زهرة في مهب الريح بقلم اسماء ايهاب
بشعره عند قربه من زهرة اتي مهران علي صوت بكاءها الحاد و شهقاتها المسموع مزعورا لاول مرة يسمعها تبكي و لاول مرة يراه بهذا الحال نظر الي عمه بتساؤل ليهز الآخر رأسه بحزن شديد يخيم علي قلبه ليبعدها مهران عن ذراع عمه و هو يجلس بجوارها يمسد علي شعرها بيد و اليد الاخري تمسح دموعها التي تسيل بغزارة علي وجنتيها عندما وجدت مهران تنفست بعمق حتي تتوقف عن البكاء سبحت نفسها عنه و هي تمسح دموعها و تتنفس بهدوء لتنظر الي ايوب و هي تقول بهدوء انا هطلع ارتاح شوية
فرك عينه بهدوء و هو ينظر إليها بلا مبالاه لحديثها ليتحدث هو مغيرا
مجري الحديث مصطفي رايد يتمم چوازه بشمش جوليلها
وقف مستعدا للذهاب لتمسك بيده و من ثم تقف أمامه بنظرة مشټعلة بالتحدي و قلب ينبض بسرعة شديدة انت مسمعتش بقولك عايزة ارجع القاهرة
رفعت رأسها إليه و هي تعقد حاجبيها باستنكار و شراسة تحاول الفرار منه و لكنه محكم قبضته عليها بقوة أغمضت عينها بشدة و هي تقول مرة أخري بهدوء ما قبل العاصفة ابعد ايدك عني يا مهران
واصل
استجمعت كل شجاعتها و قوتها و هي تفك يدها من يده و تبتعد عنه بنفاذ صبر و هي تقول بقوة انت مش هتحبسني هنا ڠصب عني يا مهران وقت ما احب امشي همشي و محدش هيمنعني انا و انتي متجوزين جواز مصلحة و ادي المصلحة انتهت
صدمة احتلت جميع خلايا جسده المتجمد بصلابة وضعت هي يدها علي فمها و اتسعت عيناها پصدمة لا تقل عنه اي شئ بل أكثر منه نفت برأسها و هي تري ابتسامته الخبيثة تزين ثغره و قد استوعب ما قالته هي حاولت تصحيح ما حدث بأي شئ يغضبه في حين تقدم هو منها بابتسامة ماكرة و هو يضيق عينه بشك قائلا بسعادة داخلية عتغيري منيها يعني
دني يستند جبهته فوق جبهتها و هو يتحدث أمام وجهها تتخلل الي قلبها مباشرة التي اهتاجت دقاته حاولت الابتعاد برقة معايزش اسمع حديت تاني بعد ده
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي ترفع يدها الي كتفه تدفعه و هي تقول بعصبية من نفسها اودت كلماتها الي ټمزيق ما كان سوف يربط الآن انا بس مش عايزة انسان زيك يتحكم فيا و معاه مراته التانية و يضايقني بواحدة انا اقرف ابصلها و انا عايزة اعيش حياتي و مش واحد زيك اللي هيحبسني هنا
دفعها عنه بلحظة و قد تحول تماما عينه تطلق شرارات شرسة يود الفتك بها الآن ابتعدت بضيق من ذلك الحديث التي تفوت به للتو لا تملك ذرة واحدة من التعقل حتي تنطق بهذه الكلمات لتركض الي المرحاض و تغلق الباب خلفها بقوة لتجلس علي الارض و هي تضع رأسها بين راحتي يدها بندم و قد أدمعت عينها بثقل في قلبها صك علي أسنانه و هو يهز رأسه بتوعد و يخرج من الغرفة صاڤعا الباب خلفه بقوة
نظرت إليه شمس پصدمة و هو يخبرها أنه سيتزوج مرة أخري من نور الشمطاء التي لم ترتاح لها شمس إطلاقا لتتحدث برجاء لعلها تأثر بقرار شقيقها هذه المرة و الذي واضح عليه الڠضب و بشدة لتقترب منه بحذر و هي تقول برجاء لع يا مهران متعملش أكده
احب علي يدك يا اخوي بلاش
وقف مهران بشموخ و هو يقول بحدة اني عجول عشية هعجد عليها
انهي حديثه بنبرة غير قابلة للنقاش في حين كانت تنزل الدرج تستمع الي ما يدور بهدوء الټفت ليجدها تقف جامدة بوجه غير معلوم مشاعره ليرمقها بنظر تحدي و ڠضب و أخيرا توعد و يخرج من القصر كاملا استندت علي ذراع الدرج و قد ارتجفت شفتيها پبكاء لتجلس علي الدرج غير قادرة علي الوقوف أكثر من ذلك رأتها شمس ليمتعض وجهها بحزن و هي تذهب إليها و تجلس بجوارها تمسك بيدها و هي تقول بحزن امنعيه يا خيتي عيتچوزها
ارتجافة أصابت جسدها بالكامل و هي تكبح بكاءها الحاد زمت شفتيها و قد غامت عينها بغيمة دموع أوشكت علي السقوط و عقلها يطمئنها أن غباءها قد تحكم بها و عنادها و كبرياءها قد أصابه في مقټل لتتنهد بثقل و هي تقول بصعوبة و بحة مخټنقة براحته أن شاء الله يأكلها
وقفت عن الدرج لتركض سريعا الي الاعلي متوجهة نحو غرفتها في حين كانت نور متوجهة الي الأسفل لتصطدم في زهرة التي غطت الدموع عينها و لم تري اي شئ لتدفعها نور عنها بحدة و هي تقول پغضب انتي يا حيوانة يا عميا
صكت زهرة علي أسنانها بعصبية شديدة و هي تنظر إليها و ڠضب العالم قد تجمع بين ضلوعها و لا تعلم كيف فعلت حين استقرت يدها علي وجه نور أسقطت نور أرضا و هي تضع يدها علي وجهها لتنحني إليها زهرة و ترفع سبابتها أمام وجهها و هي تقول بتوعد علي الله اسمع لسانك الحلو دا يتكلم معايا كدا تاني و اظن انتي عارفة مين زهرة و اقدر اعمل فيكي اية
دلكت نور وجنتها التي تسللت الډماء بها لتصبح حمراء متوجهة و هي تقول بحدة انتي إنسانة غبية و انا هقول لمهران
لتربت زهرة علي وجنتها بحدة و هي تبتسم بسخرية قائلة ببرود قوليله انا عايزاكي تقوليله
ذهبت زهرة و تركت خلفها نور تتوعد لها بالكثير لتدلف الي غرفتها و تضع يدها علي رأسها الذي سينفجر من الألم وقفت أمام المراه تنظر إلى نفسها لترفع رأسها الي الاعلي بكبرياء و تقول محدش عمره يقدر يكسرك يا زهرة و لو كنتي قوليله انك غيرانة عليه كان هيعند اكتر و يذل فيكي
اقنعت نفسها بترهات و فتحت خزانة الملابس تخرج حجاب تضعه علي رأسها و تحكم وضعه و فتحت وحدة الإدراج تأخذ هويتها و خرجت الي الخارج متوجهة إلى الأسفل وقفت شمس بوجهها تنظر إليها بتفحص و هي تهتف بقلق علي فين
أكده يا زهرة
ابتسمت زهرة بحزن و بهوت و هي تمسك بيدها تضغط عليها و هي تقول بهدوء انا عمري ما كان ليا حد حنين عليا زيك بعد بدر انا فعلا حبيتك اوي يا شمس بس انا دلوقتي مقدرش اقعد هنا اكتر من كدا
نظرت إليها شمس بلهفة و هي تقول لا يا خيتي خليكي امعاي
سيبيها يا شمس خلينا نرتاح
كان هذا صوت نور المتهكم علي هذه العاطفة و هي تنظر إليهم بسخرية لتتجاهلها زهرة تماما و هي تقول انا همشي انا بس طالبة منك طلب
هزت شمس رأسها باستفهام لتتعلثم زهرة بخجل و هي تري أن هذا يقل من بشأنها و تقول انا عايزة بس فلوس ارجع بيها القاهرة
لتشدد شمس علي يدها بقوة و هي تقول لاچل خاطري اني يا
خيتي بلاش
لتهز زهرة
رأسها بنفي لتتنهد شمس بضيق و هي تذهب لتجلب الي زهرة بعض الأموال و تضعها بيدها و هي تقول مش رايداكي تغيبي يا خيتي
ابتسمت زهرة بحزن و هي تأخذي ورقة مرة من الأموال و تضع الآخرون و هي تقول انا هاخد دي بس اشوفك بخير
احتضنتها و قد أدمعت عينها لتركض سريعا قبل أن تبكي و هي تنوي الرحيل قلبها يشتعل بمجرد فكرة زواجه هل تعلقت به الي هذا الحد اما هو الشعور التي لم تشعر به ابدأ هل الآن أصبحت انثي تشعر كما يشعرون كانت تذهب بمفردها و هي تنظر حولها بكل شبر من هذه البلدة سوف تفتقده سوف تذهب الي القاهرة و هو نزع قلبها و ابقاه معه وصلت الي محطة القطار بعد نصف ساعة من السير علي الاقدام و هي تسأل كل شخص يمر بجوارها عن الاتجاه المفترض عليها أن تسلكوا قطعت تذكرة القطار المتوجه الي القاهرة لتجلس تنتظر القطار شردت بعينها و هي تستمع الي صوته يرتل القرآن الكريم بأذنها و عينها التي تراه و هو يقف بجوارها يعلمها الوضوء و الصلاة التي قررت عدم تركها مهما حدث إلي أن تذكرت ما قالته هل قصدت أنه شئ بجملتها واحد زيك هل بالفعل قصدت ذلك هزت رأسها تطرد كل ذلك من رأسها لن تفكر بعد الآن رفعت رأسها المحڼي تتنفس بعمق سرعان ما شهقت بخضة تبعها سعال و هي تراه يقف أمامها يتكأ علي عصاه ينظر إليها پغضب شديد و نظرته اقرب الي الچحيم أو هي الچحيم بحد ذاته لتهمس بخفوت مهران
رفع حاجبه الأيسر و هو يهز رأسه بنعم متهكما عدل من ياقة جلبابه
و هو يقول بتوعد تجومي دلوج و ترچعي امعاي من غير حديت
رفعت رأسها باستعلاء و هي تقول بحدة و تحدي نعم لا طبعا أنا هرجع القاهرة
أشار بعينه بنفاذ صبر أن تقوم لكنها جلست معتدلة تسند ظهرها علي المقعد و تضع قدم علي الاخر عاقدة ذراعها أمام صدرها و هي تقول مش جاية معاك و اللي عندك اعمله مش هيبقي ليك حياة تانية عايز مني انا أية بقي التمثيلية و خلصت و انا و همشي
لم يهتم ابدا لكلمة واحدة من ما تقول ليمد يده بعصاه إليها عقدت حاجبيها