غيبات تمر بقلم مروة البطراوي
عمال بقالي شهر أسكت الصړيخ اللي جوايا وأقول يا ريتني لما رجعت كنت حنين عليها.
ثم ارتفع برأسه قائلا پألم يمكن كانت قالتلي على اللي جواها وقدرت أحللها أمورها.
كل منا يبحث عنها ولكن أنا لا أبحث فقط أنا أجدها كل ليلة تحتويني بدموعها وكسراتها وألامها التي سببتها لها كل ألام العالم لا تقدر أمام ۏجعي لها وانتصار الجميع عليها حتى لو كان بلحظة.
ثم استطرد بسخرية قائلا ولا جاية تبلغيني انك خلاص هتمشي من القصر علشان أرتاح
تنهدت شكران ببرود قائلة جاية أشوف لحد امتى هتفضل قاعد في الجناح ريحته المعفنة دي هتمرضك لا شباك بيتفتح ولا بلكونه.
اقترب منها وضغط بإصبعه على كتفيها قائلا پغضب لو كنت صارحتيني بكل حاجة بخصوص ريحانة .
تنهد زيدان بنفاذ صبر هو يعلم جيدا كم هددتها ويعلم جيدا أن ريحانة لو كانت قالت كل شئ لن يصدقها شاهدت شكران في عينيه الچرح فاقتربت منه بخبث قائلة انساها يا زيدان ريحانة خلاص راحت و بإرادتها وبلا رجعة واللي بتعمله ده على الفاضي.
جميع البدايات لها عواقب إن كانت جيدة فالعواقب مثمرة وإن كانت البداية سيئة فالعواقب التي تتبعها وخيمة ذلك هو الحال مع زيدان.
واستطردت بضيق قائلة على العموم أنا
شربته كويس واتعلمت الأدب .
هز رأسه بيأس قائلا ليه مش حاسين بقيمتها
زفرت غفران بحنق قائلة أمنا معندهاش طموح توصل كل حاجة عندها الصبر الصبر والنتيجة ايه محلك سر.
ثم نظرت إليه پشماتة وأردفت قائلة وبعدين ما أنت لسه ضايع بعد ما ريحانة سابتك.
ثم نظر إليها باستهزاء قائلا مع اني شايف إنك مخسرتيش كتير.
أتاه صوت وجدان التي دخلت تتحرك بخفة قائلة طبعا مخسرتش ولا أنا كمان خسړت يا زيدان. أنت اللي خسړت.
ثم اقتربت إليه يعلو وجهها ابتسامة خبيثة قائلة وافتكر كويس أنت اللي ډخلتنا ما بينك وما بين ريحانة احنا مجريناش وراك.
ثم أردف باشمئزاز قائلا أما أنت عمرى ما هنسى وضع
الضغط اللي حطيتي فيه ريحانة.
رفعت كتفيها بلا مبالاة قائلة أنا مضربتهاش على أيدها كان ممكن تصرخ وتقولي لا ومع ذلك أنا فعلا غلطانة أنا كان ليا شغلي وبس بس تعمل ايه بقى في الزن على الودان.
و تجرأت تربت على كتفيه قائلة على العموم يا زيدان اللي حصل حصل والمعاتبة مفيش منها فايدة.
ثم أردفت بصدق قائلة وصدقني أنا وغفران لو نقدر نعمل حاجة علشان ريحانة ترجع لك مش هنتردد.
تنهد زيدان بتعب وأغمض عينيه قائلا ممكن تروحوا تفاجئوا مامتك بزيارة مش عارف ليه حاسس انها قاعدة عندها مامتك مش بترد على تليفوناتي.
وأضاف بيأس وريحانة ملهاش أثر.
ابتسمت وجدان بسخرية قائلة ايه ده لهو أنت متعرفش مش مامتك طردتها من المستشفى اللي بتشتغل فيها سلطاتها طبعا وأنت عارف.
واستطردت بحزن قائلة وأمي من ساعتها قافلة على نفسها.
هز زيدان رأسه بحزن ونهض بتعب لكي يواصل رحلة البحث عنها في مكان أخر لتستوقفه غفران قائلة بحنو وعطف استنى يا زيدان أنا معايا رقم ماما الجديد هي أه حلفتني مقولوش لحد حتى وجدان بس أنا هقوله ليك عارف ليه لأن مجيتك عندي دي بالدنيا.
ثم استطردت بإمتنان قائلة وعلى فكرة شكرا انك قدرت تخلي زاهر المقرف يطلقني وزي ما خلصتني منه هخلصك من العڈاب ده وبتمنى تلاقي ريحانة عند ماما.
ثم حلفت له قائلة والله لو عليا أروح وأدور بس ماما في طنطا حاليا بعدت عن القرف والهم ورضت تشتغل في مستوصف صغير في البلد أهون عندها من حياة المستشفيات الخاصة.
وتابعت حديثها بإقناع قائلة فعلا الطموح مش كل حاجة. الطموح بيودي صاحبه في داهية خصوصا لو بقى طمع في اللي في ايد غيرك.
تناول رقم الهاتف وخرج بسعادة وهاتف مها وبعد ما علمت من هو حدثته بلوم وعتاب قائلة كده يا زيدان. ده اللي قلته ليك في المكتب سيبتها تمشي ليه
ثم تابعت بضيق قائلة تعرف إنها ممكن تكون عملت عمليه تنضيف علشان بس اعتبارك مجرد جرثومة ودخلت حياتها.
أغمض زيدان عينيه پألم وچرح كبير هو لا يهمه هذا الأمر أكثر ما يهمه أمر أنها ليست عند مها. لأنه يعلم أن مها تقول الصدق ترنح زيدان بخطواته بعد ټحطم أخر أمل له في أن يجدها.
عزيزتي أين ذهبتي أنا ضائع في دروب هواك ولم أجدك. بحثت عنك بكل مكان ولم أجدك لماذا الحياة أهدتني اياكي ولم أحافظ عليكي نقمت وهذا جزاء نقمي.
قام بالاعتذار من غفران ووجدان هي الأخرى رغم أنه لم يفعل بها شئ. تبقي شخص مهم قام بتجريحه على نطاق أوسع ألا وهي سمر احتار أين بذهب إليها هو يعلم أنها تعيش بمفردها. ليس لديه علم أن والدتها معها ولو يعلم لذهب إليها فهو يحترم تلك السيدة التي ليست لها علاقة بطليقها أو ابنها الحقېر علم من أمير أنها تعمل حاليا مع سامر ولكن شق عليه الذهاب إلى سامر فهو يعلم جيدا أنه سيزيد في توبيخه ويحمله تهمة ضياع ريحانة. هاتفها مرارا وتكرارا والأخير قامت بالرد
تنهد براحة قائلا سمر كويس انك رديتي. كنت محتار بصراحة أعمل معاكي ايه محتاج أقابلك ضروري.
كادت أن تعترض ولكنه استوقفها قائلا وأرجوكي بلاش اعتراض عارف إني كنت قاسې عليكي بس معلش استحمليني.
ابتسمت سمر بسخرية أين هي من شهر مضى كانت تتلهف لاتصاله ورؤيته أيعقل أنها زهدته بهذه الطريقة وبتلك السرعة حتى أنها تستمع إلى صوته المعذب ولا تشعر بشيء سوى الملل.
ردت عليه بعدم اهتمام قائلة عايز
تقابلني ليه يا
زيدان أنت مش طردتني من الشركة ولا حابب تاخد عقد الشقة اللي أنا قاعدة
فيها
واستطردت تمط شفتيها بلا مبالاة قائلة عموما هانت يا زيدان أنا هسيبها.
زفر زيدان بحنق لأنها فهمته خطأ ولها الحق فهو تعمد إھانتها كثيرا ابتلع مرارة حلقه قائلا مش بكلمك علشان كده يا سمر أنا حقيقي تعبان.
صمت لتقطب جبينها باستغراب صمته ولكنه كان يعتصر وهو يقول وحاسس إن ربنا ڠضبان عليا وضيع ريحانة مني من اللي عملته فيكي وفي غيرك.
شعرت پضياع زيدان وفشلت في جبروتها عليه وأثار حنانها وعاطفتها هو بالرغم من أفعاله معها إلا أنه أنار بصيرتها وأعلمها أنها تخطو خطوات خاطئة تنحنحت قائلة أنا كمان غلطت في حقك وفي حقها من قبلك بس صدقني مكنتش أعرف اللي بينها وما بين قصي.
واستطردت بضيق قائلة ماما وبابا بس اللي كانوا عارفين.
تحدث زيدان بصوت يحمل مرارة وحزن حتى أن سمر كادت أن تعلمه بعدم ضرورة مقابلته ولكن بعد صوته هذا لم تقدر حيث قال وحتى لو كنتي تعرفي يا سمر مكنتيش هتقولي زي ما هي خبت ودارت. أول ما عرفت الحقيقة كان همي أعرف ليه خبت عليا.
ثم استطرد بحنق قائلا لغاية ما عرفت ان أمي محولة كل التقارير اللي باسم شذى لاسم ريحانة. ودي في حد ذاتها ڤضيحة وأنت كمان أخدتي مني تسجيلات ووصلتيها ليهم وخلوها تسمعني وتحس إن أنا معاهم عليها.
شهقت سمر ووضعت يدها على شفتيها قائلة أكيد طبعا ڤضيحة ومش لريحانة وبس دي ليك أنت كمان يا زيدان ولو ظهرت ريحانة الڤضيحة هتظهر.
ثم لمعت في رأسها فكرة ولكنها كانت على عجلة من أمرها وأرادت إنهاء المكالمة قائلة اسمع يا زيدان أنا هقابلك بس مش النهارده بكره. سلام أنت دلوقتي.
جاء الليل بسواده الحالك وهو يتأمل السماء ويتسائل عن حاله هل سيظل مثل الليل مظلما أم ستشرق له الشمس نهارا دافئا بوجودها تذكر أخر مكالمته مع سمر والمدهش لهفتها على التقارير المزورة التي تخص ريحانة. هو أيضا ضروري أن يجد تلك التقارير قبل رجوع ريحانة هبط إلى غرفة مكتب شكران وفتح الخزانة الخاصة بها وبعثر أوراقها لتأتيه من خلفه وتربت على ظهره بثقة لينتفض قائلا پغضب أنا عرفت السر اللي خلى ريحانة مخبيه عليا عذريتها بعترف انك نجحتى وضحكتي عليها.
واستطرد باستهزاء قائلا بس على فكرة أنت مش ذكية. أنت كده خليتها اتجوزتني أنا بالذات عن غيري.
بالفعل تراءى لها غباء عقلها وتذكرت نظرات ريحانة المتحدية لها ولكن هذا كله دون جدوى فقد رحلت وتخلصت منها بسهولة عندما لعبت كالشيطان في عقل ابنها. ارتعدت أوصالها عندما وجدته يستطرد پحقد قائلا كمان أنت اللي خليتها تمشي من هنا لما وهمتيها إن اللي في بطن شذى ابني بس أنا كل ده ميهمنيش.
وتابعت بغل قائلة وأنت هنا لو .
على الجانب الآخر سردت سمر الأمر برمته على والدتها هالة لتهديها إلى الطريق الصحيح
جلست سمر مع هالة وبعد ما أتمت كلامها تنهدت قائلة وده كل اللي حصل يا ماما
أنا عارفة إن كان عندك علم بكل ده ولذلك كنتي بدافعي عن