الفصل الرابع عشر
وتساءلت بإبتسامة شامته : فاكر وعدي ليك يا زيدان ولا نسيتهْ كيف ما نسيت وچع جلب فايقة ؟
إبتسم ساخراً وأردف قائلاً بنبرة متهكمة : لما تتحدتي ويا زيدان النعماني تُبجي تتكلمي علي جدك يا فايقة،،
واكمل ناصحً لها : إعجلي يا بِت الناس وإعملي حساب لعيالك اللي بجوا رچالة يسدوا عين الشمش
ورمقها بنظرة مُقللة من شأنها وتحرك دون إستئذان فتحدثت بصوتٍ مسموع إليها وهي تتبع أثره بعيون سعيدة ونبرة شامتة : إضحك يا زيدان ،، بس الشاطر هو اللي عيضحك في الأخر ،،
وأني اللي عضحك من كُل جلبي واني شيفاك بتتجطع من الوچع علي جهرة جلب بتك الوحيدة وإنتَ واجف تتفرج عليها وهي بتموت بالبطئ جدام عنيك
وتحركت إلي الداخل من جديد
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد مرور مدة كبيرة من الوقت قضتها صفا جالسة فوق مقعدها المُزين والمخصص لها وكأنها ملكة تجلس علي عرشِها في يوم تتويجها ،، دلف إليها قاسم بصحبة فارس و زيدان كي يُقدم لها شبكتها ويُلبسها إياها أمام العَلن كما هو العُرف المُتبع بنجع النُعماني
كان يتحرك بجانب عمهِ وشقيقهُ بهيئة خطفت أبصار جميع الموجودات،،رافعً قامتهِ لإعلي بطولهِ الفارع وجسدهِ الرياضي الممشوق،، ناهيكَ عن شياكتهِ وجاذبيتهِ التي لا تُقاوم ،،حيثُ كان يرتدي حلةٍ سوداء برابطة عُنق باللون القُرمزي،،ويعتلي كتفيهِ عباءة باللون البُني قد أهداهُ عتمان إياها خصيصاً لذاك اليوم
تحرك في طريق الوصولَ إليها مع إطلاق الزغاريد المُهنئة من النساء اللواتي إصطفين علي جوانب الصفين ينظرن عليه ويتطلعن علي حُسنهِ ورجولته
كان يتحرك وينظر إلي مقعدها مُتلهفً شغوفً لرؤيتها وهي بثوبِ زِفافها،، لكن وجود والدتها وعماتها أمامها حجب عنهُ رؤيتها وما أن إقتربَ حتي إبتعدن الواقفات ليُفسحن لهُ المجال
و آزيحَ الستار من أمام عيناه ليظهر لهُ وجهها البهي وكأنهُ قمراً مُنيراً يشعُ ضياءً ويطغي بريقهُ بإشراقٍ ليُضئ المكانُ ويطفو عليه بسحرٍ وجاذبية
تسمر بوقفتهِ حين نظر إليها ،، أسرتهُ بجمالها الأخاذ وعيناها الساحرة خاطفة قلوب العُشاق بوهلتِها الأولي ،، شعر بشئٍ غريبً يحدث داخلهُ ،، هزة عنيفة إقتحمت قلبهُ فزلزلتهْ ،، رعشة سرت بداخل جسدهِ بالكامل ،، رغبه مُلحة تُطالبهُ بسحبها لداخل أحضانه وإشتِمام عَبيرُها ،،
نظر برغبة لشِفاها المُنتفخة بلونها القُرمذي المُميز والتي تُشبه حباة الكَرز الناضجة وتنتظر مُتذوقها ،، ومن غيرهُ سيتذوقها ويغوصُ بها ليأكُلها بتلذُذ وإستمتاع ،، إبتلع ريقهُ حين رفع ببصرهِ وهو يدقق النظر داخل عيناها الزرقاويتين الصافيه كمياة البحر
وما كان حالُها ببعيدٍ عنه،، بل علي العكس كانت تزيدُ عليه وتتخطاهُ بالعديدِ من المراحل ،،
نظرت لداخل عيناه وجدت بهما إعجابً لا،، ليس إعجابً بل هو إنبهارٍ وسِحراً بكل ما تحملهُ الكلمة من معني عميق ،، تمنت لو أن لها الحق في أن تنتفض من جلستها وتُلقي بحالِها داخل أحضانه والتي طالما حلُمت بها وتمنت
أخرجهما مما هُما علية صوت صباح التي صدح بإطلاق الزغاربد المُتتالية وهي تتحدث وتُجذبهُ من يدهُ ليجلس بجانب عروسِهْ الجميله : تعالي لبِس عروستك الشبكة يا قاسم
إستجمع حالهُ وتحمحم بشدة لينظف حنجرتهِ ثم نظر إلي عيناها ومد يدهُ إليها ليحتضن بها كفها الرقيق ويتلمسهُ بنعومة أذابت جسدِها ثم أردف قائلاً بنبرة هادئة : مبروك يا صفا
إبتلعت لُعابها وأجابتهُ بنعومة وهي تسحب بصرها عنه خجلاً : الله يبارك فيك
تحدث زيدان وهو ينظر إلي قاسم ليحثهُ علي التسرُع : يلا يا قاسم لبسها شبكتها بسرعه لجل ما تطلع علي شُجتها عشان ترتاح ،، يومها كان طويل والچو بدأ يبرد
أكدت علي حديثهُ عَليه التي تحدثت بنبرة قلقة علي إبنة غاليها : إيوة يا ولدي الله يرضي عليك خلص وطلعها لشُجتها حاكم الحريم كلوها بعنيهم اللي تندب فيها رصاصة
أومأ لهما برأسهِ وجلس بجانبها حين أمسكت ورد عُلبة من بين اربعة عُلب مليئة بالذهب البُندقي الخالص التي حَظيت بها صفا كهدايا،، بعضها كشبكتها من قاسم التي إختارتها هي بنفسها بصحبته مغصوبً ،، وبعضها هدية من چدتها رسمية والبعض من والدها زيدان
أمسك قاسم عُقداً قصيراً وجهزهُ لوضعهِ حول عُنقها حين إستدارت هي بظهرها لتعطي لهُ المجال وأقترب هو منها كثيراً حتي أنهُ إلتصقَ بها فقشعر بدنها سريعً وأنتفضت فضحكت ورد وصباح عليها،، أما هو فقرب شفتاه من آذنها وهمس لتهداتها : إهدي يا صفا ومتخافيش
إنتفض داخِلها وثار عليها وكادت أن تفقد وعيها من مُجرد همسهِ داخل آُذنها وكَرر تلك العملية مِراراً، ثم جاء دور خاتم الخُطبه الذي يجب أن يتم نقلهِ من اليد اليُمني إلي اليُسري حسب العُرف السَائر
إرتجفت يدها بمجرد لمستهِ،، لكنهُ أخرجها من حدة صوتهِ وهو يتحدث بتملل لكثرة ما تبقي من ذهب يجب عليه إلباسها إياه : خلاص يا چماعة كفاية اللي لبسته لحد دالوك،،