الأحد 01 ديسمبر 2024

مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 37 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


هاتفها .
مريم مابتردش 
حضرتك ادخلي ريحي شويا فى اوضتك وأنا هفضل ورا خالتو لم ترد ماتقلقيش 
انسابت دموعها وهى تتحدث بحزن وهتيجي منين الراحه بس اخر حاجه ابوكى طلبها مني اخد فيروز فى حضڼي رهام يا حبيبتي اللى حصل خلاص حصل وانتهى وده كان ماضي من قبل ماتتجوزى ولا تقابلي نبيل يعني انتي واختك مالكمش الا بعض 

ثم نظرت الى نبيل برجاء وانت يا بني فيروز اخت رهام وهتفضل اختها مهما حصل وبدل ماتبعدهم عن بعض قربهم لبعض مافيش أعز من الاخوات واللى فات ماټ واحنا فى انهارده وانت المسئول قدامي ترجع علاقه الاخوات تاني ببعض ومش بس كده تخلى اخوك يرجع فيروز بيته فيروز بتحبه وهو كمان بيحبها حرام يتفرقوا 
هز نبيل راسه بالايجاب واقترب منها يطبع قبله رقيقه اعلى كفها اوعدك هعمل كل اللى اقدر عليه عشان كل حاجه تتصلح وهعتذر لفيروز عن سوء فهمي للى حصل أنا بجد كنت واخد عنها فكره غلط وهى عايزة ټنتقم بس ماكنتش اعرف انها كانت بتعاندي وعايزة تضايقني
تنهدت دريه بحزن ربنا يصلح لكم الحال أنا هدخل اوضتي وانتي يا رهام خدى جوزك تروحي تجيبي اختك من عند خالتك مريم وبعد كده تروحي بيتك يا حبيبتي 
ماما أنا مش هقدر اسيبك فى الظروف دي لوحدك ولو على فيروز حاضر هنروح أنا ونبيل نجبها .
يلا بينا يا نبيل نهض من مجلسه وسارو سويا الى ان استقلو سيارة نبيل واملته رهام بعنوان خالتها مريم لينطلق فى طريقه ...
بعد ان فحصها الطبيب وضع لها محلول مغذي بسبب ضعف بنيانها .
ابتلع عامر ريقه بصعوبه وهو يحدث الطبيب بس هى حامل يا دكتور حالتها دي ممكن تأثر على الجنين
نظر له الطبيب بجديه حامل .. كويس انك عرفتني لان كنت هعطيها حقنه مهدئه بس مدام حامل ماينفعش تاخدها واي ضغط نفسي وعصبي طبعا يعرض الجنين لخطړ المدام محتاجه راحه تامه وتحاول تخرج من حزنها عارف ان الموقف صعب وانها فقدت والدها بس عشان الحمل مايتأثرش لازم تراعي حالتها النفسيه والجسديه هتفضل على المحاليل يومين بس وبعد كده لازم تتغذي كويس والحركه تكون بسيطه بلاش مجهود وتبعد عن أي ضغط ألف سلامه عليها وبعد يومين هعدي اطمن عليها 
شكره عامر واوصله لباب المنزل ثم اعطاه مبلغ من المال وبعد ان غادر الطبيب عاد الى غرفه فيروز التى كانت ممدده على الفراش لا حول لها ولا قوه جهاز الاكسجين يغطى نصف وجهها ويخفى ملامحها الحزينه انتقل بعيناه الى موضع المحلول المغروز بوريدها ليمد جسدها الضئيل بالغذاء الذي يحتاجه ليذفر بضيق على وضعها ذلك .
وقفت والدته تتطلع له پحده كنت عارف انها حامل وسبتها تطلق من جوزها هو ده دورك كاخ بدل ماكنت تعقلها كنت مطاوعها على اللى كان فى دماغها وبس 
اغمض عيناه بحزن لتجيب زوجته عامر ماكنش يعرف يا طنط فيروز تعبت من يومين ولم نقلنها المستشفي اتفاجئنا كلنا بحملها وحتى هى ماكنتش تعرف وطلبت مننا مانعرفش حد 
ماما أنا واجبي كأخ لم اختى تطلب مني أكون جنبها واساعدها فى قرارها لازم أكون قد ثقتها فيه لكن اللى حصل من نديم ماكنش ينفع ان اسكت عارفه معني ان نديم يقولها مش قادر اشوفك ولا اسمع صوتك ووجودك فى نفس المكان مع اخويا هيزرع الشك دائما جوايا يعني البيه فقد ثقته فى مراته هيشك فى أي كلمه حلوه تقولهالو ولا أي تصرف تعمله شايف بس انها كانت بتحب اخوه مش شايف انها بتحبه هو ومراته هو مش حد تاني مااتمسكش بيها لا أتخلى عنها بكل بساطةوسهوله وكانها ماتفرقش معاه بالمره ماما ارجوكي بلاش حد يعرف بحملها والا هترجع معايا البحر الاحمر 
تحدث مريم بحزن خلاص مش هعرف حد انا ماعنديش أعز ولا اغلى منها دي بنتي واللى يوجعها يوجعني
قبل راس والدته بحنان ربنا يخليكي لينا يا ست الكل ..
صدح رنين جرس المنزل ليبتعد عامر عن والدته 
هشوف مين اللى جاي دلوقتي 
اقترب من الباب بخطوات ثابته وعندما ادار مقبض الباب لفتحه جحظت عيناه پصدمه عندما وقعت على الماثل امامه 
اقتربت رهام تتخطى زوجها ونظرت الى عامر بتسأل فيروز هنا يا عامر
هز عامر راسه بالايجاب ثم ابتعد عن الباب لياذن لهم بالدخول 
ايوه يا رهام فيروز هنا اتفضلوا 
اجلسهم بغرفه الصالون لتاتي بعد لحظات مريم احتضنت رهام وصافحت زوجها ثم جلست على مقربه من رهام .
تحدثت رهام بحزن خالتو ماما حاولت تتصل بحضرتك بس ماردتيش 
والنبي يا بنتي مافاكره حاطه الموبايل بتاعي فين ماما عامله ايه 
الحمد لله ماما كنت عايزة تطمن على فيروز وانا هنا عشان اخدها معايا ترجع بيت بابا هى فين 
تحدث عامر نيابة عن والدته وهنا بيتها كمان يا رهام واللى كان بيربط فيروز بيكم الله يرحمه عمى صالح واتوفى وفيروز مابقاش ليها مكان عندكم ومش من دلوقتي من اول لم والدتك قالتلها انها مش بنتها واتهمتها انها السبب فى تعب والدها ومش هي بس اللى اتهمها فى ناس كتير اتهمتها 
انهى كلماته وهو يرمق نبيل بنظرات غاضبه ليبتلع الاخير ريقه بصعوبه ويظل صامته لم يقدر على التفوه بكلمه .
تنهدت رهام وهى تتحدث بصوت يكسوة الألم عامر فيروز اختي مهما حصل عمرنا ماهنقدر ننكر الحقيقه دي وأنا عايزة اشوف اختى واتكلم معاها بعد اذنك يا عامر 
نهض عامر يقبض على مرفقها ويسحبها خلفه تعالي شوفي حالة اختك عامله ازاى تعالي 
دلفت الغرفه باضطراب لتجد فيروز بعالم اخر ساكنه لا تتحرك وماسك الاكسجين موضوع اعلى فمها والمحلول معلق بوريدها وبسنت جالسه بالقرب من فراشها تمسك بكتاب الله وتقرا بعض السور القصيره . .
نهضت بسنت عن مقعدها وتقدمت من رهام تقدم لها العزاء ثم ابتعدت لتغادر الغرفه ولحقت بزوجها الذي ترك رهام بغرفه فيروز ..
ظلت تنظر إليها بحزن واسف على ما توصلت اليه الامور فبعدما كانوا مثل التؤمان لا يتفرقو ابتعد كل منهما عن الاخر واصبحو كالغرباء .
مسحت على وجنتها برقه ثم طبعا قبله هادئه اعلى جبينها وتركت لدموعها العنان وهى بجانب شقيقتها شعرت بها فيروز لتفتح عيناها ببطء .
تفاجئت بشقيقتها تبكي بمراره ابعدت عنها ماسك الاكسجين واعتدلت لترتمي باحضان شقيقتها ليبكو

سويا على خسارتهم لوالدهم الحبيب ..

لم يتعاتبو بلا عادت علاقتهم كما بالسابق ورفضت فيروز العوده الى بيت والدها وقررت ان تستقل بحياتها بعيدة عن الجميع استأجر لها عامر شقه قريبه من شقه والده عندما اصرت على ذلك فلم يريد اغضابها وعاد الى عمله بالبحر الاحمر بعد أن استقرت فيروز واطمئن عليها ...
مر شهرين على ۏفاة والدها وهى مازالت حزينه على فراقه وقررت عدم نزع الرداء الأسود فاصبحت حياتها كالظلام بعد فراق والدها وانفصالها عن زوجها قررت الخروج من قوقعتها من اجل العمل ..
فهى الان مسئوله عن جنين ينمو داخل رحمها وعليها التمسك بالحياه من اجله فقط قررت التوجه الى شركه عمها فقد كانت شركه والدها من قبل ولكن استولى شقيقه على شركته بعد أن عماه الطمع ولكن ارادت ان تخبره بمسامحه والدها له قبل ۏفاته كما طلب منها والدها ان تخبرة بذلك ارتدت ثوبها الاسود وحجابها ثم غادرت شقتها استقلت سياره أجرة واخبرت السائق بعنوان شركه عمها ليقف السائق امام مقر الشركه بعد مرور نصف ساعه ترجلت من السياره واعطته المال ثم سارت بخطوات واثقه تدلف لداخل الشركه .
لم يسمح لها رجل الامن بالدخول الا عندما اخرجت بطاقتها الشخصيه وعلم بهويتها اعتذر منها وسمح لها بالدخول .
تنفست الصعداء ثم استقلت بالمصعد الكهربائي الى حيث الطابق الخامس حيث يقبع مكتب عمها .
بعد لحظات قليله كانت تخبر سكرتيرته باسمها وتطلب مقابلته .
طلبت منها السكرتيرة الجلوس ريثما تخبر رب عملها .
فى ذلك الوقت كان قابع خلف مكتبه رجل قوي البنيه رغم كبر سنه وخصلات شعرة الابيض التى تعطى عمره الذي تجاوز السابعه وخمسون ولكن مازال شامخ مكانه كالاسد فهو الأخ الاكبر الذي استكتر على شقيقه الأصغر وبناته تلك الشركه وضمھا الى ممتلكاته بعدما رفض شقيقه بان يتم زواج ابنتيه لابنائه من اجل الحفاظ على الشركه والاموال وعندما رفض صالح ذلك عاقبه شقيقه بحرمانه من ماله ونسب كل شيء له ليغادر والدها القاهرة واللجوء الى العمل بخارج البلاد وتغرب عن ابنتيه من اجل ان يأمن لهم حياه كريمه ..
أستمع ضياء الدين الى سكرتيرته التى تقف امامه وتخبره بوجود فيروز ابنه اخيه فى انتظار مقابلته .
ضيق مابين حاجبيه وتسأل پحده وايه اللى جابها دلوقتي طيب دخليها يا منه لم اشوف عايزة ايه وخمس دقائق وتدخلي باي حجه قوليلى عندي ميتنج أنا مش فاضي لۏجع الدماغ ده 
هزت رأسها بالايجاب وغادرت غرفه المكتب حاضر يا فندم 
اشارت بيدها الى فيروز لكى تدخل لعمها اتفضلي ضياء بيه فى انتظارك 
سارت بخطواتها الواثقه ودلفت غرفته تتقدم منه بثبات 
وقفت امامه تنظر لمعالم وجهه التى تجعدت عن السابق فلم تلتقى به منذ اكثر من عشرة اعوام ولكن لم يتغير بلا ملامحه تزداد حده وغلظه عن ذي قبل 
ازيك يا عمي 
اجابها بفتور اهلا يا فيروز خير جايا تقابليني بعد المده الطويله دي عاوزة ايه اوعي تكوني جايه تطالبي بحقك انتي واختك بعد لم صالح ماټ لا يا بنت اخويا تبقى غلطانه لان مافيش أي دليل ولا اثبات لحقكم 
هزت رأسها نافيا لحديثه اللازع التى لم تبلعه ولم تأتي من اجله وبادلته نظرات الحده ووقف على مقربه منه تتطلع لعيناه بقوه وهى تميل على مكتبه لتصبح فى مواجهته وهى تهمس بفحيح غلطان يا عمي مش بنات صالح اللى يطلبو منك ورث بابا مااخدوش عشان مايلزمناش يا عمي حقنا وحق ابويا عند ربنا وهناخدة منك اضعاف ياعمي عارف ربنا ولا ماتعرفوش يا عمي لولا بابا قلي كلمتين لازم اوصلهملك ماكنتش اتمنيت اشوفك تاني فى حياتي لكن عشان خاطر بابا أعمل المستحيل بابا بيقولك ان هو مسامحك عشان خائڤ عليك من عقاپ ربنا بس أنا بقى يا عمي مش مسامحه على اذيتك لعيلتي وغربه بابا عننا ومرضه ومۏته وتعبه وشقاء مش مسمحاك لانك السبب فى كل حاجه حصلت فى حياتنا وربنا يمهل ولا يهمل يا عمي 
ابتلع ريقه بتوتر وصړخ بها منفعلا انتي بنت عديمه الربايه ازاى تتكلمي معايا بالاسلوب ده هو صالح اهتم بسفرة ونسي ان يربيكم كويس 
اسكتته پغضب وهى ترفع سبابتها امام وجهه ماتخلنيش اطربق الشركه دي على اللى فيها انت اخر واحد تتكلم عن ابويا وعن تربيته لبناته مفهوم بكره نتقابل يا عمي
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 52 صفحات