الفصل الرابع عشر
نظر بعينان مستسلمتان وقلبً يصرخ ألماً وروحً تئنُ وجعً،،علي من ملكت روحهُ وأستحوذت علي كيانهِ كاملاً،، حين بادلتهُ تلك المتيمة نظراتهُ بآُخري صارخة متألمة،، إنها " أشجان " إبنة خالتهِ بدور التي لم ولن يجدُ لها البديل بحياته،، حتي وبعد أن تزوج وأنجب طفلتهِ الجميلة إلا أن دائماً " للقلب أحكام"
وما كان حالها أفضل منه فقد شعرت بإنتفاضة داخل قلبها ورعشة سرت بجسدها بالكامل من مجرد نظراته،، وبرغم انها تزوجت رُغمً عنها من إبن عمتها إلا أنها مازالت تتنفسهُ عشقً
تزوجت وحملت في جنينها الأول وأنجبته عن قريب
نظرت إلية وأمالت برأسها قليلاً وحدثتهُ داخل نفسها،، أسعيدُ أنتَ لما وصلنا إليه بفضل ضعفك وأستسلامك ؟
لما تركتني فارس،، لما لم تتمسكُ بي كما كُنت دائماً توعدني،، أولم تقل لي لم أتركك مهما حدث،، ما الذي حدث يا رجُل حتي تسحب عهدك لي؟
كان يصرخُ ألماً من نظراتها المُلامة التي جعلتهُ يشعُر بعجزٍ مُهين لرجولتهِ
فقط ليس هما من يتألمان وحدهما ،، كانت عيونها تراقب لقاء السحاب هذا بقلبٍ يتمزقُ ألماً،، إنها عيون مريم التي تتمزق من الجهتين ،، السبب الاول وهو زوجها الذي لم يوليها أية إهتمام مُنذُ أن تزوجها وإلي الأن،، وعشقهِ الهائل لإبنة خالتهَِ الذي ما زال يستولي علي قلبهِ بالكامل وذلك ما آستشفتهُ للتو من بين نظراتهِ المتلهفه لها
وما بين إعتقادها أنها لو تزوجت قاسم كانت ستحيي حياةً طيبة علي الأقل ان قاسم لم توجد بحياتهِ إمرأةٍ آُخري ك فارس،، وهذا ما تعتقدهُ هي إلي الآن
إنتهت جلسة التصوير الخاصة بالعروسان وتحرك بها قاسم متجهً إلي المنزل كي تصعد هي إلي مسكنها الجديد ويعودُ هو إلي الإحتفال الخاص بالرجال الذي سيطول ما يتخطي الساعة
كانت تتحرك بجانبهِ متشابكه الأيدي معه وعلي الجانب الآخر تتمسك بيد أبيها الحنون ومن خلفهم جميع نساء العائلة اللواتي يزفهن بالأغاني التُراثية المتوارثة لدي نجعهم ،،
و ما أن إقتربوا من بوابة المنزل حتي وقفت الجَدة وتحدثت إلي نساء النجع والعائلة بوجهٍ صارم و هي تُشير بيدها للأعلي : بكفياكم لحد إكدة،، شرفتونا ونورتونا وعچبال عنديكم كلياتكم ،، يلا كل واحدة علي دارها لجل ما العرسان يرتاحوا
أماءت لها جميع الحاضرات و قاموا بإطلاق الزغاريد بحفاوة ثم أنطلقن كُلن علي دارها ،،
وكاد قاسم أن يتحرك بجانب صفا إلي الداخل أوقفتهُ الجَدة قائلة بنبرة حادة : و إنتَ كمَان يا قاسم بكفياك لحد إهني،، سيب صفا مع أمها تطلعها الشُجه وتطمن عليها براحتها وإنتَ عاود مع عمك زيدان لفرح الرچالة ،، زمان الضيوف عيسألوا عليكم
هز لها رأسهُ بموافقة ودلفت صفا بجانب ورد التي أمسكتها من يدها وعمتيها ونجاة وفايقة
أما الچدة ما زالت واقفة بجوار قاسم وزيدان وفارس الذي لازم شقيقةُ ولم يتركهُ وحيداً في ليلتة
وكاد قاسم أن يتحرك أوقفهُ زيدان قائلاً : إستني يا قاسم،،عايزك في كلمتين
نظر لهم فارس وأستأذن منهم وتحرك عائداً إلي الحفل ووقفت رسمية تتابع ما سيقال
أمسك زيدان كتف قاسم وتحدث بعيون متوسلة : أني إنهاردة ما سلمتكش بِتي لا،، أني سلمتك روحي ،، حتة من جلبي،، سلمتك أغلي حاچة في حياتي كلياتها ،،بتي وبت عمري كلاته ،، جلب أبوها الزينة الغالية ،، خلي بالك عليها زين يا قاسم
وأكمل بنبرة صادقة : طول عمري وأني بعتبرك كيف إبني اللي مخلفتوش ،، وعارف إنك عتحبني كيف أبوك ،، بس لو حَج عتحب عمك زيدان صُح وغالي عليك تحط صفا چوة عنيك ،، من إنهاردة إنتَ مش بس چوزها،،لا،، أني عايزك تُبجا أخوها وأبوها وخليلها وكل دِنيتها
واكمل بنبرة مختنقة بعبرة وقفت بحلقة وتحجرت بعيناة إمتثالاً لأوامر كرامته : صفا غلبانة وملهاش لا أخ ولا أخت يا قاسم،، عوضها وكون لها السند لجل ما أموت وأني مطمن عليها يا ولدي
وهُنا نزلت دموع رسمية الابية التي لم تزرُفها من قبل حتي علي أغلي الغوالي،، نزلت تأثراً بحديث صغيرها الغَالي التي حتي وان أظهرت جحودها وغضبها عليه إلا أنهُ مازال غاليها وصغيرها المفضل والمقرب إلي قلبها
إقتربت منه وأمسكت كف يده وشددت عليها كدعمٍ منها سعد هو به وشعر براحة كبيرة عندما نظر لعيناها ورأي بهما نفس ذات نظرت الحب والحنان الذي إفتقدهما لسنوات
عاد بنظرهِ مرةً آُخري إلي قاسم الواقف متأثراً بتلك اللحظة وأكمل زيدان ومازال ممسكً بكتف قاسم بكف يدهِ مشدداً عليه واليد الآخري تُمسكُها رسمية بدعم
زيدان مُطالباً قاسم بوعد وقسم : أوعدني إنك هتحافظ علي بِت عمك وتصونها و تحطها چوة عنيك يا ولدي
إنتفض داخل قاسم مُتأثراً بحديث عمهِ الصادق الذي وصلهُ من بين نبراتهِ الصادقه ،، خوف الأب علي إبنتهِ خشيةً من تقلبات الزمان