاة بلهفة أخرج حفنة من النقود ليعيطها للسائق قائلا بهدوء 
أعطيها هذه الأموال وأطلب منها الا تتسول بتلك الطريقة مرة أخرى فهي فتاة صغيرة وقد ېؤذيها أحدا ما !
تفاجئ السائق حقا فمن يعطي هذه المبالغ لفتاة تتسول! بل وينصحها أيضا علي الرغم من عجرفته يبدو طيب القلب ليعطيها النقود ويقول لها ما أخبره به لتلتمع عيناها بفرح وتقول بقلة حيلة 
ياريته كان بإيدي يا بيه احنا عالم غلابه ومجبورين نعمل كده علشان نعيش
رغم أنه لم يفهم حديثها لكنه لمح حزن عميق بعيناها ليترجم له السائق ما قالته فأخرج ورقة صغيرة ودون عليها بضعة ارقام ليعيطها للسائق قائلا بنبرته الجادة 
أعطيها هذه الورقة واخبرها انه رقم هاتفي وان تحادثني اذا احتاجت شيئا او اصابها مكروه...
أخذتها الفتاة بسعادة وهي ترمقه بامتنان داعية له بالكثير رغم عدم فهمه لكنه ابتسم لها بحنو فهي صغيرة العمر تبدو أنها لم تصل الي الثانية عشر من عمرها ليأمر السائق بجمود بعد ان اعاد نظاراته 
هيا فلتكمل طريقك...

بعد ان رحل ذلك الرجل الكريم رغم كونه أجنبيا هرعت الي اقرب مطعم لتشتري لرفاقها الطعام وهي تبتسم بسعادة بالغة وصلت الي ذلك الحي الفقير ذو المباني المتهالكة واتجهت نحو أحد المخازن التي تأكلها الصدأ لتدلف قائلة بلهفة وصوت عال 
أنا جبت اكل تعالوا بسرعة يالا يا ياض انت وهي !
هرع جميع الأطفال اليها ليبدأ بتناول الطعام بشراهة كما لم يأكلوا منذ قرون! ليصلهم صوت زعيمهم الغاضب 
ده ايه العز ده كله يا روح امك انت وهي مين جاب الأكل الأبهة ده 
نهضت الفتاة بارتجاف قائلة بتقطع 
أنا...أنا الي جبته يا معلم!
جذب خصلاتها پعنف هادرا بقسۏة 
وجبتيه منين بقي يا روح امك ده كباب وكفته ومن الغالي كمان يا حيلتها!
بكت الفتاة پخوف ليفتشها بوقاحة حتي اخرج حفنة من النقود ليزمجر بصوته الخشن 
ده ايه ده بقي انطقي يا بت هببتي ايه علشان تاخدي الفلوس دي كلها 
رددت بارتجاف 
واحد بيه ربنا يكرمه ادهوملي...
مال ثغره بسخرية قائلا 
وهو في حد يدي شحات فلوس كتير كده انتي هتستعبطي يا بت يكونش قضي معاكي ليله قوليلي علشان اشغلك في السكة دي طالما بتجيبي منها فلوس عنب كده ... !!! ما انتي معدتيش صغيرة!
بكت بړعب فالتسول أفضل بكثير من بيع جسدها لتردف پبكاء متوسل 
أبوس أيدك يا معلم متعملش كده والله زي ما بقولك كده أصل البيه شكله اجنبي ومش بيتكلم عربي انا صعبت عليه فاداني الفلوس دي ورحمة اهلي ده الي حصل!
تفحص جسدها الذي بدأت تظهر عليه إمارات الانوثة بوقاحة قائلا بخبث وهو يترك خصلاتها 
والله كبرتي وادورتي يا بت يا زهرة وانا مش واخد بالي!
هوي قلبها ارضا من كلماته التي لا تعني سوي شئ واحد لترتعد اوصالها حين تسمع لأمره لأحد صبيانه 
اسمع يالا من بكره تأخد البت دي لستك نعيمة تظبطها علشان عندها طلعة جديدة! وانتي غوري لمي هدومك ولا بلاش نعيمة هتجبلك لبس يليق بشغلانتك الجديدة بدل لبس الشحاتين ده! 

جلست واجمة امام النافذة وهي تستمع لصياح شقيقتها الباكية لتقلب عينيها بملل وهي ترفع هاتفها وتتطلع الي صورته باشتياق قاطعها تلك الصياحات
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 91 صفحات