نوفيلا حب صحفي بقلم فاطمة الالفي
وتبدل جلدها لكي لا تقتصر على نوع واحدا فقط من الأدب الروائي
قرر يوسف دعمها ومساعدتها في تلك الخطوة الهامة
وانا سعيد جدا بقرارك هذا وسوف نتقابل ثانيا لاعطيك الكتب وكل شيء تريدنه لا تترددي أرجوك في الاتصال بي
ثم تبادلا أرقام الهواتف المحمولة وصفحات التواصل الاجتماعي سعدت ندا بهذه الألفة التي حدثت بينهما منذ اللقاء الثاني
ما هذه الفرصة السعيدة
ضحك يوسف وقال بمشاكسة
أنها الأقدار يا ابنتي ثم استرسل حديثه بجدية وقال
أنا صادق معك ومنذ هذه اللحظة اعتبريني صديقك شقيقك ساظل جانبك
تبسمت له وتمنت من كل قلبها ان يكون كذلك فهي بأمس الحاجة لشقيق تقص له كل ما بداخلها يساندها ويشاطرها كل شيء وحديثه هذا طمئن قلبها بأن الدنيا لا زالت بخير.
مر يوم يليه الآخر وهم يتحدثون عبر تطبيق الواتساب والهاتف تسرد له أفكارها وهو الآخر يشاركها الأفكار ويستمع لها حكت له كل ما بداخلها من ۏجع وهو ينصت له ويطالبها بالمزيد لكي تريح نفسها ألم الكتمان وجدت به الشقيق الذي تتمناه ورغم صغر سنه إلا أنها شعرت بأنه الأخ الأكبر الذي يدعم شقيقته ويتقبلها بكل تقلباتها المزاجية كما أن لديه فكر مختلف وبدء ينصحها بتطوير نفسها في جانب القراءة فهي كونها كاتبة إلا أنها لا تجد وقتا كافيا لتقرا لكنه غير بها الكثير من شخصيتها كانت تشعر بعدم الثقة بالنفس كان مشجع لها مرأتها التي تحاول أصلاح عيوبها وهي تتقبل كل شيء منه حقا رب أخا لم تلده أما
وقفت ندا أمام المرآة تضبط حجابها البيج بعدما اردتدت الرداء البني حملت حقبتها البيج وانتعلت الحذاء الرياضي الأبيض وغادرت المنزل بعدما أخبرت والدتها بأنها لديها موعد هام خاص بعملها.
لماذا اتيت إلى هنا
قال مازحا
حسبت أنها مفاجاة مفرحة ما هذا اللقاء الجاف
ضحكت برقة وقالت بصدق
هي بالفعل مفاجأة مفرحة وسعيدة جدا برؤيتك ولكنها كانت صدمة
جحظت عيناه وقال وهو يشير إلى نفسه
كركرت ضاحكة وقالت بمرح
لم اقصد هذا
ضحك هو الآخر وأشار إلى الفتاة لكي تأتي وقال وهو ينظر لندا
مريم شقيقتي أود أن اعرفك بها
نظرت لها ندا ببسمة ومدت يدها تصافحها وتقبل وجنتيها
مرحبا مريم سعيدة جدا برؤيتك
وأنا أيضا ندا يوسف حكى لي عنك كثيرا لذلك أردت مقابلتك
قاطعهن يوسف قائلا
دعوا حديث الفتيات لاحقا وهيا السائق ينتظرنا
ألي أين سنذهب
هندم ياقة التيشرت وقال
لا انها مفاجأة حقا ولن أخبرك بها
أستقل يوسف المقعد المجاور للسائق بعد أن فتح باب السيارة لتدلف ندا وشقيقته بالمقعد الخلفي ثم أملى على السائق العنوان المنشود لتقف السيارة بعد مرور أربعون دقيقة أمام البناية أعطاه النقود وترجل من السيارة اولا وبعد ذلك فتح الباب لتترجل ندا ومريم.
هم يوسف يسبقهم بخطواته وهن يسيرون خلفه ولكن تسمرت ندا مكانها وتبادلت النظرات بينهما وهي تهتف بتسال
إلى أين نحن ذاهبين
قالت مريم وهي تحاوطها من كتفها
سنصعد الطابق الثالث حيث شقتنا
وهتف يوسف قائلا
عفوا البناية لا يوجد بها مصعد كهربائي سنصعد على ارجلنا
ثم اردف قائلا بثقة
هنا منزلي وأريد أن تري بنفسك المكتبة التي اعددتها بنفسي أريدك تشاركيني هذا الحلمونتناول الغداء معا تحت رعاية الشيف مريم
ضحكت مريم وقال بغرور مصطنع
ستتذوقي طعاما شهيا من صنع يدي
همس يوسف بمزاح
أرجو إلا نحتاج إلى غسيل معدة بعد تناول الطعام التي اعددته اميرتي الصغيرة.
تبسمت لهم ندا بحب وشعرت بينهما بود ومحبة كما لو انها تعرفهم منذ أعوام.
سارت جانبهم وهي تبتسم لشعورها بالسعادة بقرب هذا الثنائي المشاكس المرح وصعدوا للطابق الثالث ثم فتح باب الشقة ووقف مكانه لتدلف مريم وهي تبطء بذراع ندا يدلفون اولا لداخل ويوسف خلفهم أغلق باب الشقه ثم وقف في الصالة وقال
هذه شقتنا المتواضعة هذه الصاله وهنا غرفه التلفار ونتناول بها الطعام والغرفة التي في المقابل غرفتي وتليها غرفة مريم وفي هذا الممر الحمام والمطبخ
قالت مريم وهي تشمر عن ساعديها في حركة طفولية
اما انا ستبدء معركتي داخل المطبخ
همت ندا بأن تسير خلفها لمساعدتها ولكن أشار إليها يوسف قائلا
دعيها ندا تفعل ما يحلو لها بالنهاية سنطلب غداء من الخارج كما اعتدت انا على تجارب شقيقتي الميؤس منهاوتعال لتري بنفسك غرفتي ومكتبتي كنزي في الحياة.
فتح باب الغرفة لتخط ندا بقدميها داخلها وهي تنظر لها بدفء فقد كانت غرفة متوسطة الحجم مطلية باللون السماوي الذي يعطيك الراحة النفسية والسكون وعلى يمين الغرفة فراش صغير باللون البني بجانبه الكومود ومنصدة زينة صغيرة وعلى الجانب الآخر من الغرفة المكتب وخلفه المقعد الخشبي والمكتبة الضخمة التي بطول الحائط تضم مئات الكتب انبهرت ندا من منظر المكتبة والكتب المصفوفة بعناية وعند كل رف ورقه صغيرة بخط يد يوسف مكتوب عليها بأن ذلك الرف يضم كتب علمية من التاريخ والفلسفة وعلم النفس
يليه الرف الخاص برسائل الماجستير والدكتوراه في الطب النفسي والتشريح وكل ما يلم به يوسف من علوم وثقافة تجده داخل مكتبته وجانب خاص بالكتب المترجمه والروايات العربية والادب الروسي والأمريكي من الړعب والفانتزيا والاكشن والچريمة والغموض
وقفت أمام المكتبه تنظر لها باعجاب
قال يوسف بمرحه المعتاد
كنز حقا اليس كذلك
ضحكت برقة واومت براسها بالايحاب
رائع حقا
سحبها من يدها واجلسها على المقعد ثم فتح الحاسوب الخاص به لترا الجانب الاخر
المقالات التي يكتبها الذي تم نشر والذي لم ينشر بعد قضايا هامة بالمجتمع العربي وفتح ملف اخر به عدة افكار خاصة بالروايات لتنظر له بدهشة
لم تخبرني من قبل انك أيضا كاتب ولديك افكار
رفع حاجبيه في مشاكسة وقال
هذه هي المفاجاة الثانية وكل هذه الأفكار ملك لك من الآن انا لا أجيد كتابة الروايات فقط افكار دونتها واتمنى ان تطرح بشكل لائق وسوف أكون معك خطوة بخطوة لن اترك يديك
نهضت عن المقعد وانهمرت دموعها ما أجمل القدر عندما يجمعك بشخص كهذا لم يربطكم صلة ډم او قرابة ولكنه أكثر من ذلك شقيق حاني تجده دائما مشجع لها وداعمها وصديق صبور عليها يناقشها بتفهم. وأب ناصح لها يحتويها بعينيه الذي ينبعث منهما الأمان التي وجدته بقرب ذاك الشخص الذي أصبح مثابة الأخ والاب الروحي
رفع يوسف انامله ليمحي دموعها وهو يقول بمرح
تبا لهذا النكد الذي سيفسد اللحظات الجميلة التي اقضيها معك يا صغيرتي
تبسمت له ليعود يوسف حديثه بحب صادق قائلا
تعلمين ندا كيف اراك
قالت ببسمة حانية
كيف
اراك ابنتي شقيقتي الصغيرة قطعة من روحي أشعر بحزنك وهمومك وكل شيء يخصك كانك تؤام روحي نصفي الثاني حقا لم اتحمل ان اعيش الحياة بدونك
لم تتحمل كلماته التي لامست قلبها هي الأخرى لتجد نفسها تعاود بالبكاء ثانيا زفر يوسف بضيق وهتف مناديا لشقيقته التي اتت إليهما ركضا وهي مرتدية المريولة وتحمل بملعقة خشبية كبيرة تشهرها أمامهم كسلاح ټهديد
ماذا عساك يا أخي اتركني اعد الطعام دون أن افسده
زفر بضيق وهو يجذب شقيقته
كفى عن الثرثرة ندا تبكي
وقفت مريم بجوارها تربت على كتفها بحنان قائلة بمشاكستها المعتاد ة
هل هذا الشخص هو سبب دموع الوردة الرقيقة
تبسم يوسف فهو يعلم بأن صغيرته المرحة قادرة على تبديل الأجواء من حرن لبهجة وفرحة
لاحت ابتسامتها ورفعت مريم اناملها الرقيقة تمحي لها دموعها المتساقطة وتوكيزها في كتفها
اذا لم تكفى عن البكاء ساخطفك ولن تعودي لمنزلك بعد اليوم
وافق يوسف علي حديث شقيقته وقال بمرح
شقيقتي مچنونة واذا لم تضحكي الآن ستفعلها لا محال
ضحكت برقة وقالت
وانا سكون ممنونة على هذا الخطڤ
وقف يوسف بمنتصفهن وجذبهن أسفل ذراعيه يحاوطهن بحب ويقربهن لقلبه وهو يهمس بحنو
سعيد جدا بوجودكن في حياتي اليوم أصبح لدي شقيقتين وليست واحدة
ثم التقط بعدسة كاميرته صورة تجمعهم بهذا التألف والتناغم الذي حدث بينهما.
وعلى حين غفلة سحبتها مريم من كتفها كالمجرمين وقالت وهو تغادر الغرفة
هيا سنبدأ اليوم معا اولا نذهب إلى المطبخ لإعداد الطعام سويا وبعد ذلك نحتسي الشاي على سطح البناية في الهواء الطلق
اعترض يوسف وجذب ندا اليه تقف جواره وقال
لا ندا أخشى عليكي من هذه الجنية الشقية ستظلين جواري ونبدأ معا أولى حلقات العلم والمعرفة
ثم انهي كلماته بغمزة
تعلمي من شقيقك أمور الحياة الحياة كم تجب أن تكون وماهي فلسفتي فيها
جلسوا سويا على سطح البناية بينما وقفت مريم بجانب الورود ترويها وتلتقط لها صور سلفي منشغلة عن ما يتحدث عنه شقيقها وشقيقتها التي شعرت اتجاهها بالمحبة الحقيقة وكأنها حقا شقيقتهم الثالثة.
أما عن ندا نظرت له بتسأل
هيا أخبرني عن فلسفتك في الحياة
ارتشف يوسف القليل من كوب الشاي ثم اخرج تنهيدة عميقة وهو يردف قائلا
الحياة بها أمور كثيرة تزيد من تعقيدها ماذا لو أخذنا كل شيء نراه حولنا ببساطة نحن من يجعل الأمر يزداد سوء او تعقيد نحن نصنع العقد بانفسنا ونتهم الظروف
قاطعته بعدم فهم
ما هذا التعمق اريد تغسيرا أوضح
تبسم لها بود وهتف بجدية
الحياة قائمة على المصلحة
كيف لم أفهم مقصدك
ساخبرك كل شيء نفعله للاخرين ننتظر المقابل مقابل مادي معنوي عاطفي اجتماعي
له منظورات عدة من وجهة نظري المتواضعة ليس المقصود هنا الاستغلال ولكن الهدف من كل فعل أفعله لأخذ بالمقابل رد فعل أستحقه وكل ذلك يحدث بطريقة الشخص ذاته في اسلوبه وقناعته
هزت ندا رأسها معترضة حديثه
تبسم لها وأردف قائلا
سأحدثك بأسلوب يليق بروحك النقية ندا انت فتاة طيبة ولا تعرفين شيئا عن خفايا الاناس اللذين نعيش معهم بهذا العصر وهذا التفكير انا أر كل شيء له دافع نفسي
ويعود على تربية الشخص ومفهومه في الحياة من أسلوب حديث الفرد وهل يميل إلى الخير ام الشړ في طريقة اتخاذ القرار وحل المشكلات ما هي دوافع شخصيته التي نشأ عليها وما هي المواقف التي مر بها على مدار مشوار حياته من الطفولة للمراهقة للشباب