الأحد 24 نوفمبر 2024

نوفيلا حب صحفي بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز


الكتب والروايات التي تفضلها والان اتته كاتبة لديها عمل خاص بها وهذا ما جعلها تشعر بالسعادة التي تجعل قلبها يتراقص فرحا منما وصلت إليه.. 
كانت ترتدي رداء طويلا باللون الأزرق يعلو حجاب ابيض رقيق وتنتعل حذاء رياضي باللون الأبيض وحقيبة يد سوداء تضع بها هاتفها الخلوي ومتعلقاتها الشخصية..
عندما غادروا أصدقائها التي زينت لهم الرواية بتوقيعها الخاص وقفت تطالع المارة وترا الإقبال على دور النشر. 

وجدت شاب يحمل كاميرته ويتحدث مع كاتب وهو يلتقط له بعض الصور شعرت بالتجاهل وهذا ثار ڠضبها وجعل وجهها يعبث ولكن تذكرت أن لم تنتغم هي الفرصة بنفسها فلن تاتيها وهي واقفة مكانها مکبلة اليدين
تتذكر المقولة الشهيرة ولكن لم تتذكر من قائلها 
إذا تطلعت للسماء لا تنتظر أن تاتيك النجمة وأنت مكانك بل مد يدك أنت والتقط القمر
ذهبت هي لتتحدث مع الشاب بعد تردد دام لنصف ساعة حسمت أمرها بالنهاية وهي تتقدم منه بخطوات مضطربة ودقات قلبها تقرع كالطبول لكنها حاولت استجماع شتاتها وهدأت قليلا قبل أن تبدء هي بأول خطوة وقفت خلفه تتنحنح بخجل 
نظر لها الشاب عندما شعر بوجود شخص خلفه وجدها فتاة تقف بخجل ولكن قالت بعفوية وهي تشهر روايتها أمام انظاره
أنا كاتبة روائية وهذه روايتي الأولى 
تبسم يوسف لها في ود وقال بلطف
مبارك على الرواية 
بادلته البسمة وقالت بمرح
إلا تراني 
قال يوسف بدهشة ماذا 
ضحكت برقة وقالت 
أراك تجري حوارت صحفية مع الكتاب أنا أيضا كاتبة
تفهم مقصدها وقال بترحاب وهو يمد يده ويصافحها
يوسف رأووف مصور صحفي في مجلة شباب الغد 
مدت يدها تصافحه وهي تعرفه بنفسها
ندا الشاذلي وأكتب بأسم مستعار قطرات الندا 
نظر لها بدهشة ثم تسأل بحدثه الصحفي وفضوله الداخلي
لماذا لم تكتبي بأسمك الحقيقي هذا أفضل لك لكي تنالي الشهرة 
قالت بمرح  
سابحث في الأمر ثم استرسلت كلماتها بحماس
إلا تنتقي روايتي فهي تناقش عدة جوانب أجتماعية داخل مجتمعنا
قابل كلماتها بمرحه هو الآخر وأشار في طرفة إلى جيب بنطاله وقال 
لقد افرغت جيوبي وضاع راتب الشهر بأكمله ثم أشهر حقيبة ظهره التي أصبحت تحتوي على العديد من الكتب
ضحكت برقة على طرفته وقررت ان تعطيه النسخة التي تحملها وقالت 
ستاخذ نسخة موقعة من الكاتبة شخصيا 
شرف لي 
فتحت أولى صفحات الرواية وخطت له أهداء بخط يدها زينته بتوقيعها ثم أعطته الرواية وهي تقول
انتظر رايك 
التقط منها الرواية واجابها قائلا
حسنا ولكن ساخبرك برائي دون مجاملة وارجو أن تتقبلي النقد 
وأنا حقا أريد رايك صريحا دون مجاملة 
مستعدة للحوار والتقاط صوره لك ترفق بالحوار الصحفي 
قالت في حماس
أجل مستعدة 
أجرا يوسف معها الحوار الصحفي بعدة أسئلة خاصة بشخصها وعن هوايتها ودراستها ومنذ متى وهي تكتب الروايات وفي أي جانب أدبي تنتمي وبعد مرور نصف ساعة من الحديث الممتع معها انهى الحوار وهو يرفع عدسة كاميرته ليلتقط لها صورة خاصة وهي تحمل الكتاب بين يديها وإبتسامة مشرقة تنير وجهها. 
بعد ذلك ودعها بلباقة وغادر المعرض لتتسمر ندا مكانها وهي تنظر للفراغ وتهتف بضيق قائلة
يا للحظ التعيس نسيت ان أسأله متى ينشر الحوار واين أجد تلك المجلة
أما عن يوسف بعدما غادر المعرض استقل سيارة أجرة ليعود إلى منزله في حماس وشغف لتبدء جولته الحماسية بين طيات الكتب التي انتقاها. 
نظر للكتاب الذي ما زال بيده ورغم انه لم يكن من محبين الروايات الرومانسية الإجتماعية إلا أنه انجذب لأسم الرواية وغلافها وقرر أن يخوض تلك التجربة ولكن تذكر بأنه لم يأخذ اي وسيلة تواصل تصله لهذه الفتاة ولكن تذكر بأننا بعصر التكنولوجيا وسوف يجدها بالتأكيد من خلال إسمها عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي. 
عاد إلى منزله وعندما دلف اتاه اتصالا هاتفيا من صديقة الذي يعمل معه بنفس المجلة أجابه يوسف بهدوء بعد أن فتح المكالمة 
مرحبا زياد كيف حالك
اتاه صوت زياد الضاحك وهو يرد بمرح 
مرحبا يوسف واكمل حديثه الساخر
هيا أخبرني انك أضعت راتب الشهر بأكمله ما زالنا ببداية الشهر ماذا ستفعل بعد ذلك هل ستفي تلك الكتب أحتياجاتك لباقي الشهر
اغمض يوسف عيناه بأرهاق ثم عاد يفتحها وهو يزفر أنفاسه الحانقة 
أجل وضعت راتبي في غذاء العقل وسادبر أمري باقي الشهر لا تقلق يا صديقي
كركر زياد ضاحكا وقال
حسنا عندما تشعر بالجوع سد جوعك بكتاب ما 
ضحك على طرفة صديقه ونهض واقفا ليذهب إلى غرفته ثم عاد ينظر له قائلا
أنت جاهل ولا تعلم قيمة هذه الكنوز 
لوى زياد ثغره بضجر وقال 
الا تأتي لنلتقي نحن ننتظرك عند المقهى 
هتف يوسف معترضا
لا لم استطع المجيء أنا متعب ساريح جسدي قليلا 
حسنا 
قالها زياد وهو يغلق المكالمة مع صديقه بينما دلف يوسف لغرفة شقيقته الصغرى اولا ليجدها نائمة بفراشها أغلق إضاءة الغرفة ثم غادرها توجها إلى غرفته اخرج متعلقاته الشخصية من داخل جيب بنطاله ثم وضعهم أعلى مكتبه وجلس على الفراش ووضع الحقيبة أمامه ثم فتحها ليخرج منها الكتب التي أنتقاها ليفتح واحدا تلو الآخر يعلم مضمونه وفي أي نوع من الأدب ثم نهض ثانيا ليضعهم داخل مكتبته وعاد إلى الفراش حاول أن ينام ولكنه لم يستطع التقط الرواية الخاصة بالكاتبة التي التقاها واهدته إياها ثم أبتسم وسحب الرواية ليبدء في قراءتها بشغف على الرغم من انها ليس من النوع الذي يفضله ولكنه وعدها بأنه سيقراءها وتنتظر رائيه.
خاضت ندا تجربة لا بأس بها تعلم أنها لن تصبح كاتبة مشهورة من أول رواية ورقية فالمشوار لازال أمامها طويلا وعليها الصبر والمثابرة لكي تصل لنهايته بسلام فمن المؤكد أنها ستواجه بعض العقبات التي تعوق طريقها ولكن يجب أن تظل قوية صامدة وهي خطت أولى خطواتها ولا داعي للندم بعد فهي تسير في طريقها الصحيح.
هكذا أخبرت نفسها ببداية تحقيق حلمها تتمنى أن تصبح يوما ما كاتبة مشهورة وأعمالها تحقق نجاحا باهرا وتتراشق عليها شراكات الإنتاج لكي تأخذ عملها الناجح وترا على شاشة السينما او الدراما التلفزيونيه.
ولجت ندا غرفتها بعد يوم حافل من التعب والإرهاق ابدلت ثيابها بمنامة شتوية بسبب برودة الطقس ثم تسطحت فراشها وهي تنظر لسقف غرفتها شاردة فيما حدث داخل المعرض تنهيدة عميقة خرجت من بين أضلعها تخشى المستقبل رغما عنها ولكن قررت أن تنام وتترك القادم في يد الله لا تتعجل شيء.
اغمضت عينيها لتغط في نوم عميق وهي مقنة أن الغد سيكون أفضل بإذن الله..
انتهت أيام معرض الكتاب وبدء يوسف متابعة عمله بالمجلة كما أنه انتهى أيضا من قراءة الرواية وحاول البحث عن أسم الكاتبة المستعار فلم يجدها وكتب الاسم الحقيقي ليلقى نفس النتيجة زفر بضيق ونشر على صفحته الخاصة عن الرواية وعمل لها ريفيو كان يود ان يتحدث معها ليناقش عدة ثغرات داخل الرواية ولكنه لم يجدها..
الفصل الثاني
في تلك الفترة ندا تستجمع أفكارها وتستعد للرواية الجديدة وتبحث عن أفكار مختلفه تريد ان تكتب رواية بها عدة نقاط نفسية وتبحث عن كتب في علم النفس والأمراض النفسية المعقدة لكي تتناوبها داخل روايتها. 
علمت من صديقتها أن كل ما تريد انتقائه ستجده عند سور الازبكية فهذا المكان الذي يضم عددا كبيرا من بائعي الكتب وستجد الكتب القديمة التي ستساعدها على خوض فكرتها الجديدة 
قررت اليوم الذهاب لانتقاء الكتب ابدلت ثيابها استعدادا للخروج ثم ودعت والدتها واوصتها الاهتمام بطفلتها ريثما تعود. 
استقلت سيارة أجرة من أمام البناية تقلها إلى وجهتها المنشودة بعد مرور نصف ساعة صفا السائق سيارته لتترجل ندا منها بعدما أعطته النقود ووقفت تدور حول نفسها فهي لا تعلم ذاك المكان وجدت على مرم البصر
بائعين الكتب مصفوفين واحدا بجوار الآخر صفا واحد قادتها قدميها إلى هناك واقف أمام أحدهما تنسال عن الكتب التي تبحث عنهم ولكنها لم تجد غرضها فاشار اليها البائع ان تذهب إلى الرجل المسن الجالس بعيدا فلابد وأن تجد ما تريده سارت ندا بخطوات واسعة لتقف أمام المسن الجالس بهدوء خلف تندة الكتب التي تضم العديد.
أبتسمت ندا له ثم هتفت بود
صباح الخير
أجابها المسن في لطف 
صباح الخير يا ابنتي
جالت بعينيها الكتب التي أمامه ثم هتفت متسألة 
ألم أجد مجموعة من الكتب القديمة الخاصة بعلم النفس
هز رأسه نافيا وقال بأسى
للأسف كانت لدي مجموعة واحدة وأتى شاب وجدهم وابتاعهم ولكن سوف أبحث لك عن مطلبك مري علي بعد يومان
تبسمت له وشكرته ثم سارت مغادرة في أحباط
في ذلك الوقت وقف الشباب أمام العجوز قائلا بمرح
كيف حالك أيها العجوز
تهللت أساريره وهو يجيبه في ود
في أفضل حال يا بني جئت بوقتك
نهض المسن عن مقعده وسار خطوتين يهتف بصوته الواهن مناديا على الفتاة لتنظر ندا خلفها حيث الصوت لتجد العجوز يشير إليها لكي تعود تبسمت وعادت أدراجها وهي تهتف بحماس
هل وجدتهم بهذه السرعة
نظر لها الشاب بدهشة بعدما عرفها ورفع يده مصافحا إياها
مرحبا ندا.. هل تتذكريني
صافحته وهي تقول
مرحبا يوسف بالطبع اتذكرك ثم قالت بضجر
لكن تلك المرة نسيت أن أسالك عن المجلة
تبسم لها وقال 
وانا أيضا نسيت أخبارك بكل ما يخص المجلة وبعد أن قراءت روايتك بحثت عنك عبر الفيسبوك ولكني لم اعثر عليك
قال العجوز
هذه الفتاة تبحث عن الكتب التي ابتعتها قبل أسبوع
نظر لها يوسف وقال
حقا... إذا كنت تريدهم فسوف أجلبهم لك فقد انتهيت من قراءتهم
ثم نظر حوله وهتف قائلا 
ما رأيك ان نجلس بهذا الكافيه لنتحدث
وافقته الرأي وسارت جانبه متوجهين حيث الكافية القابع على بعد خطوات ودلفوا سويا لداخله جلست ندا وجلس يوسف مقابلا لها ثم أشار إلى النادل لياتي
عندما أتى النادل قال بلباقة
اوامرك سيدي
نظر يوسف لندا متسألا
ماذا تريدين ساتناول الشاي
ردت قائلة
وأنا أيضا اريد شاي
ذهب النادل ليحضر الطلبات
هتفت ندا قائلة بود
هل أنهيت قراءة الرواية حقا
أجل لم تأخذ مني إلا ثلاث أيام وهذا بسبب أنشغالي بالعمل لو كنت متفرغا لانهيتها في يوم واحد
قالت بحماس
وهل اعجبتك هل لديك تعقيب
ضحك بمرح وقال 
صبرا... سوف أخبرك بعدة ملاحظات وأرجو إلا يزعجك رائي فأنا صريح ليس من طبعي المجاملة
تبسمت له وردت 
لن انزعج أنا اتقبل النقد بصدر رحب أعلم أنه نقد بناء وليس هادم وهذا سيجعلني أسعى دائما لتطوير من كتاباتي 
حسنا... فكرتها حقا نالت أعجابي ولدي بعض التعقيب عن السرد والوصف لكن الرواية تناقش قضية هامة داخل مجتمعنا ولكنك ضعيفة في وصف الإماكن كنت أفضل أن يكون وصفا دقيقا هذا عمل روائي ليس مصور امامي أود أن أعلم وصف المكان والزمان والأشخاص والسرد كان مقتصرا ملاحظتي لك ان تهتمي بالسرد وتتعمقي به لكي يصل للقارئ
نظرت له بامتنان ووعدته بأن تهتم بنقاط الضعف لديها وسوف تطور من كتابتها وأفكارها وأنها تسعى أيضا للكتابة عن نوع أخر غير الذي اعتادته في كتابتها تود الكتابة عن الړعب والفانتزيا والغموض
 

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات