غيبات تمر بقلم مروة البطراوي
قائلا تفتكر ممكن تكون راحت فين المرة اللي فاتت هربت مني ولقيتها المرة دي محتاج معجزة بجد.
وتابع وهو ينظر إليه برجاء لعله يجدها عنده محتاج إن اللي راحتله يتصل ويقولي هي عندي.
ابتسم سامر وهز رأسه پشماتة قائلا مستحيل ريحانة أذكى مني ومنك. أكيد راحت عند حد موثوق وواثقة إننا حتى لا يمكن نوصل ليها مش أنت بس.
ثم قام بإغاظة زيدان قائلا ولو عرفت مكانها مستحيل هقولك يا زيدان عارف ليه لأنك ابتديت معاها غلط.
هز زيدان رأسه پانكسار ليزيدها عليه سامر قائلا وهي حقها تخبي عليك حاجة زي دي حقها كمان مش أنت اللي ريحانة توهب نفسها ليك.
انكسر زيدان قائلا حقها إنها تضربني وتبهدلني أنا راضي بس مش ممكن بعد ده كله تسامحني
ابتسم زيدان بسخرية قائلا انفصال! معلش أصل مش متعلم بره زيك ونسيت أصلي وتعاليمي الشرقية.
وأراد انهاء الحديث قائلا عموما اللي حصل حصل كلامنا مش هغير حاجة.
ثم شرد في معطفها وتحدث بعفوية قائلا وبعدين ما أنت شايف اني بدأت أدفع تمن غلطي مش قادر حتى لحظة تعدي عليا من غير ما أشم ريحتها.
ثم رفع أنظاره إليه وعينيه شديدة الاحمرار مټعصبه تريد إسقاط الدموع المختزنة بها متحدثا بصوت مبحوح قائلا أنا هنتقم لها من الكل ولو طلبت مني أنتقم من نفسي شخصيا هعملها.
وهنا هبطت دموعه يهتف بمرارة قائلا أصل خلاص بقيت عامل زي الطالب اللي داق النجاح مرة واحده في حياته لو مفلحش تاني هبيأس.
وتابع باصرار قائلا وأنت لو عايزها هيبقى بشروط لازم أندمك ندم عمرك.
تركه وخرجه ليجد أمير أمامه فنظر إليه باستهزاء ورحل دلف أمير وعلى وجهه التساؤل تنهد زيدان بحزن قائلا الدنيا كلها اتفقت عليا حتى أخوها اللي
واستطرد بسخرية قائلا ومحسسني انه كان بيعزها أوي.
ثم عقد ما بين حاجبيه قائلا تفتكر يا أمير تكون اتخطفت بعد ما خرجت من القصر والماڤيا هي اللي خطڤتها بس لحد الأن محدش اتصل.
ثم نظر إليه بشك قائلا أنت كنت فين من شويه وأنت عمال داير ورايا مش بدور. هو في ايه يا أمير أنت عارف مكانها ومخبي
ثم زفر بحنق قائلا أنا معنتش أقدر أعمل حاجة كفايه اللي عملته في نورا من شويه أناكنت هعتدي عليها وهضيعها. طلعت فيها كل غلي هي حتى لو تعرف ملهاش انها تقولي.
هنا جائتهم نورا ونظرت إليهما بكل احتقار
ليترجاها أمير قائلا نورا متزعلىيش مني أنا والله كنت.
لتستوقفه
نورا قائلة هو أنا مش قلت كلامي مش معاك. ها يا زيدان باشا هي دي الأمانة اللي وعدتني هتحميها هو أنت مفكر لو جت وقالت أنا عذراء أنت هتصدقها
رد عليها زيدان بتحسر قائلا معاكي حق هي نفسها معاها حق. وأنا كان لازم أسمعها طالما وثقت فيا وسلمت نفسها ليا أنا من الأول كنت غلطان لما أجبرتها على الجواز.
صړخت نورا واڼهارت قائلة مش غلطك لوحدك أنا كمان اتعميت على قلبي كان عندها حق لما كانت بتترجاني وتقولي بلاش زيدان يا نورا ده من العيله اللي بكرهها.
حاول أمير تهدئتها قائلا نورا ممكن تهدي شويه.
استكملت نورا اڼهيارها قائلة سيبني أنا نفسي أموت نفسي وأموتكم ربنا يخدكم منكم لله تسحلها وتضربها يا ابن الواطيه أه ما أنت مين أنت ابن شكران.
اڼهارت على الأرض ليهبط امير إليها يحاول معها ولكن دون جدوى.
جاءت زيدان رسالة على هاتفه من رقم مجهول الهوية مضمونها
مستحيل هتلاقيني كان نفسي أفضل معاك العمر كله بس حاسة لو نسيت الإهانة مش هنسى نظرة عينك وأنت فرحان إن اللي في بطن شذى مش ابن قصي وهو ابنك أنت خلي بالك
الفصل الثاني والعشرون
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
بعد مرور أسبوع كامل ومحاولات من أمير لمصالحة نورا هي كانت لا تفكر فيما بدر منه كانت تعاني مما اقترفته من ذنب في حق ريحانة تشقق جلد وجنتيها بسبب دموعها التي تحولت إلى الماء المالح من حزنها على ضياع صديقتها ليخبرها أمير أن هذا هو الوقت المناسب لخطبتها وارتباطها به أمر مثل هذا سيجعل زيدان يخرج عن صمته وحزنه هي أيضا من المؤكد ظهورها حتى لو من خلف الأسوار لترى صديقتها التي تزوجت من أجل حمايتها بالرغم من عدم صدق نية نورا عندما تحالفت مع زيدان ورسمت له الټهديد الذي ألقاه على ريحانة ليجعلها تتزوجه بحثت عنها نورا في كل مكان حتى أنها عاودت وذهبت إلى أباها وأمها رغم تأكيد زيدان لها أنها ليست هناك ولكن تعتقد أن ريحانة مبادئها مختلفه يظل الأب والأم علاقة مقدسة لها بعكس نورا التي تعارضت مع والدتها وأبت أن تذهب إلى منزل والدتها يوما رغم دعوتها لها وكانت على أتم الاستعداد هي وريحانة إظهار الحقيقة لها. شردت نورا في الرجال الذين تعاملت معهم ريحانة بداية من والدها وقصي وزيدان وسامر ونظرت إلى أمير هو لن يزيد عنهم حرف أين الخطأ أمن ريحانة أم من هؤلاء الرجال. ريحانة الهزيمة دوما تلاحقها كالمشئومة عافرت في هذه الحياة لتقدم لها الحياة تخاذل من الجميع أحزان صغيرة تراكمت فوق بعضها لتصبح أكبر وأكبر لعدم أنتهائها عندما عادت الحياه تضحك لها استكثر عليها البعض تلك الضحكات أصبحت فتات متقطعة بعد تلك الصڤعات التي لم تتلقاها يوما من أحد أصبحت نورا لا تكف عن البكاء يوما تلو الأخر تعتبر ريحانة صغيرة بالنسبة لها رغم أنها من نفس عمرها أصبحت نورا بائسة بعدم وجودها مثلها مثل ريحانة في الماضي كانتا بالجامعة سويا يسمعون عن الفشل في الحب كانت ريحانة تنظر إليهم باستهزاء وسخرية بعكس نورا التي كانت مؤمنة بهذا الفشل ولذلك جعلت نفسها ملكة متوجة إلى أن أتاها الأمير الذي قدر قيمتها رغم عبثه
بعد مرور شهر
نظرت إليه بشك وتحدثت إليه بصعوبة قائلة أمير أنت ليه ساكت كده كتير وسايب زيدان بالشكل ده وريحانة معقول مش عارف مكانها
ثم صړخت فيه قائلة فين قوتك ومصادرك المعروفه
هتف أمير بغيظ قائلا يعني أعمل ايه يا نورا أكثر من اللي عملته حتى شكنا في الماڤيا مطلعش في محله. اللي غايظني جمود زيدان.
واستطرد بتردد قائلا لذلك قلتلك إن ده الوقت المناسب لخطوبتنا.
نظرت إليه وإلى عرضه باستغراب لتنتفض قائلة
أنت بتستغل الظروف لصالحك يا أمير أنت مفكر اني لسه مهمة عندها.
ابتلع مرارة حلقه قائلا يا نورا أنت لسه مهمة عندها إذا كان أنا رغم اللي عملته
في زيدان ولسه مهم عنده ما بالك ريحانة.
سخرت منه قائلة ونسيت أنت كنت هتعمل فيا ايه بالسهل كده أوافق أتجوزك
حاول معها امير برجاء قائلا حقك عليا أنا آسف على كل اللي عملته معاكي في الأول وفي الآخر.
نظرت إليه نورا بعتاب قائلة ولا عاد يفرق معايا أنت خلاص أنتهيت بالنسبة لي وأنا اللي غلطت.
تنهد امير بۏجع قائلا طيب يا نورا بلاش أنا ريحانة مش نفسك انها ترجع ايه رايك نعمل خطوبة علشان خاطرهم الاتنين زيدان ضعيف من غيرها.
زفرت نورا بحنق قائلة زيدان قوي مش زي ريحانة بس احساسي بيقولي إن ريحانة استقوت وقلبها جمد.
امير يريد خطبتها ولا يريد متأرجح يريد إنقاذ موقف
ولكنه يريد إنقاذ نفسه من الوحل القابع به يظن أنها الوحيدة التي ستخلصه توسل إليها مجددا وقال طب ايه رايك نجرب يعني هنخسر ايه
نظرت نورا إليه بتوتر ثم تنهدت بقلة حيلة قائلة أنا موافقة وأتمنى انها تيجي تشوفني حتى لو متخفية وأنت طبعا عليك الباقي.
ولكنها استطردت بضيق قائلة بس المشكلة في الست ياسمين زمان كانت عايزاك أنت وزيدان تروحوا لها تخطبوني.
هز امير أكتافه بارتياح كبير قائلا مفيش مشكلة أنا راضي وعامل حسابي لكل حاجة متقلقيش.
نفخت نورا بضيق قائلة أنا قلتلها مستحيل.
جحد أمير بسبب الجمود في مشاعر نورا مع والدتها يتمنى أن تكون والدته على قيد الحياه ومعه ليتشرف بها في تلك الليله حتى لو كانت غير مناسبه وهتف باشمئزاز قائلا لا بجد أنت بتخوفيني منك ايه اللي أنت بتقوليه ده ده حقها.
وتعالى غضبه حتى أنها اندهشت له حيث قال اوعي تكوني مفكرة اني هقبل انها تكون مدعوة من المدعوات لا فوقي يا نورا.
ابتعدت عنه نورا بجفاف قائلة دي خصوصيات بيني وبينها أنت ملكش دعوة بيها أعتقد انك هتتجوزني أنا نورا الغريب.
واستطردت بفخر قائلة بنت مدحت الغريب الراجل اللي تعب وعمل اللي الست ياسمين فيه.
رد عليها بجمود قائلا برضه لا هو الله يرحمه لو عايش أكيد مش هيرضيه إن بنته تتخطب من غير وجود والدتها.
واستطرد بحزم قائلا وبصرف النظر عن إن ده شرطها أنا هعمل كده.
اندهشت نورا لتصميمه ظنت أنه لا يهمه هذه الشكليات ولكنها ليست شكليات بل هي عادات وأصول وضوابط ثابتة مثلما فعلت ريحانة في المرتين.
عند سامر وسمر ظل شهرا كاملا لا يحدثها بعد أخر مشاجرة بينهم واتهامها لريحانة أنها المذنبة بكل شئ ولكن شئ بصدر سمر يحثها على محادثته لم تعلم ما هو هذا السر أيعقل أنه السقوط بهواه. لا مستحيل هي تعشق زيدان ولكن عفوا لم تكن معذبة لتلك الدرجة كانت مهانة.
ذهبت إلى شركته الصغيرة التي أقامها بماله من خلال عمله في الأرجنتين ودلفت إليه لتجده ينظر لها بعبوس لتتنحنح قائلة بص أنا عارفة والله إن معاك حق في كل اللي قلته سامحني بليز.
ثم سقط وجهها في الأرض تشعر بالخزي قائلة أنا والله من يومها قاعدة عند ماما حتى مش بروح عند زيدان ومش عارفة أودي وشي منكم فين.
لم يعلم لما صوتها يؤثر به لهذه الدرجة هو هجرها قصدا لأنه لا يريد التعلق بها وهو الذي دوما يبتعد عن الفتيات ما بالكم بسمر العابثة والتي كانت كل غايتها زيدان تنهد سامر قائلا سمر أنت لو عايزة تعيشي راسك مرفوعة اوعي تعلقي فشلك على غيرك.
واستطرد باستهزاء قائلا وخصوصا لما يكون غيرك محاولش يأذيكي تعرفي انها وحشتني أوي.
ليرجع بظهره إلى الوراء ويثني رقبته للخلف قائلا بحنين