الأحد 24 نوفمبر 2024

متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

انت في الصفحة 23 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


من داخل رأسها 
لقد اصبح الان يعلم جيدا سبب انفجارها ليله الحفله وسبب ڠضبها من شربه واصبح أيضا يعلم لماذا ټنفجر ڠضبا عندما يقوم بلمس ذراعها او تقبيل وجنتيها
لقد أنقذه المۏت من بين يديه هذا ما فكر بيه فريد غاضبا فلولا حرمه المۏت لكان انتقم حتى من جثته على ما فعله بها
ازدرت حياة لعابها بصعوبه بالغه وهى تنظر إلى الفراغ وتمتم بنظره زجاجية خاليه 

هو عمل كده عشان بيكرهنى انا عارفه انه عمره ما حبنى هو دايما كان شايف انى عار محتاج يخلص منه ويرمى مسئوليته على شخص تانى كل ده عشان هو مكنش عايز بنت مع انى عمرى ما زعلته او عملت حاجه غلط  
صمتت قليلا وهزت رأسها عدت مرات رافضه ثم استطردت حديثها پألم 
ايوه هو ده كان كل ذنبى انى اتولدت بنت 
كانت الكلمات تخرج من فمها كخناجر تستقر فى قلبه مباشرة حاوط وجهها بكفيه ثم حدثها بصوت متحشرج 
انا اسف انى مكنتش موجود انا اسف انى سبته يعمل فيكى كده انا اسف انى رجعت متأخر خلاص كل ده كان ماضى وراح من دلوقتى محدش هيقدر يقربلك او ېأذيكى 
لم تكن تعلم كم كانت بحاجه إلى الامان الا بعدما سمعت تلك الكلمات من فمه لذلك وجدت نفسها دون وعى ټدفن رأسها داخل صدره وتطلق العنان لسيل الدموع المحبوس داخل مقلتيها منذ عشرة سنوات شدد فريد من احتضان ذراعيه حولها كأنه يريد تخبأتها داخل ضلوعه ولا يخرجها مره اخرى لتسكن بأمان بداخله ظل يمسح على شعرها ويربت على ظهرها
بحنان وهو يتمتم داخل اذنها بكلمات حانيه حتى هدئت بين ذراعيه وذهبت فى نوم عميق تحرك ليستلقى بها فوق الفراش وهو لايزال محتضنها بذراعيه وهى لازالت متمسكه بتيشرته الذى تبلل من كثره دموعها 
لم يغمض له جفن ما تبقى من الليل ظل يتأملها وهى متشبثه به كطفل صغير ومع ظهور اول خيوط للشمس حاول التحرك من جوارها فلديه زياره عاجله يجب عليه القيام بها حتى تخمد ناره قليلا ولكنها اجفلت فى نومها بمجرد ابتعاده عنها وتمسكت اكتر بيديه فعاد مره اخرى لاحتضانها والتمتع بدفء جسدها حتى غالبه النوم 
فى الصباح تململت بين ذراعيه فأستيقظ على الفور بمجرد تحركها داخل احضانه فتحت عينيها ببطء فأصطدمت بزوجين ناعستين من العسل المصفى اصبح الان يعلم مناطقه المحظوره لذلك مد يده فى ثقه يزيح بعض خصلات شعرها المتمرده من فوق جبهتها قالت ساخره من هيئتها بصوت متحشرج ناعم من اثر النعاس 
متتوقعش انى بقوم من النوم شعرى بيرفرف حوليا زى ابطال القصص والروايات 
لم يعقب على حديثها بل اخفض يده حتى أطراف شعرها وأسر بعض خصلاته داخل كفه ثم قربها من انفه يستنشقه وهو مغمض العينين ثم قام بتقبيله بنعومه قبل ان يحرره من قبضته ارتبكت ملامحها من اثر فعلته فحاولت اخفاء خجلها بسؤاله 
هتسلم عزه للبوليس !  
اجابها بصوت أجش عميق 
عشان خاطرك رغم انى مش موافق 
حركت عينيها بعيدا عنه وعندما إعادتها إليه مره اخرى كانت تحمل بداخلها سؤال لم ولن تفصح عنه ولكنه استشفه من بين جفونها بسهوله ففهم نظراتها بالنسبه له اسهل من قراءه كتاب مفتوح حرك ذراعه يمسك كفها بكفه فى حنو بالغ ثم قام بفرده برقه وبطء فوق موقع قلبه هامسا بحب 
لو تعرفى فى قد ايه هنا حب ليكى هتفهمى ان ولا مليون جوازه قبلى تفرق معايا 
انهى جملته ثم اقترب منها يطبع قبله رقيقه فوق ارنبه انفها قبل ان يفلت يدها ويتحرك نحو غرفته 
اغمضت عينيها تستمع بذلك الفراغ الداخلى الذى اصابها فجاة فمنذ سنوات طويله لم تشعر ان بداخلها فراغ مريح هكذا 
ترجل فريد من سيارته وأغلق جاكيت بدلته وأشار لكبير حراسه بعدم اتباعه توقف امام منزل حياة قارعا الجرس برأس مرفوع توقفت آمنه امامه بقلق متسائله بداخلها عن سبب تلك الزياره الغريبه فى الصباح الباكر دلف فريد إلى الداخل متحفزا وهو ينظر إليها من علياءه ثم سألها بأحتقار 
جوزك فين ! 
فتحت فمها لتجيبه ولكن اوقفها صوت زوجها يخرج من غرفته بمظهر مشعث ناعس نظر نحو فريد وهو يتثائب بقوه ثم قال بسخريه 
نسيبك الباشا جاى يزورك من صباحيه ربنا 
هز فريد رأسه موافقا عده مرات وهو يحرك يده ليفتح زر سترته ثم قال وهو يتقدم نحوه بنبره منخفضة 
انت عارف ليه مدخلتش حد من الحرس معايا !  
نظر والدها نحو ببلاهه يحاول حل تلك الاجحيه فاستطرد فريد حديثه قائلا 
عشان محدش ياخد حق مراتى غيرى 
انهى جملته ورفع يده المتكوره وبدء يسدد لكمات متتالية فى وجه حتى صرعه أرضا صړخت آمنه بتوسل وهى تحاول رفع جسد فريد من فوق جسد زوجها المتهالك أرضا ولكن هيهات ظل فريد يلكمه وهو يتمتم بحنق 
انت بتستغل عدم وجودى وتجوزها لواحد !  
انا تضحك عليا يوم كتب الكتاب وتفكر تستغفلنى !! 
التقط والدها انفاسه بصعوبه وهتف من بين اسنانه 
هى بنت الك قالتلك  
هدر فريد به بعصبيه وهو يسدد اللكمات لوجهه مره
اخرى 
متقولش عليها كده خساره انها بنتك انت متستاهلش بنت زيها انت راجل 
ظل فريد يلكمه پغضب حتى خر فاقدا وعيه كانت آمنه تصرخ وتتوسل له ليتركه ولكن دون جدوى تحرك فريد من فوق جسده ينفض يده من اثر الډماء بعدما تأكد من فقدانه للوعى ثم استدار ليواجهه آمنه قائلا بټهديد 
انا صابر عليه عشانها بس اقسم بالله لو ضايقها او اتعرضلها بأى شكل لارميه فى السچن بقيه حياته ومش هيهمنى هو مين فاهمانى !!!! 
هدر بكلمته الاخيره بعصبيته المعتاده مما جعلها تنتفض وتحرك رأسها موافقه دون حديث خرج فريد صافقا الباب خلفه تاركا آمنه تحاول إفاقته بكل الطرق الممكنه 
لم يعد فريد فى ذلك اليوم الا فى المساء سلم كلا من مدبره منزله والرجلين للمخفر ثم بعدها تشاركا وجبه العشاء فى صمت كان يجلس عابسا كأنه فى عالم اخر استغربت حياة من تغيره منذ الصباح وحاولت فتح فمها اكتر مره لتسأله عما به ولكن كان ېموت السؤال فوق شفتيها فكرت بضيق ايعقل انه ندم على تنفيذ رغبتها ! 
انهى وجبته وانسحب على الفور نحو غرفه مكتبه دون تبرير شاركت حياة مساعده السيده عفاف فى المطبخ فبعدما سلم فريد عزه للمخفر ارتمى الحمل بأكمله على كاهل تلك السيده المسنه فتطوعت حياة لمساعدتها فى بعض الامور حتى وصول مدبره جديده
بعد التاسعه مساءا كانت حياة تجلس فى غرفه المعيشه بعدما انسحبت عفاف إلى مخدعها قرع جرس المنزل فتوجهت حياة بنفسها لتفتحه وجدت امام الباب سيده مسنه تجاوزت السبعين من العمر على اقل تقدير ابتسمت لها العجوز ثم سالتها بحنان 
حياة صح !  
ابتسمت لها حياة فى المقابل ثم سألتها بأدب 
ايوه صح بس حضرتك مين !  
اجابتها الجديده بنبره مراوغه 
فكرى كده شويه انا عارفه ان ملامحى اتغيرت وانتى كنتى صغيره بس معقول تنسى كلمه حيوى من لسانى ! 
صړخت حياة بفرح وهى ترمى نفسها بداخل أحضانها قائله بسعاده 
تيتا سعاااااد انا اسفه معرفتكيش نورتى البيت والمكان كله  
ربتت السيده سعاد فوق ظهرها بحنو وهى تتمتم بشوق 
وحشتينى يا حياة ياه انتوا الاتنين من ريحه الغاليه 
ابتعدت حياة عن حضنها ثم اخذت بيدها وهى تمتم بأحترام 
يا تيتا لسه واقفه اتفضلى ادخلى 
انهت جملتها وهى تسحبها للداخل ظهر من خلفها الحارس حاملا حقيبه السفر فطلبت منه حياة بوضعها فى الداخل ثم اغلقت الباب وهى لازالت تحتضن يدها خرج فريد على مصدر الصوت وسار فى اتجاههم حتى توقف امامهم بجسد متصلب وضع كلتا يديه داخل رداء بنطاله ثم تحدث بنبره جافه متسائلا ونظره مسلط فوق جدته 
جيتى ليه مكنش له داع 
شهقت حياة پصدمه من طريقته الفظه فى التعامل مع جدته ولكنها اثرت الصمت اجابته ام والدته فى عتاب واضح 
جيت بيت ابن بنتى يا فريد ولا عندك كمان مانع ! 
هز كتفيه بعدم مبالاه ثم استدار بجسده عائدا بإدراجه نحو مكتبه الذى اختفى به ثانيه شعرت حياة بالحزن والڠضب من معاملته الجافه مع جدته والده والدته ولكنها سرعان ما استعادت مرحها واحتضنتها قائله بترحيب 
نورتينا يا تيتا تعالى بقى نقعد هنا واحكيلى عن كل السنين اللى فاتت دى 
نظرت السيده سعاد نحوها بشوق ثم رفعت كفها تمسد شعر حياة وهى تقول بحزن 
اه يا حياة لو تعرفى رحاب كانت بتحبك قد ايه ! انتى وفريد كنتوا عندها
واحد 
اغرورقت عيون حياة بالدموع وأخفضت نظرها تقول بصوت متحشرج 
وانا كنت بحبها اكتر من امى ربنا يرحمها يارب 
آمنت السيده سعاد على دعائها ثم تحركا نحو الداخل 
قضت كلا من حياة والسيدة سعاد أمسيتهم فى تحرى اخبار كل واحده الاخرى فشعرت حياة بالدفء يملا قلبها شعرت انها عادت طفله من جديد عندما كانت عائله فريد هى عائلتها أيضا التى تمنحها الدفء والحنان فتعوضها عن جفاء والدها وعائلتها عند حلول المساء تقريبا بدءت السيده سعاد فى التثائب ثم طلبت من حياة بأرهاق 
حياة يا بنتى تعالى طلعينى فوق ارتاح الا طريق السفر كان طويل عليا 
نفذت حياة على الفور وفى الدقائق التاليه كانت تقف امام الغرفه المخصصه لزيارتها فى الطابق العلوى وجانب غرفتها اندفعت حياة تسألها بتهور 
تيتا لو حضرتك تحبى تقضى الليله معايا معنديش مانع 
سألتها الجدده سعاد مستنكره 
ليه يا بنتى ! انتى مش بتنامى مع جوزك ! 
عضت حياة على شفتيها ولعنت غبائها بصمت بماذا تجيب الان ! لن تخدع تلك العجوز الرائعه بقول الاكاذيب لذلك اثرت الصمت ودلفت داخل غرفتها دون رد 
فى الصباح الباكر دلفت السيده سعاد إلى المطبخ وجلست بعدما رحبت بها عفاف سألتها السيده سعاد بترقب 
ها يا عفاف فى جديد 
اجابتها عفاف بهمس وهى مسلطه نظرها فوق الباب تراقبه 
مفيش من ساعه ما اتجوزوا وكل واحد فى اوضه زى ما قلتلك هما فاكرين ان محدش واخد باله  
صمتت قليلا ثم اضافت بحزن 
حتى اللى تتجحم عزه دى لما لاحظت كده حاولت تبوظ الدنيا وټأذى حياة بس الحمدلله فريد بيه لحقها 
هزت السيده سعاد رأسها بأحباط ثم تمتمت بصوت خفيض قائله 
كله يتحل ان شاء الله المهم فريد صحى !  
اجابتها عفاف بحزن 
مانتى عارفه اليوم ده بيعدى عليه ازاى !! مبينامش اصلا تلاقيه فى المكتب من بدرى 
هزت السيده سعاد رأسها بحزن ثم تحركت نحو الخارج دون اضافه 
انتهت حياة من ارتداء ملابسها وتمشيط شعرها وهمت بالخروج عندما اوقفها طرق خفيف فوق باب غرفتها تحركت نحو الباب تفتحه فتفاجئت بجده فريد
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 33 صفحات